هزائم أوكرانيا أوصلت ماكرون إلى الجنون
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
ماكرون لا يستبعد إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا مع كل ما يعنيه ذلك من توسيع الصراع. حول ذلك، كتبت فاليريا فيربينينا، في "فزغلياد":
في فرنسا، وُصفت تصريحات رئيس البلاد إيمانويل ماكرون، التي قال فيها: "لا نستطيع استبعاد" إرسال "قوات غربية" إلى أوكرانيا بـ"الجنون".
وإلى حد ما، كان تشديد الخطاب نتيجة فشل هجوم القوات الأوكرانية المضاد، الذي حظي بتغطية إعلامية كبيرة، في العام 2023.
وحتى الآن، أعلن ماكرون عن إنشاء تحالف من الدول الأوروبية لتزويد أوكرانيا بصواريخ وقذائف متوسطة وطويلة المدى. كذلك، وفي أعقاب اجتماع باريس للدول الراعية لأوكرانيا، تم اعتماد اقتراح تشيكي، يقضي بشراء قذائف للجيش الأوكراني في جميع أنحاء العالم، وليس فقط في أوروبا.
وفي الواقع، أشار ماكرون في خطابه إلى استعداد فرنسا لتصعيد الصراع. وفي هذا، يشترك في وجهة النظر مع زميله البريطاني ريشي سوناك، الذي يدعو بالإضافة إلى ذلك إلى اتخاذ إجراءات أكثر جرأة بشأن مسألة مصادرة الأصول الروسية.
لكن المستشار الألماني أولاف شولتس، الذي لم ينس على ما يبدو كيف انتهت المواجهة العسكرية الأخيرة مع روسيا بالنسبة لألمانيا، يعترض بشدة على إرسال صواريخ توروس كروز إلى أوكرانيا.
وإذا تحدثنا عن فرنسا، فإن مبادرات ماكرون هناك قوبلت بردة فعل شديد القسوة من جانب السياسيين.
ليس الفرنسيون وحدهم لا يتفقون مع رئيسهم، بل وحلفاؤه في حلف شمال الأطلسي، لا يتفقون معه. فلا بولندا ولا السويد تعتزمان إرسال قواتهما إلى أوكرانيا. وحتى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، صرح، مباشرة، بعدم وجود مثل هذه الخطط.
ومن الواضح أن ماكرون أعلن عما يود القيام به، لكنه لا يستطيع تنفيذه، على الأقل في الوقت الحالي. ومن المستحيل أن نتصور أن تعمل القوات الفرنسية على الأراضي الأوكرانية بمفردها، خارج إطار حلف شمال الأطلسي، كما هو حال قوات الدول الغربية الأخرى.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أوروبا الاتحاد الأوروبي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا حلف الناتو إلى أوکرانیا
إقرأ أيضاً:
بعد استعدادها الانضمام للجيش.. ماذا تريد قسد من الإدارة السورية؟
دمشق- ما تزال المفاوضات بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) شمال شرق سوريا والحكومة في دمشق في حالة من الضبابية، رغم بعض التطورات الإيجابية التي برزت بعد الاجتماع الثلاثي بين قسد وجناحها السياسي (مسد) والإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا.
وصرحت قسد -في خبر نشرته على صفحتها بموقع "إكس" الثلاثاء الماضي- أن الاجتماع أكد الحرص على إنجاح الحوار مع دمشق وضرورة إيجاد حل للجزئيات والقضايا التي يتم النقاش عليها مثل "دمج المؤسسات العسكرية والإدارية، وعودة المهجرين قسرا إلى مدنهم، وحل جميع الأمور الخلافية الأخرى عبر الحوار والتوصل إلى آلية تنفيذ مناسبة".
وذكرت قسد أنه تقرر في الاجتماع البدء بسلسلة من اللقاءات المحلية في مدن شمال وشرق سوريا، وكذلك مع ممثلي ونخب المجتمع، بهدف تحقيق المشاركة الفعالة والشاملة لجميع المكونات في العملية السياسية.
كما شددت على الوصول إلى ما أسمتها "عملية وقف إطلاق النار كضرورة لا بد منها للتقدم في الحوار" داعية الإدارة في دمشق إلى تحمل مسؤولياتها بما يخص ذلك.
ويُعد انضمام قوات قسد إلى الجيش السوري والاندماج فيه من أكثر القضايا التي كانت عالقة بين الطرفين عبر تفاوض يجري من خلال وسطاء.
إعلانوالإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا منطقة سوريّة تمتدّ شمال وشرق البلاد أُنشئ فيها حكم ذاتي بحكم الأمر الواقع. وتسيطر على المنطقة قوات "قسد" وتشمل أجزاء من محافظات الحسكة والرقة وحلب ودير الزور.
وهذه منطقة متعددة الأعراق وموطن لسكان من العرب والكرد والسريان والآشوريين، مع مجموعات أصغر من التركمان والأرمن والشيشان والإيزيديين.
الانضمام للجيشوفي الوقت الذي تعمل فيه حكومة دمشق على هيكلة وزارة الدفاع ودمج الفصائل وتقسيمها لفرق عسكرية، وبالتزامن مع ملاحقة فلول النظام المخلوع، تبقى مناطق شمال شرق البلاد خارج سلطة الدولة مع استمرار المفاوضات بين الطرفين بشكل مباشر وغير مباشر.
وفي حديث خاص للجزيرة نت، قال علي رحمون عضو الهيئة الرئاسية بمجلس "مسد" إن موافقة "قسد" على أن تكون جزءا من الجيش السوري "نقطة إيجابية وهامة جدا" وبعد تشكيل الهيئة أو اللجنة التي ستشكل الجيش السوري المستقبلي يمكن مناقشة شروط وآليات وشكل الانضمام.
وأضاف أن "الضبابية التي تكتنف الجيش السوري لليوم تجعلنا نتساءل لمن ستنضم قوات سوريا الديمقراطية؟ لأن هذا يعني أن الأخيرة يجب أن ترمي سلاحها في ظل المعارك التي ما تزال دائرة على أطراف منبج وسد تشرين من قبل فصائل الجيش الوطني" (تشكيل عسكري يضم عددا من الفصائل المعارضة، وتأسس عام 2017 بدعم تركي).
ورشّح رحمون أن يتم الإعلان عن لجنة أو هيئة تابعة للدولة السورية مهمتها تنظيم ووضع الأُسس والشروط لشكل الانضمام للجيش، والبحث في آليات الانضمام بكل التفاصيل والجزئيات.
وبالفعل، ذكر قائد "قسد" مظلوم عبدي أن اتفاقا حصل بينهم وبين حكومة دمشق تم من خلاله تشكيل لجنتين فنيتين للتنسيق في الشؤون العسكرية والمدنية.
ولفت إلى أن قوات "قسد" جزء من سوريا، وتريد الحفاظ على وحدة البلاد، وأن "الخلاف مع دمشق يكمن في كيفية التعامل مع المرحلة الانتقالية وتفاصيل العملية والأدوات التي سنستخدمها معا وجدولها الزمني".
إعلانوفي سياق متصل، قال رحمون إنه وخلال الاجتماع الثلاثي، أُعلن عن النية بسحب المقاتلين الأجانب من منطقة شمال وشرق سوريا كخطوة لتعزيز السيادة الوطنية والاستقرار، وهي خطوة طالبت بها الإدارة السورية.
مؤسسات الدولةوبحسب تصريح رحمون للجزيرة نت، اتخذت الإدارة الذاتية شمال شرق البلاد خطوة إيجابية بالاستعداد لتسليم المعابر والدوائر الرسمية للدولة السورية. ولكنه قال إن "الحكومة السورية المؤقتة ليس لديها حتى الآن تصور كيف سيتم استلام إدارة هذه المؤسسات شرق سوريا، لذلك هناك حاجة لتشكيل لجان على المستوى التعليمي والإداري والاقتصادي من خلال إجراء حوارات بين الحكومة السورية والإدارة الذاتية".
وقال رحمون إن اللقاء الأول بين الجنرال عبدي وأحمد الشرع كان مباشرا وبوجود وسطاء. بينما أكد مصدر مطلع للجزيرة نت أن اللقاء بين الرجلين كان في مطار الضمير العسكري بحضور قوات أميركية.
وأضاف المصدر أن الاجتماع الثنائي كان وديا وإيجابيا، ووعد الشرع بـ"حل هموم الأكراد بلغة لا غالب ولا مغلوب" وكان اللقاء إيجابيا وتكلم الرئيس مع عبدي باللغة الكردية.
مؤتمر الحوار الوطنيمن ناحية أخرى، شدد رحمون على أن "إقصاء الإدارة الذاتية ومجلس سوريا الديمقراطية وقوات سوريا الديمقراطية، بعدم توجيه دعوة لهم لحضور مؤتمر الحوار الوطني، ليست في صالح الإدارة المؤقتة لأن مناطق شمال شرق الفرات جزء من سوريا، وقوات سوريا الديمقراطية جزء من الجيش السوري".
وأضاف أن هذا الإقصاء غير مستحب من جهة، وخاطئ من جهة ثانية، وهو ما دفع باتجاه زيادة الشرخ بين المكونات السورية على المستوى السياسي والمجتمعي وحتى الاقتصادي.
وبدوره، ردّ الناطق الرسمي باسم لجنة مؤتمر الحوار الوطني حسن الدغيم بالقول إن الدعوات لحضور المؤتمر وجهت لأشخاص وطنية ومؤثرة وصاحبة كفاءة وتخصص "وليس على أساس كيانات أو أحزاب أو تنظيمات عسكرية".
إعلان