غزة تحصي أكثر من 30 ألف شهيد وسط مباحثات الهدنة وخطر المجاعة
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
استشهد أكثر من 30 ألف شخص في غزة منذ اندلاع الحرب بين الاحتلال وحركة حماس قبل أكثر من أربعة أشهر، وفق ما أعلنت وزارة الصحة التابعة للحركة الخميس، في وقت يواجه سكان القطاع وضعا إنسانيا مأسويا وخطر المجاعة مع استمرار المباحثات بشأن هدنة محتملة.
ويتزايد القلق الدولي بسبب الظروف التي يعيشها أكثر من مليوني شخص في القطاع منذ اندلاع الحرب بين الاحتلال وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من تشرين الاول/أكتوبر الماضي.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة للحركة الخميس أن حصيلة هذه الحرب، وهي أساسا الأكثر حصدا للأرواح بين الحروب الخمس التي شهدها قطاع غزة مذ سيطرت عليه حماس عام 2007، تخطت 30 ألفا معظمهم من المدنيين.
وقال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة إنّ “عدد الشهداء تجاوز الـ30 ألفاً” بعدما وصل إلى المستشفيات ليل الأربعاء الخميس “79 شهيداً، غالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السنّ”.
“التحرك الفوري”وحذّرت الأمم المتحدة هذا الأسبوع من “مجاعة واسعة النطاق لا مفرّ منها تقريبا” تهدد 2,2 مليون شخص يشكّلون الغالبية العظمى من سكان القطاع، لا سيما في شماله.
وأعلن أشرف القدرة الخميس “استشهاد طفلين في مجمع الشفاء الطبي (في شمال غزة) نتيجة الجفاف وسوء التغذية”، مطالبا “المؤسسات الدولية بالتحرك الفوري لمنع الكارثة الإنسانية شمال قطاع غزة”.
وسبق للمنظمات الدولية أن حذّرت من أن المساعدات التي تدخل القطاع شحيحة جدا ولا تكفي حاجات السكان.
ولم تتمكن أي قافلة من الوصول إلى شمال قطاع غزة منذ 23 كانون الثاني/يناير، بحسب الأمم المتحدة التي تندد بالعرقلة التي تفرضها سلطات الاحتلال.
ودعت الولايات المتّحدة، أبرز داعمي الاحتلال سياسيا وعسكريا في هذه الحرب، الدولة العبرية الى فتح المزيد من المعابر لإيصال المساعدات.
وقالت مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية سامنثا باور خلال زيارة لمعبر كرم أبو سالم بين الاحتلال وقطاع غزة “إننا نتحدّث مع المسؤولين الإسرائيليين حول ضرورة فتح مزيد من المعابر ومزيد من الممرّات إلى غزة حتى تتسنّى زيادة المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها بشكل كبير. هذه مسألة حياة أو موت”.
غلاء ومعاناةوتدخل غالبية المساعدات الى القطاع برّا عبر معبر رفح الحدودي مع مصر، بعد أن تخضع للتفتيش من قبل الاحتلال.
ومنذ أسابيع، تلوّح الدولة العبرية بشنّ عملية برية في رفح التي أصبحت الملاذ الأخير لنحو 1,5 مليون فلسطيني نزحوا من مناطق أخرى في القطاع. وكرّر رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتانياهو بأن اجتياح المدينة لا مفرّ منه لتحقيق “نصر كامل” على حماس، مشيرا الى خطة لإجلاء المدنيين منها.
وفي مؤشر إضافي على الصعوبات في رفح التي باتت مكتظة بالسكان وتنتشر فيها المخيمات العشوائية لإيواء النازحين، نزل العشرات الى الشوارع احتجاجا على ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وفق ما أظهرت أشرطة فيديو لفرانس برس. وقام المحتجون بإحراق الإطارات وما توافر من مواد للتعبير عن غضبهم.
وقال خميس شلاح النازح من مدينة غزة “كيلو السكر اليوم بين 80 و100 شيكل (20-25 يورو)، الخميرة اليوم بمئة شيكل. أين الحكومة؟… لا سائل ولا مسؤول. أحضرونا من غزة الى هنا ليطعمونا ويشربونا أم ليذبحوننا؟”.
بدوره، قال عبد الرحمن أبوخضر “الوضع صعب في غزة… لا يوجد أكل أو شرب”.
مباحثات متواصلةفي الأثناء، تواصل قطر والولايات المتحدة ومصر جهود الوساطة بين الاحتلال وحماس سعيا لهدنة قبل بدء شهر رمضان في 10 أو 11 آذار/مارس، تتيح الافراج عن رهائن المحتجزين داخل القطاع وإدخال مزيد من المساعدات.
ويجري الحديث عن هدنة مدتها ستة أسابيع تطلق خلالها حماس سراح 42 أسيرا من النساء والأطفال دون سن 18 عاما إلى جانب المرضى والمسنين، بمعدل رهينة واحدة في اليوم مقابل إطلاق سراح عشرة معتقلين فلسطينيين من سجون الاحتلال. وتطالب حركة حماس بزيادة عدد شاحنات المساعدات التي تدخل إلى قطاع غزة.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أشار خلال مقابلة في برنامج على شبكة “إن بي سي”، إلى أنّ شهر “رمضان يقترب وهناك موافقة من الاحتلال على وقف العمليات خلال رمضان من أجل إعطائنا الوقت لإخراج جميع الرهائن”.
ورغم المحادثات، قال وزير دفاع الاحتلال يوآف غالانت “نحن نبذل كل ما في وسعنا لإعادة الرهائن. وأعتقد أن الضغط العسكري سيعيد المزيد من الرهائن”.
ويأتي ذلك في وقت طالب نحو 150 إسرائيليا بإبرام اتفاق يتيح الإفراج عن الرهائن، وبدأوا الأربعاء مسيرة تستمر أربعة أيام من بلدة رعيم في جنوب إسرائيل إلى القدس.
وفي موسكو تبدأ وفود تمثل معظم الفصائل الفلسطينية الخميس اجتماعاً بدعوة من الحكومة الروسية بهدف تحقيق مصالحة وتشكيل حكومة وحدة وطنية.
وقال مصطفى البرغوثي، الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، من موسكو لتلفزيون قطر الرسمي، إنّ “الهدف المركزي الأول هو طبعاً كيفية توحيد الصف الفلسطيني في مواجهة التحديات الراهنة”.
وأضاف أنّ “إحدى النقاط الأساسية التي سوف تناقش بالتأكيد هي موضوع حكومة وفاق وطني أو وحدة وطنية يمكن أن تشكّل لسدّ الطريق على مؤامرات نتانياهو في فرض تصوراته الخاصة بتكريس احتلال قطاع غزة أو إيجاد حفنة من العملاء ليعملوا تحت إشراف احتلاله”.
وكان وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي قال الأربعاء إن حماس تدرك ضرورة تشكيل حكومة تكنوقراط بدلا من ائتلاف يضم حركة المقاومة الإسلامية.
وأوضح خلال مؤتمر صحافي في جنيف “أعتقد أن حماس تفهم ذلك، وأعتقد أنها تؤيد فكرة تشكيل حكومة تكنوقراط اليوم” مرتكزة على خبراء يمكنهم “نقل البلاد برمّتها إلى مرحلة انتقالية”.
وأضاف “قبل أي شيء، ما يجب فعله هو معرفة كيف ننقذ الوضع وحياة الفلسطينيين الأبرياء وكيف نوقف هذه الحرب العبثية ونحمي الشعب الفلسطيني”.
وانضمّت نيوزيلندا الخميس إلى الدول الغربية التي تصنّف حماس بأكملها “كياناً إرهابياً”، معتبرة أنّ هجومها الأخير قضى على أيّ إمكان للتفريق بين جناحيها السياسي والعسكري.
شهيد في الضفةوأثارت الحرب في غزة مخاوف من اتساع نطاق التصعيد على جبهات عدة، منها الضفة الغربية المحتلة حيث تزايدت التوترات منذ تشرين الأول/أكتوبر، أو الحدود بين لبنان والاحتلال حيث يتمّ تبادل القصف يوميا بين حزب الله والدولة العبرية، وصولا الى البحر الأحمر حيث ينفّذ الحوثيون هجمات تطال حركة الملاحة دعما للفلسطينيين في غزة.
وليل الأربعاء، استشهد فلسطيني برصاص جيش الاحتلال خلال اشتباكات دارت في بلدة بيت فوريك الواقعة شرق نابلس في الضفة الغربية المحتلة، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية.
وقالت “وفا” إنّه خلال تنفيذ جيش الاحتلال عملية في البلدة دارت مواجهات أصيب خلالها بشار حنني برصاصة في البطن نُقل على إثرها إلى مستشفى بنابلس حيث ما لبث أن فارق الحياة.
كما نفّذ جيش الاحتلال ليل الأربعاء عمليات في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية ولا سيما قرب جنين والخليل وطولكرم وقلقيلية، وفقاً لوفا.
ومع اقتراب شهر رمضان، حضّت الولايات المتحدة الاحتلال على السماح للمصلّين من الضفة بالوصول إلى المسجد الأقصى في القدس، بعدما دعا الوزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير إلى منعهم من ذلك خلال الشهر.
من جهتها، دعت حركة حماس إلى تحرك جماهيري في الأقصى مع بداية رمضان.
وفي جنوب لبنان، استشهد ليل الأربعاء شخصان في قصف صهيوني أتى بعد ساعات من إعلان حماس أنها أطلقت عشرات الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه شمال الدولة العبرية.
المصدر أ ف ب الوسومالاحتلال الإسرائيلي فلسطين لبنانالمصدر: كويت نيوز
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائيلي فلسطين لبنان بین الاحتلال قطاع غزة أکثر من فی غزة
إقرأ أيضاً:
نتنياهو: التسريبات الأخيرة تضمنت معلومات حساسة تعزز موقف حماس
زعم رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، السبت، أن جهات داخلية وخارجية سرّبت معلومات وصفها بـ"الحسّاسة"، ساهمت بـ"تقويض" أمن دولة الاحتلال الإسرائيلي.
ودعا نتنياهو إلى فتح تحقيق موسّع ضد وسائل إعلام دولية يشتبه "بتورطها" في نقل تلك المعلومات.
في المُقابل، يواجه نتنياهو تُهم المعارضة بالوقوف خلف تسريب الوثائق، من أجل تخفيف الضغط على حكومته، والتهرّب من المسؤولية عن إفشال جهود التوصل إلى اتفاق لتبادل أسرى.
وقال نتنياهو، خلال مقطع مسجل مدته تزيد على دقائق، نشره مكتبه: "التسريبات الأخيرة خرجت من المجلس الأمني المصغر، ومنحت معلومات ذات قيمة كبرى لأعدائنا".
وأضاف أن "التسريبات التي طالت اجتماعات المجلس الوزاري المصغر (الكابينيت) والفريق المفاوض تضمنت معلومات عسكرية حساسة، ما تسبب في تعزيز موقف حركة حماس، وإلحاق أضرار كبيرة بالأمن الإسرائيلي".
وزعم نتنياهو أن التسريبات الأخيرة "ليست مجرد تجاوزات عادية، بل هي محاولة متعمدة للإضرار بسمعته الشخصية وتفعيل ضغوط سياسية عليه"، فيما دعا إلى "التحقيق مع وسائل إعلام دولية".
وزعم أنها "لعبت دورا في نشر التسريبات"، حيث ادعى في الوقت نفسه أن هذه الوسائل "ساهمت في تقويض الأمن القومي الإسرائيلي، وتشويه صورته أمام العالم".
ودافع نتنياهو عن فلدشتاين، بالقول: "هو شخص وطني، لا يمكن أن يمس بأمن إسرائيل".
وبحسب إعلام عبري رسمي، كانت النيابة العامة الإسرائيلية، الخميس الماضي، قد قدّمت لائحة اتهام ضد المتهم الرئيسي بقضية التسريبات داخل مكتب نتنياهو، إيلي فلدشتاين، كان أبرزها "تسريب معلومات سرية، بنيّة الإضرار بأمن الدولة".
وفي السياق نفسه، خلال الأيام القليلة الماضية، تداولت وسائل إعلام عبرية، من بينها صحيفة "هآرتس"، أنباء تبرز أنّ نتنياهو تحدث مع المتّهم فلدشتاين، قبل فترة قصيرة من حدوث عملية التسريب.
والخميس الماضي، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال دوليتين، بحق نتنياهو ووزير حربه السابق، يوآف غالانت، بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال الإبادة المتواصلة التي ترتكبها دولة الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، لأكثر من عام كامل.
وبدعم أمريكي، تشن دولة الاحتلال الإسرائيلي حرب إبادة جماعية على كامل الأهالي في قطاع غزة المحاصر، أسفرت عن أكثر من 148 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.