قال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بأن رؤساء الكنائس المسيحية كافة قد اعلنوا في مدينة القدس بأن الاحتفالات بمناسبة عيد الميلاد المجيد سوف تكون مقصورة فقط على الصلوات والقداديس داخل الكنائس من اجل الصلاة والدعاء لكي تتحقق العدالة المغيبة في هذه الارض المقدسة.
وهذا قرار حكيم ومسؤول من رؤساء الكنائس المسيحية في القدس وسائر الاراضي المقدسة يدل على اننا لا يمكننا ان نتجاهل آلام ومعاناة شعبنا وما يتعرض له المدنيون في غزة ولكنها في نفس الوقت رسالة تطلقها الكنائس المسيحية إلى كل انسان حر في هذا العالم وخاصة للمرجعيات الروحية كلها بضرورة العمل من اجل ان تتوقف الحرب، لا بل ضرورة ان يكون هنالك صوت مسيحي في عالمنا يدافع عن الشعب الفلسطيني المظلوم وقضيته العادلة ويطالب بأن تتحقق العدالة في هذه الارض التي غُيبت منها العدالة وبسبب غياب العدالة وصلنا إلى ما وصلنا اليه اليوم.


لا يمكن لهذا الوضع ان يستمر وان نبقى في دائرة الحروب والعنف والقتل فشعبنا الفلسطيني يستحق ان يعيش بحرية وكرامة مثل باقي شعوب العالم وكما يحق لكل انسان ان ينعم بالحياة في هذا العالم يحق لشعبنا ايضا ان ينعم بالحياة التي هي هبة الهية والا يكون هذا الشعب معرضا بشكل دائم ومستمر لسياسات القمع والبطش والاستهداف والاضطهاد.
ان ما حدث في غزة انما يدل على فشل المنظومة الدولية في ايجاد حل للقضية الفلسطينية فقد اشبعونا خطابات عن سلام لم يتحقق والسبب في ذلك هو الاحتلال الموغل بوحشية في دماء ابناء شعبنا في اطار سياسة انتقامية عنصرية باتت تتكشف امام العالم وبات الكثيرون في عالمنا يدركون جسامة الظلم الواقع في بلادنا والذي يعاني منه شعبنا.
نتمنى ان تكون حقبة ما بعد الحرب حقبة يعمل فيها اصحاب القرار في هذا العالم من اجل تحقيق امنيات وتطلعات الشعب الفلسطيني فحل القضية الفلسطينية لا يمكن ان يكون من خلال تصفيتها كما يريد البعض بل من خلال تحقيق امنيات وتطلعات وثوابت شعبنا الفلسطيني الذي يستحق العيش الكريم وبحرية في وطنه وفي ارضه المقدسة.
نتمنى ان تكون هذه اخر حرب ولكي تكون اخر حرب يجب ان تكون هنالك خطوات عملية وجدية ومسؤولة من اجل حل عادل للقضية الفلسطينية، فالفلسطينيون الذين عانوا من النكبات والنكسات والحروب يستحقون ان يعيشوا حياة افضل.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: من اجل

إقرأ أيضاً:

الساعون إلى منع حرب إسرائيل على لبنان لن ييأسوا

على رغم الأجواء الملبدّة التي تنذر بشنّ إسرائيل حربًا واسعة وشاملة على لبنان، وعلى رغم الجو الإعلامي المرافق لرفع الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله من مستوى خطابه التحذيري، الذي طاولت "شظاياه" نيقوسيا، فإن الذين يعملون على خطّ إبعاد شبح هذه الحرب، التي لن تكون لمصلحة أحد، وإن كان "حزب الله" لا يزال يمسك بندقيته من وسطها من خلال تأكيده الدائم أنه لا يسعى إلى هذه الحرب، ولكنه في الوقت ذاته يعلن أنها لا تخيفه، وهو مستعدّ لها بكامل جهوزيته العسكرية وكأنها واقعة اليوم قبل الغد.
فالجبهتان اللبنانية الجنوبية والإسرائيلية الشمالية تشهدان سباقًا محمومًا بين التصعيد والتهدئة، مع تزايد الرسائل الديبلوماسية التي تصل إلى لبنان من دول شقيقة وصديقة عن أهمية الاستجابة للمساعي الدولية الهادفة إلى تجنيب لبنان حربًا واسعة، قد تؤدي إلى تداعيات خطرة على كل المنطقة، إذ أنها لن تكون محصورة بجزء منفصل من لبنان، بل ستطال شظاياها المباشرة وغير المباشرة معظم دول المنطقة، وبالتالي فإن التحذير الذي وجهه نصرالله إلى قبرص يدخل في هذا السياق التمددي لمفاعيل الحرب، التي تُقرع طبولها في تل أبيب على وقع نتائج ما يمكن أن تسفر عنه الحرب الأخرى على رفح.
وعلى رغم هذا الجو الآخذ في الاحتقان فإن الساعين إلى فرملة دفع لبنان إلى الانزلاق إلى حرب قد تكون قاضية هذه المرة لأنها تأتي في الوقت الغلط، إذ أن اللبنانيين المثقلين بهذا الكمّ الهائل من المشاكل الوجودية والاقتصادية والاجتماعية ليس في مقدورهم أن يتحمّلوا وزر ما يمكن أن تكون عليه نتائج هكذا حرب مدمرة، لن يثبط كل هذا الضجيج الإعلامي وكثرة الشائعات المغرضة من عزيمتهم. فهم لن يوفروا أي  جهد في محاولاتهم الحثيثة لإنضاج فكرة تحييد لبنان وعدم زجّه في حرب لا ناقة له فيها ولا جمل، وهو البلد العربي الوحيد، الذي يتحمّل ما لا قدرة للآخرين على تحمّله ثمنًا لدعمه بالحديد والنار فلسطينيي قطاع غزة، فيما يكتفي كل الآخرين بالدعم الإعلامي والتضامن المعنوي.  
ويأتي رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على رأس قائمة الساعين إلى نزع فتيل الحرب على رغم عدم الجزم بأي احتمال في شأن اقتراب خطر اندلاعها بين إسرائيل و"حزب الله"، وقد كان لقاؤه مع أمين سر حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين مناسبة وجّهت فيها أنظار العالم إلى الخطر المحدق بلبنان، خصوصًا أن المعلومات المتوافرة مما يبثه الاعلام الغربي من شائعات، وآخرها ما صدر في جريدة "التلغراف" البريطانية بالنسبة إلى وجود صواريخ لـ "حزب الله" مخبأة في مطار رفيق الحريري الدولي، يشي بأن التحضيرات من الجانب الإسرائيلي لشن هذا النوع من الحروب قد أصبحت على قاب قوسين أو أدنى.
 
فسياسة الهروب الى الامام الذي يتبعها رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو تسرّع من وتيرة الاقتراب إلى ساعة الصفر، إلاّ أن هذا الأمر لا يعني أن الساعين إلى السلام، ومن بينهم لبنانيون حريصون على وحدة الشعب والأرض، سيتخّلون عما يقومون به من جهود لعل وعسى، وهم المؤمنون بأن لغة العنف لن تولدّ سوى المزيد من العنف والدم والدمار والحرائق، التي "تأكل" الأخضر واليباس.
 فصرخة هؤلاء لن تكون في وادٍ، بل سيكون لها مفاعيل أقوى من الضجيج الإعلامي، وأكثر فعالية من الأصوات الغريبة التي تدعو إلى الحرب، على حدّ ما يقوله بعض المتفائلين، الذين لا يزالون يعتقدون أن المجتمع الدولي لن يقف متفرجًا على ما يمكن أن تقوم به إسرائيل، وإن كان يحمّل في جزء من مسؤولية تبعات التحضير لأجواء الحرب لـ "حزب الله". المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • عقار يلتقي وفد الكنيسة الأسقفية ويشدّد على خطوة
  • لماذا التردد في تسمية الحكومة في السودان؟
  • الحروب بالوكالة: حزب الله وقبرص
  • منبهة من صراع ديني.. الخارجية الفلسطينية تعلن رفضها فرض إسرائيل ضرائب على الكنائس في الأراضي المقدسة
  • الخارجية الفلسطينية تعلن رفضها لفرض الاحتلال ضرائب على الكنائس في الأراضي المقدسة
  • درة تاج العدالة الاجتماعية.. تعرف على أهم جهود مبادرة "حياة كريمة"
  • وقديما كان في الناس الحسد .. الدكتور حارث ادريس افضل رئيس وزراء للسودان
  • الساعون إلى منع حرب إسرائيل على لبنان لن ييأسوا
  • ترامب: بايدن لا يستحق أن يكون رئيسا والأمر لا يحتاج لمناظرة
  • من وعي كلمة السيد القائد حول آخر المستجدات 27 يونيو 2024م