موافقة حكومية على انشاء 5 مستشفيات في محافظة عراقية
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
الاقتصاد نيوز - بغداد
أعلنت دائرة صحة بابل موافقة وزارة الصحة على إنشاء خمسة مستشفيات في المحافظة لمعالجة الحالات الطارئة للمواطنين
مدير عام صحة بابل الدكتور حيدر عبر الأمير البيرماني ذكر، أن "الموافقة على إنشاء هذه المستشفيات ستسهم بشكل كبير بتخفيف الزخم الحاصل على مستشفيات مركز مدينة الحلة، مؤكدا المباشرة بتنفيذها قريبا، لا سيما بعد أن تم توقيع العقود الخاصة بكل من مستشفى ناحيتي السدة بمساحة 9 دونمات وبواقع 100 سرير على حساب القرض الصيني الوزاري، ومستشفى ناحية النيل ضمن مشروع تنمية الأقاليم والخطة الاستثمارية للمحافظة بسعة 50 سريرا، بينما بقية المستشفيات حاليا هي بطور إكمال متطلبات وفحص التربة واستملاك الأراضي والتخصيص
المالي".
وأشار إلى أن "ثالث المستشفيات يقع في قضاء الهاشمية وسيشيد على مساحة تبلغ 10 دونمات وبواقع 200 سرير، بينما الرابع سيبنى في المحاويل بطاقة استيعابية تصل إلى 200 سرير، فيما المستشفى الأخير يقع في قضاء الكفل وسيشيد على مساحة 10 دونمات وبواقع 100 سرير".
وأكد مدير عام الصحة، أنها "تحتاج لملاكات، خاصة أن بابل تعاني من نقص في عدد أطباء التخدير والطبابة العدلية وجراحة الصدر، الأمر الذي يتطلب حلا من خلال تخصيص مبلغ مالي للتعاقد مع أطباء أجانب لسد النقص في هذه الاختصاصات"...
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار
إقرأ أيضاً:
قال عثمان ميرغني “هذا خيال علمي من عندي” ولم يصدقه أحد (1-2)
عبد الله علي إبراهيم
ملخص
(اختبرت مقالة عثمان عن غير قصد مسبق بؤس التوقع في نهوض القوى المدنية السودانية بإرادة وطنية لإنهاء الحرب. فإذا اشتكى المجتمع العالمي من انقطاع التفاهم بين الأطراف المتحاربة في حومة الوغى فلن يسعد بالمجتمع المدني الذي ينعم بحال ما بعد بابلية في قول هيدت).
وجد الأكاديمي عالم النفس الاجتماعي الأميركي جوناثان هيدت في قصة بابل المروية في "سفر التكوين" مماثلاً في واقع أميركا الحطيم في عصر دونالد ترمب. وأهل بابل قوم اتفقوا على بناء برج عالٍ يبلغ السماء طولاً، ولم يقبل الرب منهم ذلك، فمسخ ألسنتهم حتى لم يعُد أحد يفهم مقالة أحد آخر، وبطل بناء البرج بالنتيجة. وهكذا قضى الرب عليهم ألا يتواصل بعضهم مع بعض وأن يعيشوا في حال من عدم التفاهم المتبادل. وبناء على قصة برج بابل هذه، قال هيدت إنهم يعيشون في أميركا عصر ما بعد بابل الذي الغضب فيه هو منتهى الفحولة، ويذهب الأداء المسرحي فيه بالكفاءة والمتانة، ويغلب فيه "تويتر" على صحف أميركا قاطبة، وكفت به القصص من أن تروج (أو أن تكون لها أقله المصداقية) إلا من كسارات منها هنا أو هناك. وعليه، فالحقيقة لم تعُد تجد الذيوع الكبير والقبول.
المسرح السوداني
وكان السودان في الأسبوع الماضي مسرحاً لعصر ما بعد بابل، أي العصر الذي تطبق فيه على الناس حال عدم التفاهم المتبادل، وكان بطل الواقعة التي تقطعت أسباب التواصل بين الناس بسببها هو رئيس تحرير جريدة "التيار" عثمان ميرغني.
اختبرت كلمة لعثمان السبت الماضي المياه في قول الأعاجم، لنرى منها، وإن لم يقصد إلى هذا، إن كان بوسعنا الاتكال على الإرادة المدنية الوطنية التي نزكيها كمناط الرجاء في إنهاء الحرب في السودان. فكتب كلمة على لسان الفريق أول عبدالفتاح البرهان، القائد العام للقوات المسلحة ورئيس مجلس السيادة، دعا فيها القوى السودانية كافة إلى مؤتمر يعقد في منتجع "أركويت" بولاية البحر الأحمر. وأركويت بلدة على جبال البحر الأحمر اتخذها الإنجليز مصيفاً، ثم صارت بعدهم فندقاً لقضاء شهر العسل، ثم صارت منتجعاً لعقد المؤتمرات العلمية والسياسة.
ونص القرار على أن تبحث هذه القوى السياسية بنداً واحداً هو تشكيل المجلس التشريعي الذي سيخرج منه مجلس للوزراء بالشروط والنسب التي يتوافق عليها المجتمعون. وسأل البرهان هذه القوى أن تفرغ من تكوين هذا المجلس خلال شهر ليكون عام 2024 آخر الأحزان السودانية، وينفتح طريق جديد نحو مستقبل مشرق زاهر. ومن اختصاص المجلس التشريعي المقترح تكوين هيئة عليا للسلام، أو بأي اسم آخر، مستقلة تدير ملف السلام بقانون خاص يجيزه المجلس لتحديد صلاحياتها وتنظيم أعمالها. واقترح البرهان عليها بغير إلزام أن يتم التمثيل في المجلس التشريعي المقترح، على نواب عن القطاعات مثل قطاع القانونيين والقوات المسلحة والأحزاب السياسية والمعلمين والرعاة والمزارعين وهلم جرا. ولضمان انعقاد المؤتمر أمّن البرهان للأحزاب عدم الملاحقة السياسية لأي من كان ولأي سبب، ومن ذلك تجميد الإجراءات القانونية التي أعلن النائب العام عنها قبل أشهر عدة ضد بعض السياسيين والناشطين والصحافيين. وسيوجه مجلس السيادة الدعوة إلى ممثلي بعض الدول لحضور الجلسة الافتتاحية للمؤتمر لتأكيد رغبة السودان في فتح صفحة جديدة من الدخول في الشراكة مع المجتمعين الدولي والإقليمي.
"خيال علمي"
لم يحل قول عثمان في صدر كلمته "هذا خيال علمي من عندي" من دون "تواطؤ" أطراف الخصومة السياسية عندنا على أنها الحق عن البرهان، ولم يعن البرهان نفسه في الكشف عن "الخيال العلمي" الصحافي من وراء ما ذاع عنه. فاكتفى في كلمة ألقاها أمام مؤتمر نساء شرق السودان الإثنين الماضي بتكذيب الحديث عن دعوة نُسبت إليه عن عقد مؤتمر للقوى السياسية، وأضاف "ليست هناك تسوية سياسية مع أي جهة سياسية. وما يشاع في هذا الخصوص عار من الصحة تماماً". وبالطبع الكلمة المنسوبة إليه ليست مما يدرأ بالتكذيب لأنها مكذوبة "في مسماها"، كما نقول، أي من عثمان في أصل منشأها.
كانت القوى المنسوبة لـ"تقدم" بصورة أو أخرى هي التي احتفلت بكلمة البرهان المختلقة لم يساورها الشك في مصداقيتها على أن ذلك لم يكُن يتطلب أكثر من قراءة حتى ولو عجلى لكلمة عثمان، "هذا خيال علمي من عندي"، بل نقل أحدهم عبارة عثمان نصاً ليعلق بعدها مباشرة بقوله "هل مجلس السيادة غير الشرعي يمكن أن ينظم أو ينتج شيئاً شرعياً. أعتقد بأن هذه إحدى أباطيل الكيزان". وعلق آخر تحت نص كلمة عثمان عن البرهان بـ"عبث" وهو عبث بالفعل أو قريباً منه. فجاء الزول (الرجل) بما يفيد باختلاق النص، ولكن صاحب الحاجة أرعن. فغلبت حاجته لمعارضة البرهان على أن يعتبر بما جاء به هو نفسه عن اختلاق النص. وجددت المقالة المكذوبة ذِكراً لنظام الإنقاذ سوداء أعاد البرهان، المعدود مخلب قط للكيزان، إنتاجها. فكتب النور حمد، الأكاديمي، يقول إن دعوة البرهان التي قدمها لحوار القوى السياسية لا يستثني أحداً محاولة لإعادة "حوار الوثبة" المقبور، بل بصورة باهتة ميتة. و"حوار الوثبة" هو ما دعا إليه الرئيس المخلوع عمر حسن أحمد البشير القوى السياسية عام 2015 للتواثق على "وطن يسع الجميع"، وقاطعه من الأحزاب من قاطعه وانخذل بعض من شاركوا فيه لإدارته ومخرجاته. ونواصل.
ibrahima@missouri.edu