الجزيرة:
2024-09-08@08:57:24 GMT

فلنتحدث بلغة تفهمها إسرائيل

تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT

فلنتحدث بلغة تفهمها إسرائيل

هجمات الإبادة التي تشنها إسرائيل ضد شعب غزة الأعزل وصلت يومها الـ 146. لم تتوقف عمليات الإبادة الجماعية يومًا واحدًا، بل تواصلها إسرائيل بشكل غير مسبوق، من غزة إلى رفح، وفي كل يوم تنخفض معاييرها الأخلاقية عما سبقه.

الاحتجاجات ضد العدوان تتواصل أيضًا بلا توقف. ومع ذلك، فقد ثبت أن إسرائيل ومن يدعمها ماضون في طريقهم دون أن يرفّ لهم جفن، مستهدفين الأطفال والشيوخ والنساء والأطباء والصحفيين والمعلمين والطلاب والرضع والمرضى، ما يدفع للبحث عن لغة وأسلوب جديدَين تفهمهما إسرائيل.

كان للاحتجاجات معنى في المراحل الأولى من العدوان، وربما كان هناك أملٌ أيضًا أن توقف الهجمات. لكن العدوان استمر وتشجيعه الأميركي الأوروبي استمر أيضًا، مما يجعل استمرار اعتماد الاحتجاج بنفس الطريقة أمرًا بلا معنى.

أصبح من الضروري الآن الانتقال إلى مرحلة أخرى من الفعل. كلامي موجّه بالطبع، إلى من يهتمون بالأمر حقًا. ومن بين هؤلاء تركيا التي كانت في طليعة الدول التي وقفت إلى جانب شعب فلسطين ضد إسرائيل، وقد أصبح متحتمًا أن تغير خطابها من مستوى "يجب على إسرائيل وقف هجماتها" إلى "يا إسرائيل.. نفد صبرنا، أوقفي الهجمات فورًا وإلا…" بكل ما يتطلبه ذلك من معانٍ ووسائل.

إسرائيل تفهم القوة وليس الكلمات. حتى الآن، لم تكن الانتقادات والشجب والإدانة هي التي كبحت تقدمها. الشيء الوحيد الذي فعل ذلك كان المقاومة القوية وقوة الهجوم المضاد التي أظهرتها حماس

إذا لم ندرك اليوم أنه لا يمكن انتظار أن تقوم قوة أخرى بإيقاف إسرائيل، فإنما نكون كمن يطحن الماء في "هاون" فلا يعود بشيء. أولئك الذين ننتظر منهم إيقاف إسرائيل عند حدها هم في الواقع حلفاؤها. انتظارنا إنصافَهم، يعني قبل كل شيء، أننا لم نقرأ الموقف جيدًا.

في هذه المرحلة، فإن التصريحات التي تكتفي بإظهار الدعم تظهر عجز الدولة لا وزنها. لهذا، يجب ألا نصدر أي تصريحات على الإطلاق، وألا نتوقع العون من الولايات المتحدة المتواطئة في الإبادة، أو من أي جهة أخرى، بل يجب على الأشخاص الذين يتحملون المسؤولية أن يفعلوا ما يلزم.

صحيح أن شعب غزة قال بوضوح إنهم لا يتوقّعون شيئًا من أحد: "نحن لا ننتظر أن تدعمونا بأسلحتكم وجيوشكم، فلم نتوقع مساعدة من أحد عندما بدأنا هذا الطريق". لكن أحدًا لم يكن يتوقع أن تصل جرائم الإبادة إلى هذا الحد، ولا أن تستهدف حياة الأطفال والعائلات بهذه الوحشية أمام أعين العالم فيبقى صامتًا، ولا أن توضع كل هذه العراقيل والقيود في وجه إيصال المساعدات، ويعجز القادة المسلمون عن إزالتها.

الاحتجاجات الموجهة إلى إسرائيل وإلى قادة الدول المسلمة الذين عجزوا حتى عن تقديم المساعدات الإنسانية، تتجه الآن نحو مسار آخر، داعية الحكومات لاتخاذ تدابير أكثر فاعلية وعقابية. ويتحدث بولنت يلدريم عن إطلاق حملة "مافي مرمرة" جديدة، فيما قرأ رئيس الشؤون الدينية التركي الأستاذ الدكتور علي أرباش آيات تحضّ على الجهاد ضد إسرائيل.

إسرائيل تفهم القوة وليس الكلمات. حتى الآن، لم تكن الانتقادات والشجب والإدانة هي التي كبحت تقدمها. الشيء الوحيد الذي فعل ذلك كان المقاومة القوية وقوة الهجوم المضاد التي أظهرتها حماس.

تستطيع إسرائيل مواصلة استخدام حماس كذريعة لعدوانها، وقد تظل حججها في هذا الشأن صالحة لدى حلفائها وداعميها الإعلاميين، مثل: شبكة CNN، أو BBC، أو وسائل الإعلام والمنابر السياسية الغربية. لكن لرؤية هذه الأكاذيب بوضوح، يكفينا النظر إلى حيث لا توجد حماس.

منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول وحتى اليوم، وصل عدد الانتهاكات والهجمات التي تشنها إسرائيل ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة (التي لا تحكمها حماس) إلى 30458 هجومًا. قتلت خلالها 394 فلسطينيًا، بينهم 70 طفلًا. وتجاوز عدد الجرحى 3918 جريحًا وفقًا لبيانات وزارة الصحة. ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول اعتقلت في الضفة 7040 فلسطينيًا، بينهم 260 طفلًا تحت سن 18.

بالإضافة إلى هجمات جيش الاحتلال الإسرائيلي، قام المستوطنون الإسرائيليون بـ 852 هجومًا في الضفة الغربية، وداهموا 2632 منزلًا فلسطينيًا. كل هذه يحدث في أماكن لا توجد فيها حماس، ولا مقاومة مسلحة.

الذين يقتنعون بدعاية الإرهاب الإسرائيلي يظنون أن كل شيء بدأ في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، لكن الوضع لم يكن مختلفًا قبل ذلك التاريخ، حتى في الأماكن التي لم تكن حماس موجودة فيها.

العجز المستمر وانعدام الحلول في مواجهة الظلم الجاري، سيؤديان بالتأكيد إلى ظهور فاعلين جدد لديهم حلول أخرى.

وعلى الجميع أن يحدد مكانه ويستعد لما سيأتي عندما يظهر هؤلاء الذين يقدمون الحل الذي سينقذ الإنسانية ويعيد إحياءها.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

الـWasington Post:كيف استغلت إسرائيل معاركها مع حزب الله لاغتيال هذه الشخصيّات؟


ذكرت صحيفة "The Washington Post" الأميركية أن "محاولة اغتيال الناشط في حماس نضال حليحل الشهر الماضي في عبرا - صيدا كانت جزءاً من حملة اغتيالات إسرائيلية متصاعدة ضد المسلحين الفلسطينيين في لبنان. وهي حرب داخل حرب طغت عليها إلى حد كبير عمليات تبادل إطلاق النار المتصاعدة بين حزب الله والجيش الإسرائيلي. إن معظم الفلسطينيين المستهدفين هم أعضاء في حركة حماس، ولكن الاستهداف الأكبر كان في كانون الثاني عندما اغتالت اسرائيل صالح العاروري، وهو شخصية سياسية بارزة ساعدت في تأسيس الجناح العسكري للحركة، في الضاحية الجنوبية لبيروت. وقال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في لبنان أيمن شناعة لصحيفة واشنطن بوست: "يجب على كل الفصائل الفلسطينية في لبنان أن تدرك أنه في أي لحظة قد يتعرض أي شخص للاغتيال"."

وبحسب الصحيفة، "يقول الجيش الإسرائيلي أنه استهدف أشخاصاً متورطين في تنفيذ هجمات على إسرائيل، إما بالتعاون مع حزب الله أو بشكل مستقل، وهو ما يشكل دليلاً على المدى البعيد الذي وصلت إليه الاستخبارات الإسرائيلية. ويقول المسؤولون والخبراء في لبنان إن الضربات دفعت حماس إلى الاقتراب من حزب الله، المجموعة الأكبر حجماً والتي تشكل القوة العسكرية والسياسية المهيمنة في هذا البلد. وقال إميل حكيّم، وهو محلل متخصص في شؤون الشرق الأوسط في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن: "إن هذا من شأنه أن يحدد مستقبل حماس في لبنان بطريقة تجعلها تعتمد بشكل أكبر على المساعدات والإشراف من إيران وحزب الله"."

وتابعت الصحيفة، "لحماس وحزب الله عدوّ مشترك يتمثل في إسرائيل وراعي مشترك يتمثل في إيران، ولكن جذورهما الإيديولوجية متباينة، فحماس جماعة مسلحة سنية وحزب الله شيعي، وفي بعض الأحيان شهد تحالفهما حالة من عدم الإستقرار. لقد حافظت حماس على وجودها في لبنان منذ تسعينيات القرن العشرين، وكان يقتصر وجودها في الغالب على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في البلاد. ويقدم العملاء الدعم اللوجستي لزملائهم المسلحين في الضفة الغربية وغزة، ويشنون هجمات عبر الحدود بين الحين والآخر ضد إسرائيل، وإن لم تكن بنفس نطاق هجمات حزب الله".

وأضافت الصحيفة، "منذ السابع من تشرين الأول، يقول المحللون إن شعبية الحركة ارتفعت بين الجالية الفلسطينية هنا. ويُقدر عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بنحو 250 ألف لاجئ، وفقًا للأمم المتحدة، ولا يزال العديد منهم يعيشون في المخيمات، التي توفر للجماعات المسلحة تدفقًا ثابتًا من المجندين. وأكبر هذه المخيمات هو مخيم عين الحلوة، على مشارف مدينة صيدا، حيث تتمركز حماس بشكل أقوى وحيث وقعت عدة اغتيالات. وفي العاشر من آب، امتلأت شوارع المخيم الضيقة بآلاف المعزين لحضور جنازة المسؤول في حماس سامر الحاج، الذي قُتل في اليوم السابق في غارة إسرائيلية بطائرة من دون طيار. وبعد أسابيع، أسفرت غارة إسرائيلية في صيدا عن مقتل خليل المقدح، الذي زعمت إسرائيل أنه عمل مع حزب الله والحرس الثوري الإيراني للتخطيط لهجمات في الضفة الغربية. وكان المقدح ينتمي إلى الجناح المسلح لحركة فتح، المنافس السياسي الرئيسي لحماس في الأراضي الفلسطينية، لكنه كان يؤيد "وحدة الجبهات"، أو التعاون بين الجماعات المسلحة". 

وبحسب الصحيفة، "قال مسؤول أمني لبناني سابق، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة مسائل أمنية حساسة، إن أغلب الفلسطينيين الذين اغتالتهم إسرائيل في لبنان "ليسوا من كبار المسؤولين. إن إسرائيل ترسل رسالة مفادها أن حربها ضد حماس ليس لها حدود". وقال رئيس بلدية صيدا حازم خضر بدير إنه يشعر بالقلق إزاء العنف المتزايد، لكن انهيار اقتصاد البلاد يشكل قضية أكثر إلحاحًا".

وتابعت الصحيفة، "أدت الغارات الإسرائيلية منذ تشرين الأول إلى مقتل 21 مسلحاً فلسطينياً في لبنان، وفقاً لإحصاء أجرته صحيفة واشنطن بوست، وهو جزء بسيط مقارنة بعدد قتلى حزب الله الذي أصبح يفوق الـ 400 قتيل. لكن تبادل إطلاق النار المستمر بين حزب الله والجيش الإسرائيلي وفر غطاءً لملاحقة النشطاء الفلسطينيين على الأراضي اللبنانية، وهو ما كان ليُنظَر إليه في السابق باعتباره استفزازاً كبيراً. واستثمرت إسرائيل بشكل كبير في العمليات الاستخباراتية في لبنان في أعقاب حربها مع حزب الله عام 2006، بما في ذلك تجميع ملفات عن المسلحين الفلسطينيين في البلاد، وفقًا لمسؤول لبناني، تحدث أيضًا بشرط عدم الكشف عن هويته لمناقشة مسائل حساسة. ويقول مسؤولون في حركة حماس في لبنان إنهم يحثون أعضاء الحركة على الحد من تحركاتهم، وكذلك استخدام الهواتف المحمولة، التي يشتبه في أنها تستخدم لتتبعهم". 

وبحسب الصحيفة، "بينما تدفع الضربات الإسرائيلية قادة حماس إلى الاختباء تحت الأرض، يتوقع المحللون أن تصبح الحركة أكثر اعتماداً على حزب الله في مجال الأمن، ولكن أيضاً أكثر قوة كمجموعة قتالية داخل لبنان. وقال مهند الحاج علي، مدير الأبحاث في مركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت: "ستمنح الاغتيالات حماس المزيد من الشرعية. كما وإن حصولها على المزيد من التعاطف يعني أنها ستتمكن من تجنيد المزيد من العناصر". وفي نهاية المطاف، قال إن "هذه الحملة سوف تأتي بنتائج عكسية"."
  المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • حماس: خياران أمام إسرائيل في قضية الرهائن
  • اعتقالات وتدمير البنية التحتية.. إسرائيل تواصل حرب الإبادة الجماعية في فلسطين
  • كيف تستغل حماس "فيديوهات الرهائن" في الضغط على إسرائيل؟
  • إسرائيل.. سجن امرأة ألقت الرمل على الوزير المتشدد بن غفير
  • التاريخ اليهودي وسياسية إسرائيل.. هذه الدورات التي تلقاها يحيى السنوار
  • أستاذ قانون دولي: مصر الأكثر حرصا على عقد مصالحة بين الفصائل الفلسطينية
  • الـWasington Post:كيف استغلت إسرائيل معاركها مع حزب الله لاغتيال هذه الشخصيّات؟
  • حماس تطالب بضغط أمريكي على إسرائيل لوقف إطلاق نار بغزة
  • حماس: يجب أن تبحث أي مفاوضات جديدة تهرب إسرائيل مما اتفقنا عليه وليس العودة إلى نقطة الصفر
  • حماس: مواصلة الاحتلال عمليته في الضفة الغربية تأتي ضمن حملة الإبادة ضد شعبنا