قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بأننا نتمنى ان تكون هذه الاخبار دقيقة وصحيحة ولكن يبقى مطلبنا الاساسي هو ان تتوقف هذه الحرب التي خلفت دمارا هائلا ناهيك عن الابرياء والمدنيين الذين تم استهدافهم حيث اصبحت غزة منطقة يسودها الدمار والالام والاحزان والبكاء على احبة رحلوا عن هذا العالم بهذه الطريقة الوحشية.


ان الحرب يدفع فاتورتها الابرياء والمدنيين وخاصة الاطفال ويحق لنا ان نتساءل ما هو ذنب هؤلاء الاطفال لكي يقتلوا بهذه الوحشية وقد بلغ عدد الاطفال الشهداء اكثر من 5000 طفل.
نكرر مناشدتنا بأن يتوقف هذا العدوان الذي يستهدف الشعب الفلسطيني كله وليس فصيلا أو شريحة محددة فالفلسطينيون جميعا مستهدفون والكارثة الانسانية في غزة لا يمكن ان يستوعبها عقل بشري.
لسنا تابعين لاية جهة سياسية ولسنا في جيب احد ولا يوجهنا احد ولا ننتمي إلى اي حزب أو فصيل سياسي فانتماءنا هو انتماء مسيحي وانتماء انساني وانتماء وطني عربي فلسطيني، وانطلاقا من قيم ايماننا وانتماءنا فإننا نتضامن دوما مع ضحايا الحروب المدنيين ايا كان دينهم وايا كانت انتماءاتهم العرقية.
نحن نرفض الحروب ولا نرى ان الحروب هي حل لاية مشكلة بل هي تفاقم من ثقافة الانتقام والكراهية والحقد، وتبعدنا عن اية حلول سلمية ونحن اليوم ابعد ما نكون عن الحلول السلمية التي يتغنى بها بعض القيادات والسياسيين في الغرب والذين يحدثوننا عن سلام مزعوم ولكن في الواقع ما نعيشه وما نراه هو مزيد من القمع والظلم والاستبداد والبطش بحق شعبنا الفلسطيني.
نعرف جيدا ان كلامنا لا يعجب البعض وهذا امر طبيعي فكل واحد منا حر بموقفه وبمبادئه التي امن بها ولسنين طويلة ولا يحق لاحد ان يفرض على غيره ما يريد، ونحن نعتقد بأن القضية الفلسطينية هي قضية حق وعدالة وما ننادي به منذ سنوات طويلة واليوم مع هذه الحرب العدوانية على غزة ازددنا قناعة بأنه لا يمكن للوضع الراهن ان يستمر وان يبقى ويجب ان تحل القضية الفلسطينية ليس وفقا للارادة الاسرائيلية والغربية بل وفق ما يريده الفلسطينيون الذين يحق لهم ان يعيشوا بحرية وسلام في وطنهم مثل باقي شعوب العالم.
نرفض ثقافة العنصرية والكراهية والحروب والعنف بكافة اشكالها والوانها، والمظاهرات والفعاليات المناهضة للحرب والتي تشهدها الساحات العالمية انما يشارك فيها اشخاص من كل الاديان ومن كل الاعراق ومن كل الخلفيات الثقافية وقد وحدتهم معاناة شعبنا وآلام اهلنا في غزة الابية.
الرواية الفلسطينية باتت منتشرة في كل مكان وصور غزة اضحت منتشرة في كافة العواصم والبلدان العالمية وهي بحد ذاتها ابلغ من اي خطاب.
نؤكد نداءنا ومطالبتنا بأن يتوقف العدوان حقنا للدماء ووقفا للدمار.

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

هل نحبّ بلادنا حقّا

 

هل نحبّ بلادنا حقّا

خالد فضل

في كثير من الأحيان يبدو للمرء إذا تأمل, أنّ معظم السودانيين يزعمون محبتهم وحرصهم على بلادهم, بينما معظم سلوكهم وممارساتهم؛ بل حتى مأثورات أقوالهم تنمّ عن شعور وإحساس مختلف ربما يصل مرحلة كراهية بلادهم وشعبهم, ثم هل البلاد هنا في وسع معظمنا هي أرض وبشر أم هي أرض بلا بشر أم بشر بلا أرض؟ ما معنى القول السائد (جلدا ما جلدك كر فوق ليهو الشوك) أو القول المأثور (دار أبوك إن خربت شيلك منها شلية). ما الذي تؤسس له مثل هذه الأقوال, وما مدى تطبيقها حرفيا في جل ممارسلنا الحياتية, فمسألة كر الشوك مثلا لا تنطوي على أنانية فحسب بل أنانية مع سادية مفرطة برغبة جامحة لتعذيب الآخرين, وممارسات عناصر قوات الدعم السريع وانتهاكاتها المستمرة لكل حقوق مواطنيهم (المفترضين) في قرى الجزيرة وسنار تمثل أسطع دليل قائم الآن على مدى السادية وفرط الأنانية التي يطبقها بعض السودانيين ضد مواطنين آخرين في نهج (كر شوك) مفزع, وبالطبع لا نننسى الممارسات الوحشية والسادية والتشفي والانتقام مثلما يظهر في مقاطع فيديوهات مقززة لسلخ الجلود وبقر البطون ومضغ الكباد من الجانب الآخر, وعلى وقع قول آخر يحدد حيز انحيازاتنا وحميتنا ومفهوم جلدا مو جلدك (أنا وأخوي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب). ولهذا قد لا يندهش الشخص إذا علم الوحشية والمعاملة القاسية التي تتضائل أمامها وحشية الوحوش نفسها في أتون الحروب الأهلية التي يمتلك السودانيون فيها ثروات هائلة من القتل والتهجير والتشريد والغبائن والمحن، وتنتج أدبيات على شاكلة (الأرض المحروقة) و(التطهير العرقي) وتكون من ضمن الآلة الحربية المستخدمة هنا الطائرات الحربية المحملة بالبراميل المفخخة التي تتوزع قدرتها على القتل والتدمير لمساحة دائرية قطرها 2 كلم على الأقل, يجب في هذه الحالة فهم (محبة الوطن) أهي محبة للأرض الغنية بالثروات التي يجب تطهيرها من رجس قاطنيها الأشرار ووفق قاعدة شيل شلية من الدار الخربانة؟ أم هي المحبة للبشر في زنازين الاعتقال وأقبية بيوت الأشباح وأوكار الجريمة الرسمية التي تصرف الدولة السودانية على تمويلها وتشوين منتسبيها بالأموال الطائلة وتحميهم بالحصانات القانونية, وترقيهم مهنيا كلما أوغلوا في البطش والنكيل بالطالحين من ذوي الجلود غير جلدي أو جلد أخوي أو ود عمي على أبعد قربى! ما الذي يحبه معظم السودانيين في بلدهم, (الذات) ومن قولهم السائر (أنا بعد مرقت إن شالله بطن أمي تنسد) الخلاص الفردي, واقتصار الشعور المتمركز في الأنا, وقد عبّر أستاذنا الراحل كمال الجزولي عليه واسع الرحمات في مقطع قصيدة قصيرة بعنوان مثقف ؛ خلاصتها أن من يظن نفسه مثقفا لا يهتم باندلاع النار وهي تحرق في بلده ثم مدينته ثم حيّه ثم شارعه ثمّ بيته فلا يكترث و يبكي إلا عندما يعلم أنها في مكتبته!! فهل حقا لم يكترث ولم يبك كثير من السودانيين عندما كانت (الجمرة تحرق) من يطأوونها في الجنوب سابقا ودارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق وكثر النواح والعويل عندما صار اللهب متصاعدا فقط في الوسط والشمال النيلي؛ أي المركز والبقية هوامش, الذين يحبون كل بلادهم وكل البشر في بلادهم ظهروا في موقف الضد من الحريق منذ إندلاعه قبل قرابة 70 سنة وقالوا وسعوا وما يزالون لوقف اللهيب, وفيهم من ناس الوسط والشمال النيلي رهط كبير، أما الذين لا تهمهم سوى أرفف مكتبتهم فإنهم يلطمون الخدود ويعبئون الأحقاد انتقاما لعنوان (كتاب) الأنا والمصالح الأنانية وفيهم من الجنوب زمان ومن الأنقسنا ودارفور وجبال النوبة نفر غير قليل, حتى لا نظلم الجميع.

بلادنا في تعريفها الصحيح في تقديري هي الأرض والبشر ثنائية لا تنفصم, لا يمكن حرق الأرض لتطهيرها من البشر, أو ذبح البشر وبقر بطونهم وأكل كبادهم أو قتلهم برصاصة على الصدر أو القضاء على حياتهم جماعيا وتهجيرهم ونهبهم وترويعهم لمجرد أنهم آخرين, من يفتكون بالناس ومن يدمرون الموارد التي تعتمد عليها حياتهم كلاهما على باطل, من يعتقلون الناس الأبرياء باتهامات زائفة ومن يحتجزونهم كرهائن أو كباش فداء لعجزهم عن تحقيق ما يزعمون من بطولات هم أشر الناس, لا يفرق اللون أو السحنة أو الموطن الجغرافي, من يشعلون الحروب أو يدعون لإستمرارها غض الطرف عن إدعاءاتهم وسردياتهم عليهم مراجعة موقف حبهم لبلدهم والبشر فيه بهذه الطريقة الكريهة, ما من حل مريح ومستدام وطيب النتائج يأتي عن طريق الجبروت والثأر والإنتقام فالممارسة واحدة, هي مع الأسف الكراهية للناس والبلد, من يحب بلاده حقا يحبها جغرافيا وديموغرافيا, فمن منا المحب ومن المبغض! لقد كشفت حرب داحس وغبراء الراهنة معادن دعاة السلم والمساواة والعدالة والحرية والديمقراطية والتنمية المتوازنة لكل الجهات ولكل الناس, مثلما عرّت أبواق اشعال الحروب واحتكار الثروات والهيمنة على السلطة على قاعدة شيل الشلية من الدار الخربانة, ليراجع كل منا محبته المزعومة لبلده وناس بلده ويقارن موقفه الفعلي مع ذاك الحب المتوهم عسى ينصلح الحال.

 

الوسومالامثال السودانية الدعم السريع حرب السودان خطاب الكراهية

مقالات مشابهة

  • سموتريتش: مستوطنة جديدة مقابل كل اعتراف بالدولة الفلسطينية
  • المبادرات الوطنية الفلسطينية: ما المطلوب؟
  • مستشار الرئيس الفلسطيني: نطالب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولتنا وتطبيق قرارات الشرعية الدولية
  • حرب غزة.. لحظة فاصلة تعيد تشكيل مستقبل السلطة الفلسطينية
  • وقفة.. الحرب العالمية الثالثة
  • هل نحبّ بلادنا حقّا
  • اعلاميون من أجل الحرية: 140 صحافياً سقطوا في الحرب على غزة
  • الرئاسة الفلسطينية: إسرائيل تدفع المنطقة نحو الانفجار الكامل
  • الحراك الطلابي الأميركي وتداعياته على القضية الفلسطينية
  • نقاشات الرئاسة بعد أسبوعين.. بخاري: مساعي الخماسية لم تتوقف