تحتفل الكنيسة القبطية الكاثوليكية بذكرى القديس يعقوب من ماركي الكاهن الفرنسيسكاني، وبهذه المناسبة أطلق الأب / وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني نشرة تعريفية قال خلالها إن ولد يعقوب فى مقاطعة ماركا دانكونا بإيطاليا عام 1391م، من اسرة فقيرة ماديًا ولكنها غنية بالإيمان. فقد والديه فى سن مبكرة. بعد الدراسات الأولية التي قضاها فى التقوى وممارسة أعمال الرحمة.
انتقل إلى الدراسات العليا وأتمها فى زمن قياسي ونال فيها درجة الدكتوراة. لذلك إختاره أحد أعيان المدينة مربيًا لأبنائه، ومنحه منصبًا هامًا. لقد كان ينتظره مستقبل باهر. لكن الرب الذي رأى فيه ما هو أسمي. كشف له مخاطر العالم واحتقار خيراته الزائلة والبحث عن ملجـأ أمين فى حياة التكريس، وانضم إلى الرهبان الفرنسيسكان المحافظين، بعد أن لمس فيهم الحياة المثالية. في 25 يوليو عام 1416م كان قد بلغ سن الخامسة والعشرين من عمره، ارتدى الثوب الفرنسيسكاني في كنيسة سيدة الملائكة بإسيزي وقضى سنة الإبتداء، حيث اثار دهشة جميع الرهبان لكثرة الفضائل التي كان يمارسها وقد لمعت فى جميع ايام حياته، ولرغبته فى بذل الذات لله كان يجلد جسده إلى أن ينزف الدم وكان يتشح بقميص من الحديد المدبب على جسده وفوقه ثوبًا واحدًا مرقعًا. كان ينام على الأرض ولم يأكل اللحم طوال حياته، كان طعامه الخبز وقليل من الحشائش، يقضى ثلاث ساعات من الليل في النوم وما تبقى كان للتأمل في آلام المخلص التي كان ينهل منها الأنوار العلوية لشد أزره فى أعماله اليومية. اشاد المؤرخون بتواضعه العميق وطاعته وعطفه على الآخرين ولحبه لمريم العذراء كان يتلو يوميًا صلوات الفرض الخاصة بتكريمها وكذلك المسبحة الوردية. درس اللاهوت وسيم كاهنًا وهو فى التاسعة والعشرين من عمره. اتصف بالقداسة والعلم والغيرة الرسولية، لفترة خمسين عامًا. طاف جميع أقاليم إيطاليا وبلاد أوربا وروسيا حيث أعاد أعدادًا غفيرة من الهراطقة إلى أحضان الكنيسة ورفض أن يكون رئيس اساقفة ميلانو. اختاره سبع من بابوات روما سفيرًا وواعظًا للصليبيين ومدافعًا عن عقائد الكنيسة ضد خمس من أنواع الهرطقات. ولضيق الكنائس كان يعظ في الميادين العامة حيث تمت على يديه حالات شفاء وقيامة موتي. قضى على هراطقة فى إيطاليا وفي المجر أعاد خمسين الفًا من الهراطقة. وخمس وخمسين الفًا من المنشقين. وفى النرويج آمن على يديه مائتان ألف من غير المؤمنين. جذبت عظاته وحياته المثالية مائتين من الشباب الذين انضموا إلى الرهبنة الفرنسيسكانية. كل ذلك كان سببًا فى إضرام نار حقد الهراطقة عليه والإصرار على قتله، لذلك قدموا له طعام ممزوجًا بالسم، لكن رفض أن يأكله. صرح له البابا اوجينيوس الرابع بالسفر إلى الشرق للتبشير، لكن عند وصوله إلى قبرص اصيب بمرض أرغمه على العودة إلى إيطاليا. وعند مروره ببلدة لوريتو حيث منزل العذراء منح نعمة الشفاء. لم يكتف بمحاربة الهراطقة والمنشقين، لكن غيرته على خلاص النفوس دفعته ايضا لمحاربة الرذائل والعادات السيئة والسلوكيات الرديئة. فى فترة رئاسته الإقليمية كان يقظًا اشد اليقظة ليعيش الرهبان نقاوة القانون ولقد تعزى تعزية غامرة عندما درج معلمه برناردينوس فى مصاف القديسين. كان له الشرف فى تلبيس الثوب الرهباني لجامعي تنبأ له عن مستقبله عندما قال له " اليوم انضم إلى جيش المسيح جندى سيكون فخرًا لرهبنتنا وسيعمل جاهدًا لمجد الرب وخير النفوس وسيهزم جيش الشيطان. كان هذا الجندي هو الطوباوي برناردينوس من فلتري، تمت على يديه عديد من المعجزات برهانًا على صدق كلامه وأعماله، منحه الرب ايضًا موهبة النبوءة قضى أخر سنى حياته في مملكة نابولي حيث استدعاه الملك للتبشير فحول المدينة من حياة الرزيلة إلى ممارسة الفضيلة. وعندما حان موعد لقائه بربه طلب الصفح من إخوته الرهبان عما يكون قد صدر منه نحوهم من أخطاء، وحثهم على إتباع روح القانون. وبعد أن تزود من الأسرار المقدسة. رقد فى الرب يوم 28 نوفمبر عام 1476م عن عمر يناهز 85 عام. وفي 10 ديسمبر عام 1726م أعلنه البابا مبارك الثالث عشر قديسًا في الكنيسة المقدسة..
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
رئيس الطائفة الإنجيلية ينعى الشيخ نعيم عاطف شيخ كنيسة قصر الدوبارة
نعت الطائفة الإنجيلية بمصر، برئاسة الدكتور القس أندريه زكي، الشيخ نعيم عاطف، شيخ الكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة، والذي انتقل إلى المجد السماوي، اليوم الخميس، بعد حياة حافلة بالإبداع والإيمان والخدمة المخلصة.
وقال بيان للدكتور القس أندريه زكي: “لقد فقدنا اليوم مبدعاً استثنائيًا، تاركًا إرثًا روحياً وأدبيًا وفنيًا يعبر عن عمق محبته لله والكنيسة. كان مثالًا للإنسان المكرَّس للخدمة، والذي دمج إيمانه العميق مع حسه الإبداعي لإثراء الكنيسة من حوله”.
وأضاف: “نشكر الله على حياته التي كانت شهادة حيّة لمحبة الرب، نصلي أن يمنح الله عزاءً وسلامًا لأسرته ولكل من تأثر بإبداعاته وحضوره المميز، طالبين أن يملأ الرب القلوب برجاء القيامة والحياة الأبدية”.