قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بأن مشاهد الموت والدمار والخراب في غزة لا يجوز ان تتحول إلى مشاهد روتينية اعتيادية فمنذ 45 يوما والعالم يشاهد هذه المشاهد المأساوية المروعة التي ان دلت على شيء فهي تدل على همجية وعدوانية هذه الحرب التي تستهدف شعبنا في غزة المنكوبة.


لا يجوز ان تتحول هذه المشاهد إلى مسألة اعتيادية روتينية كأننا امام افلام رعب وخوف دراماتيكية فهذه مشاهد تدل على معاناة مستمرة ومتواصلة والعائلات التي تفقد احبتها في غزة وكل انسان يقتل في غزة انما هو انسان له احلامه وطموحاته وما اكثر هذه الاحلام وهذه الطموحات التي طمرت تحت الركام.
إنه ا مأساة مروعة لربما لا نعرف عنها سوى الشيء البسيط ولكننا بعد حين، ونتمنى قريبا ان تنتهي هذه الحرب سوف نكتشف الكثير من الامور التي لم تكن معروفة وسوف تتكشف الكثير من جوانب المعاناة والالام التي لا تصل إلى العالم بفعل ما يتعرض له القطاع من تدمير ممنهج ومن قطع لكل وسيلة يمكن من خلالها لاهلنا هناك ان يتواصلوا مع العالم الخارجي.
ستبقى هذه الصور المروعة مشاهد عالقة في اذهاننا وفي اذهان كل انسان حر في هذا العالم لكي تذكر من يحتاجون إلى تذكير بهذه المظالم وبهذه الانتهاكات الخطيرة التي ترتكب في غزة.
نتمنى ان تنجح الجهود المبذولة لوقف الحرب فمع كل يوم تستمر فيه هذه الحرب تزداد رقعة الدمار والخراب ويزداد عدد الشهداء كما وتزداد المآسي الانسانية المروعة التي يعاني منها اهلنا هناك.
رسالتنا إلى العالم بأسره بأننا لسنا دعاة حروب وعنف وارهاب وقتل وامتهان للكرامة الانسانية ونرفض استهداف المدنيين كل المدنيين ولا يستثنى احد على الاطلاق، فالانسان بالنسبة الينا هو انسان خلقه الله وكلنا جميعا ننتمي إلى اسرة بشرية واحدة ويجب ان يصان حق كل انسان في الحياة وشعبنا الفلسطيني يعشق الحياة والحرية والتي في سبيلها قدم وما زال يقدم التضحيات الجسام.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: فی غزة

إقرأ أيضاً:

في ظل الحرب التجارية.. العالم بين مفترق الطرق !

لسان العاقل يقول: «العالم ليس بحاجة إلى أزمات جديدة»، والواقع يؤكد أن العالم يعج بالكثير من تحديات البقاء في ظل تراجع ملموس في رفاهية العيش على الأرض.

فما بين جراح مفتوحة سببتها الكوارث البيئية، والحروب الضروس التي تخلف وراءها الآلاف من القتلى واليتامى والأرامل والمشردين، ينام العالم ويصحو على وجع جديد، يتجلى بوضوح مع أول ضوء للشمس يسطع على هذا الكوكب المزدحم بالمآسي والآلام التي هي من صنع البشر وأطماعهم التي لا تنتهي.

لم تعد بعض الشعوب تحتمل المزيد من الضغوط والقلق؛ فالمشاكل التي يُرَحِّلها الساسة كل عام كفيلة بأن تُشعر جميع الكائنات الحية بالخطر الذي ينتظرها مع اكتمال المشهد المخيف في أي لحظة.

لم تعد الأطماع البشرية وحدها الخطر الداهم الوحيد الذي يهددنا ككائنات تعيش في شقاق ونزاع، بل أصبحت تقلبات المناخ، وما تسببه من انعكاسات، تزيد من حالة التشرذم والتوجس، وتكشف المعطيات عن أنياب ومخالب جديدة، تمزق أجساد الأحياء، وتفرض عليهم واقعًا جديدًا يزيد من معاناتهم، ويخبرهم عن مصير غامض، وتحدٍّ آخر عليهم أن يتنبهوا له جيدًا؛ فهناك قحط قادم، ومجاعات تتربص بكارثة إنسانية، وينابيع مياه بدأت تجف، وأنهار لم تعد قائمة في أماكنها القديمة.

كل ذلك والعالم لا يزال يفكر في كيفية الهيمنة على أرواح الأبرياء وسرقة فرصهم في الحياة والعيش بسلام. ومع كل تلك المؤشرات والإنذارات التي تبعثها الطبيعة، لا يزال الساسة في العالم يجتمعون وينفضّون سريعًا دون أي نتائج ملموسة أو قرارات تخفف من معاناة الشعوب، وتحمي الأرض من الدمار الذي يحيط بها ويهدد ساكنيها. فكل يوم يحمل مستجدات تدفع الناس إلى الخوف من المستقبل المجهول، بينما يتسابق الأقوياء إلى أماكن السيطرة على مفاصل الدول وثرواتها، دون حسيب أو رقيب.

حالة من العداء المفتعل تشتعل في قشّ الأرض لتحرق الأخضر واليابس، بينما الضعفاء هم من يدفعون الفواتير الباهظة من قوت يومهم، ومن مدخراتهم وممتلكاتهم، فقط من أجل أن ينالوا قسطًا من فرص الحياة، أو ضمانًا للعيش وسط ضجيج البنادق وأصوات القنابل.

وإذا كانت الحرب التجارية التي تدور دوائرها عبر فرض رسوم جمركية بين واشنطن وبكين والاتحاد الأوروبي وغيرها من دول العالم وإن كان بنسب متفاوتة، فإن تأثير ذلك لن يكون محدودًا كما يتوقع البعض، بل سيمتد أثره ليصل إلى أعماق أبعد مما نتخيل خلال السنوات المقبلة خاصة إذا استمر العالم في القتال من أجل ثراء الأقوياء، وترك الفقر يجتاح الدول المنكوبة.

في علم الاقتصاد والسياسة، «لا مجال للعواطف أو التمني»، فالمعادلات الحسابية معروفة ومحددة الأطر سلفًا، وما القرارات الاقتصادية إلا وسيلة ضغط على الآخرين، حتى وإن كانت مجحفة، فإنها تبقى جزءًا من سياسة الأقوياء. أما الضعفاء، وإن أبدوا مقاومتهم ورفضهم في البداية، فإنهم لا يصمدون طويلًا تحت نيران الحجب والمنع والإذلال. وحتى يكون هناك أمل في إنقاذ ما يمكن إنقاذه، فعليهم أن يدركوا ما يجب عليهم فعله، بدون نقاش أو جدال، حتى وإن كان المستقبل بالنسبة لهم غامضًا ومخيفًا.

دائمًا ما تتحول بعض «المفاوضات» إلى «مواجهات»، و«الأسئلة» إلى «اتهامات». فالقوي يقول: ماذا ستقدم لنا كي تنعم بالأمان؟ وماذا لديك لتعطينا لنضمن لك الحماية؟

وهذان السؤالان هما جزء يسير من أسئلة أعمق وأخطر، في زمن التنازلات وانتزاع الحقوق وحجب المطالب، فقط لتبقى واقفًا على قدميك!

إذا كانت هناك جدلية محتدمة حول اعتبار الاقتصاد مرآة للسياسة، فمن الصعب الفصل بينهما، سواء في القوة أو التأثير، فهما توأمان، يكمل أحدهما الآخر.

وكما هو موثق في الكتب: السياسة الحكيمة هي لبّ الحكمة وحسن التدبير من أجل تطور المجتمع وإدارة شؤونه بحرية، وتأمين رقي أفراده. أما الاقتصاد فهو عملية تعمل على تلبية الاحتياجات المادية الضرورية للمجتمع لتحقيق ازدهاره.

لكن في عصر الهيمنة والسيطرة، يخرج هذا التعريف عن مساره، ويتخذ كل منهما طريقًا بعيدًا عن الآخر.

ومع كل ما أُسلف، هل وصل العالم إلى مصطلح «صراع البقاء»؟

أعتقد أن فكرة الصراع من أجل البقاء تطورت، وسلكت منعطفًا خطيرًا..هذا الصراع لم يعد محدود المساحة، بل بات يحتل حيزًا كبيرًا في عقول البشر.. أيضا ليس معناه الاستماتة في تقديم التنازلات من أجل الغذاء والماء والدواء فقط، بل إن حفظ الأرواح من الفناء والإبادة هو ما يدفع الحلقة الأضعف لاستنزاف كل ما لديها من قوة لتضمن الحياة لشعوبها.

مقالات مشابهة

  • الاونروا: سكان غزة لا يمكنهم الانتظار اكثر  
  • في ظل الحرب التجارية.. العالم بين مفترق الطرق !
  • هل معادن أوكرانيا النادرة التي أشعلت الحرب ستوقفها؟
  • تقرير أمريكي: سقوط مقاتلة في البحر الأحمر يعيد إلى الأذهان مشاهد الانسحاب من فيتنام
  • المراحل العشر التي قادت فيتنام إلى عملية الريح المتكررة ضد أميركا
  • 50 عاما على نهاية حرب فيتنام التي غيّرت أميركا والعالم
  • أشرف زكي: هناك بعض الصور التي لا نرضى عنها جميعا في تغطية الجنازات
  • فوق الركام وتحت الشوادر.. مأساة سكان بيت لاهيا تتفاقم
  • تركيا تتحول إلى خط دفاع أوروبا الاستراتيجي
  • الماضي الذي يأسرنا والبحار التي فرقتنا تجربة مُزنة المسافر السينمائية