لبنان ٢٤:
2025-01-28@02:10:38 GMT

هذه هي علّة لبنان!

تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT

هذه هي علّة لبنان!

يسمع المواطن بين الحين والآخر من يدعو إلى تغيير النظام، وهو الذي يكتوي على نار الأزمات من كل الجهات و"الميلات"، وكأن مشكلة لبنان أو بالأحرى مشاكله محصورة بهذا النظام أو غيره، مع أنه مقتنع بأن لبنان بهذا النظام، أي نظام الطائف، وما قبله، عاش فترات ذهبية امتدت لعهود حتى في ظل ما كان يُسمّى بـ "المارونية السياسية".

ومع أن عهدي كل من الرئيسين فؤاد شهاب وكميل شمعون قد أصبحا من الماضي إلا أنهما اتسما بما يمكن تسميته مرحلة تأسيسية مع الرئيس شهاب، ومرحلة الازدهار مع الرئيس شمعون.
ففي رأي هذا المواطن الذي يجد نفسه اليوم مغلوبًا على أمره، وهو المهدّد بلقمة عيشه من جهة، وباجتياح اسرائيلي من جهة ثانية بعدما وضع على فوهة بركان غصبًا عنه، أن العلة ليست بالنصوص بقدر ما هي في النفوس. فلو استقدمت أكثر الدساتير تنظيمًا ومثالية وأنزلت على الواقع اللبناني بتركيبته الحالية، ومع هذه النوعية من كثير من السياسيين، لبقي الوضع على حاله، ولا أمكن تغيير شيء. مما يعني أن من أوصل لبنان واللبنانيين إلى هذا الدرك هم سياسيوه، الذين استباحوا الدستور، واعتبروه وجهة نظر، وسمحوا لأنفسهم بأن يضعوا القانون تحت أقدامهم، ويسخّروه لأغراضهم وغاياتهم ومصالحهم الشخصية، فكانت بداية الانهيار بضرب ما هو "أساس الملك"، فغابت العدالة عن معظم صروح قصور العدل يوم تمّ تغييب الحقيقة في ملف انفجار مرفأ بيروت، وتمّ طمسها بكل ما كان من شأنه أن يزعزع ثقة المواطن بقضائه المنخور بواسطة فعالية التدخلات السياسية، التي تبدأ بالتعيينات القضائية، ولا تنتهي عند مقولة مشهورة في لبنان عندما يُراد التدليل على أن يد هذا الزعيم "طايلة"، فيقال عنه "إن قادر على أن يفك حبل المشنقة" عن رقبة مجرم محكوم بالإعدام.
فهل بسبب نظام الطائف، الذي يجب أن يطبّق أولًا، قبل أن يعدّل، نخر الفساد الجسم القضائي، ومنه انتشر إلى كل أجزاء الوطن بكل مؤسساته واداراته وهيئاته العامة ومجالسه وصناديقه، إذ لم تسلم إدارة لبنانية واحدة من جرثومة الفساد المستشري، أم بسبب بعض السياسيين، الذين استغلوا مواقعهم المفترض أن تكون ريادية، فكان كل هذا الفساد؟
المواطن اللبناني الصالح لا يزال يؤمن بأنه سيأتي يوم، وهو آت، سيحاسب فيه كل من لم يحسن استخدام السلطة من أجل الصالح العام، وحاول بكل ما أوتي من قوة سلطوية أن يجيّر المنافع العامة إلى حاشيته وأقاربه وأزلامه. ولذلك فهو، أي المواطن الصالح، باقٍ في أرضه، التي لن يتركها مهما تكاثرت وتعاظمت عليه الأحمال الثقيلة، ولكنه باقٍ لإعادة الحقّ إلى أصحابه، وهو باقٍ لكي يطرد من الهيكل تجّاره، الذين باعوا القيم على موائد الصيارفة والنخاسين؛ هو باقٍ حيث هو لأنه يدرك أن الثورة الحقيقية آتية لا محال، وأن صوت الشعب المغلوب على أمره سيسمع في يوم من الأيام، أي يوم يقرّر أن يخلع عنه ثوب التبعية، الذي ورثه عن أبيه وعن أجداده، وهو ثوب من مخلفات الحكم العثماني والوصاية الفرنسية والاحتلالات الغريبة وهيمنة فئات من اللبنانيين على فئات أخرى بفعل ما تجمّع لديها من فائض لقوة لن تفيد بشيء إن لم تكن محصّنة بوحدة داخلية.
فالنصوص يمكن أن تُستبدل بنصوص أخرى وفق ما تقتضيه التطورات الحياتية والممارسة والحداثة، ولكن إذا كان "الملح السياسي" فاسدًا فلا شيء قادر على أن يمّلح الدساتير والأنظمة والقوانيين، التي سرعان ما ينتقل إليها الفساد لتصبح شبيهة بالقيمين عليها، والمفترض بهم أن يكونوا حراسًا على أسوارها للحؤول دون تسرّب سوسة الفساد إليها فتفسدها كما تفسد التفاحة المهترئة الصندوق كله إن لم تُطرح خارجه. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

“ثوابت الشخصية المصرية: ندوة بمعرض الكتاب تسلط الضوء على مكافحة الفساد

كتب- أحمد الجندي:

تصوير- محمود بكار:

استضافت القاعة الرئيسية في اليوم الثالث لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، ندوة بعنوان «ثوابت الشخصية المصرية» بالتعاون مع الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد.

حضر الندوة كل من الدكتور محمد سلامة، مستشار رئيس هيئة الرقابة الإدارية لشؤون الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد، والدكتور وسيم السيسي، الباحث في علم المصريات، والدكتور خالد حبيب، المتخصص في الموارد البشرية والتخطيط. وأدار الندوة الدكتور سامي عبد العزيز.

ومن جانبه، أكد الدكتور سامي عبد العزيز على التحولات الإيجابية التي طرأت على مفهوم هيئة الرقابة الإدارية ودورها مشيراً إلي أن الهيئة كانت تُعرف سابقًا كجهة لضبط الفساد وردع الفاسدين، لكن مع مرور الوقت أظهرت الهيئة دورها في إعادة الأموال إلى الدولة والشعب المصري، مما يستدعي تغيير الصورة الذهنية عنها.

وأشار "عبد العزيز" إلى أهمية تسليط الضوء على الدور التثقيفي والتوعوي للهيئة، خاصة من خلال الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد، التي أصبحت تمثل ذراعًا ثقافيًا يركز على معالجة جذور الفساد عبر تعزيز الثقافة والوعي لدى الأفراد والمجتمع.

وفي كلمته، أكد اللواء الدكتور محمد سلامة، وكيل أول هيئة الرقابة الإدارية، أن الندوات التي تنظمها الهيئة في معرض الكتاب تهدف إلى تعزيز الوعي وليس فقط التركيز على الدور الأمني المعروف عنها.

وأوضح " سلامه"أن الأكاديمية تعمل على معالجة الفساد من منبعه، عبر نشر التنوير والثقافة المجتمعية التي تقلل من ظهور الفساد وتحد من انتشاره بشكل استباقي.

وأضاف سلامة أن الهيئة أطلقت على مدار الدورات السابقة لمعرض الكتاب سلسلة من الندوات التي تستهدف مختلف فئات المجتمع، مع التركيز على دعم الشباب وتمكينهم مشدداً على أن الأكاديمية تسعى من خلال هذه الأنشطة إلى بناء وعي شامل لدى الأفراد بأهمية التصدي للفساد ومواجهته بطرق عملية ومستدامة.

فيما تحدث الدكتور وسيم السيسي عن أبعاد الشخصية المصرية القديمة وتأثيرها الممتد حتى العصر الحالي، موضحًا ثلاثة أبعاد رئيسية: الجيني، والزماني، والمكاني.

وأشار إلى أن المصريين يحملون جينات أجدادهم العظماء، مما يعكس استمرارية التقاليد الحضارية والثقافية عبر الأجيال. ولفت إلى دراسات علمية تثبت أن الخبرات المكتسبة يمكن أن تنتقل وراثيًا، مشيرًا إلى تجربة علمية أجريت في السويد على الفئران لدعم هذا المفهوم.

كما تحدث "السيسي" عن دور نهر النيل في تشكيل الحضارة المصرية، مؤكدًا أنه كان أساسًا للوحدة الوطنية والتنمية عبر العصور موضحاً أن النيل كان مصدرًا رئيسيًا للزراعة التي ساهمت في تطوير باقي القطاعات مثل الصناعة والدفاع.

وأشار الدكتور وسيم السيسي إلى أن الطبيعة الجغرافية لمصر، التي تحيطها الصحراء، كانت عاملًا حاسمًا في احترام القانون والنظام مشيراً إلي أن الصحراء شكلت حاجزًا طبيعيًا، مما صعّب الهروب وشجع على الالتزام بالقوانين.

وقدم "السيسي" أمثلة تاريخية عن أهمية هذه الأبعاد، مثل قصة أومنحوتب وسنفرو، التي أبرزت دور النيل في القضاء على الفقر والجهل والمرض.

من ناحيته، ناقش الدكتور خالد حبيب الوضع الراهن للشخصية المصرية، مشيرًا إلى التحديات التي يفرضها العصر الحديث، بما في ذلك التأثير السلبي للسوشيال ميديا والإعلام على القيم والأخلاقيات.

وقال " حبيب" إن هذه التحديات تتطلب مواجهة جادة لتحقيق التغيير، مستعرضًا ستة دوافع للتغيير: مواجهة أزمات كبيرة مثل الفساد أو المشكلات المالية، العمل تحت ضغوط مستمرة لتحسين الأوضاع، الإحباط من الروتين اليومي والرغبة في تحسين الحياة، إدراك أن العالم المحيط يتطور بسرعة، التغيرات العالمية غير المتوقعة مثل جائحة كورونا أو الحروب، اكتساب معرفة جديدة تدفع الإنسان للتطور.

وأشار حبيب إلى أن التغيير يبدأ بمراحل تتضمن الإنكار، لوم الآخرين، ثم الوصول إلى الالتزام الحقيقي الذي يحقق التحول المطلوب.

فيما اختتم اللواء محمد سلامة الحديث بالتأكيد على أن الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد تركز على تعزيز المهارات لدى الشباب ونشر القيم الإيجابية في المجتمع.

وأوضح " سلامه" أن الأكاديمية تنظم محاضرات تستعرض التاريخ المصري، مثل قصة الفلاح الفصيح في الأسرة التاسعة، بالإضافة إلى محاضرات متخصصة في الأمن القومي.

وأشار إلى أن الهيئة تعمل مع الجمعيات الأهلية والنقابات، مع التركيز على فئة الشباب وأصحاب القدرات الخاصة، سعيًا لتعزيز التعاون المجتمعي وزيادة الوعي بأهمية مكافحة الفساد.

وفي ختام الندوة، أكد الدكتور سامي عبد العزيز على أهمية الوعي المجتمعي والمهارات الفردية في بناء مجتمع قوي وقادر على مواجهة التحديات، مُشددًا على أن النجاح يتطلب التواصل الفعّال والتفاوض الذكي.

معرض القاهرة الدولي للكتاب الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد هيئة الرقابة الإدارية

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الخبر التالى: ندوة وتجارب دولية بمعرض القاهرة للكتاب: الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل صناعة النشر الأخبار المتعلقة معرض الكتاب يُسجل حضورًا جماهيريًا يتجاوز 445 ألف زائر خلال اليوم الثاني أخبار معرض الكتاب يشهد جولة تثقيفية لأطفال قصر ثقافة تحيا مصر بالأسمرات أخبار تعرف على ندوات وفعاليات معرض القاهرة للكتاب.. غدًا أخبار مترجمون وأساتذة يتحدثون: استخدام الذكاء الاصطناعي في الترجمة بين المخاطر أخبار

إعلان

إعلان

أخبار

“ثوابت الشخصية المصرية: ندوة بمعرض الكتاب تسلط الضوء على مكافحة الفساد

أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات

© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى

إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك بعد عبورهم لمصر.. حماس تحدد الدول التي سيتوجه إليها الأسرى المُبعدين لاستقبال الأسرى المُبعدين.. وفد من حماس يتوجّه إلى القاهرة 20

القاهرة - مصر

20 13 الرطوبة: 44% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • السوداني: مكافحة الفساد مسؤولية مشتركة تتطلب التنسيق العالي بين السلطات
  • الأمين العام لحزب الله: نشكر العراق على الدعم الذي قدمه إلى لبنان
  • مكافحة الفساد تتسلم إقرار رئيس الهيئة العامة للتأمينات
  • انقطاع الكهرباء في عدن يكشف أزمة إنسانية جديدة ويعكس فساداً مستشرياً في قطاع الكهرباء
  • ما وراء حادث أليم
  • “ثوابت الشخصية المصرية: ندوة بمعرض الكتاب تسلط الضوء على مكافحة الفساد
  • المحكمة ترفض طلب نتنياهو بشأن شهادته الأسبوعية في قضية الفساد
  • الجمارك الجزائرية توقع على 4 اتفاقيات تعاون
  • الجمارك الجزائرية توقع على 4 إتفاقيات تعاون
  • زعما قدرتهما على مضاعفة الأموال وما هو أسلوبهما في البحرين.. والأمن يرد