لا فرق بين طقس بارد وطقس حار حارق.. مهما  كان الطقس وأينما كان الوضع تواصل "أم عمر" عملها كعاملة زراعية باليومية في الحقول المترامية داخل محافظة الإسماعيلية. تستقل وعدد من نسوة القرية قبل شروق الشمس ظهر سيارة نصف نقل تنطلق بهن يوميا من قريتهن والقرى المجاورة على الطرق السريعة والوعرة حتى الوصول للحقل وبعدما يتمكن من اتمام مهمتهن في جمع المحاصيل الزراعية تعاود بهن نفس السيارة التي يتكدسن أعلاها لتلقي بهن بالقرب من منازلهن.

 

رحلة شاقة يصارعن فيها مخاطر الطريق وهن في العراء ليتمكن من الوصول لمقر عملهن الذي لا يجدن فيه اية وسائل للحماية من صعوبة الطقس نظير اجر محدود  لا يتعدى ال120 جنيها يوميا.. وعقب انتهاء عملها تهرع أم عمر نحو منزلها مسرعة وقد قاربت الشمس على الغروب لتستقبل اطفالها الذين عادوا من المدرسة وفي انتظار تناول وجبة العشاء سويا امام شاشة التلفاز الذي تتكبد منذ عامين دفع اقساطه.

انفصلت ام عمر عن زوجها منذ عدة سنوات ولان طليقها هو الاخر ليست لديه وظيفة فلم تتمكن من الحصول على نفقة معيشة لاطفالها مما أضطرها للنزول للعمل .

 تعمل ام عمر من 3 الى 4  ايام في الاسبوع حسب توافر العمل وموسم الحصاد ...الاجرة يوميا 120 جنيه بما يعني نحو 1500 جنيه شهريا .تدخر منهم 500 جنيه شهريا ايجار الغرفة والصالة التي تسكن فيها مع اطفالها .لتجد نفسها امام 1000 جنيه عليها ان تدبر نفقاتها بهم مع طفليها وسط ارتفاع في الاسعار غير مسبوق.

اليوم انهت ام عمر ورفيقاتها في الحقل العمل مبكرا ورغم ان الاجر اليوم اقل  الا انها تجد لديها متسعا من الوقت لتصل للمنزل قبل عودة اطفالها من المدرسة لتصنع لهم طعام الغداء ..وهو طبق من  البطاطس المقلية والباذنجان والخبز. وفي المساء تقوم بتقطيع حبات من الفراولة التي اعطاها لها صاحب الحقل اثناء عملها في تجميع المحصول. وتقول ام عمر "كنت اعمل حتى اطعم اطفالي واوفر مصاريف الدراسة لهم " ولكن الان لم يعد الدخل يكفي الاكل ولم استطع توفير مصاريف الدراسة اليومية من مستلزمات مدرسية وتمن الدروس. وهو ما دفعها للموافقة على عمل طفلها معها ايام العطلة الاسبوعية حتى تتمكن من توفير اقل القليل من مصروفات الدراسة .

وتقول "أم عمر" "كل جنيه بنجيبه بيكون بعرق وتعب..الهوا واحنا راكبين العربية في عز البرد بينحل في جتتنا .والطين شقق ايدينا .وتنية الظهر واحنا بنحصد قسمت وسطنا ..وفي الاخر كم جنيه مش عارفين حتى نوكل عيالنا بهم عيش حاف "وتابعت "انا مش لوحدي ده حال كل الستات اللي شغالين معانا .احنا بنسمع عن زيادة مرتبات الموظفين وانهم مش عارفين يعيشوا.فما بالك بنا لا دخل ثابت ولازيادة والاسعار كل يوم في الطالع "

وتواصل “احنا شغالين حسب الموسم .في الشتاء بنجمع فراولة وفاصوليا وبسلة وفي الصيف مانجة وسوداني ”وبنشتغل يومين او تلاتة في الاسبوع مش كل يوم .لكن لما بيكون في شغل بنروح كل يوم رغم التعب بس مفيش ادامنا خيار تاني “واضافت لو في يوم تعبت ولا حد من العيال تعب واضطريت اقعد جمبه مفيش دخل اجيب به الدوا ”.

وتنتشر في قرى الإسماعيلية مزارع الفراولة والتي يبدأ موسم حصادها منذ منتصف يناير الماضي وتستمر حتى نهاية مايو المقبل .ويعمل في جمع الفراولة الآلاف من العاملين والعاملات مقابل أجر يومي يتراوح ما بين 120 إلى 150 جنيه يومياً. يستعين اصحاب الحقول بالعمال الزراعيين مرتين في الاسبوع لحصاد المحصول وتعبئته قبل تحميله ونقله لاسواق الجملة ومصانع الحلوى والمربى.

 

 

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أم عمر عاملة زراعية محافظة الإسماعيلية ام عمر أم عمر

إقرأ أيضاً:

اليابان تضع لمساتها في اليمن: مشروع ضخم يعيد الحياة !

اليابان تضع لمساتها في اليمن: مشروع ضخم يعيد الحياة !

مقالات مشابهة

  • هذا يحدث لجسمك عند غلي اللبن أكثر من مرة يوميا؟.. أضرار خطيرة
  • أسوان: إجراء التحاليل المعملية لمياه الشرب يوميا
  • إجراء التحاليل المعملية لمياه الشرب من المحطات يوميا بأسوان للحفاظ على الصحة العامة
  • اليابان تضع لمساتها في اليمن: مشروع ضخم يعيد الحياة !
  • وفاة أكثر من 10 أشخاص يوميا بسبب الجوع والقصف في «بحري»
  • خلافا للتقديرات والتوقعات.. ارتفاع مؤشر أسعار الاستهلاك وغلاء المعيشة والشقق في إسرائيل
  • المطار الأكثر هدوءا في العالم يستقبل 7 ركاب يوميا.. لسبب غريب
  • وصلت 30 جنيه.. أسباب ارتفاع الكبير في الطماطم.. وهذا موعد تراجع الأسعار
  • ضخ أطنان من اللحوم الطازجة في المجمعات الاستهلاكية يوميا.. اعرف الأسعار
  • وزيرة البحث العلمي الأسبق: الدولة تقدر المرأة الرائدة في عملها