إطلاق هاشتاغ #مي تو شباب للتنديد بالعنف الجنسي ضد الرجال
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
إعداد: بولين روكيت | طاهر هاني إعلان اقرأ المزيد
بعد ثماني سنوات من ولادة حركة "مي تو" ("أنا أيضا") التي سمحت للنساء بالكشف عن العنف الجنسي الذي يستهدفهن، تم إطلاق هاشتاغ (أو وسم) "أنا أيضا شباب" #MeTooGarçons يخص الرجال هذه المرة، ما سمح بنشر شهادات عديدة على مواقع التواصل الاجتماعي وفي مقدمتها منصة "إكس".
وكسر الممثل الفرنسي أورليان وييك (43 عاما) الجليد الخميس الماضي عندما تحدث عن العنف الجنسي الذي تعرض له عندما كان قاصرا من قبل بعض أقاربه ومن وكيل أعماله. وكشف عن معاناته الجنسية عبر موقع إنستاغرام مطلقا بذلك حملة جديدة ضد التحرش الجنسي، لكن موجهة للأطفال والرجال، كما أنه رفع دعوة قضائية ضد المعتدين المفترضين.
ومنذ إطلاق هذا الوسم، تحررت الكلمة على منصة "إكس" وأصبح الكثير من الرجال والأولاد يتحدثون دون حرج عن العنف الجنسي الذي تعرضوا له في صغرهم.
أعداد قليلة ورؤية محجوبةتشير دراسة أجراها المعهد الفرنسي للدراسات الديموغرافية في 2015 أن "الرجال أقل عرضة للعنف الجنسي مقارنة بالنساء" (3.9 بالمئة من الحالات لدى الرجال مقابل 14.5 بالمئة في صفوف النساء). وأضافت أن "تصريحات الرجال حول العنف الجنسي الذي استهدفهم تتعلق بالخصوص بمرحلتي الطفولة والمراهقة، أي قبل السن 18".
اقرأ أيضاما هو مصدر العنف ضد المرأة؟
وفي 2021، أظهرت دراسة أخرى أجراها قسم الاحصائيات في الأمن الداخلي الفرنسي تعرض النساء إلى العنف الجنسي بشكل أكبر مقارنة بالرجال، وفي سن متقدم- امرأة من بين 6 أكدت أنها تعرضت إلى العنف الجنسي من قبل رفيقها أو زوجها على الأقل مرة واحدة في السن 15 مقابل رجل واحد فقط من بين 18 رجلا.
أما في ما يخص العنف الجنسي الممارس من قبل أجانب (خارج العائلة) فهو يشمل 17 بالمئة من النساء مقابل 3 بالمئة فقط من الرجال.
وفي هذا الشأن، تقول كريستال هامل، الباحثة في معهد الدراسات الديموغرافية في باريس:" هناك وعي أكبر عند النساء بما يتعلق بالعنف الجنسي. والدليل على ذلك هو ظهور العديد من الجمعيات والحركات النسائية التي تقاوم هذه الآفة مقارنة بالرجال الذين لديهم شعور بأنهم غير معنيين بهذه المشكلة".
ولهذا السبب، يواجه الرجال الذين يعانون من العنف الجنسي مشاكل أكبر لإيجاد يد الدعم والمساعدة، فيما يشكون أيضا من غياب مراكز طبية وسيكولوجية في فرنسا تأخذ بعين الاعتبار معاناتهم. فعلى سبيل المقارنة، يوجد في بريطانيا عدد كبير من المراكز المفتوحة للجنسين، وهي تقدم الدعم النفسي المناسب للأولاد والرجال الذين تعرضوا إلى العنف الجنسي سواء من خلال استشارات نفسية مباشرة أو عبر مكالمات هاتفية.
وفي فرنسا، تحارب جمعية "عملاق بأقدام من طين" التي أسسها لاعب الرغبى سيبستيان بويله، الذي تعرض إلى العنف الجنسي من 12 إلى 16 عاما، التحرش في مجال الرياضة وتوعي ضد المخاطر التي قد يتسبب فيها.
اقرأ أيضاعقد دون تقدم.. تقرير للأمم المتحدة يؤكد أن الأحكام المسبقة بحق النساء "راسخة بعمق"
أما النساء، فأمامهن العديد من الجمعيات التي تساعدهن على مواجهة العنف والتحرش الجنسيين، مثل جمعية "لا للعنف ضد النساء" وجمعيات أخرى مفتوحة أيضا للرجال.
"وصمة عار" تلاحق الضحاياإلى ذلك، تضاعف عدد الشهادات التي يدلي بها المتضررون من العنف الجنسي على منصة "إكس" (تويتر سابقا) كما ازداد أيضا عدد الرسائل المساندة لهم. فعلى سبيل المثال، كتبت الصحفية والكاتبة فكتوار توايون:" إنه صعب وجريء في نفس الوقت أن نعترف بأننا وقعنا ضحايا العنف الجنسي. لهذا السبب أنا أدعم وأحترم كل الذين يدلون بشهاداتهم في هذا المجال".
وتابعت: "أفكر أيضا في الذين لا يستطيعون التعبير عن معاناتهم والذين ربما نسوا بأنهم تعرضوا في يوم من الأيام إلى العنف الجنسي وكل الذين فارقوا الحياة بسبب هذا العنف".
من جهتها تفاعلت صوفيا، وهي مناضلة نسوية في جمعية "فيمن" على مواقع التواصل الاجتماعي وكتبت: "لا أحد يستطيع أن يوقف موجة "#مي تو" الخاص بالرجال. تحية وتقدير لكل الذين يكسرون نظام البطريركية من خلال تحرير الكلمة والحديث عن العنف الجنسي الذي يتعرضون له".
اقرأ أيضااتهامات بالاغتصاب والاعتداء الجنسي تهز عالم السينما و تمتد إلى مجالات أخرى
لكن رغم جرأة بعض الرجال الذين وقعوا ضحية العنف الجنسي، إلا أن هذا لم يمنعهم من مواجهة انتقادات من قبل رجال آخرين يستهزؤون بنضالهم. فقد انتشرت التعليقات المسيئة لهم على مواقع التواصل الاجتماعي، بعضها تتساءل "كيف لا يستطيع الرجال الدفاع عن أنفسهم في عمر 17؟ هذا يدل على أنهم لا يتحملون المثلية الجنسية. أو ربما يريدون فقط إبراز أنفسهم". وغالبا ما ترافق هذه التعليقات كم هائل من الشتائم.
ضغوطات جنسية على الرجالتشرح كريستال هامل، الباحثة في معهد الدراسات الديموغرافية في باريس، أن "جميع الضحايا مهما كان انتمائهم الجنسي يشعرون بوصمة عار وبالخجل"، مشيرة أن "هذا النوع من التعامل مع الضحايا هدفه منعهم من التعبير عن مشاعرهم ومعاناتهم". وتضيف: "الدليل على ذلك أن بعض الضحايا الذين أدلوا بشهاداتهم بشكل علني واجهوا مشاكل عدة وتعرضوا إلى نفس المعاملة التي واجهتها النساء اللواتي تعرضن إلى العنف الجنسي".
وتابعت: "إذا كان عدد ضحايا العنف الجنسي كبيرا، فهذا يعني بأن هناك في نفس الوقت عدد كبير من المعتدين. كل هؤلاء الرجال الذين ينشرون تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي هم أنفسهم معتدون أو ربما يعرفون المعتدين. فهم يعرفون من تصرف بشكل غير لائق ومن مارس ضغوطات على رجال آخرين أو أقاموا علاقات جنسية بدون موافقة".
إلى ذلك، أشار تقرير أجرته وزارة الداخلية الفرنسية في 2021 حول العنف الجنسي الممارس خارج إطار العائلة أن "96 بالمئة من الذين تم التحقق معهم هم رجال". بالإضافة إلى ذلك، هناك مشكل في تحديد معنى الاغتصاب في فرنسا. فوفق كريستال هامل، كل شخص يعرف الاغتصاب وفق اعتقاداته وتفكيره والمجتمع الذي يعيش فيه. فعلى سبيل المثال، ممارسة الجنس "الفموي" قسرا قد يدخل في خانة الاغتصاب، لكن نسبة كبيرة من الناس لا تعتقد ذلك بالرغم من أن هناك قانون منذ 2018 يعاقب مثل هذه الممارسات.
أعده للعربية: طاهر هاني
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا الانتخابات الرئاسية الأمريكية ريبورتاج اغتصاب فرنسا جنس عنف حقوق الإنسان اعتداءات جنسية للمزيد شبكات التواصل الاجتماعي غزة الحرب بين حماس وإسرائيل فرنسا حصار غزة إسرائيل الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا على مواقع التواصل الاجتماعی إلى العنف الجنسی الرجال الذین من قبل
إقرأ أيضاً:
وقفة احتجاجية في دمشق للتنديد باعتداءات الاحتلال بحق الطواقم الطبية في غزة
شهدت العاصمة السورية دمشق، الأربعاء، وقفة احتجاجية لتنديد باعتداءات جيش الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة بحق الطواقم الطبية الفلسطينية في قطاع غزة.
وأشارت وكالة الأنباء السورية "سانا" إلى أن الوقفة التي شارك بها الهلال الأحمر العربي السوري جرت أمام مشفى يافا في دمشق بتنظيم من الهلال الأحمر الفلسطيني.
وندد المشاركون بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة والاستهداف المتواصل للفرق الطبية خلال أدائها عملها في القطاع، الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية منذ السابع من تشرين الأول /أكتوبر عام 2023.
وقال مدير الهلال الأحمر الفلسطيني في سوريا، عاطف إبراهيم، إن "هذه الوقفة جزء من وقفات ينظمها الهلال في فروعه بالإقليم، تضامنا مع الطواقم الطبية في غزة التي تتعرض لاعتداءات إسرائيلية، من بينها القتل المتعمد لثمانية من عناصر الهلال الفلسطيني، وعدد من عناصر الدفاع المدني أثناء أداء واجبهم الإنساني".
وأضاف إبراهيم في تصريحات صحيفة نقلتها "سانا"، إلى أن "الهدف من هذه الوقفات التضامن مع أهلنا في غزة ومع الطواقم الطبية التي تقوم بواجبها المهني والإنساني، والضغط على المجتمع الدولي والمنظمات الدولية، لأخذ دورهم لمنع هذه الاعتداءات وإلزام الاحتلال الإسرائيلي باحترام القوانين الدولية".
في السياق، قال المنسق الميداني في الهلال الأحمر السوري، محمد سعيد، إن "الطواقم الطبية في جميع أنحاء العالم محمية بموجب القانون الدولي الإنساني، ولا يجوز التعرض لها، وخاصة أنها في مقدمة من يصل إلى الميدان لأداء واجبها الإنساني".
وشدد سعيد على أن "مشاركتهم في الوقفة تأتي إيمانا بضرورة تضافر الجهود لحماية العاملين في الحقل الإنساني"، وفقا لوكالة "سانا".
وفي 23 آذار /مارس الماضي، قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي 15 مسعفا وعامل إنقاذ فلسطينيا بعدما فتح النار على قافلتين لسيارات إسعاف، ثم قام بحفر مقبرة جماعية ودفن الجثث، قبل أن يُعثر عليها بعد ستة أيام على يد فريق تابع للأمم المتحدة.
كما قتل الاحتلال الإسرائيلي على مدار العدوان الذي تجاوز أكثر من 18 شهرا، مئات العاملين في المجال الطبي ووكالات الإغاثة ومنظمات الأمم المتحدة في غزة، بما في ذلك اغتيال سبعة من موظفي "وورلد سنترال كيتشن" في نيسان /أبريل 2024 رغم وضوح علامات الطوارئ على مركباتهم.
وفجر 18 آذار/ مارس الماضي، استأنف جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الوحشي على قطاع غزة، عبر شن سلسلة من الغارات الجوية العنيفة على مناطق متفرقة من القطاع الفلسطيني، في خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 20 كانون الثاني/ يناير الماضي.
وأثار استئناف العدوان الذي أسفر عن سقوط آلاف الشهداء والمصابين في صفوف المدنيين الفلسطينيين، موجة من الاحتجاجات المناصرة للشعب الفلسطيني، والمطالبة بوقف فوري لعدوان الاحتلال الإسرائيلي في العديد من المدن حول العالم.