يمن مونيتور/ إفتخار عبده

يستقبل أبناء مدينة تعز شهر رمضان هذا العام بمزيد من الوجع ومزيد من الصعوبات والتحديات التي فرضها عليهم الحصار الخانق وارتفاع أسعار المواد الغذائية والظلام المخيم على المدينة جراء غياب الكهرباء الحكومية.

ويستمر أبناء تعز في كفاحهم المعهود من أجل توفير القوت الضروري للحياة، وهم اليوم مستبشرون بقدوم رمضان لولا العائق الاقتصادي الكبير الذي تقف حجرة عثرة أمام فرحتهم بقدوم هذا الشهر الكريم.

مواطنون يشكون من سوء الأوضاع المعيشية وارتفاع الأسعار بالشكل المخيف، منتقدين استغلال التجار لمثل هذه المواسم برفع الأسعار، وتجار يشعرون بالقلق جراء قلة نسبة الإقبال عليهم بهذا الموسم عن المواسم السابقة.

بهذا الشأن تقول، أم شهاب (30 عاما) نازحة تسكن في مديرية صالة جنوب شرقي مدينة تعز إن “رمضان أوشك على الوصول ولم نستطع إلى الآن شراء متطلباته من تمر ومواد غذائية، خاصة مع ارتفاع الأسعار هذا العام بهذا الشكل المقلق”.

وأضافت ل “يمن مونيتور” زوجي يعمل على دراجة نارية ودخله محدود، على حسب العمل، أحيانا يحصل على خمسة آلاف ريال أو أقل خاصة مع زحمة العاملين في هذا الجانب “.

وتابعت” الأسعار مرتفعة عن العام الماضي بشكل كبير، جراء تدهور العملة المحلية التي تجاوز فيها الدولار الواحد 1700 ريال بحسب ما نسمع من التجار كلما أقبلنا على شراء شيء بسيط “.

وأردفت” نستخدم طاقة شمسية للضوء فقط، بطارية سعة 50 فولتا، هي معنا من العام الماضي، كون سعر الكهرباء مرتفعا، ولا تكفي هذه البطارية التي نستخدمها لخمس ساعات في إضاءة غرفتين “.

وأكدت” الوضع مزر للغاية، ولا نعلم هل سنستطيع شراء احتياجات شهر رمضان أم لا؟ خاصة مع استمرار ارتفاع أسعار المواد الغذائية “.

وأشارت إلى أن” الكثير من الأسر لا تستطيع شراء متطلبات رمضان، بسبب الغلاء الفاحش في الأسعار؛ فقد تجاوز سعر الكيس الدقيق 43 ألف ريال “.

ومضت قائلة:” نتمنى أن ترخص الأسعار وتتعافى العملة المحلية، ونستطيع شراء احتياجاتنا الأساسية للحياة لنعيش رمضان بلا مرض أو تعب نتيجة قلة التغذية مع الصيام “.

انخفاض نسبة الإقبال على محالّ المواد الغذائية

في السياق ذاته يقول، علاء الزريقي (عامل في محل بهارات بحي الجحملية ) “يختلف استقبال أبناء تعز لرمضان هذا العام عن الأعوام السابقة، من حيث شراء المواد الغذائية؛ فقد قلت كثيرا عن الأعوام الماضية، التي كان يبدأ الناس فيها منذ مطلع شهر شعبان وهم يزدحمون في باب المحل لشراء حاجات رمضان المتنوعة”

وأضاف الزريقي ل “يمن مونيتور” لا يقتصر الأمر على نسبة الإقبال على المشتريات وحسب؛ بل قلت أيضا الكمية التي يقوم المواطنون بشرائها فعلى سبيل المثال الذين كانوا يأخذون 50 كيلو من الدقيق يشترون اليوم 25 كيلو والكثير من الناس من يقبل على شراء الأكياس الصغيرة سعة 10 كيلوات “.

وأردف” اليوم وصل سعر الكيس الدقيق سعة 50 كيلو إلى 43 ألف ريال وسعر الزيت سعة 8 لتر إلى 18 ألف ريال والأرز وزن 10 كيلوات إلى 22 ألف ريال وهذا ما جعل المواطن يشتري أقساطا صغيرة يقدر على دفع تكاليفها أو لا يشتري إطلاقا “.

وأشار إلى أن” الوضع في مدينة تعز في ظل الحصار والغلاء المعيشي أصبح خانقا للجميع سواء كانوا باعة أو مشترين، كل يعاني من غياب أمور كانت حقا من حقوقهم واليوم أصبحت بعيدة المنال عنهم “.

حصار وظلام

ناشطون اجتماعيون يصفون وضع المدينة بالمزري في ظل الانقطاع الدائم للكهرباء الحكومية منذ تسع سنوات، مطالبين الحكومة والجهات المعنية وأصحاب القرار بتزويد محطة عصيفرة بالوقود من أجل إضاءة المدينة المظلمة.

من جهته يقول عبد الرحمن العديني (عاقل حارة الضربة- شارع جمال وسط المدينة)” سيأتي رمضان هذا العام ضيفا ثقيلا على الكثير من المواطنين داخل مدينة تعز المحاصرة والتي تشهد ارتفاعا جنونيا في أسعار السلع الغذائية، لا سيما وأن شهر رمضان يتطلب مواد غذائية مميزة عن بقية شهور السنة “.

وأضاف العديني ل” يمن مونيتور “ليس الحصار وحده أو الغلاء المعيشي من يعاني منه أبناء تعز، ومن ينكد عليهم معيشتهم في ظل قدوم شهر رمضان المبارك، ولكن انقطاع الكهرباء الحكومية يلعب دورا كبيرا في إقلاق حياة المواطن الذي يعيش في ظلام داخل هذه المدينة لتسع سنوات على التوالي”.

وأردف “اليوم الطاقات الشمسية أصبحت بعيدة المنال عن المواطن الذي لا حول له ولا قوة، كيف لا وسعر البطارية سعة 70 فولتا وصل لأكثر من 120 ألفا وهذا مبلغ لا يقدر عليه المواطن الذي بالكاد يحصل على قوت يومه الضروري”.

الكهرباء التجارية معضلة كبرى

وأشار العديني إلى أن الكهرباء التجارية معضلة كبرى تعيق المواطن وتضره أكثر مما تنفعه مؤكدا بأن “سعر الكيلو الواحد من الكهرباء التجارية يصل إلى 1100 ريال فلا يأتي نهاية الشهر إلا وقد تراكمت على المواطن مبالغ لا قدرة له بسدادها”.

واختتم “نناشد رئاسة الوزراء والمجالس المحلية وكل من يهمه الأمر بالنظر لهذه المدينة المتعبة وتوفير الخدمات الضرورية لها قبل قدوم الشهر الكريم من كهرباء حكومية ومياه وصحة أسوة ببقية المحافظات ليحل شهر رمضان ضيفا عزيزا محبوبا للمواطن لا مخيفا له”…

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الحصار اليمن رمضان المواد الغذائیة یمن مونیتور أبناء تعز هذا العام شهر رمضان مدینة تعز ألف ریال

إقرأ أيضاً:

استطلاع حول عمل قسم الأمن العام في بصرى الشام… ارتياح وخطوة في الاتجاه الصحيح

درعا-سانا

يقوم قسم الأمن العام في مدينة بصرى الشام والبلدات التابعة لها بمحافظة درعا بالعمل على حفظ الأمن، من خلال مراكزه المنتشرة من بلدة صيدا حتى الحدود الإدارية لمحافظة السويداء والأردن.

وفي استطلاع لآراء المواطنين حول عمل القسم، عبر العديد منهم عن الارتياح الشديد، لافتتاحه وعودة الأمان للمنطقة.

الشيخ فايز الشحمة، اعتبر ذلك خطوة في الاتجاه الصحيح، للسير قدماً في بناء الدولة، وقال: “إن النظام البائد خلف بلداً مدمراً، لكن ذلك لا يبرر حالة الفوضى، ما نريده هو فرض القانون في الشارع والمؤسسات والدوائر الحكومية.

الناشط المجتمعي الشيخ أحمد القسيم قال:
“إن الأداء الأمني سجل تقدماً ملحوظاً في الحد من ترويج المخدرات، وانتشار السلاح العشوائي، وضبط المخالفات بمختلف أنواعها”.

محمد شاكر المقداد اعتبر أن الأعمال التي يقوم بها القسم تأتي في مصلحة المواطنين، وطالب بإعادة تفعيل مخافر الشرطة، لما لها من دور في معالجة الكثير من المخالفات، وتفعيل عمل دائرة الأحوال المدنية للحد من استغلال الناس، ومنع الرشاوى والمحسوبيات في استخراج الأوراق والحصول على الوثائق المدنية، والإسراع بتفعيل عمل مديرية المصالح العقارية وإعادة افتتاح أقسامها بالكامل.

بدوره رئيس قسم الأمن سامر الخليل قال: إن القسم يضم نحو ثلاثمئة عنصر، موزعين على المراكز في البلدات والقرى، وقسمين هما: الإداري والقوى التنفيذية التي تعمل من خلال مكتب الشكاوى على تبليغ المدعى عليهم لمراجعة القسم الإداري لحل المشاكل العالقة، وإحالة البعض منها إلى القضاء المختص.

وأكد أن الأعمال التي يقوم بها القسم تأتي في إطار توطيد الأمن، من خلال تسيير الدوريات بين محافظتي درعا والسويداء، والتي تم من خلالها إلقاء القبض على العديد من مروجي المخدرات، وتجار السلاح.

كما تم القيام بحملات على سائقي الدراجات النارية، لمنع الازعاجات، وخصوصاً من الشباب تحت السن القانوني، والحد من انتشار السلاح الخارج عن سلطة الدولة، كما يقوم القسم بالإشراف على تأمين السياحة الداخلية والخارجية في المدينة لكونها من أهم المراكز السياحية والأثرية في سورية.

وأكد الخليل الاستعداد الدائم والجاهزية القصوى وعلى مدار الساعة لأي طارئ يؤدي إلى خلل بالأمن العام، موضحاً أن مكتب الشكاوى يعمل بالنيابة عن مخفر الشرطة لحين افتتاحه.

مقالات مشابهة

  • الصحة السورية تشكو نقص كوادرها: أطباء المهجر ينتظرون تحسن الوضع المعيشي
  • جنازة مهيبة بسوهاج .. تشييع جثامين الأشقاء الثلاثة ضحايا بالوعة العاشر من رمضان
  • عن الوجع والحرمان والتخلي.. فضل شاكر يبكي في إعلان عن وثائقي مرتقب يروي سيرته
  • والي الجزيرة: استرجاع الكهرباء لقرى المدينة عرب بمحلية جنوب الجزيرة خلال الأيام القليلة المقبلة
  • قرارات مطلوبة بسرعة … للصمود في حرب الكهرباء
  • استطلاع حول عمل قسم الأمن العام في بصرى الشام… ارتياح وخطوة في الاتجاه الصحيح
  • "أسابيع سيئة للحوثيين".. ترامب يتوعد بمزيد من الضربات الموجعة
  • “الشؤون الإسلامية” تنفذ أكثر من 48 ألف ساعة تطوعية في جوامع المدينة خلال شهر رمضان
  • رئيس الوزراء يوجه بتشكيل لجنة تحقيقية بشأن وفاة المواطن “بشير خالد لطيف”
  • 172 ألف ريال تبرعات نزوى الخيري في رمضان