أظهرت صور جديدة التقطتها مركبة برسفيرنس التابعة لناسا، مدى صعوبة الهبوط الذي أدى إلى إنهاء المهمة التاريخية خارج كوكب الأرض، إنجينيويتي، على سطح المريخ.

وتعرضت إحدى شفرات المروحية التجريبية التابعة لوكالة ناسا إنجينيويتي للضرر عندما هبطت بشكل خاطئ في السهول المغطاة بالرمال في وادي نهر جاف، خلال رحلتها الـ72 على الكوكب الأحمر في 18 يناير.

Earlier today, the @NASAPersevere rover captured a high resolution image of the Ingenuity using the SuperCam RMI instrument.
One rotor blade is broken off completely, the others have damaged tips.

Credit: NASA/JPL-Caltech/LANL/CNES/IRAP/Simeon Schmauß pic.twitter.com/lZ1Qd0Tg7r

— Simeon Schmauß (@stim3on) February 25, 2024

وتم إيقاف المروحية التي يبلغ وزنها 1.8 كغ، والتي سافرت إلى المريخ على متن المركبة الجوالة برسفيرنس، عن العمل نهائيا بعد تلك الحادثة كونها لم تعد قادرة على الطيران.

وأظهرت البيانات المبكرة بعض الأضرار الطفيفة التي لحقت بإحدى شفرات المروحية الأربعة. 

One of these images also showed what looks like the missing blade, lying roughly 15m to the south west of the Heli. I expect that we will soon see additional SuperCam images of that blade.https://t.co/ud7b1F9GQm

— Simeon Schmauß (@stim3on) February 25, 2024

وقال أعضاء فريق المهمة في ذلك الوقت إن هذا الضرر في حد ذاته كان كافيا لإنهاء مهمة طيران إنجنيويتي على المريخ، حيث يجب أن تكون شفرات المروحية متوازنة بشكل مثالي للحفاظ على طيران متحكم فيه، وفقدان أجزاء منها يحرم براعة هذا التوازن.

A closer crop on the blade shows a small disturbance in the sand to the right of it. This is where the blade first contacted the ground after flying some 15m from Ingenuity.
The tip of the blade appears to be clipped, just like the other blades which are still attached. pic.twitter.com/PZWZoNMnQu

— Simeon Schmauß (@stim3on) February 25, 2024

والآن، تكشف الصور الجديدة التي التقطتها برسفيرنس باستخدام جهاز التصوير عن بعد SuperCam يوم الأحد (25 فبراير)، رفيقتها إنجينيويتي بشكل أكثر وضوحا من ذي قبل، وتظهر أن إحدى الشفرات الدوارة كانت مكسورة تماما

وكشفت التحقيقات الإضافية أن هذه القطعة المكسورة تقع على بعد نحو 15 مترا من يسار إنجينيويتي على رمال المريخ الحمراء، ويبدو أنها ابتعدت عن المروحية قبل أو أثناء هبوط المركبة في رحلتها الأخيرة الشهر الماضي.

إقرأ المزيد مركبة فضائية تصور رفيقتها مروحية إنجينيويتي "المكسورة والوحيدة" على الكثبان الرملية المريخية

وقال أعضاء فريق المهمة في ناسا إن الرحلة الأخيرة للمروحية تمت فوق رقعة رملية من التضاريس تفتقر إلى الصخور البارزة وغيرها من الميزات التي اعتمدت عليها إنجنيويتي في الملاحة. ولم تتمكن المروحية من التمسك في أثناء الهبوط لأن التضاريس الرملية كانت "عديمة المعالم" إلى حد كبير بحسب وكالة ناسا، وارتطمت شفراتها سريعة الدوران بالأرض.

وقالت وكالة الفضاء في بيان: "كلما كانت التضاريس أقل وضوحا، كان من الصعب على إنجينيويتي أن تتنقل بنجاح عبرها. يعتقد الفريق أن التضاريس الخالية نسبيا في هذه المنطقة كانت على الأرجح السبب الجذري للهبوط غير الطبيعي".

ومع ذلك، كانت مهمة إنجينيويتي ناجحة بشكل كبير، حيث كانت أول مركبة على الإطلاق تحقق طيرانا آليا في سماء عالم خارج الأرض. وأثبتت أن الطيران في ظروف مريخية قاسية للغاية - غلاف جوي رقيق جدا (1% فقط من حجم الأرض) حيث يصعب خلق قوة رفع - كان ممكنا.

وسيمهد نجاحها الطريق أمام المستكشفين الجويين الآخرين، وفي العقود المقبلة، ربما تطير ناسا بطائرة في سماء المريخ، وهي مركبة مبتكرة مزدوجة الجناحين مستوحاة من إنجازات إنجينيويتي على الكوكب الأحمر المنعزل.

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الفضاء المريخ كواكب مركبات فضائية مروحيات معلومات عامة ناسا NASA

إقرأ أيضاً:

لغز وجهي المريخ المتناقضين.. هل كشف العلماء السبب؟

يُنظر إلى المريخ على أنه أحد الكواكب الغامضة التي تخفي العديد من الأسرار، فالكوكب الشهير بلونه الأحمر الدموي يتميز بخصائص جيولوجية فريدة تجعله محط أنظار العديد من الفلكيين، ومن بين هذه الألغاز ما يُعرف "بالانقسام المريخي الثنائي"، وهو ظاهرة تتمثل في الاختلاف الجغرافي الكبير بين نصفي الكوكب الشمالي والجنوبي.

وتظهر القياسات أن نصفي الكرة المريخية يختلفان في الارتفاع بفارق يراوح بين 1-3 كيلومترات، كما يتميز المريخ بتباين في سماكة قشرته؛ إذ يبلغ متوسط سماكة القشرة نحو 45 كيلومترا، ولكنها تقل في منطقة السهول الشمالية لتصل إلى 32 كيلومترا، بينما تزداد في المرتفعات الجنوبية لتبلغ 58 كيلومترا.

وقد لُوحظ هذا الانقسام في سبعينيات القرن الماضي من خلال صور المسبار الفضائي "فايكنغ" الذي لاحظ أن ثمة تناقضا مذهلا على مستوى المرتفعات الجنوبية الوعرة المملوءة بالفوهات، مقابل الأراضي الشمالية الملساء والمسطحة نسبيا.

الفلكي الأميركي كارل ساجان أمام أحد نماذج مركبة الهبوط فايكنغ (ناسا) عوامل داخلية

وتشير نتائج دراسة حديثة، نشرتها بعثة المسبار المريخي "إنسايت لاندر" التابعة لوكالة ناسا في دورية "جيوفيزيكال ريسيرش ليترز"، إلى أن الاختلاف يعود إلى فرضية العوامل الداخلية، مثل تدفق الصخور المنصهرة تحت سطح المريخ، بدلا من أن يكون ناجما عن عوامل خارجية، كاصطدام كويكب بحجم القمر، كما افترض البعض سابقا.

وتتميز المناطق الجنوبية للكوكب بفوهاتها المتعددة وتدفقات الحمم البركانية المتجمدة، مما يشير إلى قدمها الجيولوجي. في المقابل، تتميز الأراضي الشمالية بسطحها الأملس وقلة الفوهات، مما يدل على عمر جيولوجي أصغر. ويعزز هذا التباين الاختلاف في سماكة القشرة، حيث تكون أرقّ في الشمال، كما تخلو صخورها من الخصائص المغناطيسية، وذلك يشير إلى فقدان المجال المغناطيسي القديم للمريخ.

ويزيد من تعقيد هذا المشهد احتمال أن الأراضي الشمالية كانت ذات يوم موطنا لمحيط شاسع من المياه السائلة، وهي فرضية أثارت جدلا كبيرا، وما زال البعض يعوّل عليها للحصول على أدلة على وجود حياة بائدة على سطح المريخ.

إعلان

تدعم بعض الأدلة هذه الفكرة، مثل وجود معادن تشكلت بفعل المياه وغياب بعض التضاريس المتوقعة، في حين أن أدلة أخرى تتناقض معها. وهذا الجدل يحمل دلالات عميقة في البحث عن الحياة بعيدا عن الأرض، إذ تعدّ المياه السائلة شرطا أساسيا لوجودها.

مسبار "إنسايت" الذي تمركز بالقرب من الحدود الفاصلة بين نصفي الانقسام الجيولوجي للمريخ وفّر بيانات غير مسبوقة من خلال رصد الزلازل المريخية (رويترز) زلازل المريخ

وقد وفّر مسبار "إنسايت"، الذي تمركز بالقرب من الحدود الفاصلة بين نصفي الانقسام الجيولوجي للمريخ، بيانات غير مسبوقة من خلال رصد الزلازل المريخية. وتُعدّ هذه الأحداث الزلزالية نافذة فريدة لاستكشاف باطن الكوكب، تماما كما تساعد الزلازل الأرضية الجيولوجيين في دراسة أعماق كوكب الأرض. ومن خلال تحليل كيفية انتقال اهتزازات هذه الزلازل عبر المناطق المختلفة، اكتشف العلماء وجود فروقات حرارية كبيرة تحت سطح المريخ.

على وجه الخصوص، تفقد الموجات الزلزالية في المرتفعات الجنوبية طاقتها بشكل أسرع، وهو ما يشير إلى أن الصخور تحتها أكثر حرارة مقارنة بالأراضي الشمالية. ويتماشى هذا التفاوت الحراري مع النماذج التي تقترح أن القوى الداخلية هي التي شكلت الانقسام المريخي، وليست الاصطدامات الخارجية.

تشير فرضية العوامل الداخلية إلى أن الغلاف الصخري المنصهر للمريخ لعب دورا محوريا في تشكيل الانقسام الجغرافي بين نصفيه. ففي المراحل الأولى من تاريخ الكوكب، يُعتقد أن النشاط التكتوني وتيارات الحمل الحراري في باطنه كانا السبب في حدوث تباينات ملحوظة في انتقال الحرارة، نتج عنها الفروق في التضاريس التي نلاحظها اليوم.

ومع توقف حركة الصفائح التكتونية، تشكل ما يُعرف "بغطاء الركود" الذي أسهم في تثبيت هذه التضاريس في مكانها. وتشير الدراسات إلى أن أنماط الحمل الحراري تحت المرتفعات الجنوبية ربما دفعت بصعود المادة المنصهرة، بينما حدث الهبوط الحراري تحت السهول الشمالية، مما عزز التباين الجغرافي بين نصفي الكوكب.

إعلان

ورغم أن الاكتشافات الحديثة تقدم دعما قويا لفرضية العمليات الداخلية، فإن لغز الانقسام المريخي لا يزال بعيدا عن الحل النهائي. وللوصول إلى فهم أعمق لهذا اللغز، يحتاج العلماء إلى بيانات إضافية عن الزلازل المريخية، ونماذج أكثر دقة لتكوين الكوكب، فضلا عن مقارنات تفصيلية مع الأرض والكواكب الأخرى.

مقالات مشابهة

  • حمدان بن محمد: إنجازات جديدة تتبع مهمة إطلاق "محمد بن زايد سات"
  • الآثار والمتاحف تعلن فتح أبوابها أمام البعثات الأثرية التي كانت تعمل في سوريا
  • اتصالات اللحظات الأخيرة تكشف مكمن الخطأ في حادث اصطدام مروحية بطائرة ركاب في واشنطن
  • مسؤول يتحدث عن "مهمة" المروحية المحطمة في واشنطن
  • رويترز: طائرة بلاك هوك العسكرية التي اصطدمت بطائرة الركاب كانت في رحلة تدريبية
  • لغز وجهي المريخ المتناقضين.. هل كشف العلماء السبب؟
  • أم كلثوم التي لا يعرفها أحد.. ندوة تكشف أسرار كوكب الشرق بمعرض الكتاب
  • فرصة لهؤلاء| وظائف جديدة لبنك مصر.. بادر بالتقديم قبل انتهاء الطلبات
  • روجينا تعود بقوة في رمضان 2025.. "حسبة عمري" تكشف أسرار النجمة التي لا تُقهر!"
  • بعد انتهاء الهدنة.. بلدة جنوبية تكشف ما فعله مجلس الجنوب