رونالدو يخرج عن صمته بخصوص “الحركة المشينة” وقال الحركة التي صدرت منه تعبر عن “القوة والانتصار”
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
تسلمت لجنة الانضباط في الاتحاد السعودي لكرة القدم، الأربعاء، إفادة رسمية من لاعب فريق النصر، كريستيانو رونالدو، رداً على شكوى قدمتها إدارة نادي الشباب السعودي، تتهمه فيها بأدائه “حركة مشينة” أمام جماهير فريقها، وفق وسائل إعلامية سعودية.
وأوردت صحيفة “الرياضية” السعودية، نقلا عن مصادرها، أن “رونالدو رفض في إفادته الاتهام الموجه إليه عن قيامه بـ”حركة مشينة” أمام جماهير الشباب نهاية المواجهة، التي جرت الأحد الماضي، على ملعب نادي الشباب في الرياض، وانتهت لصالح النصر بثلاثة أهداف مقابل هدفين”.
وأشارت الصحيفة إلى أن “اللجنة ستدرس إفادة اللاعب البرتغالي، من الناحية القانونية، وستصدر قرارها النهائي خلال الساعات المقبلة”.
وذكر حساب “الرياضية عاجل”، على منصة (إكس)، أن “رونالدو أفاد أنه، يحترم كل الأندية، وأن الحركة التي صدرت منه تعبر عن القوة والانتصار، وأنها ليست مشينة، واعتاد عليها في أوروبا”.
وعقب إطلاق الحكم صافرة النهاية، توجه أفضل لاعب في العالم 5 مرات إلى مدرجات جماهير الشباب الذين هتفوا باسم النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، وقام بوضع يده على أذنه في إشارة إلى عدم تمكنه من سماعهم.
وبعد لحظات قام بحركة غير أخلاقية بيده اليمنى، مما دفع إدارة نادي الشباب لتقديم شكوى لدى لجنة الانضباط بالاتحاد السعودي، بحسب وسائل إعلام سعودية.
ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن مصادر مطلعة قولها، إن “نادي الشباب طالب بتطبيق المادة 57 من لائحة الانضباط التي تنص أن “أي شخص يقوم بالإساءة تجاه الجمهور، بالفعل أو القول أو الإشارة، خلال أي مباراة، يتم إيقافه مبارتين، ويعاقب بغرامة مالية قدرها 20 ألف ريال (نحو 5300 دولار)”.
الحرة
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: نادی الشباب
إقرأ أيضاً:
القوة الخفية التي هزمت حميدتي ..!
منذ انطلاق الرصاصة الأولى في الخرطوم يوم 15 أبريل 2023، كان واضحاً أن محمد حمدان دقلو (حميدتي) لم يقرأ المشهد العسكري والسياسي جيداً، أو قرأه بعين الوهم لا ببصيرة الواقع وبواطن الحقائق.
راهن الرجل على انقلاب خاطف وسريع يمكنه من وضع السودان في قبضته، لكنه لم يدرك طبيعة القوة الخفية في الدولة السودانية، تلك الدولة التي تبدو في ظاهرها ضعيفة ومفككة وآيلة للزوال، وذات مؤسسات هشة قابلة للانهيار السريع، لكنها أثبتت مراراً أن لديها عناصر قوة خفية لا تظهر إلا في مواجهة التحديات الكبرى.
عناصر القوة الخفية في الدولة السودانية:
• قوة المجتمع في التناصر والتعاضد ومقاومة الظلم والعدوان.
• قوة المؤسسات العسكرية والأمنية في تراكم خبراتها، وعمق تأهيلها المهني ، وروح الثبات والصبر على تحقيق الأهداف، وهي سمات تميز ضباطها وجنودها.
• قوة وجسارة الشباب بمختلف انتماءاتهم السياسية في مواجهة التحديات والمخاطر، سواء في الحروب أو التظاهرات.
• مستوى الوعي السياسي القادر على فضح النوايا الشريرة المغطاة بالشعارات التجميلية.
• العمق التاريخي لنضالات الشعب السوداني، الممتد منذ الممالك المسيحية، مروراً بمملكة الفونج، والثورة المهدية، واللواء الأبيض.
ما فعلته قوات حميدتي أنها استفزت مكامن القوة الخفية في الدولة السودانية، فوجدت نفسها في مواجهة مختلف الطيف القبلي والجهوي والثقافي والسياسي والعسكري. ونتيجة لذلك، تشكّل تيار وطني عريض وغير مسبوق، عابر للانتماءات.
هذا التيار الوطني ضمّ:
• شيوخ ورجال الدين والطرق الصوفية مثل عبد الحي يوسف، شيخ الزين محمد أحمد، شيخ الكباشي، والمكاشفية، والختمية والجماعات السلفية ، وقساوسة كنيسة ماري جرجس وغيرهم.
• الفنانات مثل ندى القلعة، إيمان الشريف، ميادة قمر الدين وغيرهن.
• المفكرين من مختلف التيارات، من الإسلاميين مثل أمين حسن عمر، عبد الوهاب الأفندي، التجاني عبد القادر، وحسن مكي، إلى اليساريين والليبراليين مثل البروفيسور عبد الله علي إبراهيم، د. محمد جلال هاشم، د. عشاري أحمد محمود، د. معتصم الأقرع، د. صلاح بندر، والروائي عبد العزيز بركة ساكن وغيرهم.
• المقاتلين من الحركات المسلحة في دارفور، وقوات “كيكل”، و”برأوون”، و”غاضبون”، و”المستنفرين”، وشباب الأقباط، و”ميارم الفاشر”، و”مرابطات الشمالية ونهر النيل”، والشيخ موسى هلال.
كل هؤلاء وغيرهم تصدوا لحماية الدولة السودانية والدفاع عن وجودها.
حميدتي، الذي كان بالأمس شريكاً في السلطة، متمتعاً بقوتها ونفوذها، ظن أنه قادر على اختطاف الدولة، لكنه نسي أن القوة وحدها لا تكفي، وأن شرعية البندقية لا تدوم طويلاً. فالرهان على الدعم الخارجي، والتحالفات المصلحية، واستراتيجية “الأرض المحروقة”، لن يحقق له أهدافه، بل سيؤدي إلى عزله وإنهاء وجوده في الفضاء العام.
فشل مشروع انقلاب حميدتي على الدولة السودانية لم يكن مفاجئاً، بل كان حتمياً، لأن أي انقلاب يفتقر إلى عمق سياسي، ورؤية استراتيجية، وحاضنة شعبية، لا يعدو كونه مغامرة متهورة باهظة التكلفة.
منذ اللحظة الأولى، كان واضحاً أن حميدتي يخوض معركة بلا غطاء وطني، وبلا ظهير سياسي يمتلك الخبرة والذكاء، وبلا أفق بعيد. اعتمد على القوة اللحظية العارية، لكنه واجه الحقيقة القاسية: القوة الخفية في المجتمع كانت أكبر من قوته العسكرية.
اليوم، وبعد ما يقارب العامين من الحرب، لم يبقَ لحميدتي سوى أطلال مشروع متهالك، وتحالفات تتآكل، وساحة تتسع لنهاية مأساوية.
فالتاريخ لا يرحم من ظنوا أن البنادق تصنع شرعية، ولا يغفر لمن توهموا أن الدعم الخارجي وحده يمكنهم من حكم الأوطان.
ضياء الدين بلال
إنضم لقناة النيلين على واتساب