كتب جان فغالي في" نداء الوطن": نقرأ في عنوان الزميلة «الشرق الأوسط»: وزير الدفاع اللبناني: «جنودنا غير جاهزين للقتال». في متن الخبر، نقتبس حرفياً: «الراتب المتدني الذي يتقاضاه الجندي اللبناني يجعله غير متفرّغ للدور القتالي، خصوصاً أنّ أغلب العسكريين يعملون خلال إجازاتهم لتوفير قوت أبنائهم».
الصحيفة كتبت في عنوانها «جنودنا غير جاهزين للقتال».
هذا الكلام لا يحتمل النفي، وخلاصته أن الجيش غير قادر على الإنتشار، واستطراداً لا إمكان اليوم لتطبيق القرار 1701، ولأنّ «الطبيعة تأبى الفراغ»، فإن هناك مَن يُفترض أن ينتشر في الجنوب، إلى حين أن يصبح الجيش جاهزاً. هنا مكمن الخطر من هذه المقولة، فغداً ربما يُقال: «إن جنودنا غير جاهزين للانتشار وغير متفرغين للإنتشار على الحدود بين لبنان وسوريا». بهاتين المقولتين يسقط الجيش، ومع الانهيارات المتلاحقة في البلد، نكون أمام انهيار آخر مؤسسة استطاعت أن تصمد منذ الانسحاب المفاجئ للجيش السوري في العام 2005، وأن تصمد أثناء توريطها في معركة نهر البارد ثم في عملية فجر الجرود، ثم في إبقاء الوضع تحت السيطرة إثر ثورة 17 تشرين 2019.
في كل هذه المحطات التي سبقت، لو قيل إن الجيش غير جاهز وغير متفرِّغ، فماذا كان سيحدث في البلد؟
ألم يُقل شبيه هذا الكلام إثر حادثة بوسطة عين الرمانة في 13 نيسان 1975، حين رفض الرئيس الراحل رشيد كرامي، ومعه الحركة الوطنية، ومن ورائها أبو عمّار، أن ينزل الجيش «خشية أن ينقسم»؟ ماذا كان البديل؟ ومَن كان البديل؟ وماذا حدث؟ سقط الجيش فانهار البلد واندلعت الحرب التي استمرت خمسة عشر عاماً. وقبل ذلك التاريخ بشهرين، أي في شباط 1975، ألم تتوسع المطالبات بسحب الجيش من صيدا بعد حادثة معروف سعد؟
إذا راجعنا التاريخ، فإنّ الإعتراض على دور الجيش، والتشكيك بقدراته، كانا يؤديان إلى سقوطه وإلى انهيار البلد، كان مقدَّراً للحرب أن تندلع في شباط 1975، إثر المطالبة بسحب الجيش من صيدا بسبب دوره «المشبوه» الذي قيل يومها، بإطلاق النار على المتظاهرين، لم يطل الوقت حتى انفجرت الحرب في نيسان من ذلك العام، وما كان لها أن تنفجر لو نزِل الجيش ولم يُقَل إنه ينقسم لو نزِل.
يُخشى أن يعيد التاريخ نفسه، فيجري التشكيك بقدرة الجيش، ولو من باب حسن النية، لكن النتيجة ذاتها. إنّ استمرار الرهان على دور الجيش، يبقى أفضل بكثير من التشكيك بقدرته، ولو عن حسن نية، وبالتالي: ماذا لو لم يخض الجيش اللبناني معركة «فجر الجرود»؟ وماذا لو لم يرد على استهدافه في مخيم نهر البارد، وقول أحدهم: «إن الدخول إلى نهر البارد خط أحمر»؟
المطلوب اليوم القول (وهذه هي الحقيقة): «الجيش قادر على الإنتشار في الجنوب»، وبناءً عليه: «إرفعوا أيديكم عن الجيش، فهو أدرى بحالته».
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
الحكم على الإعلامي اللبناني نيشان بتهمة سب ياسمين عز.. غدًا
تصدر المحكمة الاقتصادية بالقاهرة، غدًا السبت 26 أبريل 2025، الحكم على الإعلامي اللبناني نيشان، بتهمة سب وقذف الإعلامية ياسمين عز.
وفي هذا التقرير يوضح موقع صدى البلد القصة الكاملة للواقعة وتطوراتها حتى وصولها للحكم في الإمارات والمحاكمة في القاهرة والتي تم حجزها للحكم..
بداية الحكاية
جاءت البداية عندما نظمت إدارة منتدى الإعلام العربي ندوة للإعلامية ياسمين عز، يديرها الإعلامي نيشان، ولكن تفاجأ نيشان بغياب ياسمين عن الندوة، دون أن تقدم أي اعتذارات توضح السبب، وحينها شعر بالإحراج أمام الحضور، فظل يسخر منها ومن طريقة تقديمها لبرنامجها، قائلًا: «وينها ياسمين؟ أكيد بتحضر صوتها الشتوي»، وأخذ يعنفها بتصريحات نارية ساخرة، وسلط الضوء على أنها لن تفعل مثلما تنصح المرأة في برنامجها، وأن طريقتها في الحقيقة عكس ما تظهر به على الشاشة.
ياسمين عز
ردت ياسمين عز، على هجوم نيشان، برفع دعوى قضائية ضده بتهمة الإساءة والتطاول عليها، وكتبت عبر منشور عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «انستجرام»: «أعتقد أن من تنجح في محاورة أهم إعلامي في مصر والوطن العربي، عمرو أديب، لا تخشى من محاورة أي إعلامي أخر مهما كان اسمه.. بالإضافة إلى إني لم أعتذر لهذا الشخص ولن أعتذر، كما أشيع في بعض المواقع، لأن ببساطة هو من تجاوز في حقي وليس العكس».
دعوى قضائية
وأعلنت ياسمين عز، أن قضيتها التي رفعتها ضد الإعلامي اللبناني نيشان في مايو الماضي أمام القضاء الإماراتي، انتهت بالحكم بإدانته، وذلك بعد ثبوت استهزاءه بها والسخرية منها، بأن نشرت على «انستجرام» تفاصيل القضية التي رفعتها ضده قائلة : «صدر الحكم في 29/4/2024، بإدانة المتهم نيشان ومعاقبته لما نسب إليه من سب علني لشخصي أنا ياسمين عز، وصدر أمر من نيابة دبي بالقبض على المتهم نيشان تنفيذًا للحكم.. وكل التقدير للقضاء النزيه المنصف الذي انصفني وأخذ حقي».
المحاكمة بالقاهرة
من جانبها، أحالت النيابة الإعلامي اللبناني نيشان إلى المحاكمة، بعد انتهاء التحقيقات وثبوت تعديه بالسب والقذف تجاه الإعلامية ياسمين عز، مقدمة برنامج كلام الناس، المُذاع عبر فضائية MBC، عن المحضر المحرر ضد الإعلامي اللبناني نيشان، بتهمة الاستهزاء والسخرية من طريقتها، وأصدرت محكمة القاهرة الاقتصادية حكمها بتأجيل أولى جلسات محاكمة الإعلامي اللبناني نيشان، بتهمة سب وقذف الإعلامية ياسمين عز، لجلسة 22 فبراير 2025.