كتبت غادة حلاوي في" نداء الوطن": حرب إسرائيل على غزة أعادت وليد جنبلاط إلى مربّع المقاومة و»حزب الله». أيّد خوض المعركة في الجنوب، ومن باب النصيحة كمراقب، طالب «بضرورة حصر النّزاع إذا أمكن في حلّ المشكلات الحدوديّة العالقة والتّقيّد بالقرار 1701 واتّفاق الهدنة تفادياً لأي انزلاق إلى المجهول». وليس بعيداً عنه تحدّث تيمور عن السبل الديبلوماسية لتجنيب لبنان حرباً تنهكه.
انفتاح تيمور على «حزب الله «لم يظهر كاملاً بعد ولا توجد مؤشرات الى علاقة وتنسيق واسعين. يلتقي جنبلاط الأب مع نجله على مقاربة جبهة الجنوب ويختلفان على الرئاسة. تأييد الأب ترشيح سليمان فرنجية أحدث تحوّلاً في الوقائع. لكنه تحوّل لا يُبنى عليه، لأنّ القرار في النهاية، بحسب الأب نفسه، يعود الى تيمور جنبلاط الذي سبق وعبّر أمام محيطه عن معارضته خيار والده. ما يعكس تفاوتاً حقيقياً بين الأب والابن على الخيارات. الأول الراغب في الحفاظ على علاقاته السابقة بحلفائه، والثاني الذي يرغب في فتح صفحة جديدة في حياته السياسية والانفتاح على الجيل الجديد، وإلا فلا ضير لديه في مغادرة الملعب السياسي من أساسه. وهذا ما دفع جنبلاط إلى مصارحة المسؤولين الروس خلال زيارته الأخيرة لموسكو بأنّ قرار تأييد فرنجية لا يتوقف عليه، بل صار ملكاً لرئيس «اللقاء الديمقراطي» ولا يمون عليه في خيار كهذا. يعيد جنبلاط ترتيب أوراقه مع روسيا ويترك لنجله هندسة علاقاته مع الأميركيين. يظهّر موقف الإشتراكي، ثم يستدرك بالقول إنّ الحسم يعود الى نجله بالتشاور مع أعضاء كتلته. يخالف قراراً اتخذه بالتنحي فيعود مجبراً إلى الإعلام بين فترة وأخرى. يستسلم إلى مزاجيته وعلاقته الأقرب اليه ويفضّل ألا يغوص في غيرها. يعود أدراجه إلى حيث يهوى الجلوس منكباً على القراءة. مسرح جنبلاط الحقيقي واللحظات التي تجعله على بيّنة ممّا يجري في العالم بعيداً عن تفاهة التفاصيل الداخلية. ينكبّ جنبلاط على إعداد مذكّراته. يريد إصدارها بالفرنسية موكلاً إلى صحافي فرنسي المهمة. مخزون الذاكرة عنده فيه الكثير ليدوّنه للتاريخ. علاقته برئيس مجلس النواب نبيه بري والتماهي معه، ومع الرئيس رفيق الحريري، ثم مع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الذي عاكس العلاقة التاريخية مع والده فناصبه الخلاف حول ملف متعلق بوزارة التربية. زار جنبلاط ونجله ضريح الحريري، لكنه لم يزر «بيت الوسط». قبل طلب الموعد جاء من يهمس أنّ جدول مواعيد الحريري أقفل. تضاعف الزعل بينهما. عبر منصة «إكس» يواظب جنبلاط على مخاطبة متابعيه. لا يتردّد في التواصل والتفاعل مقدماً واجب العزاء أو الثناء والانتقاد. يدوّن كلمات معدودة تفصح عن الكثير لديه. تتغيّر الأيام والظروف، يتقلب معها، ثم يعود ويبقى في الحالتين وليد جنبلاط.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
جنبلاط أبرق إلى إبنة السفير مورفي معزياً بوفاته
أبرق الرئيس السّابق للحزب "التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط وعقيلته السيدة نورا جنبلاط، إلى السيّدة كاثرين مورفي، للتعزية بوفاة والدها السفير الأميركي السابق، ريتشارد دبليو مورفي. وجاء في نصّ البرقية: "نشعر بحزنٍ عميق لسماع خبر وفاة والدك السفير ريتشارد دبليو مورفي. لقد ترك تفانيه في الدبلوماسية، والعمل كسفير للولايات المتحدة، أثرًا دائمًا على العديد من الأشخاص وعلى العلاقات الدولية. كان التزام السيّد مورفي بتعزيز التفاهم والتعاون بين الدول أمرًا يستحق الثناء. سنحمل ذكراه معنا دائمًا، ونعتزّ باللحظات التي تشاركنا بها. أخلص التعازي لكم ولعائلتكم وأصدقائكم بوفاته، وكل من تأثّر بعمله المتميّز وإرثه الهائل. فلترقد روحه بسلام".