لبنان ٢٤:
2024-12-28@17:17:09 GMT

تيمور إبن أبيه... إلّا في الرئاسة؟

تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT

تيمور إبن أبيه... إلّا في الرئاسة؟

كتبت غادة حلاوي في" نداء الوطن": حرب إسرائيل على غزة أعادت وليد جنبلاط إلى مربّع المقاومة و»حزب الله». أيّد خوض المعركة في الجنوب، ومن باب النصيحة كمراقب، طالب «بضرورة حصر النّزاع إذا أمكن في حلّ المشكلات الحدوديّة العالقة والتّقيّد بالقرار 1701 واتّفاق الهدنة تفادياً لأي انزلاق إلى المجهول». وليس بعيداً عنه تحدّث تيمور عن السبل الديبلوماسية لتجنيب لبنان حرباً تنهكه.

انفتاح تيمور على «حزب الله «لم يظهر كاملاً بعد ولا توجد مؤشرات الى علاقة وتنسيق واسعين. يلتقي جنبلاط الأب مع نجله على مقاربة جبهة الجنوب ويختلفان على الرئاسة. تأييد الأب ترشيح سليمان فرنجية أحدث تحوّلاً في الوقائع. لكنه تحوّل لا يُبنى عليه، لأنّ القرار في النهاية، بحسب الأب نفسه، يعود الى تيمور جنبلاط الذي سبق وعبّر أمام محيطه عن معارضته خيار والده. ما يعكس تفاوتاً حقيقياً بين الأب والابن على الخيارات. الأول الراغب في الحفاظ على علاقاته السابقة بحلفائه، والثاني الذي يرغب في فتح صفحة جديدة في حياته السياسية والانفتاح على الجيل الجديد، وإلا فلا ضير لديه في مغادرة الملعب السياسي من أساسه. وهذا ما دفع جنبلاط إلى مصارحة المسؤولين الروس خلال زيارته الأخيرة لموسكو بأنّ قرار تأييد فرنجية لا يتوقف عليه، بل صار ملكاً لرئيس «اللقاء الديمقراطي» ولا يمون عليه في خيار كهذا. يعيد جنبلاط ترتيب أوراقه مع روسيا ويترك لنجله هندسة علاقاته مع الأميركيين. يظهّر موقف الإشتراكي، ثم يستدرك بالقول إنّ الحسم يعود الى نجله بالتشاور مع أعضاء كتلته. يخالف قراراً اتخذه بالتنحي فيعود مجبراً إلى الإعلام بين فترة وأخرى. يستسلم إلى مزاجيته وعلاقته الأقرب اليه ويفضّل ألا يغوص في غيرها. يعود أدراجه إلى حيث يهوى الجلوس منكباً على القراءة. مسرح جنبلاط الحقيقي واللحظات التي تجعله على بيّنة ممّا يجري في العالم بعيداً عن تفاهة التفاصيل الداخلية. ينكبّ جنبلاط على إعداد مذكّراته. يريد إصدارها بالفرنسية موكلاً إلى صحافي فرنسي المهمة. مخزون الذاكرة عنده فيه الكثير ليدوّنه للتاريخ. علاقته برئيس مجلس النواب نبيه بري والتماهي معه، ومع الرئيس رفيق الحريري، ثم مع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الذي عاكس العلاقة التاريخية مع والده فناصبه الخلاف حول ملف متعلق بوزارة التربية. زار جنبلاط ونجله ضريح الحريري، لكنه لم يزر «بيت الوسط». قبل طلب الموعد جاء من يهمس أنّ جدول مواعيد الحريري أقفل. تضاعف الزعل بينهما. عبر منصة «إكس» يواظب جنبلاط على مخاطبة متابعيه. لا يتردّد في التواصل والتفاعل مقدماً واجب العزاء أو الثناء والانتقاد. يدوّن كلمات معدودة تفصح عن الكثير لديه. تتغيّر الأيام والظروف، يتقلب معها، ثم يعود ويبقى في الحالتين وليد جنبلاط.

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

جنبلاط من جمود الداخل إلى حراك الإقليم

كتب راغب جابر في " النهار":قال وليد جنبلاط كلمته في الاستحقاق الرئاسي اللبناني، أياً كانت الخلفيات والأبعاد والمرامي، وانصرف إلى اهتمامات أوسع تاركاً الوسط السياسي اللبناني يجتر مواقف مبهمة ويمارس تقية غامضة محاذراً إعلان مواقف واضحة وصريحة، بانتظار كلمات السر من وراء الحدود أو من كواليس اللقاءات والاتصالات التي يصرّح غالباً بعكس مجرياتها. من سوريا إلى تركيا إلى غيرهما ينتقل وليد جنبلاط مواكباً الأحداث الكبيرة وفاعلاً بقدر ما يستطيع ويمكن. 
 يحضر وليد جنبلاط في المحطات الكبرى. الزعيم الدرزي - الاشتراكي لم يستقل من السياسة عندما اعتزل النيابة ورئاسة الحزب التقدمي الاشتراكي لمصلحة وريثه ابنه تيمور. في الأزمات يعود جنبلاط إلى الواجهة ليقود بنفسه الحزب والطائفة، لكن أيضاً كزعيم وطني مؤثر في السياسة اللبنانية عموماً وفي العلاقات الخارجية للبلد، متسلحاً برصيد كبير من العلاقات مع شخصيات ودول ورث بعضها عن والده الزعيم كمال جنبلاط وبنى بعضها خلال مسيرته السياسية الطويلة
يدرك جنبلاط حجمه وحجم حزبه وطائفته في المعادلة الداخلية ويجيد اللعب على التوازنات وتوظيف بعده الإقليمي والدولي في تعزيز وضعيته الداخلية من دون أوهام.

لم يتأخر جنبلاط في تلقف فرصة سقوط الأسد، ترك الجميع ينتظرون، إما استقرار النظام الجديد في سوريا، أو تعثره، كي يبنوا على الشيء مقتضاه، محاذرين "التورط" في خطوة يرونها مبكرة وغير محسوبة. ذهب الى دمشق للقاء الحكام الجدد لسوريا من دون حسابات معقدة. هذا أمر واقع لا بد من التعامل معه بجرأة وانفتاح. حمل هموم طائفته في سوريا، وأيضا نصائح لأحمد الشرع، ربما تكون نفسها التي حملها للأسد ولم يصغ اليها. وخلافاً لخروجه الخائب من لقاء الأسد خرج مرتاحاً من لقاء الشرع، فالجالس الجديد في قصر الرئاسة السورية استمع وأبدى تجاوباً بحسب ما صدر من كلام ومن تسريبات عن الاجتماع.
قفز جنبلاط إلى واجهة المشهد عندما انتقل بعد زيارة دمشق للقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ما يعكس أهمية تحركه والمساحة الممنوحة له للتحرك لبنانياً وسورياً، ليكرس نفسه لاعباً فاعلاً في المفاصل الحاسمة، فيما يغرق سياسيون لبنانيون آخرون في تفاصيل محلية مملة وممضة وبلا جدوى. 

مقالات مشابهة

  • ورقة غير عادية.. هذه آخر رسالة من جنبلاط لـحزب الله
  • جنبلاط من جمود الداخل إلى حراك الإقليم
  • جنبلاط: أخيرا استيقظت الخارجية اللبنانية من سباتها
  • الحريري مستذكراً محمد شطح: فكره المعتدل يبقى خريطة طريق لعملنا الوطني
  • محمد حسن كنجو.. سفاح صيدنايا الذي قبض عليه في عمليات طرطوس
  • بري بحث مع بهية الحريري والسعودي في الأوضاع العامة
  • مستخدمو ومتعاقدو مستشفى الحريري الجامعي: مستمرون حتى انصافنا
  • أردوغان يستقبل جنبلاط في أنقرة.. ماذا دار بينهما؟
  • الرئاسة تُصدر قرارًا جديدًا
  • أردوغان يستقبل جنبلاط في أنقرة.. ما الحديث الذي دار بينهما؟