الجديد برس:

وصفت مجلة “جاكوبين” الأمريكية، الأربعاء، جرائم حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على قطاع غزة بـ”الاستثمار السيئ”، خصوصاً بعد أن تجلت تداعياتها القاسية على الاقتصاد الإسرائيلي وهروب كبرى الرساميل العالمية من “إسرائيل”، الأمر الذي لعب دوراً حاسماً في قرارات وكالات التصنيف الائتماني السلبي لاقتصاد “إسرائيل”.

ونشرت المجلة تقريراً، جاء فيه أن: “قرار صندوق النفط النرويجي البالغة قيمته 1.4 تريليون دولار، سحب استثماراته بالكامل من السندات الإسرائيلية، وسحب ما تبقى من استثماراته في بداية حرب الإبادة الجماعية التي شنتها إسرائيل على غزة، هو أحدث الأخبار السيئة بالنسبة للاقتصاد الإسرائيلي”.

وأكدت أن سحب النرويج الأخير لاستثماراتها من السندات الإسرائيلية خلق فرصة كبيرة لحملات سحب الاستثمارات الأخرى لضرب “إسرائيل”، حيث كان ذلك مؤلماً ومحاولة لوضع حد للحرب.

وبحلول نوفمبر 2023، سحبت إدارة استثمار بنك نورجيس، التي تشرف على صندوق التقاعد الحكومي النرويجي العالمي، جميع استثماراتها التي تبلغ قيمتها ما يقرب من نصف مليار دولار في السندات الإسرائيلية، مشيرة إلى “عدم اليقين في السوق”. حسب جاكوبين الأمريكية.

وقالت المجلة: إن “السندات الإسرائيلية هي أموال يتم إقراضها مباشرة إلى الخزانة الإسرائيلية. منذ تأسيسها عام 1951م”، موضحةً أن بيع السندات الإسرائيلية أسهم في ضخ مليارات الدولارات إلى كل قطاع من قطاعات الاقتصاد الإسرائيلي تقريباً. ما يجعل من غير الممكن فصل السندات الإسرائيلية عن ما يقرب من قرن من التطهير العرقي والمذابح.

وقالت أيضاً: “إن بيع السندات الإسرائيلية قد موّل وما زال يمول صيانة نظام الفصل العنصري على ملايين الفلسطينيين في جميع أنحاء فلسطين التاريخية، والإبادة الجماعية التي يتم تنفيذها ضد 2.3 مليون فلسطيني في غزة”.

ولهذا السبب تستهدف حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات من السندات الإسرائيلية وفرض العقوبات (BDS)، جزءاً من استراتيجية أكبر لبناء ضغط اقتصادي وسياسي يساند النضال الفلسطيني من أجل تفكيك نظام الفصل العنصري الإسرائيلي. حسب المجلة.

ووفقاً لمجلة جاكوبين الأمريكية، فإن قرار صندوق الثروة السيادية النرويجي الأخير، ليس الأول، فقد سبقته قرارات مماثلة خلال الأعوام الماضية، أهمها حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات التي أعلنها الصندوق في عام 2017، وحظيت هذه المقاطعة بتأييد رسمي من قبل اتحاد نقابات العمال النرويجي، الذي يمثل مئات الآلاف من العمال.

وواصل الصندوق- حسب المجلة- الضغط على المؤسسات المالية النرويجية لوقف تمويل الفصل العنصري الإسرائيلي، حيث قام الصندوق بالفعل بسحب استثماراته من عدد من الشركات الإسرائيلية لأسباب تتعلق بحقوق الإنسان، بما في ذلك في عام 2021، عندما استبعد شركتين بسبب صلاتهما بالمستوطنات الإسرائيلية غير القانونية.

وأضافت المجلة، لقد خلقت حركة المقاطعة مفردات جديدة للتضامن الدولي الفعال، ووجهت الضغوط لإنهاء تواطؤ الحكومات والشركات والمؤسسات والأفراد في تمويل الفصل العنصري الإسرائيلي. والآن، في وقت يعاني الاقتصاد الإسرائيلي خمسةَ أشهر من الحرب، فقد حان الوقت للتصعيد.

وأكد تقرير المجلة الأمريكية، أن اقتصاد “إسرائيل” في ورطة، حيث انخفض الناتج المحلي الإجمالي لـ”إسرائيل” في الربع الأخير من عام 2023، بنسبة 20% تقريباً، وانخفض الإنفاق الاستهلاكي بمقدار الثلث، وتقلصت الواردات والصادرات، وارتفع الإنفاق الحكومي بنسبة 88%، وفي وقت سابق من هذا الشهر، خفضت وكالة موديز التصنيف الائتماني لـ”إسرائيل” للمرة الأولى في تاريخ البلاد، قائلة إن توقعاتها الاقتصادية “سلبية”.

وبعد وقت قصير من إصدار وكالة موديز تصنيفها الجديد، انتقد سموتريتش وكالة التصنيف المالي بسبب “افتقارها إلى الثقة في صحة المسار الذي تسلكه إسرائيل في مواجهة أعدائها”. في غضون ذلك، زعم رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أن التصنيف سيعود إلى طبيعته “بمجرد أن ننتصر في الحرب”.

وتبعاً لذلك تابعت المجلة قائلة: “لقد هزت الحرب المستمرة منذ خمسة أشهر الاقتصاد الإسرائيلي، ويشعر المستثمرون بالقلق. ويمثل هذا فرصة حاسمة لحركة التحرير الفلسطينية للضغط من أجل سحب الاستثمارات من السندات الإسرائيلية”. مشيرة إلى أن سندات الخزانة الأمريكية والمحلية استثمرت وحدها 1.6 مليار دولار في السندات الإسرائيلية، وهذا لا يشمل العدد الذي لا يحصى من الجامعات والنقابات والشركات والأفراد في جميع أنحاء الولايات المتحدة الذين استثمروا أيضاً.

وأكدت المجلة في هذا السياق، أن قطع تدفق كل الدولارات الأمريكية إلى خزانة الحرب الإسرائيلية أمر ملح. مشيرة إلى أنه “ومع اقترابنا من مرور خمسة أشهر على بدء الإبادة الجماعية، فإن الواقع على الأرض في غزة يتسم بالرعب والدمار، وهو ما يكافح معظمنا من أجل فهم حجمه ونطاقه”.

وبيّنت المجلة أن طفلاً من بين كل ستة أطفال في شمال غزة يعانون من سوء التغذية الحاد، ويلجأ الفلسطينيون إلى طحن علف الحيوانات وبذور الطيور لصنع الخبز. وسرعان ما سينفد منهم ذلك أيضاً. وفي خان يونس، انهار أكبر مستشفى عامل في غزة بعد حصار دام أسابيع من قبل الجيش الإسرائيلي. ولا يزال مئتا مريض محاصرين داخل المستشفى، حيث انقطعت الكهرباء وتقلصت الإمدادات الأساسية. وقد توفي ثمانية أشخاص بالفعل بسبب نقص الأكسجين. وفي رفح، أقصى جنوب قطاع غزة، يستعد الجيش الإسرائيلي لغزو بري. إن 1.5 مليون فلسطيني أجبروا على الفرار إلى رفح يواجهون مذبحة جماعية وتهجيراً جماعياً، بعد أن اضطروا إلى الذهاب إلى أقصى الجنوب بسبب القصف العسكري الإسرائيلي المستمر.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: الاقتصاد الإسرائیلی الفصل العنصری

إقرأ أيضاً:

المديرة التنفيذية للأبحاث والابتكار في مستشفى الملك فيصل التخصصي ضمن قائمة فوربس “50 فوق 50” العالمية

صُنِّفت المديرة التنفيذية للأبحاث والابتكار في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث, البروفيسورة جاكي ينغ، ضمن قائمة فوربس “50 فوق 50” العالمية لعام 2025، التي تحتفي بالقيادات النسائية الأكثر تأثيرًا عالميًا، واللاتي واصلن تحقيق إنجازات استثنائية بعد سن الخمسين، وأحدثن تحولًا بارزًا في مجالاتهن.
وتُعد البروفيسورة ينغ من الشخصيات العلمية النسائية الرائدة في تقنية النانو والهندسة الطبية الحيوية والطب الانتقالي، حيث نشرت أكثر من 400 بحث علمي وسجلت 200 براءة اختراع، مما أسهم في إحداث تطورات جوهرية في الطب الدقيق، وتوصيل الأدوية، والطب التجديدي، والتقنيات التشخيصية، وساعد في رسم ملامح مستقبل الرعاية الصحية عالميًا.
ويُسهم دورها القيادي في مستشفى الملك فيصل التخصصي في دفع عجلة الابتكار عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي في التشخيص، والطب الشخصي، والأبحاث التطبيقية، مما يعزز مكانة المستشفى كمؤسسة بحثية رائدة على مستوى العالم.
كما تُعد البروفيسورة ينغ قدوة للنساء في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)، وتعمل على تمكين المرأة في المجالات العلمية وتعزيز التنوع والشمولية في الأبحاث والابتكارات الطبية.
وتُسلط قائمة “50 فوق 50” الضوء على أكثر النساء تأثيرًا حول العالم، حيث تضم قائدات وملهمات في مختلف المجالات، بدءًا من العلوم والابتكار وحتى الأعمال والسياسة والفنون، لتكريم إنجازاتهن التي تجاوزت الحدود الجغرافية وأحدثت أثرًا عالميًا. ويأتي هذا التكريم تتويجًا لإسهامات البروفيسورة ينغ الرائدة في العلوم والابتكار، مما يعكس التزام مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بتطوير الكفاءات البحثية ودفع عجلة الابتكار في الرعاية الصحية عالميًا.
يُذكر أن مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث صُنف الأول في الشرق الأوسط وأفريقيا والـ 15 عالميًا ضمن قائمة أفضل 250 مؤسسة رعاية صحية أكاديمية حول العالم لعام 2025، والعلامة التجارية الصحية الأعلى قيمة في المملكة والشرق الأوسط،

مقالات مشابهة

  • “مكيال المالية”: سهم أرامكو ملاذ آمن وسط التقلبات العالمية
  • ترامب يوقف التمويل الاتحادي عن الكليات والمدارس التي تسمح باحتجاجات “غير قانونية”
  • الإعلام الصهيوني يواكب المخاوف “الإسرائيلية” المتصاعدة من التهديدات اليمنية
  • تفاهم بين “السيادي” السعودي و”غولدمان ساكس” لتعزيز الاستثمار
  • ديوان المحاسبة يحصد جائزة “Talent Awards” العالمية
  • سياسة “ترامب” وثنائية الهيمنة والفوضى الأمريكية
  • المديرة التنفيذية للأبحاث والابتكار في مستشفى الملك فيصل التخصصي ضمن قائمة فوربس “50 فوق 50” العالمية
  • “النقل” تُعلن فرض عقوبات وغرامات مالية للشاحنات الأجنبية المخالفة التي تُمارس نقل البضائع داخل المملكة
  • “التعاون الإسلامي” يُدين قرار الاحتلال الإسرائيلي وقف إدخال المساعدات إلى قطاع غزة
  • أفغانستان ترد على ترامب: المعدات العسكرية التي تركتها اميركا هي “غنائم حرب”