أنا مكي المغربي كاتب صحفي من السودان، وقد لخصت رؤيتي في مقال (خمس أساطير حول الحرب في السودان) موجود باللغة الانجليزية، والوصول له سهل، ولكن هذا ليس ما دفعني للكتابة لك.

أنا في الحقيقة، في حال عجيب وجميل من الصفاء والطمأنينة لأنتهز هذه الفرصة وأشرح لك بكل حب الدين الحق، الاسلام، وأدعوك إليه، وأسأل الله لك الخير في قبوله، وأن ينشرح صدرك له.

فقط أود أن أشير إلى أن البؤس والحرب في السودان أمور لا صلة لها بالقضايا الدينية بل إن الحل فيها للإسلام فيه دور إيجابي كبير قادم بإذن الله.

من الأساس، وليس السودان فحسب، ما يحدث من حروب في كوكب الأرض في العصر الحديث تعتبر الصراعات العلمانية هي الأشد فتكا فهي التي اشعلت الحرب العالمية الأولى والثانية وهي التي أبادت الناس بالقنابل النووية، وحتى الحرب الباردة وهي حقيقة حرب ساخنة ولكنها بالوكالة، وقد ضربت كل القارات، ولم يكن للاسلام ولا أي دين فيها أي دور، أيضا الصراع في أفريقيا حاليا هو روسي – غربي، ولا صلة له بالدين.

هذا صراع دولي عنيف لاإنساني يجب أن يقرأ في سياقه الحقيقي دون إقحام أي عامل آخر.
ما أود أن أشرحه في الإسلام، أن المنطق العلمي الحديث صار ينقض الالحاد تماما، ويؤكد هذا أن الأغلبية من الشباب من الجيل الجديد في أمريكا وغيرها باتت تؤمن بوجود (قوة عليا) دون الانتماء لدين محدد، الاسلام أو المسيحية أو غيرهما، وهذا يعني أن هذا الجيل في مرحلة بحث وليس تيه أو ضياع، وهو بحث ينطلق من قاعدة الإيمان بوجود خالق، وسيصل جزء كبير منهم في هذا الجيل والذي يليه للإجابة، وأنا أؤكد أنها ستكون الاسلام.
لدي بعد ذلك نقطتين:

الأولى: من بين الأديان التي تثبت وجود قوة عليا وتسميها ربا يتميز الإسلام ومعه اليهودية بأنه يقر بالوحدانية بوضوح مذهل وهي جواب منطقي تماما، فالتثليث وأن كان دعاته (مع احترامنا لأشخاصهم) يتحدثون عن أنه شكل من التوحيد إلا أن شرحه وإثباته أكثر تعقيدا، في حين أن جواب الوحدانية المطلقة مريح ومنطقي وبسيط، وأقرب للعقل الحديث الذي يلزم بأدلة أكثر على تفاصيل أكثر.

ثانيا: في المفاضلة بين اليهودية والاسلام نجد الفرق لصالح الاسلام أيضا، فهو دين مفتوح للدخول للناس كافة وبغير اجراءات معقدة أو تفضيل عرق على آخر.

إذن بهذا التسلسل ذي الخطوتين، الاسلام هو أكثر الأديان منطقية وعقلانية وإنسانية.
هنالك أسئلة واتهامات وشبهات في الغرب حول الشريعة الاسلامية، تثور من الناس حتى بعد اقرارهم بما ذكرت أعلاه، وهذه نقطة أخرى أنا راغب في النقاش حولها، لو أحببت.
ولكنني أرى أن فرصة عملك في دولة يغلب عليها الاسلام مع التسامح مع أقلية من المسيحيين وعدد أقل من الوثنيين، في دولة مثل السودان فرصة لك لتلمس طريق الحق والنور ودراسة الاسلام عن قرب ومعايشة.

توم .. قد أحرزت نجاحات في السياسة في أمريكا، في الدبلوماسية والانتخابات والكونغرس والمجتمع المدني، وتم تعيينك مبعوثا خاصا، ولكن النجاح الأكبر هو الحصول على الأجابة .. أنا هنا في هذا الكون، لماذا؟ وإلى أين أنا ذاهب؟
ولك الشكر والتحية.

مكي المغربي

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

لماذا زار رئيس الحكومة الإثيوبية السودان في هذا التوقيت؟

جاءت الزيارة الأولى لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إلى العاصمة السودانية المؤقتة بورتسودان منذ اندلاع الحرب ولقاء قائد الجيش عبد الفتاح البرهان لتطرح الكثير من علامات الاستفهام حول توقيتها وأهدافها.

فما هي دلالات تلك الزيارة بعد أشهر طويلة من الحرب استقبلت خلاله أديس أبابا حميدتي وعدد من القادة المناهضين للجيش.. ولماذا جاءت الزيارة بعد ساعات من مؤتمر القوى السياسية السودانية في القاهرة؟

بداية، يقول ياسين أحمد، رئيس المعهد الإثيوبي للدبلوماسية الشعبية: "تأتي زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إلى السودان ولقائه برئيس المجلس السيادي السوداني عبدالفتاح البرهان في إطار سعي إثيوبيا إلى إنهاء الحرب في السودان، خاصة بعد تصريحات أبي أحمد في البرلمان الإثيوبي الأسبوع الماضي والتي أكد خلالهاعلى دور إثيوبيا في الوساطة بين أطراف النزاع في السودان".

تهديد خطير

وأضاف في حديثه لـ "سبوتنيك": "هناك دلالات لتلك الزيارة تتمثل في أهمية استقرار السودان لإثيوبيا داخليًا وإقليميا ودوليا، أما داخليا فعدم إنهاء الحرب يشكل تهديد خطير على إثيوبيا التي لا تزال تشهد تحديات أمنية مع الجماعات المسلحة رغم التقدم الكبير في اتفاقية بريتوريا للسلام".

وتابع رئيس المعهد الإثيوبي: "أما على المستوى الإقليمي فالسلام في السودان مطلب ضروري واستراتيجي لإثيوبيا التي تسعى إلى إيجاد منفذ بحري على البحر الأحمر، حيث يعتبر ميناء بورتسودان أحدى الموانئ التي يمكن الاستفادة منها، على أساس اتفاق بين السودان وإثيوبيا يسهم في تعزيز المصالح المشتركة الإقليمية سواء كانت سياسية أم اقتصادية وأمنية في مقابل تزويد إثيوبيا للسودان بالكهرباء بأثمان رخيصة".

مقالات مشابهة

  • الحرب السودانية ..حراك الخارج وعجز الداخل !
  • ياسمين عبد العزيز تواصل تدريباتها الشاقة والجمهور يتفاعل
  • السودان في مواجهة اختبار حروب الجيل الرابع
  • لماذا زار رئيس الحكومة الإثيوبية السودان في هذا التوقيت؟
  • خبير سوداني: القنصلية المصرية تعمل في إجازتها لتذليل العواقب.. واطلقنا اسم "مصر" بشارع السفارة كرد الجميل
  • 5 أسباب تشرح دوافع زيارة آبي أحمد للسودان
  • «آبي أحمد» يختتم زيارته للسودان
  • ورقني قبيهو يلتقي المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الإفريقي مايك هامر ويناقش معه الأزمة السودانية
  • مخطط حرب التجويع
  • مدبولي: برنامج الحكومة يعمل على خطة التنمية المستدامة 20/30