كان شكله يختلف عن الآخرين بجبينه المائل وفكه السفلي الكبير وبحواف جبين حادة، علاوة على أنه كان عاريا يسكن كهفا ويقتات على النباتات واللحوم النيئة.

ما اعتقد أنه من سلالة "نياندرتال"، عثر عليه في المغرب عام 1931 في وادي دادس بالقرب من بلدة سكورة بضواحي مراكش، وأطلق عليه السكان المحليون اسم "عزو باسو"، وانتشرت الأخبار عنه في أرجاء العالم.

عاش "عزو باسو" بمفرده في كهف بوادي دادس، وقيل إنه لم يكن يعرف كيف يشعل النار، كما ذكر أشخاص تعرفوا عليه عن قرب أنه لم يكن يتحدث ولا تصدر عنه إلا أصوات وهمهمات غير مفهومة.

علاوة على تقاسيم وجهه الغريبة، كان هذا الرجل يتميز بذراعين طويلين وقدمين طويلتين مسطحتين، وهي علامات عدها الكثيرون في ذلك الوقت أدلة على كونه ينتمي إلى سلالة "نياندرتال" البشرية التي يعتقد العلماء أنها انقرضت قبل 40 ألف عام!

في أعقاب انتشار هذه الأنباء، دبجت العديد من المقالات في الصحف عنه، وانتشرت شهرته في أنحاء العالم، حتى أن العديد من السياح زاروا المغرب في ذلك الوقت خصيصا ليروا بأعينهم ما عد "آخر أسلاف" البشر القدماء.

 "عزو" أصبح في ذلك الوقت موضع اهتمام الجميع، وكان مضطرا لستر عورته أثناء التقاط الصور مع الآخرين، ويسارع بعدها إلى التخلص من الخرق البالية في أول فرصة بعد انتهاء جلسات التصوير. "عزو" كان يعيش في عالم خاص ولا علاقة له بما يجري حوله.

إلى مراكش وصل في عام 1956، الكاتب جان بوليه وعالم الأجناس البشرية مارسيل جوميت، والتقيا بـ"عزو باسو" بهدف دراسة هيكل جسمه ومقارنته ببقايا إنسان نياندرتال، خصيصا لدحض ما يقال عن أنه ينتمي إلى فرع من هذا الجنس البشري المنقرض.

اندهش الرجلان حين وجدا ما اعتقدا أنها أوجه شبه بين الرجل غريب الشكل و"إنسان نياندرتال" القديم، ما أعطى دفعة جديدة للصحف للكتابة عنه بحماسة متجددة، وكان يمكن أن تتسع دائرة المهتمين به من العلماء إلا أنه توفى عن عمر قدر بستين عاما.

الفضول المعرفي دفع بعض العلماء والخبراء إلى محاولة كشف هذا السر إلا أن جهودهم لم تسفر عن نتائج لفترة طويلة، إلى أن عثر في يوم من الأيام على فتاتين بالقرب من مراكش يشبه مظهرهما "عزو باسو".

كان للشقيقتين هما "هيسا" و"جيركايا" رأسان غريبان وأذرع طويلة، ونفس الجمجمة بجبهة ضيقة منحدرة، وكانت لهما نفس علامات التخلف العام والقوة البدنية الكبيرة، والنقص الكبير في مهارات التواصل الاجتماعي.

في هذه المرة تم التعرف على أسرة الفتاتين هيسا وجاركايا، ما أفضى على الفور إلى معرفة أنهما ولدتا لبشر معاصرين، إلا أنهما أصيبتا بأمراض خلقية شوهت شكلهما الخارجي بما في ذلك صغر الرأس والدماغ.

لاحقا اتضح أن صغر الرأس يمكن أن ينجم عن التهابات داخل الرحم مثل الحصبة الألمانية أو داء المقوسات الخلقي وحمى الضنك.

بذلك يكون عزو باسو الذي عومل على أنه من بقايا "إنسان نياندرتال" المنقرض، ليس إلا رجلا أصيب بتشوهات خلقية. وفيما لا تعرف أسرته، إلا أن المختصين يعتقدون انه انقطع عن الناس في فترة مبكرة من طفولته وعاش وحيدا في الكهف.

مع كل ذلك، تمكن عزو على الرغم من ضعف قدراته العقلية ومشاكله الصحية الأخرى، على البقاء على قيد الحياة في البرية، وعاش إلى أن بلغ سنا متقدمة، وكُتب له أن يراه الناس ويشتهر، على الرغم من أنه على الأرجح لم يكن يعي ما يدور من حوله.  

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: فی ذلک إلا أن

إقرأ أيضاً:

يهم المنتخب المغربي.. غياب ميسي عن قائمة الأرجنتين في أولمبياد باريس واستدعاء 4 لاعبين فازوا بالمونديال

خلت قائمة منتخب الأرجنتين الأولمبي تحت 23 سنة، المشاركة في منافسات كرة القدم للرجال بأولمبياد باريس 2024 من النجم ليونيل ميسي.

وأعلن خافيير ماسكيرانو، المدير الفني لمنتخب الأرجنتين الأولمبي، قائمة الفريق المشاركة في الأولمبياد، الذي ينطلق في وقت لاحق من الشهر الحالي.

وضمت القائمة التي أعلنها ماسكيرانو في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء 4 لاعبين شاركوا في تتويج منتخب راقصي التانغو بكأس العالم الأخيرة في قطر عام 2022، من بينهم المهاجم جوليان ألفاريز والمدافع نيكولاس أوتاميندي.

ويشارك ميسي ، الذي عانى من عدة إصابات هذا العام، مع المنتخب الأول الآن في بطولة كأس أمريكا الجنوبية لكرة القدم المقامة حاليا في الولايات المتحدة، حيث يتطلع الفريق للدفاع عن لقبه الذي توج به في النسخة الماضية للمسابقة عام 2021، والذي كان نقطة انطلاق للتتويج بمونديال قطر.

وحصل ميسي على الميدالية الذهبية في أولمبياد بكين عام 2008، وذلك في مشاركته الوحيدة بالدورة الأولمبية.

وتشارك المنتخبات الأولمبية تحت 23 سنة في منافسات كرة القدم للرجال بالأولمبياد، ولكن يسمح بتواجد 3 لاعبين فوق السن مع كل فريق.

وسيضيف ماسكيرانو، الذي فاز بالميدالية الذهبية الأولمبية كلاعب في عامي 2004 و2008، كلا من حارس المرمى جيرونيمو رولي وأوتامندي وألفاريز إلى فريقه بعد انتهاء مشاركتهم في كوبا أمريكا.

كما سيتواجد أيضاً مع الفريق لاعب الوسط كلاوديو إيتشيفيري، المنضم حديثا لمانشستر سيتي الإنجليزي قادما من ريفر بليت الأرجنتيني.

ويخوض منتخب الأرجنتين الأولمبي مباراتين وديتين في فرنسا قبل مباراته الافتتاحية في الأولمبياد أمام المغرب يوم 24 يوليو الجاري، ضمن منافسات المجموعة الثانية بمرحلة المجموعات، التي تضم أيضاً منتخبي العراق وأوكرانيا.

مقالات مشابهة

  • تقنية تدريب غريبة لحراس المرمى
  • فنان دنماركي يحول النفايات إلى أشكال فنية غريبة.. يجوب العالم لصنع «المتصيدون»
  • التورم المستمر بسبب شرب الماء علامة مرضية
  • ماذا بعد تعزية الرئيس الجزائري تبون للملك محمد السادس؟
  • ختام فعاليات مسابقة القيصر للقصة القصيرة جدا الدولية
  • بعد مغادرته منتخب الأردن.. هذا هو الفريق الجديد الذي سيدربه الحسين عموتة
  • يهم المنتخب المغربي.. غياب ميسي عن قائمة الأرجنتين في أولمبياد باريس واستدعاء 4 لاعبين فازوا بالمونديال
  • "الخضيري" يوضح أسباب وعلاج تهيج القولون
  • هل تحتاج الولايات المتحدة إلى رئيس عاقل
  • ???? نازح من حرب السودان يكتب قصته بحبر الدموع.. ستبكي معه