اختراعات غيرت البشرية.. قصة اختراع وتطور السيارة
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
اختراع السيارة واحد من الاختراعات التي توصل إليها البشر وساهمت في تغير الحياة البشرية وتطورها فهذا الاختراع من الأمور التي سهلت حياة البشر بشكل غير مسبوق وساعدت في انتقاله من مكان لآخر بشكل اسرع وبه الكثير من الراحة على عكس طرق الانتقال الاخرى التي كانت مرهقة بشكل كبير وتستغرق وقت أطول كما أن هذا الاختراع الذي ظهر لأول مرة عام 1769 ساهم في تطور الحضارة البشرية، وقام باختراعها "نيكولاس جوزيف" و"كارل بنز" وكان الاختراع بسيط في بدايته عبارة عن عربة لها عجلات تنقل الركاب.
كان اختراعهم أيضًا يمتلك محرك أو موتور وكان الاختراع له أكثر من شكل، "السيارة البخارية، والتي تعمل بالبنزين، والكهربائية، ونتيجة ارتفاع تلوث الهواء فيما بعد صنعت السيارة التي تعمل بالطاقة البديلة مثل "الكحول الحيوي، الديزل الحيوي، الكهرباء المخزنة على شكل بطاريات، الهيدروجين، الغاز الطبيعي، الميثان غير الأحفوري، وزيت الخضروات، وغيرها من المصادر، اختراع السيارة مر بعدة مراحل وهناك كثير من المخترعين الذين نسب إليهم الاختراع ولكن "نيكولاس جوزيف" انشأ أول مركبة ميكانيكية ذاتية الحركة و"كارل بنز" هو من اعترف به كمخترع للسيارات الحديثة.
وتطور الاختراع بشكل أكبر عندما قام "كارل بنز" عام 1885 بتصميم وصناعة اول سيارة عملية في العالم لتكون مدعومة بمحرك احتراق داخلي وفي 29 يناير 1886 حصل "بنز" على براءة اختراع للسيارة التي تعمل بالوقود وثلاثية العجلات وصنعت أول سيارة ذات أربع عجلات عام 1891 وأصبحت شركة "بنز" أكبر مصنع للسيارات بحلول عام 1900، ظهرت السيارة الهجين وانتشرت السيارة على نطاق واسع أواخر التسعينات وانطلقت شركات السيارات حول العالم لصناعة سيارات منافسة.
ومن هنا أصبح وجود السيارة يعمل على تحسين حياة البشر، وسيلة للنقل والسفر بدون إرهاق كبير، تحسين كفاءة الوقود وجعل السيارة صديقة للبيئة وأصبح التطور البشري يسير بشكل أسرع.
D24588E4-DF11-4201-9B2E-23C56CF28C01 C11EAC1E-0D8B-473A-9D63-A731908BED3A 2CF44523-79AD-41D8-929E-9D003F2FB68Bالمصدر: البوابة نيوز
إقرأ أيضاً:
«ديب سيك» والثورة الاختراعية الجديدة
وقع زلزال مدوٍ في عالم الذكاء الاصطناعي وعالم البحث العلمي والبورصات وعالم السياسة بعد النجاح الهائل الذي حققه التطبيق الصيني «ديك سيك» الذي استطاع صاحبه يانغ ونفيانغ اختراع تطبيق يتربع اليوم على عرش تطبيقات «أبل» بصفته أكثر تطبيق تم تحميله من مستعملي «آيفون» في الولايات المتحدة الأميركية؛ ما جعله يتفوق على الكثير من التطبيقات الأميركية، فهو يستطيع التفكير السريع والمنطقي في وقت قياسي وبتكلفة قليلة جداً لأنه لا يعتمد على الشرائح الأميركية القادمة من «إنفيديا» وغيرها من الشركات، بمعنى أن الذكاء الإنتاجي في الصين استطاع أن يطوّر شرائح محلية خاصة مبدعة وقادرة على المنافسة، أو أنه أبدع في الاعتماد على بدائل أخرى غير معروفة لا تستعمل هاته الشرائح، وهذا ممكن في هذا العالم الذي يتطور بسرعة البرق...
ويتفوق «ديب سيك» على باقي المنافسين في مسألة أساسية، فهو مفتوح المصدر تماماً، بمعنى أنه يمكن تحميله وتسجيله في الحواسيب حتى يتم تشغيله بشكل محلي من دون الحاجة إلى استخدامه عبر الإنترنت وكل هذا مقابل سنتات معدودات؛ إذ تصل تكلفة الواجهة البرمجية للنموذج إلى أقل من 40 سنتاً لكل مليوني أمر مقارنةً مع 15 دولاراً في «شات جي بي تي». ويرجع السبب في ذلك إلى التكلفة القليلة لتطوير النموذج الصيني، فبحسب المعطيات المتاحة، فإن المنتوج الصيني كلف 5.5 مليون دولار فقط مقارنة مع مئات الملايين من الدولارات التي احتاجت إليها الشركات الأميركية لتطوير نماذجها.
وعندما يخرج مثل هذا الاختراع إلى الوجود وبهذا النجاح الهائل ومن دولة تشتغل في السر وتباغت المنافسين الصناعيين وذوي براءات الاختراع باختراعات غير منتظرة ويصعب تحديد أبجدياتها وقوة ما سيأتي بعدها من منتوجات أخرى، فإن ذلك يحدِث الهلع وفقدان الثقة لدى المنافسين الأساسيين، وأعني بذلك الأميركيين؛ فشركة «إنفيديا» الأميركية كانت هي صاحبة الكلمة الفيصل في هذا المجال، وعلى كلام علمائها والمبدعين فيها ومخرجات المسؤولين فيها، تبنى السياسات العمومية والخاصة في هذا المجال، ونفهم أنه مباشرة بعد ظهور الاختراع الصيني فقد الكثير من المستثمرين ثقتهم في الشركة وفي الشرائح التي جعلوا منها مصدر غناهم، وباع الكثير منهم أسهمهم، لتخسر أسهم الشركة 17 في المائة من قيمتها، أي أكثر من 600 مليار دولار، وهي خسارة تاريخية لتتخلى عن قوتها بصفتها إحدى أغنى الشركات في العالم، وطبعاً عندما تعطس الشركة الأم، فإن الشركات الأخرى تصاب بالزكام الحاد، بل وقد تنسف نسفاً، وهذا ما وقع لشركات أميركية من قبيل «مارفيل» و«برودكوم» و«تي إس إم سي».
ويصاحب ما يقع في عالم المنافسة الشرسة التي لا تبقي ولا تذر موجات من التصريحات التي يخرج بها كبار المؤثرين الاقتصاديين والمستثمرين وأصحاب الشركات الكبرى كالمديرين التنفيذيين لـ«مايكروسوفت» و«شات جي بي تي»، إما دفاعاً عن النفس أو توجيهاً للسياسات العمومية المقبلة أو «تقزيماً» لما أنتجه الآخر أو استباقاً للخسائر المهولة التي يمكن أن تقع، ناهيك من الوضع الحرج الذي يوجد فيه الرئيس الأميركي الذي جعل من قوة وتطوير الذكاء الاصطناعي الأميركي أحد أعمدة حملته الانتخابية وأحد أسس توجيهات سياسته الداخلية، وهو الذي وقَّع منذ أيام أمراً تنفيذياً بشأن الذكاء الاصطناعي، والذي من شأنه أن يلغي السياسات الحكومية السابقة التي يقول أمره إنها «تعدّ حواجز أمام الابتكار الأميركي في مجال الذكاء الاصطناعي». وأعطى تزكيته للمبادرة الاستثمارية «ستار غيت»، وهي عبارة عن تحالف مجموعة من الشركات مثل «سوفت بنك» و«أوراكل» التي «قررت استثمار 500 مليار دولار من أجل تأسيس بنيتها التحتية».
في عالم اليوم لا يكفي أن تجمع الملايين من الدولارات من كبار المستثمرين ومن أصحاب الحسابات البنكية التي تنوء بالعصبة أولي القوة وتضعها في بنيات صناعية في السيلكون فالي أو في سنغافورة أو في صوفيا بوليس وتنتظر اختراعات غير مألوفة، وإنما يمكن أن تحصل على نتائج خارقة للعادة فقط من خلال تكوين عقول بشرية وإيصالها إلى مختبرات الإنتاج والإبداع لتأتي إلى الوجود بمنتوجات يحتاج تفعيلها وتطويرها إلى الآلاف من الدولارات فقط، وقد تحدث ثورة اختراعية لم تعهدها البشرية، وهذا ما وقع مع «ديب سيك»؛ وأظن أن مثل هذا الاختراع لن يتوقف، بل سيستمر وستشتد المنافسة وستكبر الحروب التجارية والقيود الأميركية التي ستفرضها أميركا على كل ما يأتي من الصين، وهاته الأخيرة ستراوغ وستنتج أكثر فأكثر اعتماداً على العقول والكفاءات التي أنتجتها والتحالفات التي أبرمتها في آسيا وأفريقيا وغيرها واعتماداً على قواعد العولمة التي فهمتها جيداً واستطاعت الارتماء والتموقع في أحضانها بذكاء، وفي عالم يحب الجديد وكل ما هو قليل التكلفة.
(الشرق الأوسط اللندنية)