حماية الملاحة الدولية من منظور يمني خالص
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
حينما أعلنت القيادة السياسية وقائد الثورة السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي، استهداف السفن المتجهة إلى الكيان الصهيوني والمتعاملة معه، حتى يتم فتح المعابر وتزويد أهل غزة بالغذاء والدواء ووقف الحرب والإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية، أمريكا شكلت حلفاً مضاداً تحت مسمى حماية الملاحة الدولية والعالم أجمع يعي ويدرك أن الملاحة الدولية لا خطر عليها ولكن أمريكا تريد حماية الصهاينة وإتاحة المجال لهم لمواصلة جرائمهم ضد المستضعفين على أرض غزة.
وفي الداخل اليمني وعلى مستوى القيادات والاتجاهات السياسية وجدنا أن التمويل والتبعية كانت حاضرة حتى في المواقف المصيرية، ولو كان ذلك على حساب الوطن، وكأن الأمر لا يعنيه، بل المهم أن ترضى عنه القوى الداعمة له والممولة، وهذا الاتجاه أعلن أنه سيحمي الملاحة الدولية، وأيَّد العدوان من الحلف الصهيوني بقيادة أمريكا ومن تحالف معها، مع أنه يعلم في قرارة نفسه انه يحمي السفن المتجهة إلى الكيان الصهيوني الذي يمارس أقذر الجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية لأبناء فلسطين، مما يؤكد انغماس هؤلاء في العمالة والخيانة لأوطانهم، ومتاجرتهم بالمواقف وانحيازهم لمن يدفع أكثر.
الاتجاه الثاني: لم يؤيد ولم يعارض وفضّل السكوت، ربما أنه لا يود أن يدخل في مواجهة مع الممولين له، ولا يحبذ أن يتم الاعتداء على الوطن، ولا على الشعب الفلسطيني، ولم نضع للاتجاه المؤيد والداعم للقضية الفلسطينية كاتجاه، لأنه موقف مبدئي وثابت ويستند إلى الإيمان واليقين، ومكارم الأمة العربية والإسلامية في جاهليتها وإسلامها، وإن كان البعض يحاول أن يسوق الرذائل والمخازي على أنها جزء من تاريخ خير أمة أخرجت للناس، ويسخر لذلك كل الإمكانيات التي استولى عليها ويجعلها خدمة لأعدائها والطامعين في إبقاء حالة التشرذم والفرقة وإطالة أمدها تحقيقاً للأهداف التي أوكلت إليهم، والمراد منهم القيام عليها.
اليمن تحت قيادة المسيرة القرآنية، لم تعد تلك الدولة التي تخضع لإملاءات الدول والمنظمات مهما كان ثقلها ووزنها في المستوى العالمي، لأن ذلك شأن يخصها، ولا تعتمد اليمن إلا على قدراتها، وتنتهج سياستها الخاصة تحقيقاً للمشروع القرآني الذي حدد معالمه وأسسه الشهيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي -رحمه الله-، ومن أبرز سماته السعي لنيل رضوان الله وتحقيق مهمة الإستخلاف في الأرض بما يرضى الله سلماً لأوليائه وحربا على أعدائه، وأيضا الأخذ بالنصوص الصحيحة من السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم، والذي لا ينطق عن الهوى، الذي كان عدلاً في كل شؤونه وأحواله في الرضا والغضب، فلا يغضب لنفسه ولا ينتقم لها، وهو ذاته المنهج الذي سار عليه أمير المؤمنين ويعسوب المتقين علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه- حينما استثاره عدوه وبصق في وجهه أملاً أن يجهز عليه، لكنه لم يغضب ولم يبادر بقتله حتى لا يكون ذلك انتقاما لنفسه، بل إنه جعلها غضبة لله سبحانه وتعالى وهي ذاتها المبادئ والأخلاق والقيم التي رسخها آل بيت رسول الله -رضوان الله عليهم- في سلمهم وحربهم وفي كل تعاملاتهم قال تعالى ” لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا”.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
بين جحيم ترامب، وتهديد حميدتی!!
عقب فوزه بنتاٸج الإنتخابات وقبل أن يٶدی اليمين رٸيساً لأمريكا، أطلق الرٸيس دونالد ترامب تهديده أن يفتح (أبواب الجحيم) علی منطقة الشرق الأوسط مالم تُطلِق حماس سراح الأسریٰ الإسراٸيلين لديها !!
ثمَّ سارت المفاوضات فی جولتها الأولیٰ بشروط حماس، ومضت إلیٰ غاياتها رغم عراقيل نتنياهو وتزمته، ولكن بقيت عبارة ترامب (فتح أبواب الجحيم) حاضرةً علی لسان قادة إسراٸيل فكررها نتنياهو، أكثر من مرة وكذلك فعل وزير دفاعه كاتس ووزير ماليته سموتريش وغيرهم من قادة الإحتلال الصهيونی لينشأ السٶال، هل مفاتيح أبواب الجحيم بيد ترامب وأصدقاٸه الصهاينة؟؟
ونحن بالقطع نعلم يقيناً بأن كل ما يظنونه جحيماً قد فتحوا أبوابه علی الشعب الفلسطينی منذ قيام الكيان الصهيونی فی أرض فلسطين المغتصبة، ولم يصلوا إلی مبتغاهم فی تهجير أصحاب الأرض والحق عن أرضهم وديارهم لأن ذلك لم يكن وارداً أبداً فی مخيلة الفلسطينيين مهما إشتدَّ عليهم البطش والقهر والعسف، ولم تُجدِ الإغراءات معهم نفعاً، ولم يزحزحهم كل الإبتزاز الرخيص قيد أنملة عن موقفهم الثابت رغم الخذلان المبين من أغلب الإخوة العرب، ولم يجزعوا من سلسة الإغتيالات التی طالت كبار قادتهم، ولم تروعهم أنهار الدماء التی سالت من الشهداء أطفالاً وشيوخاً ونساء فضلاً عن الشباب المقاومين، وبالتالی لم يأبهوا للتهديد الأجوف بفتح أبواب الجحيم!! وهم قد خبروا كل انواع القصف والتدمير والقتل وهدم المنازل ونسفها وتجريف شجر الزيتون والإعتقالات والإغتيالات، والتجويع، فعن أی جحيم يتحدثون؟
ونحن فی بلادنا، لم يكن ليجول بخاطر أشدَّ المتشاٸمين مِنَّا أن تقع مثل هذه الحرب التی تدور فی ربوع بلادنا من أقصاها إلیٰ أقصاها، حتَّیٰ بعد تهديد المجرم النَّهاب حميدتی كبير مليشيا آل دقلو، بأن عماراتنا ستسكنها الكدايس وأن علی الناس أن يعملوا حسابهم!!
– وها هی الحرب قد وقعت بأمر الله لحكمةٍ يعلمها هو وحده لا شريك له. لِّیَقۡضِیَ اللهُ أَمۡراً كَانَ مَفۡعُولاً لِیَهۡلِكَ مَنۡ هَلَكَ عَنۢ بَیِّنَةࣲ وَیَحۡیَىٰ مَنۡ حَیَّ عَنۢ بَیِّنَةࣲ وَإِنَّ اللهَ لَسَمِیعٌ عَلِیمٌ، والحمد لله ولم ينل الباغی ثمرة بَغْيِهِ،إذ لم تكن عماراتنا من نصيب (الكدايس) بين قوسين (عُربان الشتات) كما هددنا، بل صارت للأوباش فخاً كبيراً من ماركة أم زريدو، حيث يفتك جيشنا بكل متمرد فی أی بقعة من بقاع بلادنا، بلا إستثناء، لكی تدور الدواٸر علی الباغی، أينما كان وحيثما حلَّ، ولا يبتعد تهديد ترامب المتغطرس عن تهديد حميدتی الغبی فكلاهما مغرور بقوته وجبروته وماله، وكلاهما ينسی أن الله هو الجبار ذو القوة المتين وهو القاهر فوق عباده وبيده وحده سبحانه ملكوت السمٰوات والأرض ومابينهما.
وكما يتحدث الناس عادةً عن اليوم التالی،فإن كل مواطن فی بلادنا يعرف ما ينظره فی اليوم التالی بعد نهاية (حرب الكرامة) فليس من الكرامة أن نجرِّب المُجرَّب، وليس من الكرامة أن نصفح عن المجرمين أو أن نصافح المتعاونين معهم، أو أن نعود للمشاكسات الحزبية التی ذقنا ثمارها المُرَّة، وليس من الكرامة أن نتناسی تضحيات جيشنا ولا دماء شهداٸنا، ولا أن نتجاهل مواقف الدول الصديقة والشقيقة التی ساندتنا فی المحافل الدولية أو آوت اللاجٸين والنازحين من سعير الحرب، ولن نفتح أبواب الجحيم علی الدول التی دعمت التمرد لأننا نعلم إن مفاتيح الجحيم ليست بيدنا لكننا لن ننسیٰ ولن نغفر لهم ولدينا ما نبادلهم به من أذیٰ، وهم -قبل غيرهم – يدركون مغبة كسب عداوة دولة مثل بلادنا وشعب مثل شعبنا.
-النصر لجيشنا الباسل.
-العزة والمنعة لشعبنا المقاتل.
-الخزی والعار لأعداٸنا وللعملاء
إنضم لقناة النيلين على واتساب