اليمن ومعادلة الردع بالقوة في معركة البحر الأحمر
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
رغم العدوان اليومي البريطاني الأمريكي المستمر على اليمن واستهداف مناطق يمنية بالغارات الجوية الأمريكية البريطانية، إلا أن الجيش اليمني والقوة البحرية اليمنية والطائرات المسيَّرة والقوة الصاروخية اليمنية تسيطر على البحر والبر وتخوض معركة بحرية بطولية سوف يتحدث عنها التاريخ ويكتب عنها في تاريخ المعارك البحرية بين القوى العالمية وتاريخ المعارك للقوات البحرية الأمريكية البريطانية في دول العالم، وربما قد تدرَّس في الجامعات البحرية العالمية بسبب التكتيكات العسكرية اليمنية المستخدمة في المعركة واعترافات القادة العسكريين البريطانيين والأمريكيين والمحللين السياسيين بأن القوات البريطانية والأمريكية تخوض ولأول مرة معركة بحرية أقوى شراسة مع اليمن في البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن ومضيق باب المندب واستخدام أنظمة دفاعية ولأول مرة في المعارك البحرية إغراق سفن بحرية وإسقاط الطائرات الأمريكية وتغيير في نظام حماية الأهداف والوقاية من الاستهداف والتمكين من صد الهجوم في اللحظات الأخيرة بعد أن يكون قد تجاوز مراحل متقدمة من برامج وأنظمة الحماية وعجز الأقمار الصناعية والإدارات عن كشف ذلك والإنذار المبكر بأن هناك استهدافاً وتحويل المعركة من مرحلة الهجوم إلى مرحلة الدفاع والحماية من الاستهداف.
إنَّ اليمن تخوض معركة بحرية بطولية وتستهدف السفن البريطانية والأمريكية وتفرض قواعد اشتباك جديدة في المعارك البحرية مع القوات البحرية البريطانية والأميركية وتغيير في سير العمليات القتالية أرغمت سفنهم على الانسحاب والهروب من المواقع المتقدمة لهم في البحر الأحمر إلى البحر العربي والاحتماء في جزيرة ميون وتجنيب الطيران العسكري المرور في الأجواء اليمنية. واللجوء إلى استخدام الطيران الجوي الأمريكي والبريطاني واستهداف المناطق اليمنية، في المقابل يكون الردع اليمني مباشرة وبعد دقائق باستخدام الطائرات المسيَّرة والقوة الصاروخية واستهداف السفن البحرية البريطانية والأمريكية والسفن الأخرى التي تحاول كسر الحصار اليمني والذهاب إلى الموانئ الفلسطينية المحتلة ورغم هذا الاستهداف والغارات الجوية ما زالت تسيطر على البحر الأحمر وتمنع مرور السفن إلى الكيان الصهيوني والوصول إلى الموانئ الفلسطينية المحتلة، كما أن كل السفن البريطانية والأمريكية هي الآن في مرمى استهداف القوة البرية والبحرية والطائرات المسيرة والقوة الصاروخية اليمنية وأصبحت أهدافاً سهلة جدا لهذه القوات .
اليمن اليوم تنتصر في المعركة البحرية لأنها تدافع عن حقها في السيادة اليمنية على الموقع الاستراتجي البحري، وهي قادرة على تغيير سير العمليات القتالية في البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن. ومضيق باب المندب وقادرة على نقلها إلى كل مناطق الشريط الساحلي اليمني والذي يبلغ طوله حوالي 2200 كيلومتر، وثلث هذا الشريط يواجه البحر الأحمر، والثلثان الباقيان على خليج عدن والبحر العربي وهو شريط متصل، يمتد من الحدود اليمنية ـ السعودية شمالاً، حتى باب المندب جنوباً، ثم في اتجاه الشرق والشمال الشرقي، حتى الحدود العُمانية فاليمن قادرة على استهداف المصالح الأمريكية البريطانية على امتداد الشريط الساحلي اليمني ونقل المعركة لتشتت القوات البحرية البريطانية والأمريكية وإرباكها وتغيير المعادلات والتكتيكات العسكرية واستهداف الهدف بدقة تامة وبكل سهولة فهناك الشريط الحدودي بين اليمن والسعودية قرابة 1,458 كم و288 كم مع عُمان من جهة الشرق وهي تطل على البحر الأحمر وبحر العرب ويبلغ طول الشريط الساحلي لليمن 2500 كم.و يتسم ساحل البحر الأحمر بتضاريسه المتنوعة، حيث هناك سلسلة جبلية موازية للأراضي المسطحة على طول الساحل، ويجاور مضيق باب المندب، نقطة اختناق بين شبه الجزيرة العربية والقرن الأفريقي، يجب على حركة الملاحة بين المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط العابرة للبحر الأحمر وقناة السويس أن تمر عبره وهو موقع قوة اليمن بالتحكم بحركة الملاحة الدولية وتستخدم هذا الموقع الاستراتيجي الهام اليوم في مناصرة قضية الشعب الفلسطيني وإيقاف جرائم الإبادة الجماعية في غزة بعد أن استخدمته في العام 1973 في مساندة الجيش العربي المصري، ونظراً لأهمية هذا الموقع الاستراتيجي في حركة الملاحة العالمية ظل مضيق باب المندب وخليج عدن والبحر الأحمر والبحر العربي. محل أطماع القوى العالمية الذي تهدف للسيطرة عليه والتحكم به واستخدامه في صراع تقاطع المصالح بين القوة الإقليمية والدولية للسيطرة على الممرات المائية ومناطق النفود وحرمان اليمن ودول القرن الأفريقي من الاستفادة منة والحصول على ترانزيت مرور السفن العالمية والبضائع الدولية وناقلات النفط والغاز مثل ما هو موجود في قناة السويس والممرات المائية البحرية العالمية الأخرى.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: البریطانیة والأمریکیة والبحر العربی البحر العربی باب المندب
إقرأ أيضاً:
أمام مجلس الأمن.. “هانس” يحذر من تدهور الأوضاع الاقتصادية في اليمن
الجديد برس|
أعرب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، عن قلقه الشديد إزاء تدهور الأوضاع الاقتصادية في اليمن، خاصة في مناطق الحكومة الموالية للتحالف التي يعاني سكانها من انقطاعات طويلة لخدمة التيار الكهربائي وانهيار متواصل في قيمة العملة، محذراً من أن العودة إلى الحرب ستكون خطأً كارثياً على اليمن وعلى المنطقة بأكملها، وأن مسؤولية الحل السياسي المستدام في البلاد لا تقع على الأطراف اليمنية فحسب بل وعلى الأطراف الإقليمية والدولية.
وقال غروندبرغ- في إحاطته الشهرية أمس الخميس أمام جلسة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن اليمن-: إن “التدهور السريع للوضع الاقتصادي في اليمن يثير قلقاً بالغاً، مؤكداً أن السكان في مناطق حكومة عدن عانوا من انقطاعات طويلة في التيار الكهربائي، وصلت في بعض الأحيان لأكثر من 24 ساعة”.
وأوضح أن عدن شهدت- خلال الأسبوع الماضي- ثلاثة أيام متوالية من انقطاع الكهرباء، ما دفع بالناس إلى الخروج إلى الشوارع، مؤكداً أن وقوع هذه الأزمة خلال فصل الشتاء- حيث يكون الطلب على الطاقة أقل- يبرز مدى تفاقم الأزمة، منبهاً إلى أن التدهور المستمر في قيمة الريال اليمني أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية، وجعل تأمين الاحتياجات الأساسية تحدياً يومياً لملايين اليمنيين، وبات تأمين أبسط الضروريات- مثل الغذاء والدواء والوقود- أمراً يفوق قدرات الأسر اليمنية.
وأشار إلى أن المعاناة الاقتصادية لا تقتصر على المناطق الواقعة في نطاق سلطات الحكومة عدن، بل يعاني السكان في مناطق أنصار الله (حكومة صنعاء) من تحديات مماثلة في توفير احتياجاتهم الأساسية.
وقال المبعوث الأممي: إن “هذه الظروف تعكس غياب حل سياسي مستدام”، وقال أيضاً: “إن الحل المستدام للنزاع في اليمن لايزال ممكناً، لكنني لا أستخف بالصعوبات التي ينطوي عليها. فهو يتطلب التزاماً جاداً، شجاعة، وإجراءات ملموسة من جميع الأطراف”. مؤكداً أنه “يتعين على الأطراف الالتزام بالعمل بجدية وحسن نية، واتخاذ الإجراءات الضرورية لترجمة التزاماتها إلى واقع ملموس”.
وحذر غروندبرغ من أن العودة إلى العمليات العسكرية واسعة النطاق ستكون خطأً كارثياً على اليمن، وسيهدد استقرار المنطقة بأكملها، مؤكداً أن “مسؤولية خلق مساحة لحل تفاوضي لا تقع فقط على عاتق الأطراف اليمنية وحدها، بل تشمل أيضاً الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية، والتي تتحمل مسؤولية مشتركة في دعم المساعي الدبلوماسية، والتهدئة، وتعزيز الحوار الشامل”.
في سياق حديثه عن انحسار التوتر في البحر الأحمر، اعتبر المبعوث الأممي غروندبرغ توقف هجمات “أنصار الله” على السفن في البحر الأحمر وعلى أهداف في “إسرائيل”، إلى جانب الإفراج عن طاقم سفينة جالاكسي ليدر، تطوراً إيجابياً، واصفاً هذا التطور الإيجابي بـ”الانحسار المؤقت في الأعمال العدائية”، في إشارة إلى إمكانية عودة التوتر والهجمات في البحر الأحمر وفي العمق الإسرائيلي، مع نذر الحرب التي تلوح من تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتصعيد على قطاع غزة وكذلك تهديده بتهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
وفي معرض رده على خطاب ترامب وتهديداته بشأن غزة، تعهد قائد حركة “أنصار الله” عبد الملك الحوثي- أمس الخميس، في خطاب متلفز – بالتدخل العسكري في حال أقدمت الولايات المتحدة الأمريكية و”إسرائيل” على تنفيذ خطة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وكذلك في حال خرق اتفاق وقف إطلاق النار أو استهداف المسجد الأقصى، حيث قال: “إذا اتجه الأمريكي والإسرائيلي لمحاولة تنفيذ الخطة بالقوة أو اتفقوا مع الأنظمة العربية لتنفيذها سنتدخل حتى بالقوة العسكرية”.