مازالت قضية المقارنة بين البروتين النباتي والحيواني تثير الجدل بين الأوساط الغذائية والبحثية، ففي تحليل حديث للملفات الغذائية، يؤكد مركز الأبحاث الذي يركز على الغذاء، Good Food Institute، على فوائد البروتين النباتي.

يقول معهد جود فود (GFI): “بغض النظر عن طريقة تقطيعها، فإن اللحوم النباتية لها فوائد غذائية أكثر بكثير من اللحوم التقليدية”، “سواء أكانت تقدم مصدرًا جديدًا للألياف إلى نظامك الغذائي أو تقلل من الكوليسترول، فإن المنتجات النباتية تؤدي إلى نتائج صحية أفضل.

يواصل التحليل، أن اللحوم النباتية هي حل قائم على السوق يمكنه إطعام عدد متزايد من سكان العالم مع بناء نظام غذائي أكثر استقرارًا . 

المستهلكون الذين يشترون اللحوم التقليدية يشترون أيضًا خيارات نباتية ويرى معظمهم المنتجات بشكل إيجابي، لكن الأسئلة لا تزال قائمة حول صحة البروتين النباتي مقارنة باللحوم التقليدية، حيث يقول العديد من النقاد، إن المنتجات عالية المعالجة، ويمكن أن تحتوي على نسبة أعلى من الصوديوم مقارنة باللحوم الحيوانية.

هناك أيضًا روايات تدفع بفوائد رعي الماشية، وغيرها من المنتجات الحيوانية المجانية في إبطاء تغير المناخ، وتعزيز صحة التربة، لكن الأمر ليس كذلك عندما يأتي أكثر من 99 % من المنتجات الحيوانية من مزارع المصانع.

ذكر مشرف الدراسة الدكتور كريس براينت من جامعة باث أنه يمكن المنتجات واللحوم النباتية أن تقلل وتحول الطلب بعيدًا عن المنتجات الحيوانية بتوفير ثلاثة عناصر أساسية يريدها المستهلكون: الطعم والسعر والمناسبة.

من المرجح أن تؤدي الابتكارات الغذائية والاكتشافات المستقبلية في مجال معالجة وتحسين مكونات هذه المنتجات النباتية البديلة إلى مزيد من التحسينات الغذائية والصحية

يقترح الدكتور براينت التوجّه إلى المزيد من الأبحاث 

والدراسات من أجل جعل هذه التحسينات الغذائية حقيقة واقعة وملموسة، الأمر الذي يضمن أن الشركات المصنعة يمكنها جعل هذه المنتجات البديلة للحوم ذات مذاق أفضل، وأكثر فائدة على الصعيد الصحي، بل والأكثر طلبًا.

ستتمكن الشركات من تزويد المستهلكين بخيارات متنوعة ومستدامة، ما قد يُقلّل الطلب على اللحوم الحيوانية.

كيف تُصنع اللحوم النباتية؟

تعرف اللحوم النباتية بأنها لحوم صحية مصنعة بشكل كامل من البروتين النباتي مثل فول الصويا والقمح والأرز والبازلاء، مضافا إليها البنجر لإعطاء لون اللـحوم الطبيعية مع الثوم والبصل والتوابل لتعزيز النكهة. كذلك يتم إضافة زيت جوز الهند وعباد الشمس أو الكانولا لإعطائها ملمس وطعما دهنيا.

أول مصنع للحوم النباتية في الشرق الأوسط

في ظل سعي دبي لدعم مشروع التنمية المستدامة للأمم المتحدة ومواجهة التحديات التي تجعل الدولة تستورد كمية كبيرة من الغذاء من الخارج تم افتتاح أول مصنعين للـحوم النباتية تحت اسم (( ثرايڤ )) ويعد المصنع الأول من نوعه في الشرق الأوسط، ويغطى احتياجات حوالي 30% من إجمالي سكان دول الخليج.

تحسّن صحة القلب

وجدت دراسة أن تناول المزيد من الأطعمة النباتية بدلاً من الأطعمة الحيوانية يقلل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والوفاة لدى البالغين إذ توجد الدهون المشبعة في الغالب بالمنتجات الحيوانية مثل اللحوم والأجبان والزبدة.

تخفض الدهون المشبعة والكوليسترول

وفقًا لـ«مجلة العناصر الغذائية»، فإن إحدى الفوائد الصحية الأساسية للحوم النباتية هي أنها تحتوي على نسبة أقل من الكوليسترول مقارنة باللحوم الحيوانية التقليدية فقد ارتبط استهلاك الدهون المشبعة بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب واضطرابات القلب والأوعية الدموية الأخرى.

من ناحية أخرى، غالبًا ما تكون اللحوم النباتية منخفضة الدهون المشبعة، ما يجعلها خيارًا صحيًا للقلب للأشخاص المهتمين بصحة القلب والأوعية الدموية.

غنية بالمواد المغذية

غالبًا ما تشتمل اللحوم النباتية على مجموعة متنوعة من المكونات المشتقة من النباتات الغنية بالعناصر الغذائية الأساسية. حيث توفر المكونات مثل البقوليات والحبوب والخضروات مجموعة متنوعة من الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة.

على سبيل المثال، يعد العدس والفاصوليا، وهي مكونات شائعة في اللحوم النباتية، مصادر ممتازة للبروتين والألياف والفيتامينات المختلفة.

منخفضة السعرات الحرار

تميل اللحوم النباتية إلى أن تكون ذات سعرات حرارية أقل من المنتجات الغذائية الحيوانية. يمكن أن يكون هذا مفيدًا للأشخاص الذين يهدفون إلى التحكم بوزنهم أو تقليل السعرات الحرارية.

وفي هذا الاطار، تم تصميم العديد من منتجات اللحوم النباتية لتكون خيارًا أكثر توازنًا من الناحية الغذائية، ما يوفر الشبع دون السعرات الحرارية الزائدة التي توجد غالبًا في منتجات اللحوم التقليدية.

تقلل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة

ارتبط النظام الغذائي الغني بالأطعمة النباتية بانخفاض خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، بما في ذلك مرض السكري من النوع 2، وأنواع معينة من السرطان، وارتفاع ضغط الدم. ومن خلال اختيار اللحوم النباتية بدلاً من منتجات اللحوم التقليدية، قد يقلل الأفراد من خطر الإصابة بهذه الحالات الصحية. إذ تساهم الألياف ومضادات الأكسدة الموجودة في المكونات النباتية في تحسين الصحة الأيضية وتعزيز نظام المناعة.

مفيدة لصحة الجهاز الهضمي

يمكن أن يساهم محتوى الألياف في اللحوم النباتية بتحسين صحة الجهاز الهضمي فالالياف  ضرورية للحفاظ على ميكروبيوم الأمعاء الصحي، وتعزيز حركات الأمعاء المنتظمة، ومنع الإمساك.

تحتوي العديد من بدائل اللحوم النباتية على مكونات نباتية كاملة تعزز صحة الجهاز الهضمي، وتوفر نهجًا شاملاً للرفاهية.

يتطلب إنتاج اللحوم النباتية عادة موارد طبيعية أقل، مثل المياه والأرض، ويولد انبعاثات غازات دفيئة أقل مقارنة بتربية الماشية التقليدية. ومع استمرار نمو سكان العالم، يصبح اعتماد خيارات غذائية مستدامة أمرًا حيويًا بشكل متزايد لصحة كوكبنا.

توفر اللحوم النباتية بديلاً مقنعًا للأشخاص الذين يتطلعون إلى تحسين صحتهم، مع مستويات أقل من الدهون المشبعة وانخفاض السعرات الحرارية، وعدد من العناصر الغذائية المهمة. ومع تزايد الطلب على هذه المنتجات، فهي عنصر ضروري لمستقبل أكثر استدامة ووعيًا بالصحة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: المنتجات الحیوانیة البروتین النباتی اللحوم النباتیة الدهون المشبعة خطر الإصابة

إقرأ أيضاً:

الحرف التقليدية والسياحة.. وجهان لعملة واحدة

 

 

 

خالد بن سعد الشنفري

 

عُمان بلد وهبه الله تنوعًا جغرافيًا وبيئيًا قلَّ أن تجد له مثيلاً؛ حيث تقع على شريط ساحلي يعد من أجمل شواطئ الدنيا يزيد طوله على 3000 كم، متنوع التضاريس، ما بين طبيعة رملية ناعمة وصخرية ثرية ساحرة، وثلاث بيئات رئيسية واضحة المعالم، يختلف كل منها عن الآخر؛ البيئة البحرية، والبيئة الجبلية، والبيئة الصحراوية؛ وقد انعكس كل ذلك على تنوع المواد الخام الأولوية التي يستخدمها الحرفيون التقليديون في صناعة مُنتجاتهم منذ القدم.

أصبحت هذه المنتجات الحرفية مع الزمن صناعةً لها خصوصيتها، وتجارة رائجة، تطورت على مر الزمن، على أيدي الحرفيين المهرة، الذين طوروا منها ومن جودتها، كلٌ في بيئته الخاصة، فأبدعوا وتنوعوا في مصنوعاتهم الحرفية الجميلة حسب حاجات وأذواق المستهلكين المتجددة دومًا. وقد كان سوقها رائجًا في عصر ما قبل النهضة الحديثة لاستعمال النَّاس لها في حياتهم اليومية واحتياجاتهم، وكان الحرفي في وقتها من ذوي الدخول المرتفعة في عُمان عمومًا، وكانت أعدادهم كبيرة في المجتمع، وكانت صناعة الحرفيات التقليدية مصادر رزق ثابتة لهم.

وبعد عصر النهضة وفي ظل تطور وتغير أنماط وأساليب الحياة العصرية وجد الحرفيون أنفسهم في شبه بطالة؛ فهجروا المهنة وتضاءلت أعدادهم، وهجرها الكثير منهم، وبالذات الأجيال الجديدة؛ بل أصبح لهم في سوق العمل العام والخاص بديل مريح عنها وعن ممارستها. لكن الحكومة تنبَّهت لهذا الأمر؛ فشرعت في تدريب وتأهيل من بقي محافظًا منهم على هذه المهن والحرف، لتطويرها ومواكبة العصر؛ فوجدوا بعد ذلك ضالتهم في السياحة لتسويق منتجاتهم بعد أن تلاحظ إقبال السياح على اقتنائها. ومع ما تحظى عُمان به من نصيب جيد من السياح؛ سواء من الدول المجاورة في سياحة موسم الخريف في ظفار- الآخذة في النمو عامًا بعد عام- أو السياحة الشتوية الأوروبية في أكثر من موقع على مستوى السلطنة، وكذلك سياحة البواخر السياحية التي أصبحت شبه منتظمة إلى ميناءي صلالة في ظفار والسلطان قابوس في مطرح، وأخذت الصحاري بدورها تستقطب معجبيها وروادها في أكثر من فصل وموقع في عُمان، وتنافس في هذه المنظومة السياحية التي يندر أن تجد لها مثيلاً في أي بلد واحد في العالم مثل بلادنا، فبدأت حركة الصناعات الحرفية تعود من جديد، وقد أصبح لها سوق، وتدر دخلًا على القائمين عليها والمشتغلين بها، وبدأت عودة الحرفيين تدريجيًا بأعداد لا بأس بها، خصوصًا في ظل أزمة الباحثين عن عمل.

مع هذا المنعطف الجديد في خط سير الصناعة الحرفية التقليدية وسوقها اليوم، وبعد أن توالت على مدى 50 عامًا من مسيرة نهضتنا، العديد من المؤسسات العامة التي تعني بها تدريبًا وتأهيلًا للمشتغلين عليها وتحفيزًا لهم وحتى المساهمة في شراء وتسويق منتجاتهم، حتى أصبحوا اليوم في ظل رعاية مؤسستين حكوميتين كبيرتين رائدتين؛ هما: وزارة التراث والسياحة وهيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، بعد إلغاء الهيئة العامة للصناعات الحرفية سابقًا.

لقد آن الأوان اليوم للعمل بحزم وصرامة وإصدار قوانين ولوائح لتنظيم شؤونها ورعاية العاملين فيها، وهم طبقة أصبحت كبيرة من الأفراد والأسر العُمانية المُنتِجة لهذه الحرف وتجارتها، والعمل على توطينهم في أعمالهم ومصادر رزقهم التي كادت أن تهوي وتزول، بالذات بعد أن نخر فيها ما يسمى بـ"التجارة المستترة" للوافدين، الذين حققوا ثروات على حساب هؤلاء الحرفيين العُمانيين؛ بل ونزلوا بهذه المهنة وجودتها إلى الحضيض. وعلى سبيل المثال لا الحصر موضوع البخور الظفاري الشهير والمميز، وشجرة اللبان التي تُعد نفط عُمان الأبيض تاريخيًا والتي أصبحت تجارته؛ بل وحتى صناعته تسيطر عليها التجارة المستترة، ووصل بهم الأمر لحد خلطها بنشارة الخشب للربح السريع. كل ذلك لم يعد خافيًا على الجهات المختصة، لكن للأسف الشديد لا أحد يحرك ساكنًا، بينما تسعى الحكومة بكل أجهزتها وإمكانياتها لحل مشكلة الباحثين عن عمل من خارج الصندوق وتطبيق التعمين والحد من الأعداد الكبيرة للباحثين عن عمل، الذين وصلت بهم فترات الانتظار للحصول على وظيفه مددًا قاربت 10 سنوات للبعض منهم، فلماذا لا نُفعِّل هذا النشاط الإنساني الجميل المُربح ليستوعب الآلاف من أبنائنا في مختلف محافظات السلطنة؟ ومتى سنرى تنفيذًا صارمًا للقوانين التي تُجرِّم العمل بصناعة أو تجارة الحرف التقليدية لغير العُمانيين؟!

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • رئيس الطائفة الإنجيلية يشارك في حلقة نقاشية حول مواجهة التغيرات المناخية.. صور
  • مفاجأة.. لن تتوقع تأثير أوميجا 3 على الصحة النفسية
  • وفد صيني يبحث مع «الأرصاد» التعاون العلمي والتقني لمواجهة التغيرات المناخية
  • محافظ كفر الشيخ يتابع رفع مياه الأمطار وجاهزية المعدات لمجابهة التغيرات المناخية
  • رئيس «سلامة الغذاء»: نعمل على فتح السوق الفرنسي أمام المنتجات الغذائية المصرية
  • الهلال يطلق منتجاته الغذائية بالشراكة مع نادك
  • الصحة الحيوانية ينظم دورة تدريبية حول مضادات الميكروبات وتأثيرها
  • الحرف التقليدية والسياحة.. وجهان لعملة واحدة
  • الاقتصاد الزراعي: تحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات الغذائية
  • بركان يغلي تحت جرينلاند قبل تنصيب ترامب.. هل تخضع للسيطرة الأمريكية؟