رأي اليوم:
2025-04-28@13:25:05 GMT

الملك وفلسطين ونتنياهو

تاريخ النشر: 22nd, July 2023 GMT

الملك وفلسطين ونتنياهو

 

اسيا العتروس خطوة اخرى يقطعها العاهل المغربي محمد السادس باتجاه  تعميق التطبيع مع الكيان الاسرائيلي, ومع أن دعوة  الملك ناتنياهو لزيارة الرباط لم تشكل مفاجأة فان التعجيل في توجيه الدعوة في مثل هذا التوقيت كان المفاجأة.. والاكيد ان الخبر لم يمر دون اثارة ردود افعال خارج وداخل المغرب حيث خرج عشرات المغاربة احتجاجا على الزيارة حيث اقدم البعض على اعلان موقفهم الرافض لاستقبال رئيس الوزراء الاسرائيلي , ولاننا نعرف ان في المغرب كثيرون يجاهرون برفض التطبيع فلا يمكن أن نعتبر ان الاحتجاجات جزء من سيناريو محبوك تاكيد على حرية الراي والتعبير… وعموما لا يمكن لرئيس الوزراء الاسرائيلي الذي يواجه احتجاجات يومية في تل ابيب على خلفية الاصلاحات القضائية فضلا عن الانتقادات و الاتهامات التي تلاحق حكومته اليمينية المتطرفة على خلفية جرائم الحرب التي تقترفها قواته في جنين ونابلس الا ان يكون سعيدا بهذه الدعوة التي تفك عزلته وتمنحه فرصة التنفس تحسبا لاحتمال انهيار الائتلاف الحكومي الذي يقوده في كل حين .

. من التناقضات ان اسرائيل سبق و ربطت اعترافها بسيادة المغرب على الصحراء الغربية باستضافة الرباط منتدى قمة النقب الذي تاجل بسبب العدوان الاسرائيلي وليس من الواضح ان كان الرباط قبل باحتضان القمة المؤجلة و لكن الواضح أن طموحات ناتنياهو بعد هذه الدعوة ستتسع اكثر و اكثر و كل الطرق ممكنة بالنسبة لاسرائيل لتحقيق هذه الغاية المنشودة. لا خلاف ان هذه ليست اول زيارة لناتياهو الى عاصمة عربية و لكنها الاولى مغاربيا و هو الذي سبق ان حل بمكتب السلطان قابوس  الراحل مع زوجته في زيارة لم يعلن عنها .. طبعا لسنا في اطار مناقشة حق المغرب من عدمه في استقبال من تريد قيادته على ارضه حتى لو تعلق الامر بمجرم حرب يداه ملوثتان بدماء الفلسطينيين  يبدو جليا ان القضية الفلسطينية بات اليوم قضية شعبها أي الشعب الفلسطيني الذي سيتعين ان يكون راس الحربة في مواجهة الاحتلال فقد انتهى زمن الحديث عن القضية الفلسطينية باعتبارها القضية الاولى المركزية للعرب.. المغرب ليس اول بلد يطبع مع اسرائيل كانت مصر الاولى و كان بذلك الاختراق الاخطر الذي سيعزز موقع اسرائيل ثم كان الاردن قبل ان تلتحق الامارات والمغرب والبحرين في اطار ما عرف باتفاقية ابراهام التي قادها الرئيس الامريكي الاسبق دونالد ترامب في 2020 .. من الواضح ان المغرب مصر على المضي قدما في هذا التوجه طالما انه يعزز قبضته على الصحراء الغربية .. حتى هذه المرحلة اختارت دول شمال افريقيا تونس والجزائر وليبيا وموريتانيا التي طبعت ثم تراجعت تحت ضغط الاحزاب و المعارضة اختارت الصمت وتجنب التعليق عن قرار الرباط في المقابل لوح زعيم جبهة البوليزاريو بمواصلة كل الاشكال النضاليه لاستقلال الصحراء الغربية … مرة اخرى يدرك جيدا من زار الصحراء الغربية انها كما يؤكد اسمها صحراء لا يمكن العيش فيها او اقامة دولة او كيان قابل للحياة حتى وان ثبت وجود ثروات باطنية فان قساوة الحياة فيها مسألة لا تحتاج تأكيد.. قضية الصحراء الغربية  وهي من مخلفات الاستعمار الاسباني التي ظلت منذ سبعينات القرن الماضي بمثابة  القنبلة الموقوتة في المنطقة المغاربية تتحول اليوم مجددا الى قنبلة وشيكة مع الاختراق الاسرائيلي الحاصل في قلب المغرب العربي… وهو بالتاكيد يشكل استفزازا للجوار الجزائري و لبقية الدول التي اثرت الصمت و لكنها لا يمكن ان تنظر بعين الرضا الى هذا الاختراق الذي بدا من الشرق الاوسط و منه الى اجزاء مهمة من القارة الافريقية والى شمالها.. المغرب وهو الذي يتراس لجنة القدس ويتولى ادارة بيت مالها يصر على ان هذا التمشي لا يعني تخليه عن القضية الفلسطينية. هناك واقع جديد سيتعين التعاطي معه وهو ان قطار التطبيع الذي انطلق لن يتوقف وان من يدفع القطار لحرق المسافات يراهن على ذلك… الواقع ذاته يفرض على الفلسطينيين دون غيرهم مراجعة حساباتهم و ترتيب اولوياتهم  واستعادة زمام امورهم لمواصلة المعركة ضد الاحتلال والقطع مع الخطاب الزائف بان فلسطين قضية كل العرب وهو ما يفترض تعديل عقارب الساعة لمواصلة المعركة التي  تحتاج لابناءها قبل الاشقاء العرب وغيرهم.. وابناءها يحتاجون اليوم اعادة رص الصفوف وتاجيل الصراعات والخلافات والانتباه الى أن سلطة قائمة تحت الاحتلال ليست بسلطة… ندرك قسوة ومرارة هذا الكلام و لكن تلك هي الحقيقة… المغرب اختار طريق التطبيع كما اختارته من قبل دول عربية وجدت في تل ابيب طريقها الى تحقيق مصالحها… الاكيد أن القضية الفلسطينية لن يطويها النسيان طالما بقي هناك شعب يرفض ظلم الاحتلال ويقاوم بكل ما يتوفر لديه من وسائل المقاومة حتى لو امتطت الجامعة العربية كلها قطار التطبيع … فقط نقول وللحديث بقية أنه لو ارتبط تقدم التطبيع بشرط رفع ظلم الاحتلال لهان الامر ولكان بالامكان تبرير ما يحدث.. كاتبة تونسية

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

وداعًا بابا فرنسيس.. المدافع عن لبنان وفلسطين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

حفلت حياة الحبر الأعظم البابا فرنسيس، بمحطات إنسانية وروحية مؤثّرة، خصوصًا تجاه لبنان وفلسطين، والحوار بين الأديان، ومواقفه الجريئة في دعم قضايا الشعوب المستضعفة.


دعم غير مسبوق لفلسطين

شكّل البابا فرنسيس صوتًا عالميًا بارزًا في الدفاع عن القضية الفلسطينية، ووقف إلى جانب شعبها في محنته ففي مايو 2015، اعترف رسميًّا بدولة فلسطين، ورفع علمها في الفاتيكان، بالتزامن مع الذكرى الـ67 للنكبة، في خطوة رمزية كبيرة من أعلى مرجعية مسيحية.

وصفه الرئيس الفلسطيني محمود عباس بـ«البابا الشجاع»، بينما ردّ البابا واصفًا إياه بـ«ملاك السلام».

كما زار بيت لحم عام 2014، داعمًا حل الدولتين كأساس للسلام العادل. وحتى في أيامه الأخيرة، بقيت غزة في قلبه، متألمًا من المجازر التي تُرتكب بحق أبنائها، وداعيًا لوقف الحرب والتحقيق فيها.

 

محبة خاصة للبنان

لطالما عبّر البابا فرنسيس عن حبه العميق للبنان، مؤكدًا أن «لبنان أكثر من وطن»، مشددًا على أهمية التعايش الإسلامي – المسيحي فيه.

رغب في زيارة لبنان أكثر من مرة، كان آخرها في مايو 2023، لكنها تأجّلت لأسباب مختلفة.


 علاقة استثنائية مع الأزهر

بنى البابا علاقة صداقة قوية مع شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب، لتعزيز الحوار الإسلامي – المسيحي، ومواجهة «الإسلاموفوبيا» و«المسيحوفوبيا» وقد أكّدا معًا أن الإسلام والمسيحية رسالتان سماويتان، تنبعان من المنطقة العربية.


وثيقة الأخوة الإنسانية

في 4 فبراير 2019، وقّع البابا وشيخ الأزهر «وثيقة الأخوة الإنسانية» في أبوظبي، بدعوة من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لترسيخ مبادئ السلام والعدالة والتعاون بين البشر، بغض النظر عن الدين والعرق وأصبحت هذه الوثيقة مرجعًا للأمم المتحدة في دعم ثقافة الحوار.

 

زيارة مؤثرة للنجف

في مارس 2021، قام البابا بزيارة تاريخية إلى المرجع الشيعي الأعلى السيد علي السيستاني في النجف، في تأكيد جديد على احترامه للتنوع داخل العالم الإسلامي، وتعزيز الروابط الإنسانية.


إنسانية استثنائية

تميّز البابا فرنسيس بتواضعه وبساطته، ودفاعه عن الفقراء والمهمشين، وهو ما تربّى عليه منذ صغره.

كان قريبًا من الناس، مُحبًّا لهم، ومؤمنًا أن المحبة هي أساس السلام.


رحيل في توقيتٍ رمزي

منذ انتخابه بابا في 19 مارس 2013، وحتى رحيله في 20 إبريل 2025، ترك إرثًا روحيًا وإنسانيًا عميقا ورحل في يوم عيد القيامة، وكأن قلبه لم يحتمل مشهد الدماء المسفوكة في فلسطين ولبنان، مهد المسيح، ورسالة السلام.

 

مقالات مشابهة

  • إسبانيا تُكذّب تصريحات تبون وتؤكد أن موقفها من دعم سيادة المغرب على الصحراء لم يتغير
  • ضمن الاعتداءات.. قوات الاحتلال تنفذ عمليات هدم جنوب الضفة الغربية
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منازل الفلسطينيين جنوب الضفة الغربية وتُشرّد سكانها
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تنفّذ عمليات هدم جنوب الضفة الغربية
  • اندلاع حرائق كبيرة في منطقة وادي القلط شرقي الضفة الغربية
  • فضيحة. بنكيران يستضيف متطرف موريتاني هاجم إعتراف ترامب بالسيادة المغربية على الصحراء (فيديو)
  • تصعيد مستمر للاحتلال في مدن الضفة الغربية 
  • الاحتلال يقتحم قلقيلية بالضفة الغربية
  • وداعًا بابا فرنسيس.. المدافع عن لبنان وفلسطين
  • الخليع: المغرب استثمر 7 مليار دولار في السكك الحديدية منذ اعتلاء جلالة الملك العرش