«الأغذية العالمي» يقدم مساعدات لـ 8 ملايين أفغاني
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
كابول (وكالات)
أخبار ذات صلةأعلن برنامج الأغذية العالمي أنه وزع مساعدات غذائية ونقدية على ما يقرب من 7.9 مليون شخص في أفغانستان، خلال الشهر الماضي.
وتهدف هذه المساعدات إلى دعم المجتمعات المحلية ومكافحة سوء التغذية، وتعزيز قدرات الطلاب في مجال التعليم.
يشار إلى الأهمية البالغة للمساعدات الإنسانية في خضم التحديات المستمرة التي تواجهها المجتمعات الأفغانية. وأكد تقرير، الذي جرت مشاركته عبر منصة التواصل الاجتماعي «إكس»، توفير وجبات غذائية لأكثر من 31 ألف طفل خلال الأشهر الستة الماضية. كما تم توفير مساعدات عاجلة لأكثر من 13 ألفاً من الأمهات الحوامل والمرضعات، اللاتي يعانين من سوء تغذية حاد. وعلى الرغم من تلك الجهود، تواصل وكالات إغاثة دولية، بما في ذلك برنامج الأغذية العالمي التحذير من قيود بشأن الميزانية وزيادة احتياجات السكان الأفغان.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: برنامج الأغذية العالمي أفغانستان
إقرأ أيضاً:
تقارب الهند وطالبان وفرص إحياء إستراتيجية جنوب آسيا الأميركية
كابل- ركزت إستراتيجية الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتعلقة بدول جنوب آسيا والتي أعلنها، في أغسطس/آب 2017، بشكل أساسي على أفغانستان وباكستان والهند، مع أهداف أوسع تتعلق بمكافحة الإرهاب والحد من النفوذ الصيني في المنطقة.
ومثلت إستراتيجية ترامب آنذاك تحولا في سياسة الإدارات الأميركية السابقة تجاه هذه المنطقة، حيث ركزت على زيادة الضغط العسكري والدبلوماسي على الجهات الفاعلة فيها، ووضعت حركة طالبان في قلب معادلة الأمن الإقليمي.
تجيب الجزيرة نت في هذا التقرير عن مجموعة من الأسئلة تكشف أهم نقاط هذه الإستراتيجية، وكيف توازن حركة طالبان بين العلاقة مع الهند وعلاقتها مع الصين وموقف باكستان.
عندما أصبح دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة عام 2016، وعد بإنهاء الحرب الأميركية في أفغانستان، وقدم إستراتيجيته الرسمية التي حملت عنوان "إستراتيجية جنوب آسيا" لعام 2017.
وكانت أهم النقاط التي ارتكزت عليها هي تعزيز الوجود العسكري في أفغانستان وفق نهج قائم على الظروف الميدانية وليس الجدول الزمني، وجعلها إستراتيجية شاملة ضد الإرهاب.
كما كان جوهرها أن تحقق واشنطن أهدافها المرجوة في أفغانستان من خلال اختيار الهند كشريك إقليمي أساسي لها، بدلا من باكستان، التي تم الضغط عليها بعد أن اتهمت بلعب لعبة مزدوجة.
إعلانورغم أن إستراتيجية ترامب استمرت بضعة أيام، فسرعان ما انحرف عنها واختار طريق التسوية مع طالبان، وبدأت المفاوضات مع الحركة لتحقيق هذه الغاية.
وبعد أن أصبح جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة، سار بشكل مفاجئ على خطى ترامب وأنهى الحرب الأميركية في أفغانستان، ولكن ليس بالطريقة التي توقعها سلفه، فقد أدى الانسحاب إلى جعل الهند الخاسر الرئيسي في الحرب الأفغانية، وأصبحت المليارات من الدولارات التي أنفقتها في أفغانستان، مثل الإنفاق الذي قامت به واشنطن، بلا جدوى.
والآن، بعد أن عاد ترامب إلى البيت الأبيض، أصبحت الهند تتمتع بالمساحة اللازمة لكي تصبح مرة أخرى لاعبا رئيسيا في أفغانستان، وبادرت بدورها بالاستعدادات اللازمة لتحقيق هدفها، وفتحت قنوات التواصل مع حركة طالبان، حيث ترى إمكانية إحياء الإستراتيجية الجنوبية.
ماذا تريد الهند من إحياء إستراتيجية جنوب آسيا؟على الرغم من أن العلاقة بين حركة طالبان والهند كانت مليئة بعدم الثقة في الماضي، فقد سعى الجانبان بعد عودة طالبان إلى السلطة للمرة الثانية، إلى إذابة جليد العداء باستخدام دبلوماسية الاسترضاء.
وفي سبيل تحقيق ذلك اتخذت نيودلهي خطوات للتقرب من طالبان، وإن كانت بطيئة، كان آخرها لقاء جمع وفدا منها مع وزير خارجية حكومة طالبان أمير خان متقي في الإمارات، لكن يمكن التنبؤ ومن خلال هذه التطورات أن تتخذ الهند خطوات جادة في الشأن الأفغاني.
وتعليقا على ذلك، قال المتحدث باسم الحكومة الأفغانية ذبيح الله مجاهد للجزيرة نت "نواصل تعزيز العلاقات مع الهند على أسس تاريخية راسخة، وقد أحرزنا تقدما ملموسا في هذا المجال، كلا البلدين يوليان اهتماما كبيرا بهذه العلاقات، ونسعى إلى بنائها بما يحقق المصالح المشتركة، ويراعي تطلعات شعبي البلدين".
إلى أي مدى يمكن اعتبار الولايات المتحدة شريكا مع الهند في الملف الأفغاني؟بعد وصول حركة طالبان إلى السلطة، اختارت الهند موقفا مغايرا لموقفها السابق من طالبان أثناء وجود القوات الأميركية في أفغانستان، وفتحت قنوات التواصل مع الحركة وقدمت مساعدات لها، وهو ما فتح باب التساؤل حول اعتبار هذا التقارب مقدمة لخطة جعل نيودلهي شريكا إقليميا لأميركا في جنوب آسيا.
إعلانوتناول رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي دور بلاده بالملف الهندي في زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة، وشجع ترامب على إحياء "إستراتيجية جنوب آسيا" التي منحت بلاده دورا فعالا في أفغانستان.
وعند قراءة تاريخ العلاقات الأفغانية الهندية خلال القرن الماضي، يمكن القول إن الفترة الحالية هي الذهبية للجانبين على السواء، حيث أقاما علاقات قوية، وتحاول الهند أن تبقى في المشهد الأفغاني، وقد قطعت علاقاتها مع الحكومة الأفغانية السابقة لإظهار حسن نيتها، وألغت تأشيرات كبار المسؤولين فيها مثل وزير الخارجية السابق حنيف أتمر، ورئيس لجنة المفاوضات السابق معصوم ستانكزاي.
في السياق، يقول وزير الدفاع الأفغاني السابق شاه محمود مياخيل للجزيرة نت إنه من المرجح أن تؤدي عودة ترامب للسلطة إلى تغيير إستراتيجية واشنطن الحالية تجاه أفغانستان، ورغم أن عدم القدرة على التنبؤ بتصرفاته تؤدي إلى تنوع الخيارات، فإن ترك كابل وحدها لا يمكن أن يكون الخيار المفضل للولايات المتحدة والهند.
من جانبه، يقول مصدر -فضل عدم ذكر اسمه- للجزيرة نت إن نيودلهي اختارت سياسة الاسترضاء مع طالبان وقدمت لها عروضا لم تتوقعها الحركة، وأقام الطرفان علاقات يمكن وصفها بالإستراتيجية وقريبا تباشر الهند العمل بالمشاريع التي وافقت على تمويلها سابقا.
ما مكانة الهند في إستراتيجية ترامب لجنوب آسيا؟بناء على تجربة فترة رئاسة ترامب الأولى، فقد منح الرئيس الأميركي الهند مكانة مهمة في إستراتيجيته لجنوب آسيا، أما هذه المرة، ونظرا لرؤيته إلى المنطقة الآسيوية، فيمكن لنيودلهي أن تكون أداة فعالة ومفيدة للغاية.
ورغم أنه من السابق لأوانه إقامة رابط عضوي بين كل من أهداف ترامب والهند في أفغانستان، فإن نيودلهي اعتبرت عودته فرصة جيدة للبلدين لتوحيد قواهما في كل أنحاء آسيا، بما في ذلك أفغانستان، وأعدت نفسها لهذا الوضع.
إعلانكما ارتفعت درجة استعدادها، خاصة في ظل سياسات ترامب المناهضة للصين والصراع الاقتصادي المحتمل بين البلدين.
في الإطار، يقول وزير الدفاع الأفغاني السابق شاه محمود مياخيل إنه من المرجح أن يطالب ترامب بتنفيذ اتفاق الدوحة بين واشنطن وطالبان، وإن "هناك بنودا سرية مثل منح بعض القواعد العسكرية، ومنها قاعدة باغرام، التي يذكرها من حين لآخر وسيطالب الحركة بها حتى يتمكن من وضع حد للصين في أفغانستان".
كيف توازن طالبان في علاقاتها مع الهند والصين وموقف باكستان؟حسب خبراء في شؤون الحركات الإسلامية، شكّلت عودة الدفء للعلاقات الأفغانية الهندية مفاجأة للجميع، خصوصا أنها جاءت خلال فترة حكم الحزب الحاكم ذي الاتجاهات الأصولية الهندوسية، الذي يُنظر إليه على أنه نقيض لحركة طالبان، وأثبت الواقع أن الطرفين يتمتعان بكثير من "البراغماتية" عندما يتعلق الأمر بالمصالح الوطنية.
ومن الممكن أن يتسامح ترامب مع طالبان، حيث قال سابقا -أثناء تنفيذ إستراتيجية جنوب آسيا- إنه سيقبل بها كجزء من الحكومة الأفغانية، كما صرح بأنه لن يسمح للصين أن تملأ الفراغ الذي تركه انسحاب قوات بلاده من أفغانستان، ويتعين عليه أن يفكر في اتخاذ تدابير للحد من نفوذها فيها، أحدها إحياء إستراتيجيته.
يقول مصدر في المكتب السياسي لطالبان -فضل عدم ذكر اسمه- للجزيرة نت إنه منذ الانسحاب الأميركي من أفغانستان التقى مسؤولون أميركيون بطالبان أكثر من مرة، وتم الحديث عن دور الحركة في مكافحة الإرهاب والتعامل مع بكين، والأميركيون يعارضون النشاط الصيني بأفغانستان وخاصة في مجال التعدين في مناجم اليورانيوم والليثيوم.
ومن وجهة نظر ترامب، فإن الصين هي الدولة الوحيدة التي تهدد مكانة الولايات المتحدة، حيث يرى أنها تمكنت من الاستيلاء بسهولة على أفغانستان اقتصاديا، بمقابل تضحيات واشنطن بآلاف الأرواح وإنفاقها مليارات الدولارات.
إعلانورجح خبراء الشأن الأفغاني أن يختار ترامب نهجا محددا فيما يتصل بأفغانستان بهدف تهميش الصين، وقد يكون أحد الخيارات الممكنة هو تعزيز إستراتجيته المتبعة في جنوب آسيا، كما أن هناك عاملا آخر يحرك نهجه وهو نظرته السلبية لباكستان، لذلك فإن الاستفادة من الهند -كمنافس محتمل لبكين وعدو قديم لباكستان- أمر وارد بالنسبة لترامب.
في السياق، يقول السفير الأفغاني السابق في الهند فريد مموزي للجزيرة نت إنه بعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان، حاولت الصين وباكستان ملء الفراغ الذي تركته القوات الأميركية، وإن علاقة طالبان بنيودلهي وواشنطن عرقلت جهود بكين وإسلام آباد ولم تتمكنا من الحصول على التنقيب في مناجم الليثيوم واليورانيوم في ولايتي غزني وهلمند، و"نشاهد الاستياء الصيني من الحركة رغم استقبال سفيرها في بكين".