سلطان بن أحمد القاسمي يشهد افتتاح النسخة الثامنة من المهرجان الدولي للتصوير “إكسبوجر”
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
أكد سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، رئيس مجلس الشارقة للإعلام أهمية الاعتناء والاحتفاء بالصورة لما أثبتته من أدوار استثنائية يمكن أن تلعبها وذلك عبر توثيق اللحظة التاريخية الفارقة، وشهادتها على الحقائق وقدرتها الفائقة على التغلب على الكلمات والتعبيرات، وذلك خلال مسيرة المصورين الطويلة في مختلف المجالات والحقول والأماكن حول العالم.
جاء ذلك، خلال كلمة سموه التي ألقاها صباح أمس في حفل افتتاح النسخة الثامنة من المهرجان الدولي للتصوير “اكسبوجر 2024″، الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، في الفترة من 28 فبراير حتى 5 مارس المقبل، في مركز إكسبو الشارقة، ويحتفي بأعمال 400 مصور و2500 صورة تعكس تجارب ورؤى الفنانين من مختلف أنحاء العالم.
وقال سموه مخاطباً المصورين” إن عدستكم أيها المصورون تغلبت على سرديات كنا نظن أن تغييرها من المستحيلات، فتفوقت على دعايات إمبراطوريات إعلامية، كلّف إنشاؤها مليارات الدولارات، وأثبتت أنّ العالم لا يحتاج إلى سنوات طويلة لبلورة رأي عام حول قضية إنسانية، بل يحتاج إلى صورة واحدة فقط، تحمل الحقيقة بكل أمانة؛ ففي مشاهد تاريخية لا تنسى، وقفت عدسات المصورين لتشكل الفارق الحاسم بين الحياة والموت، لتثبت أنها حليفة الضحية وعدوة الجاني، فصاروا يلجؤون إلى خنقها بقطع الاتصالات وفرض الحصار على عيون العالم لهذا نحن هنا اليوم لا لنحتفي بافتتاح هذا المهرجان كما اعتدنا بل لتكريم بطولة المصورين وتقدير دور الصورة وقراءة الاستحقاقات المستقبلية أمام ما أثبته هذا الفن العظيم من قدرة وإمكانيات.
وتناول سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي أدوار الصورة وقدرتها على الإلهام والتأثير، قائلاً: خلال الأشهر الأربعة الماضية، تخطت الصورة، ومعها دور المصورين بطبيعة الحال، كافة الأدوار التي عرفناها سابقاً؛ لقد رأينا الصورة شاهداً على الحقيقة في أعرق المحافل القانونية الدولية، ورأيناها أيقونة للعدالة والحرية في شوارع العالم أجمع، وباتت القول الفصل في السياسات والقرارات والتوجهات الدولية أكثر من أي وقت مضى.
وأضاف سمو نائب حاكم الشارقة: في قلب هذه الأحداث كان للمصورين وللصورة دور البطولة وهو الدور الذي فتح للشعوب نافذة على العالم يخاطبونه من خلالها ليطرحون قضيتهم ويعبرون عن مأساتهم ويشاركون الملايين أحلامهم العادلة وأفضل مثال على ذلك الشعب الفلسطيني في غزة فمأساة أكثر من مليونين من المحاصرين والمجوّعين والمستهدفين بالقتل في كلّ لحظة دفعت العالم أجمع إلى إعادة قراءة ما كان سائداً من قبل حول القيم والأعراف الدولية ومنظومة الحقوق الإنسانية ودور الفرد في التغيير وواجبه الإنساني تجاه الآخرين وهو ما يجعلنا نقول: إننا أمام مرحلة جديدة وعهد عالمي جديد بالمطلق، لقد تأكد لنا خلال المرحلة الماضية أن كلّ ما قلناه سابقاً عن الصورة لم يكن يوفيها حقّها كما يجب، بل أثبتت الصورة أنها الصديقة المخلصة والوفية للشعوب، وأن لا حياة لها ولا أثر إلا إذا كانت بجانب الحقيقة، وأن الحكاية التي تحملها عصية على التزييف حتى بأكثر التقنيات تقدماً؛ لأنها ابنة الواقع، ولا يمكن عزلها عن الظروف التي أنتجتها مهما كانت المحاولات.
وأشار سموه إلى ما تنقله الصورة بصدقٍ وإخلاص في كافة المواقف، قائلاً: كلنا يتمنى ألا تنقل لنا الصور سوى جمال هذا الكون وروعته وثراء لوحته، لكن تأبى الصورة إلا أن تظل صاحبة قضية ملتزمة بواجبها تجاه من يعانون في كل مكان من هذا العالم، وكأنها تقول: سأروي للعالم عن السلبيات حتى تتسع دائرة من يعملون من أجل الإيجابيات، وسأنقل للعالم آثار الظلم حتى تعمّ المحبة والعدالة.
واختتم سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي كلمته، قائلاً: منذ أن التقينا في العام الماضي وإلى يومنا هذا تغيّر العالم؛ لم يكن التغيير هذه المرة جزئياً أو عابراً، بل جاء شاملاً وجذرياً وعميق الأثر، خاصة فيما يتعلق بالمعرفة الإنسانية والوعي والتصورات حول الحياة. ولا نبالغ إذ قلنا إن الشعوب لن تعود كما كانت عليه قبل الأحداث المهولة والمآسي الجسيمة التي مرت بها ولا تزال.
وتابع سموه والحضور خلال حفل الافتتاح تسجيلاً مرئياً يبرز المخاطر التي يتعرض لها المصورون في توثيقهم للأحداث والنزاعات، والحقيقة التي تنقلها الصور للمآسي الإنسانية والكوارث الطبيعية، وكيف أنها تشعل شموع الأمل لتعزيز مناصرة المحرومين والمستضعفين في العالم، وتؤكد أن في العالم ملايين البشر ممن هم بأمسّ الحاجة إلى نقل واقعهم، وأن الصورة عنصر رئيس للوصول إلى عالم يعمه الأمن والسلام والفرح.
وكان حفل افتتاح المهرجان قد استهل بكلمة ألقاها طارق سعيد علاي، مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، أكد فيها أن المهرجان يمثل احتفالية عالمية ترسخ أثر الصور في الراهن والمستقبل، وتحتفي بمهمة المصورين في حماية الذاكرة وتوسيع أفق فهم البشر للحياة.
وأشار علاي إلى أهمية المهرجان ومسؤوليات من يعملون في مهنة التصوير، قائلاً: هذه الغاية للمهرجان تتضاعف أهميتها اليوم أكثر من أي وقت مضى؛ فالعالم يشهد متغيرات متسارعة على كافة المستويات، وليس هنالك ما هو أبلغ من الصورة لتعيننا على فهمها وتبني المواقف تجاهها. لهذا فإن مسؤولية المصوّر تكبر يوماً بعد آخر؛ فإذا كانت الصورة قبل عقود مجرد وثيقة، فإنها أصبحت اليوم حاملة معرفة، وناقلة رسالة، وصانعة تغيير، وقوة تأثير، ومحرك اقتصاد وأداة تنمية.
واختتم مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، لافتاً إلى ما يقدمه المهرجان الذي يأتي ضمن استراتيجية الشارقة في تطوير العمل الإعلامي بقوله ونحن نتجوّل في معارض النسخة الثامنة من اكسبوجر، كنا نسمع أصواتاً ونقرأ رسائل أكثر مما نشاهد صوراً؛ كنا نسمع نداءات الطبيعة وهي تستغيث من جراء الممارسات غير المسؤولة، ونقرأ رسائل حكمة من شعوب وقبائل بعيدة، ونتعلم دروس حضارة ونهضة. لهذا فإننا في الشارقة نفتح أمامكم منصة دوليّة، تجمع نخبة مصوري العالم؛ لنؤكد أهمية الصورة ودور المصوّر، وفي الوقت نفسه، نبني معارف ومهارات الجيل الجديد من المصورين؛ فإذا كان العالم يحتاج إلى شيء اليوم، فإنه يحتاج إلى مصورين أمناء يعيدون تقديم الحياة والواقع بعدسات صادقة لنرى الجمال والحق والسلام من جديد.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
أحمد عز يُكرّم بجائزة “فاتن حمامة للتميز” ويُهديها لعادل إمام
متابعة بتجــرد: كرّم “مهرجان القاهرة السينمائي الدولي” في افتتاح دورته الـ45، الفنان أحمد عز بمنحه جائزة “فاتن حمامة للتميز”، وذلك عن مجمل مشواره الفني الممتد طوال 30 سنة منذ ظهوره الأول في فيلم “مذكرات مراهقة”.
وخلال كلمته، استعرض عز أمام الحضور بداياته في عالم التمثيل، حين خُيِّر بين الاستمرار في عمله السابق أو خوض تجربة البطولة الأولى.
وكشف عز كيف اختار مجال التمثيل رغم عدم رغبة أهله بذلك، وشعر بالحماسة لرؤية اسمه كممثل على بطاقة دعوة المهرجان، ليعرضها أمام والديه كدليل على قراره السليم. لكن الدعوة لم تصل إلى منزله، ما جعله يشعر بخيبة أمل. ورغم ذلك، قرر عز الذهاب بنفسه الى المهرجان، وبتواضع تلقى دعوة للدخول، آملًا بأن يظهر على السجادة الحمراء ليراه والداه ويشعرا بالفخر به.
وتحدّث أحمد عز عن أولى خطواته على السجادة الحمراء، فقال إنه وقف بملامح جدية ممسكاً بجيبه ليبدو بمظهر الفنان الحقيقي، لكنه فوجئ بتجاهل الكاميرات بحيث لم تلتقط صورة واحدة له. كما أشار إلى موقف طريف، حين جلس في مقعد بعيد عن الكاميرات، وهو ما حال دون تحقيق أمنيته بأن يراه والداه في المهرجان.
وأكد عز أنه رغم إحباطه لم يفقد الأمل، فعاد إلى المنزل، حيث وجد والدته تدعو له بصدق: “ربنا ينوّلك مرادك”، وهو ما شجّعه على المضي قُدماً في مشواره الفني.
وقال عز إنه بعد سنوات من الجهد، عاد إلى دار الأوبرا المصرية، ولكن هذه المرة ليحصل على تكريم وجائزة تقديراً لإنجازاته الفنية، من وزير الثقافة والفنان حسين فهمي. مؤكداً أنه يتمنى لو كان والداه حاضرَين ليفخرا بتتويجه. ورغم غيابهما عن التكريم، أكد بثقة أنهما يفتخران به.
وأكد أحمد عز في كلمته أن نجاحه يُنسب إلى كل من عمل معهم، مشدداً على دورهم المهم في نجاح مسيرته الفنية، واعتبر الجائزة حافزاً له لمزيد من النجاح.
وفي ختام كلمته، وجّه أحمد عز شكراً خاصاً للفنان عادل إمام، وأهدى تكريمه إلى “الزعيم”، الذي ألهمه دائماً بمقولته “الالتزام والورق هما أب وأم الفنان في هذه الصناعة”، مؤكّداً أهمية هذه النصيحة لكل ممثل جديد، وآملاً بأن يتمكن زملاؤه من اتخاذ موقفه هذا يوماً ما.
main 2024-11-15Bitajarod