ألقى معالي خليفة شاهين المرر، وزير دولة كلمة دولة الإمارات، وذلك أثناء ترؤسه وفد الدولة المشارك في الجزء رفيع المستوى من أعمال الدورة الـ 55 لمجلس حقوق الإنسان المنعقدة في جنيف. وأكد معاليه أمام مجلس حقوق الإنسان التزام دولة الإمارات بتعزيز وحماية حقوق الإنسان، موضحاً أن الاستعراض الدوري الشامل الرابع للدولة مثل فرصة هامة لإجراء حوار مثمر وبناء حول سجل الدولة في مجال حقوق الإنسان والتقدم المحرز في هذا المجال، كما أكد حرص الإمارات على الدعم والتعاون مع مختلف أجهزة وآليات الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان.


وقال معاليه إن دولة الإمارات تعمل حالياً على إعداد خطة وطنية لحقوق الإنسان، والتي ترتكز بشكل رئيسي على تنفيذ التوصيات التي تمّ قبولها في إطار المراجعة الدورية الرابعة في عام 2023.
 ونوه معاليه بمواصلة تطوير المنظومة التشريعية والمؤسسية، واعتماد سياسات وبرامج ذات الصلة بحقوق الإنسان وترسيخ قيم التسامح والتعايش، حيث أصدرت مؤخراً القانون الاتحادي بشأن تنظيم دور العبادة لغير المسلمين، والمرسوم الاتحادي بشأن مكافحة التمييز والكراهية والتطرف. وفي مجال تمكين المرأة، شدد معاليه على اهتمام الدولة بتمكين المرأة، واعتماد مجلس الوزراء للسياسة الوطنية لتمكين المرأة «2023 -2031»، كما اعتمد السياسية الوطنية لصحة المرأة، وبالمثل عملت الدولة على دعم مشاركة المرأة في عمليات بناء السلام وفي مساعدة المجتمعات المحلية في مناطق النزاعات، من خلال استضافتها لبرامج تدريبية لتمكين المرأة وبناء القدرات من مختلف دول العالم وإنشائها مركز فاطمة بنت مبارك للمرأة والسلام والأمن.
وفي مجال التغير المناخي، قال معاليه إن دولة الإمارات تؤمن بأهمية العمل المشترك مع المجتمع الدولي لمواجهة التحديات العالمية. وفي هذا الإطار استضافت الدولة الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28 والذي توج باعتماد وثيقة «اتفاق الإمارات»، كما صدر عن المؤتمر العديد من الإعلانات والمبادرات الهامة أبرزها إنشاء صندوق بقيمة 30 مليار دولار لسد فجوة التمويل المناخي. وتفعيل صندوق الخسائر والأضرار بمساهمات وصلت الى 550 مليون دولار.
وأضاف معاليه «استضافت العاصمة أبوظبي في شهر فبراير الحالي مؤتمر الإسلام والأخوة الإنسانية الذي أكد أهمية وثيقة الأخوة الإنسانية كمرجعية عالمية لتعزيز التسامح والتعايش بين الأديان والثقافات». وفي مجال التعليم، تطرق معاليه إلى الجهود التي تبذلها الدولة في إطار وضع منظومة تعليمية لسد هذه الثغرة في المجتمعات التي تعاني من أوضاع إنسانية صعبة حول العالم، مستشهداً بالمساعدات المقدمة للدول الأفريقية في هذا المجال، مضيفاً أن الدولة تتبنى باستمرار قرار مجلس حقوق الإنسان الخاص بتحقيق المساواة في تمتع الفتيات بالحق في التعليم. وفي مجال مواجهة التحديات التي تواجه مختلف الحكومات، أشار معاليه إلى فعاليات القمة العالمية للحكومات 2024 التي عقدت في دبي، تحت شعار «استشراف حكومات المستقبل»، والتي شارك فيها أكثر من 4000 مشارك، من بينهم رؤساء دول وحكومات، بحثوا فيها قضايا ومواضيع هامة للعمل الحكومي. وشدد معاليه أن دولة الإمارات تؤمن بأهمية التعاون الدولي والعمل متعدد الأطراف، لا سيما في منظومة الأمم المتحدة، والتمسك بالقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والقواعد المستقرة في العلاقات الدولية لمواجهة التحديات الخطيرة التي يشهدها العالم في الوقت الراهن الناجمة عن النزاعات الدولية والتحدي الذي تواجهه اليوم في المنطقة هو استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي أدت إلى وضع إنساني كارثي بالغ الحساسية والخطورة.
وأضاف معاليه «إن هذا الوضع يتطلب تكثيف العمل الجماعي والجهود المشتركة لتحقيق وقف فوري لإطلاق النار، وحماية المدنيين، وتسريع وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية الضرورية إلى قطاع غزة بشكل كاف مستدام وبطريقة آمنة ودون عوائق».ولتجنيب المنطقة اتساع واستمرار المواجهات والعنف، دعا الى ضرورة إيجاد أفق سياسي لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، على أساس حل الدولتين يفضي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة.
ونوه بأن دولة الإمارات قدمت الدعم للشعب الفلسطيني، حيث أطلقت مبادرة «الفارس الشهم 3»، وسيرت جسراً جويا لإيصال المساعدات الإغاثية والطبية إلى قطاع غزة ولايزال مستمراً، وأنشأت مستشفى ميدانيا هناك وأخر عائم في العريش المصرية، وشغلت محطات لتحلية المياه لتزويد السكان بمياه الشرب وزودت قطاع غزة بأفران آلية لإنتاج الخبز، وهي مستمرة في استقبال الأطفال الجرحى ومرضى السرطان من سكان غزة للعلاج في مستشفيات دولة الإمارات، وستواصل العمل على تتدفق المساعدات للسكان المدنيين في القطاع.
وأضاف معاليه أن دولة الإمارات مستمرة في بذل الجهود الدبلوماسية والتواصل مع كافة الدول والأطراف الفاعلة للوصول إلى التهدئة والسلام في الشرق الأوسط وأثناء شغلها للعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لعبت الدولة دوراً فاعلاً في تعزيز ركائز السلام والاستقرار. 

وفي الختام، أكد معاليه عزم وإرادة دولة الإمارات على مواصلة مسيرتها للنهوض بحقوق الإنسان على الصعيد الوطني، والعمل في إطار شراكتها مع الدول الأخرى ومن خلال الأمم المتحدة للارتقاء بحقوق الإنسان.

المصدر: وام

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: خليفة شاهين المرر

إقرأ أيضاً:

جابر: الإمارات تزود التمرد بالسلاح علنًا وتؤجج الحرب في السودان

اتهم الفريق إبراهيم جابر، الإمارات بمواصلة تزويد قوات الدعم السريع بالأسلحة، مما يساهم في تأجيج الصراع بالسودان..

التغيير: بورتسودان

أكد وزير الدفاع الفريق يس إبراهيم التزام القوات المسلحة بقواعد الاشتباك وفقًا للقوانين المعمول بها، مشيرًا إلى أن الجيش السوداني يعد رائدًا في مجال حقوق الإنسان.

جاءت تصريحات الوزير خلال ورشة عمل حول التزام القوات المسلحة بالقانون الدولي الإنساني، التي أقيمت الاثنين، في قاعة مجمع الوزارات ببورتسودان.

وأوضح أن القوات المسلحة تمتلك قوانين مفصلة للتعامل مع قضايا حقوق الإنسان سواء في السلم أو الحرب، مع التأكيد على أهمية رعاية حقوق المدنيين.

وأضاف الوزير أن الالتزام بالقانون الدولي يمثل أولوية للقوات المسلحة، مشددًا على ما اسماه بسلوكها القويم مقارنةً بالدعم السريع، التي تجاوزت جميع الخطوط الحمراء في انتهاكاتها.

وأكد حرص القوات المسلحة على إنفاذ القانون وتحقيق العدالة، معربًا عن عزم الجيش على الالتزام بمبادئ حقوق الإنسان في جميع العمليات العسكرية.

تدفق السلاح

وفي السياق ذاته، اتهم الفريق إبراهيم جابر، الإمارات بمواصلة تزويد قوات الدعم السريع بالأسلحة، مما يساهم في تأجيج الصراع بالسودان.

ووصف جابر ما يجري في السودان منذ 15 أبريل 2023 بأنه “انقلاب”، مؤكدًا أن القوات المسلحة حسمت التمرد سريعًا، وأن التمرد يعتمد الآن على استراتيجية انتشار لخلق عدم استقرار.

وأعرب جابر عن رفض السودان لتوصيف الصراع بأنه “حرب الجنرالين” أو “طرفي النزاع”، مؤكداً أن المساواة بين المليشيات والقوات المسلحة أمر غير مقبول.

كما شدد على أن الجيش السوداني يتمتع بتاريخ طويل في دعم حقوق الإنسان والالتزام بقواعد الاشتباك، مشيرًا إلى أن القوات المسلحة تحارب للحفاظ على استقرار الدولة.

وذكر جابر أن الدعم السريع ارتكبت انتهاكات جسيمة، بما في ذلك جرائم الإبادة الجماعية والاعتداءات الجنسية وبيع النساء في مناطق مثل دارفور والجزيرة، مؤكدًا أن هذه الممارسات تجاوزت كل الخطوط الحمراء.

تأتي هذه التصريحات في وقت يشهد فيه السودان تصاعدًا في الصراع بين القوات المسلحة ومليشيا الدعم السريع، حيث تتزايد التقارير حول انتهاكات حقوق الإنسان في مختلف المناطق. تهدف الحكومة إلى تحسين صورتها من خلال تعزيز الالتزام بالقوانين الدولية وتحسين ظروف المدنيين المتأثرين بالصراع.

ويتهم طرفا القتال بارتكاب انتهاكات بحق المدنيين، حيث يُتهم سلاح الجو التابع للقوات المسلحة بقصف المدنيين، بينما تُتهم قوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات واسعة بحق السكان في مناطق سيطرتها.

 

الوسومالجرائم والانتهاكات القانون الدولي الإنساني حرب الجيش والدعم السريع

مقالات مشابهة

  • الصايغ يؤكد خلال اجتماعات الدورة الـ 40 لـ “الكومسيك” التزام الإمارات بتعزيز التكامل والتعاون الاقتصادي مع أعضاء منظمة التعاون الإسلامي
  • وزير الخارجية: دولة الكويت ملتزمة بتعزيز التعاون متعدد الأطراف والتعاون الإقليمي والثنائي للتصدي للارهاب
  • حزب حماة الوطن: الدولة تسير بشكل إيجابي في ملف حقوق الإنسان
  • جابر: الإمارات تزود التمرد بالسلاح علنًا وتؤجج الحرب في السودان
  • «خليفة التربوية»: علاقات الإمارات والكويت تاريخية وفي ازدهار مستدام
  • عويضة المرر: عَلَم الإمارات رمز الوحدة
  • محمد بن خليفة :”يوم العلم” تعبير صادق عن وحدة الوطن ومتانة اتحاده
  • محمد بن سلطان بن خليفة يرفع علم الدولة في نادي أبوظبي للرياضات البحرية
  • عبدالرحمن العويس: الإمارات ملتزمة بتعزيز الأنظمة الصحية العالمية لمواجهة تحديات المستقبل
  • إجراء حكومي جديد للرقابة على بطاقات التموين وحماية الدعم من التلاعب