مع مضي 145 يوما على العدوان الإسرائيلي على غزة، لا تزال قوات الاحتلال ترتكب المجزرة تلو الأخرى في أرجاء القطاع، وتواصل كذلك اقتحاماتها لمختلف مناطق وبلدات الضفة الغربية وسط اعتقال العشرات من مواطنيها.

في المقابل، تتكبد قوات الاحتلال الخسائر الفادحة جراء عمليات المقاومة الفلسطينية بمختلف أرجاء القطاع، وفي الأثناء يتزايد التحذير العالمي من خطر مجاعة وشيكة في شمال غزة مع انخفاض معدل المساعدات الداخلة للقطاع.

ويواصل حزب الله قصفه للمواقع الإسرائيلية كما أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أنها قصفت من لبنان مواقع إسرائيلية، في حين يواصل الحوثيون إشعال فتيل التوتر في البحر الأحمر رغم إعلان أميركا وألمانيا ضرب أهداف جديدة في اليمن.

على الصعيد السياسي، يتواصل الحراك من أجل التوصل إلى هدنة ووقف دائم لإطلاق النار، لكن دون تقدم ملحوظ بهذا الشأن.

وتاليا أبرز تطورات اليوم الـ145 للعدوان الإسرائيلي على غزة:

مجاعة واستشهاد أطفال

حذر برنامج الأغذية العالمي من مجاعة وشيكة في شمالي قطاع غزة، حيث انقطعت المساعدات عن السكان المحاصرين منذ أكثر من شهر.

كما أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) أن المساعدات الداخلة إلى قطاع غزة خلال فبراير/شباط الجاري انخفضت للنصف مقارنة بالشهر الماضي، كما أكدت أن قوافل المساعدات الإنسانية لا تزال تتعرض لإطلاق النار، واتهمت إسرائيل بمنع وصولها إلى شمال غزة وأجزاء من الجنوب.

واستشهد 4 أطفال، الأربعاء، نتيجة الجفاف وسوء التغذية بمستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، بحسب وزارة الصحة في غزة التي أكدت أن هناك 7 آخرين في حالة الخطر.

من ناحيته، قال الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر إن الأطفال بشمال غزة يعانون سوء التغذية، مؤكدا أن المساعدات التي تدخل إلى قطاع غزة لا تلبي احتياجات السكان.

وأكد أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أنهم يبذلون كل جهد لوقف الحرب في غزة وإيصال المساعدات للسكان، كما تعهدت قطر إلى جوار فرنسا بتقديم 200 مليون دولار لدعم الشعب الفلسطيني.

بينما اتهم مندوب روسيا في مجلس الأمن الدولي إسرائيل بوضع العراقيل أمام دخول المساعدات إلى قطاع غزة، قال نائب المبعوثة الأميركية لدى الأمم المتحدة إنه لا بد لإسرائيل أن تفعل المزيد لتسهيل وصول المساعدات إلى غزة.

عمليات المقاومة

على الصعيد الميداني، أقر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بأن الأثمان التي تتكبدها إسرائيل في أعداد القتلى والجرحى باهظة، مؤكدا أنهم لم يشهدوا مثل هذه الحرب منذ 75 عاما.

من جهتها، تواصل المقاومة الفلسطينية بقيادة كتائب القسام التصدي للاحتلال في مختلف مناطق القطاع حيث أظهرت مشاهد تدمير مقاتليها لعدد من دبابات وآليات الاحتلال بقذائف "الياسين 105" وعبوات "شواظ"، بالإضافة إلى قصف حشود الاحتلال بقذائف الهاون، كما أكد مصدر قيادي في الكتائب أنهم يديرون معركة حي الزيتون بقوة واقتدار.

كما قالت في وقت سابق إن مقاتليها قتلوا جنديا إسرائيليا وأصابوا آخر في اشتباكات غربي خان يونس، وأجهزت كذلك على قوة إسرائيلية راجلة تحصنت بمبنى في عبسان الكبيرة شرق خان يونس.

من جهتها، أعلنت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– أن مقاتليها خاضوا اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال في منطقة عبسان الكبيرة شرقي مدينة خان يونس، مشيرة إلى استهداف دبابة ميركافا وجرافة إسرائيليتين بقذائف تاندوم و"آر بي جي".

كما دوّت الأربعاء صفارات الإنذار في ناحل عوز بغلاف غزة.

وبهذا الصدد أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي إصابة 26 من عناصره في معارك قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية، وأوضح أن حصيلة المصابين ارتفعت إلى 3007 عسكريين منذ بدء الحرب على غزة.

جرائم الاحتلال

في المقابل، واصل الاحتلال ارتكاب مجازره، حيث استشهد عشرات الفلسطينيين في عمليات قصف إسرائيلية مختلفة، استهدف بعضها مخيم النصيرات وبعضها الآخر مخيم البريج وسط قطاع غزة.

كما سقط شهداء في قصف إسرائيلي على مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، وانتشلت جثامين 14 شهيدا من مناطق متفرقة في خان يونس، حيث استهدف الاحتلال بالقصف بلدة القرارة شمال المدينة وكذلك المناطق الشرقية لها، واستهدف الاحتلال كذلك منطقة وادي غزة وسط القطاع.

وأفادت وزارة الصحة في غزة، الأربعاء، بارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 29 ألفا و954 شهيدا و70 ألفا و325 مصابا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وضمن استهدافه للمستشفيات، أعلن مدير مستشفى كمال عدوان بشمالي غزة أن المستشفى خرج من الخدمة ابتداء من الأربعاء بسبب نفاد الوقود.

وبهذا الصدد، أكدت حماس أن خروج المستشفى عن الخدمة يفاقم الوضع الصحي والإنساني للسكان شمالي القطاع.

وطالبت جميع الأطراف المعنية والوكالات الأممية بالتحرك العاجل لإيصال المواد الغذائية الطارئة لشمال القطاع المحاصر.

كما اشتعلت النيران في مبنى بمجمع ناصر الطبي في خان يونس جراء قصف مدفعي إسرائيلي استهدف المبنى، وفق مراسل الجزيرة في غزة.

الضفة الغربية

على صعيد الضفة الغربية، أطلق مسلحون النار على حاجز دوتان العسكري غرب مدينة جنين من دون وقوع إصابات في صفوف الجنود الإسرائيليين.

وواصل الاحتلال اقتحاماته لمختلف مناطق وبلدات الضفة، حيث اقتحمت قواته بلدة جلبون شرقي جنين، كما اقتحمت قرية الولجة غرب بيت لحم، وكذلك مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية.

واقتحمت قوات الاحتلال كذلك بلدة يطا شرقي الخليل حيث اعتقلت 19 فلسطينيا، واستهدف جنود الاحتلال طلبة المدارس بالرصاص الحي على دوار طارق بن زياد في الخليل، واقتحموا أيضا بلدة المزرعة الغربية شمال رام الله، ومخيم بلاطة شرقي مدينة نابلس.

وأعلن نادي الأسير الفلسطيني أن الاحتلال الإسرائيلي اعتقل منذ مساء الثلاثاء 35 فلسطينيا على الأقل في الضفة الغربية، مشيرا إلى أن تلك الاعتقالات تركزت في مدينة يطا إلى جانب بيت لحم وجنين ورام الله والقدس.

جنوب لبنان

على الجبهة الشمالية لإسرائيل، أعلن الاحتلال تنفيذ هجمات استهدفت البنية التحتية العسكرية لحزب الله في بلدات إبل السقي ويارين وبنت جبيل جنوبي لبنان.

كما استهدف القصف الإسرائيلي محيط بلدة راشيا الفخار ومنطقتي خربة سلم ورامية بجنوب لبنان، وتوعد المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي حزب الله مشيرا في الوقت ذاته إلى مساع لحل سلمي.

في المقابل، أعلن حزب الله أن مقاتليه استهدفوا بالصواريخ مواقع وجنودا للاحتلال الإسرائيلي في محيط موقع بركة ريشا وموقعي الرمثا والسماقة في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة وحققوا إصابات مباشرة.

كما قالت كتائب القسام، إنها أطلقت 40 صاروخ غراد من جنوب لبنان مستهدفة مقر قيادة اللواء الشرقي 769 الإسرائيلي ومعسكر غيبور وثكنة المطار في بيت هيلل في الجليل الأعلى.

وأكدت القناة الـ12 الإسرائيلية وقوع أضرار مادية جراء هذا القصف. ودوت كذلك صفارات الإنذار في كريات شمونة وإصبع الجليل مرتين الأربعاء.

الحوثيون

ولا تختلف الأوضاع في البر عنها في البحر، حيث يستمر الحوثيون في تهديد السفن البحرية المتجهة إلى إسرائيل، وآخرها استهداف سفينة نفط على بُعد 50 ميلا بحريا من ساحل الحديدة غربي اليمن.

من جهته، أعلن الجيش الأميركي أن قواته ضربت 230 هدفا في اليمن، كما أعلن الجيش الألماني أن فرقاطة حربية تابعة له -ضمن العملية الأوروبية في البحر الأحمر- اشتبكت مع طائرتين مسيّرتين.

كلمة هنية

والأربعاء، ألقى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية كلمة قال فيها إن جيش العدو يمثل أحد أحط الجيوش التي عرفتها البشرية في تاريخها، مؤكدا أن ما عجزت إسرائيل والولايات المتحدة عن فرضه في الميدان لن تأخذاه بمكائد سياسية.

وشدد هنية على أن أي مرونة تبديها الحركة في التفاوض حرصا على دماء الشعب الفلسطيني يوازيها استعداد للدفاع عنه، مؤكدا أن جيش الاحتلال عجز على مدى شهور أمام المقاومة في غزة ولم ينجح إلا في قتل الأطفال والنساء.

كما وجّه هنية نداء إلى أهالي القدس والضفة والداخل المحتل بشد الرحال إلى الأقصى منذ اليوم الأول لشهر رمضان.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الإسرائیلی على قوات الاحتلال الضفة الغربیة مؤکدا أن قطاع غزة خان یونس على غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: إسرائيل تواصل تقييد دخول المساعدات إلى غزة

أكدت الأمم المتحدة أن القيود التي تفرضها إسرائيل على دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة ما زالت مستمرة، في حين تعرضت شاحنة مساعدات للنهب بوسط القطاع، وذلك بعد قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي سيارة حراسة كانت ترافقها.

وقالت المتحدثة المساعدة باسم الأمم المتحدة، ستيفاني تريمبلاي -مساء أمس الاثنين- إن المؤسسات التابعة للأمم المتحدة تحاول بشتى السبل إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

وأوضحت -في مؤتمر صحفي عقدته بمقر المنظمة في ولاية نيويورك الأميركية- أن قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة تمكنت في 20 ديسمبر/كانون الأول الجاري من الدخول إلى شمال غزة رغم القيود الإسرائيلية.

من جانبه، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر إن قطاع غزة حاليا المكان الأخطر لتقديم الدعم الإنساني، حيث أصبح من المستحيل تقريبا توصيل حتى جزء بسيط من المساعدات المطلوبة رغم الاحتياجات الإنسانية الهائلة.

وأوضح فليتشر، في بيان، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل منع العاملين الإنسانيين من الوصول إلى المحتاجين في القطاع، "حيث تم رفض أكثر من 100 طلب للوصول إلى شمال غزة".

وقال إن الحصار الإسرائيلي على شمال غزة "أثار شبح المجاعة"، في حين أن جنوب القطاع مكتظ للغاية "مما يخلق ظروفا معيشية مروعة واحتياجات إنسانية أعظم مع حلول الشتاء".

إعلان

وأشار إلى أن محكمة العدل الدولية أصدرت أول مجموعة من الأوامر المؤقتة في قضية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها في قطاع غزة منذ نحو عام، ومع ذلك فإن وتيرة العنف المستمرة "تعني أنه لا يوجد مكان آمن للمدنيين في غزة، لقد تحولت المدارس والمستشفيات والبنية التحتية المدنية إلى أنقاض".

تدهور مستمر بالضفة

وفيما يتعلق بالوضع في الضفة الغربية، قال المسؤول الأممي إن الوضع هناك مستمر في التدهور، وإن عدد القتلى في الضفة هو أعلى عدد تسجله الأمم المتحدة.

وأكد أن "العمليات العسكرية الإسرائيلية أسفرت عن تدمير البنية الأساسية مثل الطرق وشبكات المياه، وخاصة في مخيمات اللاجئين"، مضيفا أن عنف المستوطنين المتزايد وهدم المنازل أدى إلى زيادة النزوح والاحتياجات، وأن قيود الاحتلال المفروضة على الحركة تعيق سبل عيش المواطنين الفلسطينيين ووصولهم إلى الخدمات الأساسية وخاصة الرعاية الصحية.

وشدد على أن "الأمم المتحدة والمجتمع الإنساني يواصلان محاولة البقاء وتقديم الخدمات في مواجهة هذه التحديات والصعوبات المتزايدة"، داعيا المجتمع الدولي إلى الدفاع عن القانون الإنساني الدولي، "والمطالبة بحماية جميع المدنيين، والإصرار على إطلاق سراح جميع الرهائن، والدفاع عن عمل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) الحيوي، وكسر دائرة العنف".

استهداف ونهب

في سياق متصل، أفادت وكالة أسوشيتد برس بتعرض شاحنة مساعدات كانت تحمل شحنة من الدقيق للنهب في وسط قطاع غزة، وذلك بعد استهداف سيارة كانت تحرسها بغارة إسرائيلية.

وأدت الغارة الإسرائيلية لاستشهاد 4 من رجال الأمن كانوا داخل سيارة الحراسة، وفق شهود عيان ومسؤولين في القطاع الطبي بغزة.

وقالت الوكالة إن مراسلها رصد أشخاصا يبتعدون عن المكان، وهم يحملون أكياس دقيق، بعضها كان ملوثا بالدماء، عقب الغارة الإسرائيلية التي استهدفت حراس شاحنة المساعدات.

إعلان

وقالت مصادر من الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية إنهم يواجهون صعوبة في إيصال المساعدات، بما في ذلك الإمدادات الشتوية الضرورية إلى غزة، جزئيا بسبب عمليات النهب وغياب الأمن لحماية القوافل.

وغالبا ما تستهدف إسرائيل حراس شحنات المساعدات، بدعوى انتمائهم لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في حين تؤكد السلطات في غزة أن ذلك يأتي في إطار سياسة الاحتلال الإسرائيلي التي تستخدم التجويع سلاحا ضد سكان غزة.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إنها ستوقف تسليم المساعدات عبر المعبر الرئيسي إلى قطاع غزة بسبب تهديدات العصابات المسلحة التي تنهب القوافل. وألقت الوكالة باللوم في انهيار النظام القانوني إلى حد كبير على السياسات الإسرائيلية.

مقالات مشابهة

  • الصحة الفلسطينية: ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة لـ 45361 شهيدًا
  • شهداء ومصابون بغارات على غزة.. قصف يستهدف عناصر حماية المساعدات (شاهد)
  • مجلس الوزراء يؤكد ضرورة ضمان توزيع المساعدات بعدالة في غزة
  • اليوم الـ445 من العدوان على غزة: شهداء بالعشرات واستهداف لجان حماية المساعدات
  • شهداء بالعشرات واستهداف لجان حماية المساعدات في اليوم الـ445 من العدوان على غزة
  • الأمم المتحدة: إسرائيل تواصل تقييد دخول المساعدات إلى غزة
  • الاحتلال يستهدف عناصر حماية المساعدات .. وغارات على وسط القطاع (شاهد)
  • 45317 شهيدًا حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة
  • 50 شهيدا وجريحا في جرائم للاحتلال بمخيم النصيرات وسط القطاع
  • جباليا تتحول إلى مدينة أنقاض وأشباح بفعل العدوان الإسرائيلي.. فيديو