انتخابات بلدية الاحتلال في القدس.. النتائج والتداعيات
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
القدس المحتلة- "أُقرّ أن هذا صعب عليّ وفي هذه اللحظات أنا أفكر أولا وقبل كل شيء بالرهائن (في غزة) الذين نصلي من أجل عودتهم بأسرع ما يمكن إلى دولة إسرائيل، وأفكر بجنود جيش الدفاع وقوات الأمن الذين يقاتلون من أجلنا في هذه اللحظات".
بهذه الكلمات استهلّ رئيس بلدية الاحتلال في القدس اليميني موشيه ليون، من حزب الليكود، الذي يرأسه بنيامين نتنياهو، خطاب النصر بعد فوزه بولاية ثانية وحصوله على أكثر من 168 ألف صوت وهو ما يعادل 81.
وقال ليون في خطابه أيضا "سوف تستمر القدس في كونها مدينة مذهلة وستزدهر، ولن تكون المدينة المقدسة والعاصمة وعاصمة الشعب اليهودي فقط، بل أريد أن يكون لائتلافي العديد من الشركاء من جميع أنحاء المدينة ومن جميع شرائح المجتمع".
وتابع "في غضون 5 سنوات سنواصل تحويل المدينة وبناء عشرات الآلاف من الوحدات السكنية.. أكثر أو أقل من المتشددين في المجلس البلدي لا يهم، إنها مدينة مختلطة وأفضل مدينة في العالم.. يجب أن أعتني بالجميع".
ليون في خطاب الفوز: القدس لن تكون إلا عاصمة الشعب اليهودي فقط (الأناضول) نسبة متدنيةوفي صناديق الاقتراع بالقدس، أودع نحو 215 ألف ناخب أصواتهم في صندوقين، أحدهما لاختيار رئيس البلدية والذي فاز فيه ليون، وآخر لاختيار رئيس وأعضاء المجلس البلدي، وحصلت قائمته على عضوين، وبلغت نسبة التصويت 31.11% فقط وهي قليلة مقارنة بانتخابات عامي 2013 و2018.
وبالإضافة لبقاء ليون في منصبه، فإن اليهود المتشددين دينيا (الحريديم) واصلوا الحفاظ على مكانتهم في المجلس البلدي.
ووفق موقع "واي نت" التابع لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية فإن الجمهور الليبرالي تضرر، وخيبة الأمل أصابت ليون لأنه توقع حصول قائمته على 6 مقاعد للمجلس البلدي لكنها لم تحصل سوى على مقعدين، وهو ما لا يعطيه حرية واسعة في هذا المجلس.
ووفق "غلوبس" الاقتصادية فإن مجلس مدينة القدس حقق "إنجازا يهوديا متشددا كبيرا" حيث ارتفعت أصوات قائمة "عَلَم التوراة" من 17% إلى نحو 19%، و"شاس" من 14% إلى 18.5%، وحافظت "أغودات إسرائيل" لليهود المتدينين المتزمتين على نسبة 10% من الأصوات.
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية أن معظم أصوات اليمين المتطرف بالقدس جمعها أرييه كينغ نائب رئيس البلدية الذي حافظ على سلطته عندما صوت له أكثر من 11 ألف ناخب شكلوا 5% من أصوات الناخبين، وهو ما سيمنحه على الأرجح عضوين بالمجلس.
ويعرف عن كينغ بأنه ذراع الوزير إيتمار بن غفير في البلدية، وكذلك معاداته للفلسطينيين في القدس وسعيه الحثيث لإغلاق وكالة الأونروا وتحريضه على رفع الأذان بمكبرات الصوت في مساجد المدينة.
تتجه الأنظار إلى بلدية الاحتلال الإسرائيلي في #القدس اليوم الثلاثاء مع افتتاح صناديق الاقتراع لانتخابات البلديات والمجالس المحلية في "إسرائيل"، وسط إجماع علمائي وشعبي لمقاطعة الانتخابات وتحريم المشاركة فيها
للمزيد: https://t.co/oqtywBLPO3 pic.twitter.com/yrL4HyBhBM
— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) February 27, 2024
أغلبية متشددة"من المتوقع أن يكون معظم أعضاء المجلس بالقدس من اليهود المتشددين، بعد أن ذهب حوالي نصف الأصوات إلى مختلف الأحزاب الأرثوذكسية، وهذه الأغلبية المطلقة من غير المتوقع أن تجعل الحياة سهلة لرئيس البلدية السنوات الخمس المقبلة" كما أردفت غلوبس.
ويرى العلمانيون أن حصول اليهود المتشددين دينيا على عدد كبير من مقاعد المجلس البلدي سيضر بمجتمع المثليين، وسيشجعهم على المطالبة بإغلاق الأماكن يوم السبت احتراما لحرمته وفقا لمعتقداتهم الدينية.
وحسب بيانات أصدرتها دائرة الإحصاء المركزية عام 2021، فإن اليهود في القدس يتوزعون على التصنيفات الآتية: 34% حريديون: المتشددون دينيا لا قوميا. 26% تقليديون: ليسوا علمانيين ولا متزمتين ويلتزمون بالحد الأدنى من الفرائض الدينية. 20% علمانيون: غير متدينين ولا يلتزمون بأي من الفرائض الدينية. 19% متدينون: المتزمتون قوميا.
ويعني ذلك أن كفة ميزان الهجرة السلبية من القدس ترجَح مقابل الهجرة الداخلية والخارجية الوافدة إليها، لأن العلمانيين يجدون صعوبة في التكيف مع أنماط حياة الحريديم التي يحاولون فرضها على سائر شرائح المجتمع.
صحيفة "كل المدينة" الإسرائيلية تطرقت -في قراءتها لنتائج انتخابات البلديات- إلى أن تسجيل 31% من الأصوات في القدس هو رقم منخفض للغاية، وهو الثالث من النهاية.
هلسة: فوز ليون يعني استمرار سياسته في إقصاء المقدسيين وملاحقتهم والتوسع الاستيطاني (الجزيرة) أذرع متكاملةالأكاديمي والخبير بالشأن الإسرائيلي محمد هلسة استهل قراءته لنتائج الانتخابات بالقول إن فوز ليون بولاية ثانية لبلدية القدس يعني أن السياسات التي اتبعها في إقصاء المقدسيين وملاحقتهم والتوسع الاستيطاني تحظى بتأييد أغلبية واسعة من الجمهور اليهودي بالمدينة، وهذا ما دفع بكثير منهم للتصويت لصالحه.
وعن تداعيات هذا الفوز على المقدسيين، أشار هلسة في حديثه للجزيرة نت إلى ضرورة الالتفات إلى أن البلدية ليست السلطة الوحيدة التي تعمل بالمدينة، بل هي إحدى الجهات التي تعمل ضمن إطار تكاملي تحت ظل السياسة الحكومية التي تهدف إلى تهويد المدينة المقدسة وقلب مشهدها العربي.
"البلدية مع كل من وزارة القدس وسلطة الطبيعة والحدائق وسلطة الآثار والصندوق القومي اليهودي والجمعيات الاستيطانية تصب أجندتها وأموالها وإمكانياتها لتهويد المدينة، ولو وصل إلى منصب رئيس البلدية مرشح يساري فإنه لن يتمكن من تجاوز سقف السياسات الحكومية التي رُسمت للقدس" أضاف هلسة.
من المُقرر غدا الثلاثاء أن تُعقد انتخابات بلدية الاحتلال في القدس، والتي تضم قوائم انتخابية لمرشحي البلدية، بينها قائمة مختلطة -أي تحتوي مرشحين فلسطينيين من الداخل المحتل وإسرائيليين يساريين-.
دعت البلدية المقدسيين إلى التصويت، وحددت أماكن الاقتراع في شرقي المدينة، وسط إجماع… pic.twitter.com/6ko691mHuR
— القدس البوصلة (@alqudsalbawsala) February 26, 2024
الأجندة الإسرائيليةوأشار الأكاديمي نفسه إلى أن إسرائيل تسابق الوقت من أجل استمرار تنفيذ أجندتها في القدس، وأن بعض المشاريع التي تنفذ وتغلف بغلاف مصلحة السكان العرب (الفلسطينيين) فإنها تخدم نهاية المطاف الأجندة الإسرائيلية.
وتطرق على سبيل المثال لمشاريع التطوير والبنية التحتية التي تنفذها البلدية في بعض أحياء شرقي القدس وتعلن أنها تخدمهم من خلالها، لكنها في الحقيقة تهدف لمزيد من السيطرة على المساحات المفتوحة وابتلاع ما تبقى من الأراضي الصالحة لتمدد البناء الفلسطيني، لتعزيز تطبيق سياسة طرد الفلسطينيين وإحلال المستوطنين مكانهم.
يُذكر أن نسبة تصويت المقدسيين بانتخابات البلدية لم تصل إلى 1% من أصحاب حق الاقتراع الذين يقدر عددهم بربع مليون ناخب، وهو رقم يفوق عدد المصوتين في الانتخابات، حيث إنهم لا يأبهون بالانتخابات ونتائجها ولا يرجون شيئا من بلدية يسيطر الاحتلال عليها منذ عام 1967.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: بلدیة الاحتلال المجلس البلدی رئیس البلدیة فی القدس
إقرأ أيضاً:
ما مصير طلبة مدارس أونروا بالقدس بعد حظرها؟
القدس المحتلة- منذ أن حَظَر الكنيست عملها في نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بدأت بلدية الاحتلال تسابق الزمن لاستقطاب طلبة مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) في شرقي القدس، تزامنا مع بحث أهالي الطلبة عن بدائل مناسبة، وسط مصير مجهول يكتنف الفصل الدراسي الثاني العام المقبل، حيث أمهل الاحتلال الوكالة ومنشآتها -بما فيها المدارس- حتى 30 يناير/كانون الثاني المقبل لإغلاق أبوابها نهائيا.
وخلال أقل من شهرين، سيعطل الاحتلال عديدا من المدارس والعيادات ومراكز الإغاثة التي افتتحتها الأونروا في القدس منذ تأسيسها، لتتخلص من عبء رأته دولة الاحتلال على الدوام مهددا لوجودها وسيادتها في القدس، ومعززا لقضية اللاجئين الفلسطينيين، حيث حاربت المدارس التابعة للوكالة بطرق مختلفة تمثلت في منع التراخيص، وتقليص الخدمات، ودعم البدائل، وشن حملات قانونية وسياسية وإعلامية مضادة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2في يومهم العالمي.. معلمو اليمن يواجهون أزمات معقدةlist 2 of 2لماذا يفضل المهاجرون المدارس الإسلامية لتربية أبنائهم في أميركا؟end of listواستغلت بلدية الاحتلال هذا الحظر لتجهز على مدارس الوكالة، وتستقطب روادها ليجلسوا على مقاعد المدارس التابعة لوزارة المعارف الإسرائيلية، والتي تدرس المنهاج الإسرائيلي، حيث قدمت إغراءات لأولياء أمور الطلبة تمثلت في التواصل الشخصي الفردي لإقناعهم، واستعراض الخدمات زهيدة الثمن، وتأمين المواصلات لبعض الطلبة.
الاحتلال حظر وكالة الغوث في القدس نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي (الأوروبية) أساليب الاستقطابلم تكن مهمة البلدية يسيرة رغم سطوتها في شرقي القدس، حيث سارع عشرات الأهالي فور سماعهم قرار الحظر بنقل أبنائهم إلى مدارس أخرى تدرس المنهاج الفلسطيني، في حين لم تستطع طواقم البلدية الوصول إلى البيانات الشخصية لكافة طلبة مدارس الأونروا لإقناع ذويهم فرديا، كما وجدت صعوبة في إقناع بعض مدراء المدارس للتحوّل إلى المنهاج الإسرائيلي، بسبب تحريفه الهوية الوطنية، وضعفه الأكاديمي مقارنة بالمنهاج الفلسطيني خصوصا في مادة اللغة الإنجليزية.
وفي السياق ذاته، أكد أحد مديري المدارس في القدس (فضّل عدم نشر اسمه) أن بلدية الاحتلال ماضية، بإصرار غير مسبوق، على محاربة المنهاج الفلسطيني في المدارس الفلسطينية، من خلال الزيارات التفتيشية المفاجئة، وفرض المنهاج المحرّف، وقطع أو تقليص التمويل المالي على المخالفين. كما قال للجزيرة نت إن البلدية فكرت في إضافة ساعات نوعية إضافية لتقوية الطلبة في اللغة الإنجليزية داخل مدارسها لإقناع الأهالي.
وتابع "البلدية تسابق الزمن خوفا من انتقال مئات الطلبة إلى مدارس تقول إنها تحريضية وتعزز الهوية الفلسطينية، حيث تعتزم إقامة مبان مؤقتة بقيمة 15 مليون شيكل (4 ملايين دولار) إلى حين تشييد مبان جديدة لنقل الطلبة إليها، في ظل نقص في الغرف الصفية بواقع 2000 غرفة، كما نقلت فعليا بعضهم إلى مدارس قائمة أصلا، حيث نقلت 200 طالبة من مخيم شعفاط إلى مدرستين مختلطتين داخل المخيم، و50 طالبة إلى مدرسة داخل البلدة القديمة بالقدس تدرس المنهاج الإسرائيلي".
كلية قلنديا تابعة للأونروا وبها 344 طالبا (الجزيرة)ووفق بيانات وكالة الأونروا فإن أكثر من 1800 طالب وطالبة فلسطينيين يدرسون في 7 مؤسسات تعليمية تابعة لها داخل حدود بلدية القدس، بينها 6 مدارس، وكلية للتدريب المهني في مخيم قلنديا (تضم 344 طالبا)، حيث تتوزع بقية المدارس كالتالي:
إعلان 3 مدارس في مخيم شعفاط شمال شرق القدس اثنتان للإناث وواحدة للذكور. مدرسة ابتدائية للإناث في بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى قرب باب المغاربة. وواحدة ابتدائية للذكور في حي وادي الجوز قرب سور القدس. وأخرى متوسطة للإناث في قرية صورباهر جنوبي القدس.ومع اقتراب انقضاء الفصل الدراسي الأول، تبحث المقدسية آية محمد، وهي أم طالب في مدرسة تابعة للأونروا في مخيم شعفاط عن بديل مناسب وغير مكلف ماديا، حيث عبّرت للجزيرة نت عن استيائها وقلقها من إغلاق المدرسة.
وقالت: "كانت المدرسة أكثر من مجرد مكان للتعليم، أخشى أن يفقد طفلي ارتباطه بهويته الوطنية في مدارس تابعة للبلدية، كما أخشى من عدم العثور بهذا الوقت القصير على تعليم جيد بتكلفة معقولة، وسط ارتفاع تكاليف المدارس الخاصة، وعدا عن ذلك فإن انتقال طفلي المفاجئ قد ينجم عنه بعض الآثار النفسية والمجتمعية بسبب تغيير البيئة، واضطراره للتأقلم السريع".
مع اقتراب انهاء خدمات #الأونروا بموجب قانون تعسفي لطرد الوكالة من الأراضي المحتـ ـلة، دعا رئيس بلدية الاحتـ ـلال في #القدس موشيه ليون أولياء أمور الطلبة المقدسيين في مدارس "الأونروا" لتسجيل أبنائهم في مدارس البلدية.
الفلسطينيون رفضوا هذه الدعوة، معتبرين إياها خرقًا للقانون… pic.twitter.com/Mqz6m0zr3G
— قدس فيد (@quds_feed) November 29, 2024
مصير مجهولوعند الحديث عن الحلول وسبل المواجهة، يرى رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر هدمي أن القدس المحتلة تفتقر إلى قيادة موحدة تستطيع توحيد موقف المقدسيين، والبناء على إنجازاتهم.
ويضيف للجزيرة نت "كل ما تقوم به البلدية لا يتعارض فقط مع القانون الدولي، وإنما مع قانون دولة الاحتلال نفسها، نحن نعيش مرحلة من العربدة وخرق القانون من قبل مؤسسات الدولة، الوضع سيكون مختلفا لو كان لدى مدارس القدس جسم موحد يستطيع أن يتخذ قراراته، من بينها الامتناع الاحتجاجي عن التعليم، وامتناع الأهالي عن إرسال أبنائهم إلى المدارس التي تدرس المنهاج الإسرائيلي. نحن نعيش في ظروف استثنائية، وأهل القدس اليوم هم مفعول بهم".
يذكر أنه ووفق مؤسسة "فيصل الحسيني" المقدسية فإن عدد طلبة القدس في المراحل المدرسية (لا يشمل رياض الأطفال) وصل إلى نحو 98 ألفا و428 طالبا وطالبة، يذهب نحو 45 ألفا و500 منهم إلى 146 مدرسة تتبع للمظلة الفلسطينية (الأوقاف العامة، المدارس الأهلية، وكالة الغوث)، أما البقية فيذهبون إلى مدارس تتبع لبلدية الاحتلال، بينها مدارس تاريخية وضع الاحتلال يده عليها إبان احتلال شرقي القدس عام 1967، ومدارس مستأجرة، ومدارس حديثة نسبيا، وجميعها يدرس فيها المنهاج الإسرائيلي.
إعلان