فريدمان: “إسرائيل” تخسر على 3 جبهات في وقت واحد
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
الجديد برس:
رأى الكاتب الأمريكي توماس فريدمان، أن “إسرائيل” تخسر على 3 جبهات في وقت واحد.
وفي تقرير له في صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، قال فريدمان إن “إسرائيل” تخسر السرد العالمي بأنها تخوض “حرباً عادلة”.
وكذلك أشار إلى أنها “ليس لديها خطة للخروج من غزة، لذلك ستغرق في نهاية المطاف في الرمال هناك مع احتلال دائم من شأنه بالتأكيد تعقيد العلاقات مع جميع حلفائها العرب وأصدقائها في جميع أنحاء العالم”.
أما الخسارة الثالثة فهي إقليمية أمام إيران وأقطاب محور المقاومة في لبنان وسوريا والعراق واليمن، الذين يضغطون على “إسرائيل” من الشمال والجنوب والشرق.
وبحسب الكاتب الأمريكي فإن هناك حلاً واحداً من شأنه أن يساعد على الجبهات الثلاث، وهو “حكومة إسرائيلية مستعدة لبدء عملية بناء دولتين. فمن شأن هذا الأمر أن يعزز علاقات إسرائيل مع حلفائها العرب”.
وبفشلها في رؤية ذلك،فإن “إسرائيل تعرض للخطر عقوداً من الدبلوماسية لجعل العالم يعترف بحق الشعب اليهودي في تقرير مصيره”، بحسب فريدمان.
فريدمان وفي رسالة إلى الرئيس الأمريكي والإسرائيليين قال إنه يرى التآكل السريع المتزايد لمكانة “إسرائيل” بين “الدول الصديقة” – وهو مستوى من القبول والشرعية تم بناؤه بشق الأنفس على مدى عقود.
وتابع أنه “إذا لم يكن بايدن حذراً، فإن مكانة أمريكا العالمية سوف تتراجع تماماً مع مكانة إسرائيل”.
وأضاف قائلاً: “لا أعتقد أن الإسرائيليين أو إدارة بايدن يقدرون تماماً الغضب الذي يتصاعد في جميع أنحاء العالم، والذي تغذيه وسائل التواصل الاجتماعي واللقطات التلفزيونية، بسبب مقتل آلاف المدنيين الفلسطينيين، وخاصة الأطفال، بالأسلحة التي توردها الولايات المتحدة”.
وأشار إلى أن دعوات منع “إسرائيل” من المشاركة في المسابقات أو الأحداث الأكاديمية والفنية والرياضية الدولية تتصاعد يومياً، كما لفت إلى أن حلفاء “إسرائيل” يصلون من أجل وقف إطلاق النار حتى لا يضطروا إلى أن يسألهم مواطنوهم أو ناخبوهم وخاصة الشباب منهم عن الأسباب الكامنة وراء عدم مبالاتهم بهذا العدد الكبير من الضحايا.
فريدمان وفي ختام تقريره، أعرب عن تعاطفه مع المعضلة الاستراتيجية التي واجهتها “إسرائيل” في السابع من أكتوبر، مشيراً في المقابل إلى أنه “مع تزايد أعداد الضحايا الفلسطينيين بدأت تبدو العملية وكأنها مفرمة لحم بشرية هدفها الوحيد هو تقليل عدد السكان حتى تتمكن إسرائيل من السيطرة على القطاع بسهولة أكبر”.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: إلى أن
إقرأ أيضاً:
عملية حيفا تثبت أن الدروز لن يكونوا “عملاء” لـ”إسرائيل”
في حادث طعن وقع صباح الاثنين 3 مارس في حيفا، قتل مستوطن صهيوني وجرح خمسة آخرون قبل أن تقوم الشرطة الصهيونية بقتل الفدائي الذي نفذ العملية. ولقد كانت المفاجأة الكبرى بالنسبة لسلطات الاحتلال هي هوية منفذ العملية الذي تبين أنه شاب درزي يدعى يثرو شاهين ويبلغ من العمر 20 عامًا ويحمل الجنسيتين “الإسرائيلية” والألمانية، وهو من سكان بلدة شفا عمرو ذات الغالبية الدرزية في منطقة الجليل وقد عاد إلى فلسطين المحتلة الأسبوع الماضي بعدما قضى عدة أشهر في ألمانيا.
ولقد جاء الحادث في مرحلة حساسة بالنسبة لأبناء الطائفة الدرزية، ليس فقط في فلسطين المحتلة، بل في سوريا ولبنان أيضاً، وليثبت للسلطات الصهيونية أنه على الرغم من ثمانية عقود من محاولاتها استيعاب دروز فلسطين المحتلة في النسيج الصهيوني، إلا أن أبناء هذه الطائفة لا يزالون يشعرون بانتمائهم لهويتهم العربية. وما يزيد من أهمية الحدث هو أن منفذ العملية شاب في العشرين من عمره، ما يعني أن العقود الطويلة التي قضتها سلطات الاحتلال في “تحييد” دروز فلسطين لم تنفع معها، وأن الشباب الدرزي لا يزل يتمرد على بعض قياداته في فلسطين المحتلة ويتمسك بهويته العربية.
كذلك، فقد جاء الحادث في وقت يحاول فيه رئيس وزراء الكيان الصهيوني إطلاق مشروعه للسيطرة على سوريا بذريعة حماية الدروز فيها، والذين يتعرضون حالياً لهجمة من سلطات دمشق الجديدة التي يحكمها توجه طائفي متشدد يميز ضد المجموعات الدينية غير السنية في سوريا. ويسعى نتنياهو من خلال مشروعه هذا إلى التمدد باتجاه جبل العرب وتحويل الدروز إلى درع واقٍ للكيان الصهيوني في مواجهة العمقين السني والشيعي في سوريا ولبنان والعراق، والاتصال بالمنطقة التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديموقراطية” في شرق سوريا بدعم من قوات الاحتلال الأمريكية. هذا يفسر الفتنة التي كادت تقع والخطاب الطائفي الذي تطلقه بعض المجموعات المدعومة من “إسرائيل” في جبل العرب، والتي قابلتها غالبية الدروز بالرفض والعض على الجرح ولقاء الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع درءًا للفتنة ومشاريع التقسيم “الإسرائيلية”.
إضافة إلى ذلك، فإن عملية حيفا جاءت في وقت تطرح فيه “إسرائيل” مشروع مد المنطقة الدرزية العازلة إلى لبنان حتى يكون لها منفذ على البحر. وفي هذا الإطار جاءت معارضة هذا المشروع من قبل الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الذي يخشى من أن يضع هذا المشروع الفتنوي دروز لبنان في مواجهة مع الشيعة والسنة على حد سواء، علماً أن من شأن كيان درزي تسعى “إسرائيل” لإقامته أن يهمش الزعامات الدرزية السوريا واللبنانية المعروفة بانتمائها العربي، لصالح زعامة موفق طريف في فلسطين المحتلة المعروف بعلاقاته بالقيادات “الإسرائيلية”.
قد لا تؤدي عملية حيفا إلى فرملة الاندفاعة “الإسرائيلية” لتنفيذ مشاريعها الفتنوية، إلا أن دلالاتها تشير في المحصلة إلى أن الرهان الصهيوني على تحويل الدروز في فلسطين وسوريا ولبنان إلى مطية لمشاريعها لن يكتب له النجاح وأن معظم الدروز سواء في فلسطين أو لبنان أو سوريا يتمسكون بانتمائهم العربي.
أستاذ تاريخ العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية