الفصائل تدعو المجتمعين بموسكو لتشكيل قيادة فلسطينية موحدة وإطلاق حراك وطني
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
وجهت الفصائل الفلسطينية رسالة إلى ممثلي حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والتحرير الوطني الفلسطيني (فتح) قبل اجتماعهم المزمع غدا الخميس في العاصمة الروسية موسكو، لحثهم على تشكيل قيادة فلسطينية موحدة وإعلان حراك وطني في كل الساحات لتصعيد المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي.
وفي الرسالة التي صدرت الثلاثاء بتوقيع "لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية"، قالت الفصائل الفلسطينية "ألا تستحق دماء أكثر من 130 ألفا من الشهداء والجرحى والمفقودين، وأنات 11 ألف جريح يتعذر سفرهم وعلاجهم، وحدة موقف وطني في مواجهة الاحتلال الصهيوني وعدوانه المتواصل على شعبنا".
وتابعت "ألا تستحق آهات الأمهات والزوجات الثكلى ودمعات الأطفال اليتم وعذابات مئات آلاف النازحين، إنهاء للاعتراف بالاحتلال الصهيوني وكيانه الغاصب التزاما بقرارات المجلس الوطني والمركزي الفلسطيني".
وحملت الرسالة مجموعة من المطالب التي قالت إنها -بالنيابة عن الشعب الفلسطيني- تدعو المجتمعين في موسكو إلى تلبيتها، وفي مقدمتها العمل بكل السبل على وقف العدوان وحرب الإبادة على غزة.
ودعت لجنة المتابعة إلى تطوير منظمة التحرير الفلسطينية بما يضمن مشاركة جميع الفصائل، لتكون المنظمة هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني بجميع مكوناته.
كما دعت إلى الاتفاق على إستراتيجية وطنية وقيادة موحدة على قاعدة المقاومة الشاملة، والعمل على مواجهة الاحتلال وعزله.
وحثت على تفعيل هذه المقاومة في الضفة الغربية والقدس لمواجهة مخططات التهويد والتدنيس للمسجد الأقصى المبارك خلال شهر رمضان.
حكومة الوحدة والإعمار
وأخيرا، دعت الفصائل إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تعمل على سرعة تأهيل وتشغيل القطاعات الحيوية والخدمية وتقوم بتوحيد المؤسسات بين الضفة وقطاع غزة، وتتولى إيواء النازحين وإغاثتهم وإعادة إعمار ما دمره الاحتلال.
وأضافت الرسالة أن هذه الحكومة عليها أن تكسر الحصار عن قطاع غزة عبر التواصل مع مختلف الطراف الإقليمية والدولية المعنية وأن تهيئ الظروف لإجراء الانتخابات الفلسطينية الشاملة.
وكانت روسيا أعلنت في 16 فبراير/شباط الجاري أنها دعت قادة وممثلي القوى الفلسطينية إلى محادثات في موسكو لمدة 3 أيام.
وأعلن حينها ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي أنه تمت دعوة جميع ممثلي الفلسطينيين وجميع القوى السياسية التي لديها ممثلون في مختلف البلدان -بما في ذلك سوريا ولبنان- وحركة فتح ممثلة في رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
ويأتي الاجتماع المقرر غدا الخميس بعد استقالة الحكومة الفلسطينية قبل يومين، حيث قال رئيس الوزراء محمد اشتية إن المرحلة المقبلة تتطلب تشكيل حكومة جديدة تركز على مسألة الوحدة الوطنية وتعزيز السلطة الوطنية على كامل أراضي فلسطين.
وجاءت الاستقالة في ظل مطالبات دولية بـ"حكومة تكنوقراط" غير مرتبطة بالفصائل الفلسطينية تكون مسؤولة لاحقا عن إعادة إعمار غزة.
ومنذ عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة خلّفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، أغلبهم أطفال ونساء، وتسببت في أزمة إنسانية غير مسبوقة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
اليامون بلدة فلسطينية قديمة واجهت الاحتلال على مر التاريخ
اليامون بلدة فلسطينية تقع شمال غربي مدينة جنين بالضفة الغربية، وتغطي مساحة 20361 دونما. يعود تاريخها إلى العصور القديمة، إذ سكنها الكنعانيون والرومان وشعوب أخرى.
شهدت البلدة مشاركة واسعة في الثورات الفلسطينية ضد الانتداب البريطاني والاحتلال الإسرائيلي، وأبرزها "معركة اليامون" عام 1938. كما تعرضت لاجتياحات عسكرية متكررة، منها عام 2025 أثناء العدوان على جنين ومخيمها، ما أدى إلى دمار واسع في بنيتها الحيوية.
الموقعتقع بلدة اليامون على بعد نحو 9 كيلومترات شمال غربي مدينة جنين، فوق أرض منبسطة في أقصى الطرف الجنوبي لسهل بن عامر، وتنحدر أراضيها من الجنوب الشرقي نحو الشمال الغربي إلى سهل المرج. تبلغ مساحة أراضيها نحو 20361 دونما (الدونم يساوي ألف متر مربع).
وقد صادر الاحتلال الإسرائيلي أجزاء من أراضي البلدة وأقام عليها مستوطنتي "حنانيت"، التي تمتد على مساحة 400 دونم، و"ريحان".
يبلغ عدد سكان بلدة اليامون نحو 25 ألف نسمة، وينتمي معظمهم إلى عائلات بارزة مثل زيد وحوشية وهيجاوي وصمودي وسموري وسلام.
التاريخيعود تاريخ الاستيطان البشري في اليامون إلى عصور ما قبل الميلاد، إذ اكتشفت آثار تاريخية تعود إلى العصر البرونزي. وقد سكنها الكنعانيون والرومان والبيزنطيون وغيرهم.
وبعد الفتح الإسلامي لفلسطين عام 633 ميلادي، أصبحت اليامون جزءا من جَنَد الأردن -أحد أجناد (تقسيم إداري) بلاد الشام في عهد الخلفاء الراشدين – وسكنتها عائلات من قبيلة جزام العربية، التي انتشرت بين البلدة ومدينة عكا.
إعلانوقد شارك أهالي البلدة في الثورة الفلسطينية الكبرى التي بدأت عام 1936، ووقعت بها "معركة اليامون" في 3 مارس/آذار 1938، عقب نجاح الشيخ عطية عوض في الإغارة على مراكز الجيش البريطاني في جنين والاستيلاء على أسلحته.
وردا على ذلك، حشدت بريطانيا قوة عسكرية ضخمة مكونة من 3000 جندي و13 طائرة حربية، واختارت وقت صلاة الجمعة لمباغتة الثوار الذين كانوا في البلدة.
لكن الثوار، الذين بلغ عددهم في المنطقة 300 مقاتل، تحصنوا في مواقع إستراتيجية وسيطروا على رؤوس الجبال من بلدة كفر دان إلى اليامون، واستمرت المعركة حتى ساعات متأخرة من الليل.
وقد تمكن الثوار من فتح ثغرة في الحصار الذي فرض عليهم والانسحاب بأقل خسائر، واستشهد 39 ثائرا، بينهم الشيخ عطية عوض، بينما قتل 70 جنديا بريطانيا وجرح العشرات.
كما كان للبلدة دور في التصدي للاحتلال الإسرائيلي في معركة جنين عام 1948 أثناء النكبة، وقدمت العديد من الشهداء.
وفي حرب يونيو/حزيران 1967، احتلت القوات الإسرائيلية البلدة، واستمر أبناؤها في مقاومة الاحتلال عبر عمليات متعددة.
وبعد توقيع اتفاقية واي ريفر في أكتوبر/تشرين الأول 1998، بين إسرائيل وفلسطين، أصبحت اليامون ضمن المنطقة (أ) الخاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية.
وبعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000، اجتاحت قوات الاحتلال اليامون بشكل متكرر ضمن عدوانها على الضفة الغربية، ودمرت المنازل واعتقلت عشرات المواطنين.
وفي أواخر يناير/كانون الثاني 2025، تعرضت البلدة لاجتياح إسرائيلي ضمن العدوان على جنين ومخيمها، إذ داهمت قوات الاحتلال المنازل ودمرت المنشآت الحيوية واعتقلت العشرات من أبناء البلدة.
الاقتصاديعتمد سكان بلدة اليامون في اقتصادهم على الزراعة والرعي والتجارة والصناعة. وتُزرع أشجار اللوز والمشمش والتين، فيما تحتل أشجار الزيتون المساحة الأكبر من الأراضي الزراعية.
إعلانوقد صادر الاحتلال الإسرائيلي نصف الأراضي الزراعية للبلدة، وسيطر على مصادر المياه، مما دفع السكان إلى الاعتماد بشكل متزايد على الزراعة المروية باستخدام الآبار الارتوازية.
كما يمارس السكان تربية الأغنام، ويعملون في إنتاج الأجبان والسمن وزيت الزيتون والأطباق المصنوعة يدويا.
وتضم البلدة عددا من المرافق الأساسية، منها 3 مدارس للبنين والبنات، وعيادة صحية، ومجلس قروي يشرف على تنظيم شؤونها.