شكوك أمريكية متصاعدة حول جدية وفعالية الضربات الجوية الامريكية والبريطانية على قدرات الحوثيين العسكرية.. خلافات بمجلس الشيوخ
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
شكك مسئول امريكي رفيع بفعالية الضربات الجوية الامريكية – البريطانية في الحد من القدرات الهجومية لميلشيا الحوثي في اليمن .
وأكد رئيس اللجنة الفرعية للعلاقات الخارجية المعنية بالشرق الأوسط بمجلس الشيوخ الأمريكي " كريس مورفي"أن الولايات المتحدة أبدت "التزام بالرد" على الهجمات ضد السفن شكك في فعالية هذ الرد وان لدية "قلق بشأن الفعالية".
ولفت " مورفي " إلى "أن الغارات الأميركية والبريطانية طاولت عددا من المواقع التي سبق أن استهدفتها حملة جوية ضخمة بقيادة السعودية في الفترة ما بين عامي 2015 و2022" مبديا تساؤله " إذا كانت 23 ألف غارة جوية شنها السعوديون غير فعالة في تغيير المسار عسكريا واستعادة الردع، فكيف يمكننا أن نثق بأن حملة الضربات الجوية التي نقوم بها ستكون لها نتيجة مختلفة".
وقال السناتور الديمقراطي إن لديه مخاوف جدية بشأن السلطة القانونية التي كانت إدارة بايدن تعتمد عليها في الضربات وكذلك تأثيرها مضيفا "عند السعي لإرساء الردع، لا أعتقد أنك ستفعل ذلك إذا أصبحت الضربات المئتين 400 ضربة، أو 800، أو 1200 ضربة".
من جهته أكد السناتور الجمهوري "تود يونج" إن لديه شكوكا بشأن استراتيجية الإدارة الأميركية منوها الى أنه "من الضروري أن ترد الإدارة على هذه التصرفات مع إظهار أنها استراتيجية لردع العدوان وكذلك عقيدة قانونية مناسبة". "حتى الآن، لم أر مثل هذه الاستراتيجية مطروحة."
وأعلنت القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم" إسقاط 5 مسيّرات هجومية لجماعة الحوثي اليمنية في البحر الأحمر، عبر طائرات أمريكية وسفينة حربية تابعة للتحالف مضيفة في بيان "أسقطت الطائرات الأميركية وسفينة حربية تابعة للتحالف، مساء الثلاثاء بتوقيت صنعاء، 5 طائرات بدون طيار مدعومة من إيران تابعة للحوثيين في البحر الأحمر مشيرة الى أنها "حددت هذه المسيّرات القادمة من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، وقررت أنها تمثل تهديدًا وشيكًا للسفن التجارية والبحرية الأمريكية وسفن التحالف في المنطقة".
على صعيد متصل أكد مسؤولون ألمان إن سفينة حربية ألمانية أسقطت طائرتين مسيرتين في البحر الأحمر الثلاثاء وسط تصاعد هجمات الحوثيين في اليمن وجهود الاتحاد الأوروبي لحماية الملاحة الدولية وبحسب متحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية في مؤتمر صحفي فإن الفرقاطة البحرية هيسن التي أرسلت إلى المنطقة في وقت سابق من هذا الشهر، أسقطت الطائرتين المسيرتين خلال 20 دقيقة، مشيرا الى ان نظام الرادار تعرف عليهما وكان مداهما مختلفا. ولذا اُستخدم سلاحان مختلفان".
وتشارك كل من فرنسا واليونان وإيطاليا في مهمة الاتحاد الأوروبي عبر ارسال ثلاث سفن في البداية للعمل تحت قيادة التكتل حيث تتمتع الدول المشاركة بتفويض حماية السفن التجارية والتصدي للهجمات، لكنها لن تشارك في ضرب الحوثيين على الأرض.
وفي 18 ديسمبر/ كانون الماضي أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن تشكيل تحالف دولي باسم "حارس الازدهار"، بهدف "ضمان حرية الملاحة لكل البلدان وتعزيز الأمن والازدهار الإقليميين". ويضم التحالف 10 دول هي: الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشل وإسبانيا والبحرين.
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
ترومان تفر من البحر الأحمر.. الهزيمة الأمريكية تتكرّس تحت وقع الضربات اليمنية
يمانيون../
تتوالى مشاهد الانكسار الأمريكي في البحر الأحمر، وهذه المرة بانسحاب مدوٍ لحاملة الطائرات “هاري ترومان”، التي غادرت المنطقة تجر أذيال الخيبة، بعد أن تلقت ضربات يمنية مؤلمة أخرجتها عن الخدمة تماماً. مغادرة “ترومان” لا تمثل فقط خطوة تكتيكية، بل تؤشر على تحول استراتيجي مفصلي يؤكد أن محاولة كسر الإرادة اليمنية باءت بالفشل.
المسؤولون الأمريكيون، وعلى غير عادتهم، لم يستطيعوا إنكار الحقيقة، إذ أكد أحدهم اليوم أن “هاري ترومان” ستغادر منطقة الشرق الأوسط خلال الأيام المقبلة، وسط نقاشات حول إمكانية استبدالها بحاملة طائرات أخرى، بهدف الإبقاء على وجود مزدوج في المنطقة. لكن الواقع الميداني يعكس صورة مختلفة؛ فخسارة “ترومان” بهذا الشكل المذل تؤكد هشاشة القوة الأمريكية أمام تصاعد الردع اليمني.
تأكيد هذا الانسحاب لم يكن مفاجئاً، خاصة بعد التصريحات التي أدلى بها فخامة الرئيس مهدي المشاط في لقائه بمجلس الدفاع الوطني، حيث كشف أن الحاملة الأمريكية فقدت السيطرة بشكل كامل نتيجة للضربات الدقيقة والمركزة التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية دعماً لغزة، ما أدى إلى تعطيلها وإخراجها من الخدمة.
وكانت “هاري ترومان” قد دخلت البحر الأحمر أواخر العام ٢٠٢٤، وكان من المفترض أن تبقى لمدة ١٥ شهراً، إلا أن الأحداث الميدانية أجبرتها على الانسحاب خلال أقل من ٣ أشهر، بعد أن اضطرت سابقاً للذهاب إلى اليونان لإعادة التزود بالذخيرة.
وخلال تلك الفترة، خضعت الحاملة لعدة عمليات هجومية استهدفتها بالصواريخ والطائرات المسيّرة، وحققت إصابات مباشرة أفقدتها القدرة على أداء مهامها، وهو ما وصفه مراقبون عسكريون بأنه ضربة نوعية للهيمنة الأمريكية على خطوط الملاحة، خصوصاً في ظل الدعم اليمني المستمر للمقاومة الفلسطينية.
ورأى محللون عسكريون أن الإعلان الأمريكي لا يعكس فقط اعترافاً غير مباشر بالهزيمة، بل يؤكد حجم الفشل الذريع في تأمين حركة السفن نحو كيان الاحتلال، وهو ما يعد نجاحاً استراتيجياً لليمن في كسر الهيبة العسكرية الأمريكية.
ما جرى لحاملة “ترومان” ليس حادثاً معزولاً، بل حلقة في سلسلة الانتصارات التي يسطرها الشعب اليمني وقواته المسلحة في معركة السيادة والكرامة، في مواجهة واحدة من أكبر القوى العسكرية العالمية، التي باتت اليوم تفقد توازنها شيئاً فشيئاً أمام قوة الإرادة والصمود.