بوابة الوفد:
2025-02-01@22:11:50 GMT

ماذا بعد رأس الحكمة؟

تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT

قبل أيام أعلن الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء عن مشروع استثمارى كبير بمنطقة رأس الحكمة فى الساحل الشمالى بين مصر ودولة الإمارات، لإنشاء مدينة ذكية من مدن الجيل الخامس التى تتمتع بكل مقومات المدن الحديثة والجذب السياحى والديمومة على مدار العام من خلال إنشاء الخدمات الصحية والتعليمية والترفيهية والأنشطة التجارية وغيرها من الخدمات، على مساحة حوالى ٤٠ ألف فدان، فى صفقة وصفها رئيس الوزراء بأنها الأكبر فى جذب الاستثمار الخارجي، حيث تحصل مصر بموجبها على ٣٥ مليار دولار نظير الأرض، وبتكلفة تصل إلي١٥٠ مليار دولار، وتحتفظ مصر بنسبة ٣٥٪ من هذا المشروع الذى تقوم على إنشائه وإدارته شركة أبوظبى القابضة التى خططت لهذا المشروع العملاق لتخرج المدينة بمواصفات عالمية وتحقق عوائد اقتصادية كبيرة نظرا لضمها أكبر مارينا عالمية على شاطئ البحر المتوسط لاستقبال اليخوت والسفن السياحية، إضافة إلى إنشاء مجموعة من الفنادق السياحية ومطار دولى لخدمة المدينة، وحى لرجال المال والأعمال وغيرها من المشروعات الجاذبة للاستثمار.


الحقيقة أن الخطوة التى قامت بها الحكومة المصرية هى بداية لتصحيح المسار فى جذب الاستثمار، الذى شهد معوقات لا حصر لها على مدار عقود طويلة، وكان سببا فى تخلف مصر عن اللحاق بدول مجاورة استطاعت أن تحقق نهضة كبيرة بسبب تقديم حوافز استثمارية لم تقدمها مصر، وعلينا أن نتساءل بصراحة ووضوح، ماذا لو رفضت مصر هذا المشروع، واستمرت المنطقة صحراء على حالها، مثل ٨٠٪ من صحراء مصر الممتدة بطول البلاد وعرضها؟، وما الخطأ أو العيب فى إنشاء عشرات المدن على غرار مدينة شرم الشيخ والغردقة وغيرها من المدن الجاذبة للسياحة والاستثمار وتشغيل الأيدى العاملة، وأقول لكل المتربصين والمشككين فى هذه المشروعات، هل يمكن أن نفاجأ فى يوم ما بحمل هذه المدينة إلى دولة الإمارات!
ولماذا تقوم أوروبا وأمريكا بجذب الأموال الخليجية فى كل استثماراتهم، والكل يعلم أن الخليج له تريليونات الدولارات فى أمريكا وأوروبا فى مشروعات استثمارية وللأسف لا يستطيعون الحصول عليها، ومع هذا يستمرون فى الاستثمار بدول الغرب فى مجالات عدة بما فيها الرياضة وأندية عالمية كبرى ولم تعترض الشعوب الغربية، وكلنا يعلم أيضا أن مصر لديها كنوز تجعلها على رأس  الدول الجاذبة للسياحة ومع ذلك لا تستطيع استقبال أكثر من ١٥ مليون سائح فى العام بسبب عجز منشآتها السياحية!
يجب أن تكون رأس الحكمة بداية تغيير الفكر الاقتصادى المصري، والتوجه المصرى على شتى المستويات والمسارات، ولا تكون مجرد خطوة نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة وعجز العملات الأجنبية.. نحن فى حاجة إلى عشرات ومئات المشروعات الاقتصادية على أرض مصر فى مجالات مختلفة وعلى نفس المستوى فى مجالات الصناعة والتكنولوجيا والزراعة، وهناك على سبيل المثال ملايين الأفدنة فى سيوة والصحراء الغربية تنتج أجود أنواع التمور فى العالم وأيضاً الزيتون وبعض النباتات الطبية وتحتاج إلى رؤوس الأموال لزراعتها والاستثمار فيها والمؤكد أن لها عوائد اقتصادية هائلة، وعلينا أن نتحرر من الأفكار البالية والاعتقاد المستمر ببيع مصر، ويجب منح دول الخليج الفرصة للاستثمار فى مثل هذه المشروعات التى تشكل موارد طبيعية لم يتم استغلالها والاستفادة من الموارد المالية لدول الخليج، الأمر الذى يخدم الطرفين ويمكن أن يحول مصر فى سنوات معدودة إلى واحدة من النمور الاقتصادية ويحول ثروتها البشرية المعطلة إلى أداة انتاج، وفى اعتقادى أن كل دول الخليج لن تجد أفضل من مصر للاستثمار بها لأسباب كثيرة جدا لعل أهمها ضمانة أرباحها وأيضا رؤوس أموالها فى سوق يبلغ تعداده أكثر من مائة مليون نسمة.
حفظ الله مصر

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ماذا بعد رأس الحكمة صواريخ الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء رأس الحكمة الساحل الشمالى

إقرأ أيضاً:

توقيع مذكرة تفاهم في جامعة الحكمة حول تأثير الخطف والإخفاء القسري على المرأة

وقع رئيس جامعة الحكمة البروفسور جورج نعمة مذكرة تفاهم مع نواة للمبادرات القانونية Seeds ممثلة بمؤسستها الأستاذة ليال صقر تهدف إلى تطوير البرنامج الذي تقدمه العيادة القانونية في كلية الحقوق في الجامعة حول "التعامل مع الماضي- المفقودون والمخفيون قسرا في لبنان"، بحيث يتم التركيز، بدعم من هيئة الأمم المتحدة للمرأة، على تأثير هذه القضية على النساء والتحديات التي يواجهنها بعد فقدهن قريبا من العائلة (زوج، إبن، أب، شقيق) من النواحي النفسية والقانونية والإجتماعية.     وبرنامج "التعامل مع الماضي" مستمر في جامعة الحكمة منذ نيسان 2022، مجانًا للطلاب ولمن يرغب من خارج الجامعة من مؤسسات أكاديمية وخبراء ومانحين وصانعي سياسات، من خلال التسجيل على الموقع الإلكتروني للعيادة القانونية في كلية الحقوق في الجامعة https://mooc.uls.edu.lb. وحتى اليوم، أنهى أربعمئة طالب في الجامعة تدريبهم في البرنامج.     وتم التوقيع على مذكرة التفاهم في الحرم الرئيسي للجامعة – فرن الشباك بحضور عميد كلية الحقوق في جامعة الحكمة الدكتور شادي سعد ومنسقة مشاريع في هيئة الأمم المتحدة للمرأة في لبنان UN Women جومانا زاباني ومديرة البرامج في Seeds لينا جرّوس ومديرة العيادة القانونية لحقوق الإنسان في جامعة الحكمة رينا صفير ونواب رئيس الجامعة وأعضاء مجلسها وطلاب أعطوا شهادتهم عن مشاركتهم في البرنامج. وأكد البروفسور جورج نعمة أن الجرح الكبير الناتج عن الخطف والإخفاء القسري في خلال الحرب لم يندمل في لبنان، والحاجة كبيرة لمعالجة هذا الملف حرصًا على تحقيق مصالحة حقيقية، لا سيما أننا أمام مرحلة جديدة يؤمل أن تشكل بادرة استقرار وتطور ونمو على الصعد كافة.     وأضاف رئيس جامعة الحكمة أن الجامعة ستفعل ما أمكن بالتعاون مع الشركاء والأشخاص المعنيين لتحقيق خرق إيجابي يسهم بخدمة المجتمع وتأمين العدالة والحقوق، وهي ملتزمة بالقيام بأي عمل وتبني أي برنامج يحقق هذه الأهداف.     العميد شادي سعد لفت إلى أن الجرح العميق الناتج عن الإخفاء القسري تحرك في الفترة الأخيرة نتيجة سقوط النظام في سوريا، ورسالتنا ككلية حقوق وناشطين في المجال الإنساني تكمن في الوقوف إلى جانب العائلات الأكثر تضررًا والعمل على تنقية الذاكرة لأن هذا هو السبيل الوحيد لتنقية الجرح. ودور الجامعة والكلية والعيادة القانونية فيها دور وطني وإنساني لا يقل عن الدور الأكاديمي. وأوضح الدكتور سعد أن تركيز برنامج "التعامل مع الماضي" على النساء في الحصص المقبلة يعود للمسؤوليات الضخمة التي تلقى على عاتق المرأة التي تفقد قريبًا من عائلتها إلى جانب رحلة التفتيش التي تبدأها والتي تكشف عن قصص كثيرة مؤلمة.     بدورها، نوهت زاباني بأهمية برنامج "التعامل مع الماضي" الذي يوضح الكثير عن الحرب في لبنان، مضيفة أن المرأة تدفع الثمن غاليًا في الحرب ولكن دورها يبقى مغيبًا عندما يأتي السلام ويحين أوان المفاوضات. وقالت إن التركيز على المرأة في الحصص المقبلة لهذا البرنامج يعود إلى دورها القيادي الفاعل حيث أسهمت نساء في التوصل إلى القانون 105 وتشكيل هيئة وطنية للمفقودين والمخفيين قسرًا.     وفي كلمتها، نوهت المحامية صقر بجامعة الحكمة التي كانت سباقة في الإضاءة على موضوع المخطوفين والمخفيين قسراً، مضيفة أن القضية وطنية ولن تندمل الجراح إلا بمعرفة المصير، وهو أمر يسهم ببناء لبنان ودولة القانون التي نحلم بها. ولفتت إلى أهمية الحصص الدراسية المقبلة حول دور النساء اللواتي تحملن الكثير في خلال الحرب الأهلية.     شهادات طلاب   وكانت مشاركة للطلاب ماري جوزيه حاج وابراهيم الحاج موسى ومارسيل حطيط وسيرج روفايل حول تجربتهم في التدرب من ضمن البرنامج. وتحدثوا عن أن الكثير مما عرضته الحصص الدراسية لم يكن معروفًا من قبلهم نظرًا للفراغ الحاصل في تاريخ لبنان الحديث. وقدمت الطالبة حطيط تجربة شخصية متحدثة عن جدها الذي خطف ما انعكس يوميات عائلية صعبة وممزوجة بالألم.     وقالت إن برنامج التعامل مع الماضي يشعر المعنيين بأن القضية، بما فيها من وجع وضياع حقوق، لا تزال حية.        

مقالات مشابهة

  • بيت الحكمة ينظم ندوة دولية عن السوسيولوجيا العربية وأحوالها بمشاركة كبار منظريها
  • شعب مصر.. قال كلمته
  • توقيع مذكرة تفاهم في جامعة الحكمة حول تأثير الخطف والإخفاء القسري على المرأة
  • وفد من المكتبة الوطنية الفرنسية يزور «بيت الحكمة»
  • ماذا حدث للنفط بسبب الحرب الروسية الأوكرانية؟
  • رئيس العربية للتصنيع⁠⁠: فتح مجالات جديدة لكل الصناعات الدفاعية والأمنية⁠⁠⁠⁠⁠ مع دول أفريقيا
  • الشهيد إدريس وأداؤه القائم على الحكمة
  • اتحاد مستثمرى المشروعات يدعو كيانات الاقتصاد غير الرسمى لتقنين أوضاعها والانطلاق للعالمية
  • حوافز تشجيعية للمشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر بالقانون
  • مصر.. رئيس الحكومة يوضح سبب توقف الصفقات الكبرى بعد رأس الحكمة