أغرب ما يمكن أن تقرأه هذه الأيام، هو ما صدر عن يسرائيل كاتس، وزير خارجية اسرائيل، تعليقًا على ما يجرى تداوله على أنه خطة أعدها بنيامين نتنياهو، رئيس حكومة الدولة العبرية، لقطاع غزة فى مرحلة ما بعد الحرب على القطاع.
ما يسمى بالخطة كان قد جرى الإعلان عنه من جانب نتنياهو، الذى يتعامل مع القطاع فى خطته، وكأنه أرض اسرائيلية، ويتطلع الى الفلسطينيين الذين يسكنون غزة وكأنهم اسرائيليون.
أما وزير خارجيته فيقول إنهم فى مرحلة ما بعد الحرب، سوف يكتبون خطبة الجمعة لأئمة المساجد فى غزة!.. وهو طبعًا يريد أن يقول إن الخطاب الذى سوف يتوجه به الخطباء من فوق منابر المساجد الى المصلين سوف لا يكون حرًا، وبمعنى أدق سيكون اسرائيليًا، وبمعنى أدق وأدق سيكون خطابًا سابق التعليب!
ولا هدف من وراء هذا، إلا الرغبة فى التحكم وفى السيطرة، وإلا أن يكون كل ما يقال فى الحدود التى لا تثير الغزاويين ضد اسرائيل أو تجلعهم يكرهونها!
وليست هذه هى المرة الأولى التى نطالع فيها كلامًا بهذا المضمون، فمن قبل كان نتنياهو نفسه قد قال إنهم سوف يتدخلون فى مناهج التعليم فى غزة، وأن الهدف هو ألا تكون المناهج مما يجعل الطالب الغزاوى يكره إسرائيل!
هذا كلام قيل فى العلن وليس فى السر، وهو لا يدل على شيء بقدر ما يدل على أن قائله فى الحالتين لا يرى أبعد من قدميه، وأنه عاجز عن فهم السبب الذى يجعل الطالب الغزاوى يكره إسرائيل، أو يجعل المصلى الغزاوى لا يحبها.. فالقصة لا تجدى معها خطبة فى الجامع، ولا منهج يدرسه الطالب فى المدرسة، لا لشيء، إلا لأنها مرتبطة مباشرةً بما تمارسه اسرائيل على الأرض تجاه الفلسطينيين فى غزة أو بالطبع فى الضفة الغربية.
هذه هى القصة، وهذا هو أصلها، ولو غيرت اسرائيل من سلوكها تجاه الفلسطينيين، فلن تكون فى حاجة الى التدخل فى خطبة الجمعة ولا فى المنهج الدراسي.. ثم إن السؤال هو كالتالى: هل يتصور رئيس وزراء إسرائيل ومعه وزير خارجيته، أن ترتكب حكومة الإسرائيلية ما ترتكبه فى غزة منذ السابع من أكتوبر، أو أن تقف فى طريق قيام دولة فلسطينية مستقلة، ثم تنجح الخطبة أو ينجح المنهج الدراسى فى إقناع المصلين أو الطلاب بألا يكرهوا إسرائيل؟
هذا عبث لا طائل من ورائه، ولا حل إلا ما يتوافق عليه العالم منذ ما قبل الحرب على غزة، ثم ما ازداد العالم توافقًا عليه هو نفسه بعد هذه الحرب.. الحل فى قيام دولة فلسطينية ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية، وما عدا ذلك هو ضحك على النفس وخداع لها من جانب نتنياهو ووزير خارجيته، أكثر منه ضحكًا على الآخرين أو خداعًا لهم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سليمان جودة خط أحمر وزير خارجية اسرائيل قطاع غزة أرض اسرائيلية فى غزة
إقرأ أيضاً:
ردود فعل دولية واسعة على قرار اعتقال نتنياهو وغالانت.. وصدمة في إسرائيل
أثار قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار أوامر اعتقال ضد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير حربه السابق يوآف غالانت بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة، ردود فعل واسعة على الصعيدين الدولي والإسرائيلي.
وفي حين أعربت دول عربية ودولية عن ضرورة احترام قرار الجنائية الدولية الذي يأتي على وقع استمرار العدوان على قطاع غزة، رفض الاحتلال الإسرائيلي بشدة هذا القرار واعتبره "معاديا للسامية".
الردود الدولية
هولندا
أعلنت هولندا عن استعدادها للتحرك بناء على أمر الاعتقال الذي أصدرته المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير حربه السابق يوآف غالانت.
وأشار وزير الخارجية الهولندي كاسبار فيلدكامب، إلى أن بلاده مستعدة للتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية إذا لزم الأمر، مؤكدا استعداد هولندا لدعم الإجراءات القانونية بناء على قرارات المحكمة، حسب وكالة الأنباء الهولندية (إيه.إن.بي).
الاتحاد الأوروبي
في تعليقه على القرار، أكد الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن أمر المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وغالانت "ليس له طابع سياسي، بل هو إجراء قانوني يجب احترامه من جميع الدول الأعضاء والشركاء في المحكمة".
وأشار بوريل في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، إلى أن قرار المحكمة الجنائية الدولية ملزم ويجب أن يحترم من قبل كافة الأطراف المعنية في المجتمع الدولي.
فرنسا
أعربت وزارة الخارجية الفرنسية عن دعمها لاستقلالية المحكمة الجنائية الدولية، وأكدت أنها تعتبر المحكمة جزءا أساسيا من النظام الدولي لضمان العدالة الدولية.
وأضافت الوزارة أن رد فعل باريس على القرار سيكون متوافقا مع المبادئ الأساسية للمحكمة، مشيرة إلى أهمية ضمان عمل المحكمة بطريقة مستقلة دون تدخلات سياسية.
الأردن
أكد وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، أن قرارات المحكمة الجنائية الدولية يجب أن "تنفذ وتحترم" من قبل جميع الدول، موضحا أن القرار "يجب أن يكون رسالة للمجتمع الدولي بالتحرك لوقف المجازر في غزة وإدخال المساعدات لكل قطاع غزة".
وأكد الصفدي في مؤتمر صحفي مشترك مع بوريل، ضرورة أن يتم احترام القرارات القضائية للمحكمة الجنائية الدولية، موضحا أن "هذه مؤسسة دولية ثمة التزام باحترام قراراتها من كل الدول الأعضاء فيها"
وشدد على أنه "لا يمكن للمجتمع الدولي أن يكون انتقائيا في قبول قرارات المحكمة الجنائية الدولية في قضايا معينة ويرفضها في قضايا أخرى".
حماس
رحبت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت، بتهمة ارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وقالت في بيان، إن "هذه الخطوة، التي حاولت الإدارة الأمريكية المتواطئة مع جرائم الحرب الصهيونية، تعطيلها لأشهر، عبر إرهاب المحكمة وقضاتها، ومحاولة ثنيها عن أداء واجبها في محاسبة الاحتلال على جرائمه المتواصلة في قطاع غزة؛ تشكل سابقة تاريخيّة مهمة، وتصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا، وحالة التغاضي المريب عن انتهاكات بشعة يتعرّض لها طيلة ستةٍ وسبعين عاماً من الاحتلال الفاشي".
ودعت محكمة الجنايات الدولية إلى "توسيع دائرة استهدافها بالمحاسبة، لكافة قادة الاحتلال المجرمين، ووزرائه وضباطه الفاشيين، الذين أوغلوا في دماء شعبنا الفلسطيني، ومارسوا بحقّه أبشع عمليات القتل والإرهاب والتجويع التي عرفها التاريخ الحديث".
كما دعت الحركة كافة الدول حول العالم "للتعاون مع المحكمة في جلب مجرمي الحرب الصهاينة، نتنياهو وغالانت، والعمل فوراً لوقف جرائم الإبادة بحق المدنيين العزّل في قطاع غزة".
الردود الإسرائيلية
مكتب نتنياهو
رفض مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قرار المحكمة الجنائية الدولية، واصفا القرار بأنه "معاد للسامية"، على حد زعمه.
وأكد المكتب، في بيان رسمي، أنه يرفض بشدة الإجراءات التي وصفها بـ"العبثية والكاذبة"، مشيرا إلى أن هذا القرار لا يعكس الواقع.
وشدد على أن دولة الاحتلال "لن ترضخ للضغوط الدولية في الدفاع عن مواطنيها"، وأنها "ستواصل ممارسة سيادتها على أراضيها".
وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي
قال وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي، جدعون ساعر، إن المحكمة الجنائية الدولية قد "فقدت كل مشروعيتها" بعد إصدار مذكرتي الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت.
واعتبر ساعر أن المحكمة قد أساءت إلى نفسها بهذا القرار الذي وصفه بـ"العبثي"، مشددا على أن "إسرائيل لن تعترف بأي قرارات تصدر عن المحكمة الجنائية الدولية بشأن قادتها".
رئيس وزراء الاحتلال السابق بينيت
أدان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت، قرار المحكمة الجنائية الدولية، ووصفه بأنه "وصمة عار" في سجل المحكمة.
وزعم بينيت أن هذا القرار "يعكس تحيزا غير مبرر ضد إسرائيل ويأتي في وقت حساس يواجه فيه الجيش الإسرائيلي تهديدات حقيقية في مناطق مختلفة".
زعيم المعارضة الإسرائيلية
انتقد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، قرار المحكمة الجنائية الدولية، ووصفه بأنه "مكافأة للإرهاب" في إشارة إلى حركة المقاومة الإسلامية "حماس".
وأضاف لابيد أن المحكمة الجنائية الدولية "تقدم بهذا القرار دعما للعدو وتشجع على استمرار العنف ضد إسرائيل"، حسب زعمه.