بوابة الوفد:
2025-03-05@19:46:40 GMT

اضربوا الحيتان قبل الدولار

تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT

فى أى دولة تخضع للاقتصاد الحر، ترتفع أسعار السلع وتنخفض وفقًا للعرض والطلب ومتغيرات سعر الصرف، إلا فى مصر، لا تخضع السلعة لأى قانون؛ فإذا ارتفع سعرها لا ينخفض أبدا، يثبت قليلًا يومين أو ثلاثة، ثم سرعان ما يعود للارتفاع، وكأن شيئًا لم يحدث؛ وهو ما يجعل المصريين يضربون كفًا بأخرى؛ تعجبًا وحيرة تجاه هذه الحالة الغريبة التى تحدث عندنا فقط.

!
ففى الوقت الذى توقع فيع الجميع، إنخفاض أسعار بعض السلع الأساسية بعد إعلان صفقة رأس الحكمة، فوجئنا بعدم حدوث أى تغيير فى الأسعار، رغم مرور أسبوعين وأكثر على سقوط الدولار والذهب، وإذا ما سأل أحدهم بائع السوبر ماركت: لماذا لم تنخفض الأسعار؟، تأتى الإجابة.. كلام الورق والاعلام حاجة والواقع حاجة ثانية خالص، وأسألوا « الحيتان « يقصد كبار التجار الجشعين الذين يتحكمون وحدهم فى الأسعار، فهم القانون وهم كل شيء وبيدهم كل شىء!!
كلام البائع صحيح مئة فى المئة، والدليل أننا لم نشعر بأى تغيير ملحوظ فى أسعار السلع المهمة والاستراتيجية، على عكس ما حدث للدولار والذهب فى السوق السوداء، والسبب هؤلاء المحترفون ممن لديهم خبرة بالثقافة الشرائية للمصريين، ودراية تامة بمؤشر السوق الموازية، والذين يمتلكون من الأموال ما يمكنهم من ترك الدولار ينخفض ثم يدخلون السوق مرة أخرى ويجمعونه بالسعر الجديد الرخيص حتى تجف السوق، وما أن تسترد الورقة الخضراء قوتها حتى يظهروها بسعر آخر مرتفع يفرضونه، وتعود ريما لعادتها القديمة وترتفع أسعار السلع مجددا وكأنك يا أبو زيد ما غزيت!
وعلى غرار حيتان الذهب والدولار، يفعلها أيضاً حيتان السلع الغذائية الاستهلاكية والأخرى المعمرة، فإذا ما انخفض سعر سلعة، يقومون بإخفائها وشراء كميات كبيرة منها، وتخزينها و«تسقيعها»مثلما يحدث مع العقارات؛، لتعطيش السوق، ومن ثم خلق حالة مصطنعة من الطلب عليها فيزداد سعرها، ويجنى الحيتان مزيدا من الأرباح، وتسكن الحسرة قلوب البسطاء ويستمر اكتواء الطبقة المتوسطة بنار الغلاء المصنوع بيد مصريين مثلنا ومن شحمنا ودمنا.
هذه الحالة أو تلك اللعبة الاحترافية، جذبت أيضاً تجار صغار «صبية الحيتان»، يوردون لتاجر التجزئة بالسعر القديم المرتفع ويتركونه يعيش حياته فى معارك ومشادات مع الزبون فيما يفوز الحوت بنصيب الأسد وهو جالس فى بيته لا تهمه الأجهزة الرقابية؛ لأنه يعرف تماما من أين تؤكل الكتف، وكيف «يمشى أموره ويسلك نفسه» مع موظف رقابة مسكين لا يملك سوى راتبه الضئيل، فلا يجد غضاضة فى قبول مكافأة الصمت على الابتزاز والاستغلال وانعدام الضمير.
وهنا أقول للدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء، ضربتم السوق السوداء للدولار بصفقة راس الحكمة، ولكنكم للأسف تركتم الحيتان وصبيانهم من الجشعين والمتاجرين بمعاناة الشعب فاضرب يارئيس الوزراء هؤلاء بملاحقتهم والوصول إلى مخازنهم الخفية ومستودعاتهم السرية، والأهم من كل ذلك إحداث حركة تغيير فى الإدارات والأجهزة المنوط بها المراقبة والتفتيش، باختيار الكفاءات وأصحاب الضمير الحى الذين لا يتم شراء صمتهم بحفنة جنيهات أو جوال أرز وكرتونة زيت.
لوأردنا جنى ثمار التدفقات الدولارية القادمة من المشروعات الاستثمارية والقروض، يجب على الحكومة أولًا إصلاح السوق الداخلى والتحكم الواقعى فى الأسعار، ومطاردة الحيتان والمحترفين فى تسقيع السلع، صغيرهم قبل كبيرهم، مع المتابعة الدقيقة والصارمة لمفتشى التموين وموظفى المحليات والأجهزة الرقابية، لأن بعضهم للأسف الشديد يسيل لعابه وترتعش يده أمام ما يقدمه تجارالأزمات من رشاوى وإغراءات، ومن دون ذلك سنظل ندور فى حلقة مفرغة، ويدفع الثمن دائمًا المواطن المخنوق نفسيًا واجتماعيًا بالجوع والفقر والمعاناة.
[email protected]
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سعر الصرف مصر المصريين

إقرأ أيضاً:

«حماية المستهلك» يستعرض خطة الجهاز في ضبط الأسعار خلال شهر رمضان

استعرض جهاز حماية المستهلك خطة الجهاز أمام مجلس الوزراء اليوم خلال شهر رمضان، والتي تعمل على أولوية أساسية وهي مراقبة أسعار السلع الاستراتيجية في المقام الأول والتأكد من وصولها للمواطنين بالأسعار العادلة والرسمية المقررة.

كما أكد الجهاز أن هناك حملات ودوريات مستمرة من الجهاز ومن المفترض أن تزيد عن الوجه المعتاد خلال الشهر الكريم، تنفيذا لتوجيهات الدولة بوجود أولوية قصوى تجاه مراقبة وضبط أسعار السلع للمواطنين.

وفي سياق متصل عرض إبراهيم السجيني، رئيس جهاز حماية المستهلك، أبرز جهود الجهاز خلال النصف الأول من فبراير 2025، والتي تركزت حول ثلاثة محاور تشمل الحملات الرقابية على الأسواق، وتلقي شكاوى المواطنين في مختلف القطاعات، وكذلك أنشطة الجهاز خلال تلك الفترة.

جهاز حماية المستهلك أثناء تفقد الأسواق

وأشار مدبولي إلى الدور الذي يقوم به جهاز حماية المستهلك في القيام بالحملات الرقابية المستمرة لضبط الأسواق، ومنع التلاعب بالأسعار، ولاسيما في ظل حرص الحكومة على ذلك بكل السبُل الممكنة، من خلال تفعيل دور الأجهزة الرقابية والتنفيذية بالمحافظات، لتحقيق مزيد من الانضباط بالأسواق، ومنع أية ممارسة احتكارية لأي سلعة، خاصة ما يتعلق بشأن السلع الاستراتيجية.

وفي مستهل تقريره، تناول رئيس جهاز حماية المستهلك المحور الأول المتمثل في الحملات الرقابية، مشيرا في هذا الصدد إلى أنه في ضوء توجيهات رئيس مجلس الوزراء بضرورة المتابعة الميدانية وتشديد الرقابة على الأسواق، خاصة أسواق السلع الغذائية، والتصدي للممارسات السلبية بالأسواق التي من شأنها الإضرار بحقوق المستهلكين، وكذلك مواجهة ممارسات حجب السلع الأساسية عن التداول.

وقام جهاز حماية المستهلك وأفرعه الإقليمية بالمحافظات، خلال الفترة من 1 فبراير وحتى 15 فبراير 2025، بتنفيذ 410 حملات رقابية بعدد 24 محافظة، لافتا إلى أنه بالمرور على 5564 منشأة تجارية أسفر ذلك عن تحرير 1397 محضرا، وذلك بالتنسيق مع مختلف الأجهزة الرقابية المعنية.

وفي هذا الإطار، قال السجيني بأن تلك الحملات الرقابية حققت نتائج إيجابية أسهمت في تحقيق رؤية الجهاز المتمثلة في صون وحماية حقوق المستهلكين، ومواجهة جميع الممارسات الضارة بالأسواق، وتعزيز دوره في مجال تطبيق القانون، من خلال الحفاظ على صحة وسلامة المستهلكين، وترسيخ القواعد والمعايير اللازمة لحقوق المستهلك وضبط الأسواق.

اقرأ أيضاًتحرير 1341محضر.. جهاز حماية المستهلك يستعرض جهود الحملات الرقابية على الأسواق

رئيس حماية المستهلك ومحافظ القليوبية يبحثان مع الغرفة التجارية ثبات أسعار السلع الغذائية وتوافرها

حصاد 2024.. حماية المستهلك تضبط مئات الأطنان من «الدقيق والزيت والأرز»

مقالات مشابهة

  • وزير الاقتصاد يتفقّد الأسواق لـ«متابعة الأسعار» خلال شهر رمضان
  • توافر السلع والتزام التجار بتخفيض الأسعار بالسوق الحضاري بمركز بلاط في الوادي الجديد
  • استقرار أسعار الخضر والفاكهة بأسواق الوادي الجديد اليوم الأربعاء
  • ضبط 16 طن دقيق مدعم قبل بيعها فى السوق السوداء
  • سعر الذهب في مصر اليوم الأربعاء 5 مارس 2025
  • محافظ الإسكندرية: تحرير محاضر واغلاق وتشميع عدد من المحال المخالفة
  • محافظ الإسكندرية يأمر بتحرير محاضر وتشميع المحال المخالفة لعدم التزامها بالأسعار
  • «حماية المستهلك» يستعرض خطة الجهاز في ضبط الأسعار خلال شهر رمضان
  • أسواق درعا في رمضان… ارتفاع في الأسعار وتفاوت في الحركة التجارية
  • ضبط كميات كبيرة من السجائر قبل بيعها في السوق السوداء