يضغط الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية على حلفائه في المعارضة، لتبني خطة تقديم ملتمس للرقابة في مواجهة الحكومة التي يقودها عزيز أخنوش.

وفق مصادر “اليوم 24″، فإن المقترح الذي كان مبادرة نابعة من المناقشات الجارية بين حزبي الاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية، قبل أن ينادي إليها المجلس الوطني للاتحاد الاشتراكي بصفة رسمية، ما يزال في مرحلته الأولى “من التفكير”، دون أن تُتخذ أي خطوات عملية مع باقي مكونات المعارضة.

يؤكد ذلك الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، نبيل بنعبد الله، فقد قال لـ”اليوم 24″، “إن المبادرة في طور التفكير والإنضاج الآن، ولم يتم الحسم فيها نهائياً خاصة مع باقي مكونات المعارضة”.

يخالف ذلك ما سار إليه عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي، المهدي مزواري، عندما أعلن في تصريح قدمه إلى “هسبريس” أمس الثلاثاء، بأن مقترح ملتمس الرقابة “يحظى بدعم أحزاب المعارضة”، على أن “ننفتح على بعض النواب اليساريين”، مشيرا بذلك إلى النائبتين البرلمانيتين، نبيلة منيب (الاشتراكي الموحد)، وفاطمة التامني (تحالف فدرالية اليسار). ولاحقا، سيعلن الكاتب الأول للحزب، إدريس لشكر عن التوجه نفسه، مشددا في تصريح لموقع “كيفاش”، على “مبادرة حزبه” إلى هذا الأمر.

وتحول قيام الاتحاد الاشتراكي بنسب خطوة ملتمس الرقابة إلى نفسه، إلى عقبة في الجهود التي بذلت في سبيل الحصول على موافقة فرقاء المعارضة. فاليساريون عادة ما كانت طموحات الاتحاد الاشتراكي تعرقل بالنسبة إليهم أي خطط مشتركة، مثلما حدث في توحيد اليسار، وكذلك في الكتلة الديمقراطية التي تجمعه كذلك بحزب الاستقلال، اليميني المحافظ.

ولا تشعر الحكومة بتهديد كبير من تحركات الاتحاد الاشتراكي واليساريين الذي يمكن أن ينضموا إليه، فهي تتحوز على “أغلبية مطلقة، وصلبة وغير قابلة للاختراق”، كما يقول مصدر بالتجمع الوطني للأحرار.

يتوفر للتحالف الحكومي 270 مقعدا في مجلس النواب، من مجموع 395 مقعدا، دون احتساب التغيرات الطفيفة حول هذا العدد جراء الانتخابات الجزئية التي تكررت طيلة السنتين الماضيتين، لكنها لم تسفر عن تدهور مقاعد الأغلبية.

في مطلع فبراير، وببرودة، رد مصطفى بايتاس، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان الناطق الرسمي باسم الحكومة، على دعوة الاتحاد الاشتراكي إلى تقديم ملتمس الرقابة. وقال في مؤتمر صحفي عقده بعد اجتماع للمجلس الحكومي، “إن الدستور حدد مختلف الآليات والميكانيزمات والإجراءات والضوابط” من أجل اللجوء إلى ملتمس الرقابة… ونحن نتعامل مع هذا الموضوع في إطار نظام ديمقراطي”.

وبالرغم من أن تحوز التحالف الحكومي على أغلبيته، إلا أن تقديم ملتمس للرقابة، وحصوله على النصاب القانوني لعرضه ومناقشته في البرلمان، يشكل ضربة موجعة للحكومة ورئيسها اللذين لا يرغبان في التعرض لمساءلة صعبة ودقيقة مثل تلك التي تنتج عن ملتمس الرقابة. وحاولت حكومات في السابق، منع تقديم هذا الملتمس، ومن ثم، فقد كان آخر ملتمس رقابة في مجلس النواب عام 1990، أي قبل 34 عاما، وهو الثاني بعد أول كان عام 1964، وكلاهما لم يؤديا إلى سقوط الحكومتين اللتين كانتا هدفا لتلك الملتمسات.

وفقا للدستور، يحق لمجلس النواب أن يعارض مواصلة الحكومة تحمل مسؤوليتها بالتصويت على ملتمس للرقابة، لكن لا يقبل هذا الملتمس إلا إذا وقعه على الأقل خُمس الأعضاء الذين يتألف منهم المجلس. تملك المعارضة، 125 نائبا، ويشكل أكثر من الخمس المطلوب لتقديم ملتمس رقابة، إلا أن التناقضات بين أطراف هذه المعارضة تضعف هذه الأعداد.

من الوجهة التقنية، تتشكل المعارضة في مجلس النواب من سبع حساسيات سياسية، لكن الاتحاد الدستوري، رابع أكبر كتل المعارضة بـ18 مقعدا، يدعم التحالف الحكومي. ومثله في ذلك، النواب الخمسة عن  الحركة الديمقراطية الاجتماعية. لكن يمكن للمعارضة أن تمضي قدما في الحصول على النصاب القانوني بالرغم من عدم دعم الكتلتين المذكورتين.

مع ذلك، لا تصمد كتل المعارضة كثيرا، فالحركة الشعبية بـ28 مقعدا، ما زالت مترددة إزاء هذا الخيار. وبالرغم من العلاقة المتشنجة التي تربط بين أمينها العام، محمد وازين، ورئيس الحكومة، إلا أن هذا الحزب لا يظهر حماسة كبيرة لإحراج الحكومة بواسطة ملتمس رقابة. في ندوة لفرق المعارضة في البرلمان، في 8 فبراير، اكتفى رئيس فريقه النيابي، إدريس السنتيني، بأن حزبه “منفتح على كل مبادرة تطلقها فرق المعارضة داخل المجلس”، معبرا عن “استعداد حزبه للانخراط فيها وإنجاحها كذلك”. لكن لم يصدر أي تعبير عن الأمين العام لحزبه يؤيد ذلك.

إذا لم تسند الحركة الشعبية هذا الملتمس، فإن نتيجته محسومة. بأقل من 75 صوتا، لا يستطيع الملتمس الحصول على خمس أعضاء مجلس النواب. يحتسب في هذا، كتلة حزب العدالة والتنمية. بدوره، لم يحسم هذا الحزب في هذا المقترح، وتجاهل رئيس مجموعته النيابية، عبد الله بوانو، سؤالا بهذا الخصوص طرح عليه في ندوة فرق المعارضة.

في الخطوة التالية، بحسب الدستور، لا تصح الموافقة على ملتمس الرقابة من قبل مجلس النواب، وفق أحكام الدستور، إلا بتصويت الأغلبية المطلقة للأعضاء الذين يتألف منهم، ولا يقع التصويت إلا بعد مضي ثلاثة أيام كاملة على إيداع الملتمس.

وبالنسبة للمعارضة، فإن تقديم ملتمس للرقابة ومناقشته في البرلمان “يغني عن النتائج الأخرى”، حيث تعجز المعارضة على الحصول على أغلبية للوصول بملتمسها إلى نهاية الطريق. لكن، وفقا للمؤشرات، فإن هذه المهمة نفسها تبدو صعبة كما هي معقدة.

كلمات دلالية أحزاب المغرب حكومة رقابة سياسية ملتمس

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: أحزاب المغرب حكومة رقابة سياسية ملتمس الاتحاد الاشتراکی مجلس النواب الحصول على

إقرأ أيضاً:

محمد بن راشد: الإمارات جعلت من المستحيل هدفاً وغاية تمضي لتحقيقها بروح التحدي والإصرار

 

 

أرسى مطار دبي الدولي معياراً جديداً في قطاع الطيران العالمي عقب استقباله 92.3 مليون مسافر في عام 2024، وهي أعلى حركة مرور سنوية على الإطلاق في تاريخ المطار. ويتجاوز هذا الإنجاز الرقم القياسي السابق البالغ 89.1 مليون مسافر الذي تم تحقيقه في عام 2018، ويتزامن مع إنجاز تاريخي آخر يتمثّل في تصدّر المطار لقائمة مجلس المطارات الدولي لأكثر المطارات الدولية إشغالاً عالمياً طوال 10 سنوات.
وفي هذه المناسبة، قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، إن دولة الإمارات قطعت على نفسها عهداً منذ عقود أن تجعل المستحيل هدفاً لها وغاية تمضي لتحقيقها بروح التحدي والإصرار على الفوز والتميّز، وهو ما بات نهجاً ثابتاً أثمر إنجازات استقطبت تقدير العالم واحترامه بل سعيه أيضاً لاستلهام تجربة الإمارات التنموية الشاملة والمستدامة.
وتعليقاً على الإنجاز العالمي الجديد لمطار دبي الدولي، قال سموّه: “مطار دبي الدولي قصة نجاح تُجسّد نهج التميز الذي نتبعه في رسم ملامح المستقبل.. فاستقباله 92.3 مليون مسافر العام الماضي واحتفاظه بمكانته في صدارة أكثر المطارات الدولية إشغالاً في العالم طوال 10 سنوات إنجاز نابع من روح الإبداع والسعي دائماً نحو التميز الذي يرسم ملامح مستقبل دبي.. استثمارنا في تعزيز قدرات المطار عامل يؤكد دوره في تحقيق أهداف طموحة تضمنتها أجندة دبي الاقتصادية بأن تكون من أهم 5 مراكز لوجستية حول العالم.. وأن تضاعف تجارتها الخارجية مع إضافة 400 مدينة إلى خارطة تجارتها الخارجية”.
وأشاد سموّه بالجهود النوعية التي أثمرت هذه النتائج المشرّفة بقيادة سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني رئيس مطارات دبي، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة، قائلاً: “تسجيل مطار دبي لأعلى مستوى لحركة المسافرين عالمياً العام الماضي إنجاز يُعبّر عن التزامنا بترسيخ أسس بنية تحتية عالمية المستوى، ويعكس جهوداً مخلصة لفرق عمل يقودها بكل كفاءة واقتدار الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، تأكيداً لتميز دبي في جعل السفر عبر مطارها تجربةً استثنائية تُلهِم العالم”.
وأضاف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: “نحن لا ننافس اليوم على أرقام أو تصنيفات، بل ننافس على تقديم الأفضل دائماً للإنسان.. وعلى تعزيز مكانة دبي كجسر يربط العالم ويدعم فرصه المستقبلية.. ومركز محوري للابتكار والتواصل… رسالتنا أن حدود طموحنا هي السماء.. وأن القادم دائماً يحمل في طياته إنجازاً جديداً يرقى إلى مستوى تطلعات دبي.”
وقد جاء الأداء القياسي لمطار دبي الدولي مدفوعاً بالنمو المستمر على مدار العام؛ حيث انتهى الربع الأخير من العام بطريقة استثنائية سلطت الضوء على جاذبية دبي بصفتها وجهة عالمية للسياحة والأعمال والاستثمار. وكان ديسمبر هو الشهر الأكثر إشغالاً في عام 2024؛ حيث شكّل مطار دبي الدولي بوابة ووجهة رئيسية لما مجموعه 8.2 مليون مسافر، ما يؤكد مكانته كمطار مفضّل لملايين المسافرين من مختلف أنحاء العالم.
وتعليقاً على الأداء القياسي خلال العام 2024، قال بول غريفيث، الرئيس التنفيذي لمطارات دبي: “يُعدّ تجاوز حاجز الـ 92 مليون مسافر إنجازاً استثنائياً لمطار دبي الدولي وإمارة دبي عموماً، ويعكس الجهود الدؤوبة والتعاون والشغف لمجتمع oneDXB وموظفينا وشركائنا، الذين يعملون جنباً إلى جنب لتقديم تجارب سلسة وعالمية المستوى تترك انطباعاً إيجابياً دائماً عند مسافر”.
وأضاف: “تخطّت نتائج هذا العام توقعاتنا بنحو 200 ألف مسافر، ما يؤكد الجاذبية العالمية الكبيرة لمطار دبي الدولي. وعلى صعيد تطلعاتنا إلى المستقبل، كلنا ثقة بالوصول إلى عتبة 100 مليون مسافر سنوياً بحلول عام 2027. وستضمن خططنا التوسعية، البالغة قيمتها 35 مليار دولار أمريكي، لمطار دبي ورلد سنترال – آل مكتوم الدولي (DWC) استيعاب هذا النمو وإحداث نقلة نوعية على مستوى السياحة والسفر، ما يجعل دبي وجهة أكثر جاذبية للمسافرين. سيتيح لنا هذا المشروع الضخم فرصة لدمج أحدث الأفكار في تصميم مطارات القرن الحادي والعشرين، والتي تم استخلاصها من خبرتنا الطويلة في خدمة أكثر من 700 مليون ضيف خلال العقد الماضي، وبالتالي تحويل المطار إلى بوابة مشرقة تُرحب بالعالم، وتعزز مكانة دبي كوجهة سياحية رائدة”.
مؤشرات رئيسية.
يسيّر مطار دبي الدولي رحلات إلى 272 وجهة في 107 دولة تخدمها 106 شركة طيران دولية، ويواصل إرساء معايير جديدة بصفته واحداً من أبرز المطارات على مستوى الوجهات في العالم.
ونجح مطار دبي الدولي في مناولة 2.2 مليون طن من البضائع خلال عام 2024، بزيادة بنسبة 20.5% عن العام الماضي الذي سجل مناولة 1.8 مليون طن من البضائع.
وارتفع إجمالي حركة الرحلات الجوية بنسبة 5.7% في عام 2024 ليصل إلى /440,300/ رحلة، مع عامل حمولة يبلغ 78.1، وبنمو هامشي بنسبة 0.3% للعام.
التميّز التشغيلي.
حقق مطار دبي الدولي إنجازاً مذهلاً في عام 2024 من خلال مناولة 81.2 مليون حقيبة، مع الحفاظ على معدل نجاح رائد في القطاع بنسبة 99.45%. وبلغت نسبة عدم وصول الحقائب في المطار 5.5 حقائب لكل 1,000 مسافر، متفوقاً على النسبة الدولية البالغة 6.9 حقيبة لكل 1,000 مسافر وفقاً للبيانات الصادرة عن سيتا. وعلى الرغم من الارتفاع الهائل في أعداد المسافرين، وصلت مدة انتظار 98.2% من الضيوف أقل من 10 دقائق في مراقبة الجوازات عند المغادرة، بينما بقي متوسط وقت الانتظار عند الفحص الأمني أقل من 5 دقائق لنسبة 99.2% من المسافرين.
ومنذ عام 2014، تصدّر مطار دبي الدولي تصنيفات المجلس الدولي للمطارات باعتباره أكثر المطارات الدولية إشغالاً في العالم. وعلى مدار العقد الماضي، استقبل المطار ما يزيد على 700 مليون مسافر على متن أكثر من 3.3 مليون رحلة، مدفوعاً بالابتكار التشغيلي والالتزام بالجودة وجهود التعاون لمجتمع oneDXB، والذي يتم تقديم التقدير له من خلال جوائز رئيس مطارات دبي السنوية.
وتابع بول غريفيث قائلاً: “يتخطى هذا الإنجاز مسألة الإحصائيات إلى اعتماده في جوهره على موظفينا والتزام فريقنا والتعاون المثمر مع شركائنا، بالإضافة إلى الثقة المتزايدة لملايين المسافرين في مطار دبي الدولي عاماً تلو الآخر. ونعمل معاً على رسم ملامح مستقبل السفر الجوي”.
وإذ يحتفي مطار الدولي بأرقامه القياسية لعام 2024، فإنه يركز على المستقبل في الوقت نفسه. فمع قدوم موسم الشتاء الغني بالفعاليات في دبي والفعاليات العالمية الكبرى واستثمارات البنية التحتية المستمرة، يستعد المطار لاستكمال نجاحه في عام 2025 وما بعده. ويضمن الالتزام الراسخ للمطار بتقديم تجارب استثنائية للضيوف تعزيز مكانته بصفته الوجهة الأكثر ارتباطاً وتفضيلاً في العالم.وام


مقالات مشابهة

  • محمد بن راشد: الإمارات جعلت من المستحيل هدفاً وغاية تمضي لتحقيقها بروح التحدي والإصرار
  • تأليف الحكومة على توقيت سلام وعودة الخلافات حول المالية والالية
  • بعد موافقة النواب.. تقديم الإقرارات الضريبية للفترات السابقة دون غرامات
  • الإدارة السورية: حل حزب البعث العربي الاشتراكي
  • حريق بملعب الاتحاد قبل تقديم عمر مرموش في مانشستر سيتي.. فيديو
  • قبل تقديم مرموش لجماهير السيتي.. اندلاع حريق خارج ملعب الاتحاد
  • مدبولي: الحكومة حريصة على إنجاح مبادرة اللجان الاستشارية لتحقيق طفرة تنموية
  • وزير البيئة العراقي يتحدث عن آفاق جديدة للرقابة
  • اللجنة الدولية للصليب الأحمر لـ«الاتحاد»: مستوى الدمار بجنوب لبنان يعرقل تقديم الخدمات
  • ولادة الحكومة تفرملت.. والسبب المُعارضة!