بوابة الوفد:
2024-11-27@09:44:26 GMT

لا تنسيق مع القاهرة

تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT

حسنًا فعلت مصر عندما نفت وبشكل واضح الأكاذيب التى رددتها إسرائيل حول التنسيق مع القاهرة بشأن العمليات فى رفح ومحور فيلادلفيا. ولا حاجة لنا إلى التأكيد على أن مصر تبقى متنبهة إلى الفخاخ التى تحاول تل أبيب زرعها فى طريق مساعيها لتسويق مواقفها المرفوضة بشأن حربها على غزة.
غير أن المشكلة أن إسرائيل لا تمل من مساعيها تلك، وفى هذا الصدد يبدو ملفتًا ومثيًرا للدهشة ما نشرته وسائل اعلام إسرائيلية عن مباحثات خاصة اجراها قادة إسرائيليون فى مصر بحثوا خلالها التنسيق مع القاهرة قبل شن أى عملية عسكرية فى رفح، وأن هؤلاء المسئولين حملوا رسالة مفادها أنه لن تتم مفاجأة مصر فى رفح.


بهذا الشكل يبدو أن إسرائيل تحاول أن تروج لما قد يوحى بأن عملية رفح تتم بموافقة مصرية، ليس ذلك فقط بل بتنسيق معها، وإذا وضعنا فى الاعتبار موقف ممثل إسرائيل امام محكمة العدل الدولية حين راح يلوح إلى أن مصر هى التى تمنع وصول المساعدات إلى قطاع غزة أمكن لنا أن نستوعب حجم المكيدة والدهاء الإسرائيليين فى محاولة تقديم صورة زائفة عن موقف مصر إزاء ما يجرى فى غزة.
إن موقف مصر واضح سواء مما يحدث فى غزة بعد طوفان الاقصى أو من مساعى إسرائيل لهضم حقوق الفلسطينيين، وتعتبر فى منظور الكثيرين أكبر داعم لتلك الحقوق. صحيح أن هناك مقتضيات وظروفًا قللت من حجم وقوة الوقفة المصرية، لا مجال للتفصيل فيها، وهو الأمر الذى أتاح للبعض الغمز فى موقف القاهرة، إلا أن الأمر لا يمكن بل يستحيل أن يصل لحد قبول القاهرة التنسيق مع إسرائيل بشأن عملياتها فى رفح، لاعتبارات تتعلق أولا بالأمن القومى المصرى كما أشرنا فى مقال سابق، واعتبارات تتعلق بالدفاع عن الحقوق الفلسطينية وهو الأمر الذى بدا واضحًا فى المذكرة التى تقدمت بها مصر أمام محكمة العدل الدولية والمرافعة الشفهية التى قامت بها يوم 21 فبراير الماضى.
ما أتصوره أن القاهرة ستظل على موقفها الصلب والقوى بشأن عدم تجاوز إسرائيل لبنود اتفاقيات السلام وهو ما يعنى ضرورة الإبقاء على وضع محور فيلادلفيا على ما هو عليه، وعدم حدوث أى عمليات تهجير قسرى للفلسطينيين سواء إلى سيناء أو غير سيناء، وإن كان الأمر يتطلب، رغم أنه تنويه قد يبدو تحصيل حاصل، الحذر من سوء النوايا الإسرائيلية التى تهدف إلى الالتفاف على المواقف المصرية ومحاولة تشويهها أو الإساءة إليها.
واذا كان نتنياهو يصر على مواصلة حربه العبثية التى يؤكد خبراء ومسئولون إسرائيليون سابقون أنها لم ولن تحقق أهدافها كاملة، فيلتحمل وحده نتائج مغامرته دون محاولة إشراك مصر أو الإساءة إليها فى مسعاه ذاك، ذلك أن شهر رمضان على الأبواب وهو ما يمثل قيدًا زمنيًا على العمليات العسكرية فى غزة، وفى ذلك يأتى تأكيد مصر على أن العمل العمل العسكرى الإسرائيلى فى رفح خلال شهر رمضان سيخلق أزمة لن تؤثر على إسرائيل فحسب، بل على المنطقة بأكملها التى هى على حافة بركان، ولعله من هنا تتسارع مساعى الإدارة الأمريكية لوقف لإطلاق النار واستباقها تأكيد موافقة إسرائيل على أمل استئناف تحقيق الأهداف الإسرائيلية من الحرب بعد ذلك.
ورغم أن الظروف غير مواتية، حيث يواجه الفلسطينيون عدوًا يفتقد أبسط مقومات الإنسانية، فيما يفتقدون دعما عربيا يمكن أن يغير مسار المعارك، إلا أن إيماننا يبقى قويا بأن مصر لن تتخلى عن دعم الفلسطينيين، ما يعزز الأمل بفشل المخططات الإسرائيلية لوأد القضية الفلسطينية.

[email protected]
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصطفى عبدالرازق تأملات مصر تل أبيب إسرائيل فى رفح

إقرأ أيضاً:

واشنطن تعلن عن تنسيق ثلاثي بعد مقتل الحاخام.. الإمارات تكشف هوية المنفذين

أعلنت الولايات المتحدة عن قيامها بالتنسيق مع كل من دولة الاحتلال الإسرائيلي والإمارات العربية المتحدة بعد مقتل الحاخام زيفي كوغان في دبي، وذلك بعد أيام من اختفاء الأخير انتهت بالعثور على جثته.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض شون سافيت، الأحد، إن واشنطن "تقوم بالتنسيق عن كثب مع كل من إسرائيل والإمارات، بعد مقتل الحاخام زيفي كوغان" في الدولة الخليجية التي طبعت علاقاتها مع الاحتلال خلال ولاية دونالد ترامب الرئاسية الأولى.

وأضاف سافيت، في بيان: "نندد بأشد العبارات بمقتل الحاخام زيفي كوغان في الإمارات ونصلي من أجل أسرته".


واعتبر المتحدث الأمريكي مقتل الحاخام في الإمارات "جريمة مروعة ضد كل من يدافعون عن السلام والتسامح والتعايش. كما أنها هجوم على الإمارات العربية المتحدة ونبذها للتطرف العنيف"، وفق وكالة فرانس برس.

والأحد، أكدت وزارة الداخلية الإماراتية مقتل الحاخام الإسرائيلي زيفي كوغان (28 عاما)، مشيرة إلى أنها اعتقلت ثلاثة أشخاص على صلة بالحادثة.

وقالت الداخلية الإماراتية، في بيان، إن السلطات تمكنت في "وقت قياسي" من إلقاء القبض على "الجناة في حادثة مقتل شخص مقيم في الدولة يدعى زيفي كوغان، يحمل الجنسية المولدوفية بحسب الأوراق الثبوتية التي دخل فيها إلى دولة الإمارات".

في وقت لاحق، ذكرت وكالة أنباء الإمارات نقلا عن وزارة الداخلية، أن المشتبه بهم المحتجزين فيما يتعلق بمقتل كوجان "يحملون الجنسية الأوزبكية".

وأكدت الوكالة الرسمية "حرص السلطات الأمنية المختصة على سرعة اتخاذ الإجراءات الكفيلة بكشف تفاصيل الحادثة وملابساتها ودوافعها".


وكان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي قال في بيان، إن "مقتل كوغان هو حادث إرهابي إجرامي معاد للسامية، ستتحرك دولة إسرائيل بكل الوسائل لتحقيق العدالة في المجرمين المسؤولين عن وفاته".

ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول في وزارة خارجية الاحتلال، قوله إن "جميع الوكالات الإسرائيلية شاركت في التحقيق ويعتقد أن كوجان شوهد آخر مرة في سوبر ماركت كوشير في دبي".

وعثر على جثة كوجان في مدينة العين الإماراتية المتاخمة لسلطنة عمان، رغم أنه لم يتضح ما إذا كان قد قُتل هناك أم في مكان آخر، حسبما قال السياسي الإسرائيلي السابق أيوب قرا لرويترز في دبي.

وزعمت صحف عبرية، أن ثلاثة أوزبكيين على صلة بإيران قد يكونون وراء خطف أو قتل كوغان، الذي يعمل مبعوثا لمنظمة حاباد اليهودية المتطرفة، التي تدعو إلى التخلص من الفلسطينيين في الضفة الغربية والاستيلاء على أراضيهم.

وكانت آثار كوغان اختفت الخميس الماضي، بعد انقطاع الاتصال به، والاشتباه بتعرضه إما للخطف أو القتل، قبل أن يعلن عن مقتله الأحد من قبل الجهات الرسمية في الإمارات ودولة الاحتلال الإسرائيلي.

مقالات مشابهة

  • شهادات مروعة للفلسطينيات فى سجون إسرائيل
  • قرار جديد من القضاء بشأن سما المصري
  •  سلاف فواخرجى: فيلم «سلمى» يعبر عن معاناة نساء سوريا.. والظروف الحقيقية أصعب من التخيل
  • كشف حساب للدور الـ45 لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى
  • واشنطن تعلن عن تنسيق ثلاثي بعد مقتل الحاخام.. الإمارات تكشف هوية المنفذين
  • واشنطن تعلن عن تنسيق ثلاثي بعد مقتل حاخام إسرائيلي في الإمارات
  • محافظ القاهرة يتفقد استعدادات المحافظة لمواجهة مخاطر التغيرات الجوية
  • محافظ القاهرة : رفع درجة الاستعداد للتعامل مع التغيرات الجوية
  • مهرجان القاهرة للسينما الفرنكوفونية.. محمد صبحى رئيساً للجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة
  • عاجل - الأمطار تضرب القاهرة.. والأرصاد تنشر تفاصيل الاضطرابات الجوية التى نشهدها خلال ساعات