بوابة الوفد:
2025-02-12@08:41:27 GMT

لا تنسيق مع القاهرة

تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT

حسنًا فعلت مصر عندما نفت وبشكل واضح الأكاذيب التى رددتها إسرائيل حول التنسيق مع القاهرة بشأن العمليات فى رفح ومحور فيلادلفيا. ولا حاجة لنا إلى التأكيد على أن مصر تبقى متنبهة إلى الفخاخ التى تحاول تل أبيب زرعها فى طريق مساعيها لتسويق مواقفها المرفوضة بشأن حربها على غزة.
غير أن المشكلة أن إسرائيل لا تمل من مساعيها تلك، وفى هذا الصدد يبدو ملفتًا ومثيًرا للدهشة ما نشرته وسائل اعلام إسرائيلية عن مباحثات خاصة اجراها قادة إسرائيليون فى مصر بحثوا خلالها التنسيق مع القاهرة قبل شن أى عملية عسكرية فى رفح، وأن هؤلاء المسئولين حملوا رسالة مفادها أنه لن تتم مفاجأة مصر فى رفح.


بهذا الشكل يبدو أن إسرائيل تحاول أن تروج لما قد يوحى بأن عملية رفح تتم بموافقة مصرية، ليس ذلك فقط بل بتنسيق معها، وإذا وضعنا فى الاعتبار موقف ممثل إسرائيل امام محكمة العدل الدولية حين راح يلوح إلى أن مصر هى التى تمنع وصول المساعدات إلى قطاع غزة أمكن لنا أن نستوعب حجم المكيدة والدهاء الإسرائيليين فى محاولة تقديم صورة زائفة عن موقف مصر إزاء ما يجرى فى غزة.
إن موقف مصر واضح سواء مما يحدث فى غزة بعد طوفان الاقصى أو من مساعى إسرائيل لهضم حقوق الفلسطينيين، وتعتبر فى منظور الكثيرين أكبر داعم لتلك الحقوق. صحيح أن هناك مقتضيات وظروفًا قللت من حجم وقوة الوقفة المصرية، لا مجال للتفصيل فيها، وهو الأمر الذى أتاح للبعض الغمز فى موقف القاهرة، إلا أن الأمر لا يمكن بل يستحيل أن يصل لحد قبول القاهرة التنسيق مع إسرائيل بشأن عملياتها فى رفح، لاعتبارات تتعلق أولا بالأمن القومى المصرى كما أشرنا فى مقال سابق، واعتبارات تتعلق بالدفاع عن الحقوق الفلسطينية وهو الأمر الذى بدا واضحًا فى المذكرة التى تقدمت بها مصر أمام محكمة العدل الدولية والمرافعة الشفهية التى قامت بها يوم 21 فبراير الماضى.
ما أتصوره أن القاهرة ستظل على موقفها الصلب والقوى بشأن عدم تجاوز إسرائيل لبنود اتفاقيات السلام وهو ما يعنى ضرورة الإبقاء على وضع محور فيلادلفيا على ما هو عليه، وعدم حدوث أى عمليات تهجير قسرى للفلسطينيين سواء إلى سيناء أو غير سيناء، وإن كان الأمر يتطلب، رغم أنه تنويه قد يبدو تحصيل حاصل، الحذر من سوء النوايا الإسرائيلية التى تهدف إلى الالتفاف على المواقف المصرية ومحاولة تشويهها أو الإساءة إليها.
واذا كان نتنياهو يصر على مواصلة حربه العبثية التى يؤكد خبراء ومسئولون إسرائيليون سابقون أنها لم ولن تحقق أهدافها كاملة، فيلتحمل وحده نتائج مغامرته دون محاولة إشراك مصر أو الإساءة إليها فى مسعاه ذاك، ذلك أن شهر رمضان على الأبواب وهو ما يمثل قيدًا زمنيًا على العمليات العسكرية فى غزة، وفى ذلك يأتى تأكيد مصر على أن العمل العمل العسكرى الإسرائيلى فى رفح خلال شهر رمضان سيخلق أزمة لن تؤثر على إسرائيل فحسب، بل على المنطقة بأكملها التى هى على حافة بركان، ولعله من هنا تتسارع مساعى الإدارة الأمريكية لوقف لإطلاق النار واستباقها تأكيد موافقة إسرائيل على أمل استئناف تحقيق الأهداف الإسرائيلية من الحرب بعد ذلك.
ورغم أن الظروف غير مواتية، حيث يواجه الفلسطينيون عدوًا يفتقد أبسط مقومات الإنسانية، فيما يفتقدون دعما عربيا يمكن أن يغير مسار المعارك، إلا أن إيماننا يبقى قويا بأن مصر لن تتخلى عن دعم الفلسطينيين، ما يعزز الأمل بفشل المخططات الإسرائيلية لوأد القضية الفلسطينية.

[email protected]
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصطفى عبدالرازق تأملات مصر تل أبيب إسرائيل فى رفح

إقرأ أيضاً:

«القاهرة الإخبارية»: إسرائيل تواصل انتهاك اتفاق غزة بعرقلة خروج المصابين للعلاج

تعرقل قوات الاحتلال الإسرائيلي عملية دخول المصابين والجرحى إلى مصر من أجل تلقي العلاج، وتقلص أعدادهم، وهذا يتنافى مع ما جرى الاتفاق عليه، فيما يمنح جهاز الشاباك الإسرائيلي الموافقة على الأسماء، وفي إحدى المرات تأخر في إرسال الأسمال على مدار يوم كامل، وهذا ما دفع وزارة الصحة لاتخاذ بعدم سفر أي من المصابين الذين لم يبلغوا بالسفر، وفق ما صرح به يوسف أبوكويك مراسل القاهرة الإخبارية  من قطاع غزة. 

انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي لصفقة التبادل

ويتمّ إبلاغ المصابين والجرحى بالسفر تتم في ذات اليوم المخصص بالسفر، موضحا أنه من المقرر سفر 53 مصابًا فقط وهذا الرقم أقل من المتفق عليه بحوالي 3 مرات ضمن صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين، وذلك وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية.

تقلص شاحنات المساعدات 

ويعد عدد شاحنات المساعدات التي تعبر إلى قطاع غزة أقل من المتفق عليه في اتفاق وقف إطلاق النار، كما أنّها لا تُحمل بما جرى الاتفاق عليه من مواد غذائية وتموينية معينة فضلا عن المولدات الكهربائية وأدوات وأجهزة طبية للمشافي والكرنفات والخيام، إذ أن الاحتلال يسمح بدخول السلع الثانوية ليست ذات الضرورة الملحة سواء على مستوى المنظومة الصحية أو إيواء المواطنين الذين باتوا بلا منازل في القطاع.

مقالات مشابهة

  • "القاهرة الإخبارية" : السعودية ترفض تصريحات إسرائيل حول تهجير الفلسطينيين
  • ماك شرقاوي: نتنياهو يواجه مشكلة كبيرة في إسرائيل
  • «القاهرة الإخبارية»: إسرائيل تنتهك اتفاق غزة بعرقلة خروج المصابين للعلاج
  • القاهرة الإخبارية: إسرائيل تواصل خرق اتفاق غزة وعرقلة خروج المصابين للعلاج
  • «القاهرة الإخبارية»: إسرائيل تواصل انتهاك اتفاق غزة بعرقلة خروج المصابين للعلاج
  • رد عاجل من وزير دفاع إسرائيل بعد قرار حماس بشأن الرهائن
  • بشأن لبنان.. هذا ما تبلغتهُ إسرائيل من أميركا!
  • عمان تؤكد تضامنها مع السعودية ورفضها لتصريحات رئيس وزراء إسرائيل
  • الحرية المصرى: استضافة القاهرة للقمة العربية يعكس دورها الريادي بالقضايا المصيرية
  • إسرائيل تطلب من بن جفير تأجيل عرض قانون الهجرة من غزة أسبوعين