بوابة الوفد:
2025-01-05@09:41:55 GMT

لا تنسيق مع القاهرة

تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT

حسنًا فعلت مصر عندما نفت وبشكل واضح الأكاذيب التى رددتها إسرائيل حول التنسيق مع القاهرة بشأن العمليات فى رفح ومحور فيلادلفيا. ولا حاجة لنا إلى التأكيد على أن مصر تبقى متنبهة إلى الفخاخ التى تحاول تل أبيب زرعها فى طريق مساعيها لتسويق مواقفها المرفوضة بشأن حربها على غزة.
غير أن المشكلة أن إسرائيل لا تمل من مساعيها تلك، وفى هذا الصدد يبدو ملفتًا ومثيًرا للدهشة ما نشرته وسائل اعلام إسرائيلية عن مباحثات خاصة اجراها قادة إسرائيليون فى مصر بحثوا خلالها التنسيق مع القاهرة قبل شن أى عملية عسكرية فى رفح، وأن هؤلاء المسئولين حملوا رسالة مفادها أنه لن تتم مفاجأة مصر فى رفح.


بهذا الشكل يبدو أن إسرائيل تحاول أن تروج لما قد يوحى بأن عملية رفح تتم بموافقة مصرية، ليس ذلك فقط بل بتنسيق معها، وإذا وضعنا فى الاعتبار موقف ممثل إسرائيل امام محكمة العدل الدولية حين راح يلوح إلى أن مصر هى التى تمنع وصول المساعدات إلى قطاع غزة أمكن لنا أن نستوعب حجم المكيدة والدهاء الإسرائيليين فى محاولة تقديم صورة زائفة عن موقف مصر إزاء ما يجرى فى غزة.
إن موقف مصر واضح سواء مما يحدث فى غزة بعد طوفان الاقصى أو من مساعى إسرائيل لهضم حقوق الفلسطينيين، وتعتبر فى منظور الكثيرين أكبر داعم لتلك الحقوق. صحيح أن هناك مقتضيات وظروفًا قللت من حجم وقوة الوقفة المصرية، لا مجال للتفصيل فيها، وهو الأمر الذى أتاح للبعض الغمز فى موقف القاهرة، إلا أن الأمر لا يمكن بل يستحيل أن يصل لحد قبول القاهرة التنسيق مع إسرائيل بشأن عملياتها فى رفح، لاعتبارات تتعلق أولا بالأمن القومى المصرى كما أشرنا فى مقال سابق، واعتبارات تتعلق بالدفاع عن الحقوق الفلسطينية وهو الأمر الذى بدا واضحًا فى المذكرة التى تقدمت بها مصر أمام محكمة العدل الدولية والمرافعة الشفهية التى قامت بها يوم 21 فبراير الماضى.
ما أتصوره أن القاهرة ستظل على موقفها الصلب والقوى بشأن عدم تجاوز إسرائيل لبنود اتفاقيات السلام وهو ما يعنى ضرورة الإبقاء على وضع محور فيلادلفيا على ما هو عليه، وعدم حدوث أى عمليات تهجير قسرى للفلسطينيين سواء إلى سيناء أو غير سيناء، وإن كان الأمر يتطلب، رغم أنه تنويه قد يبدو تحصيل حاصل، الحذر من سوء النوايا الإسرائيلية التى تهدف إلى الالتفاف على المواقف المصرية ومحاولة تشويهها أو الإساءة إليها.
واذا كان نتنياهو يصر على مواصلة حربه العبثية التى يؤكد خبراء ومسئولون إسرائيليون سابقون أنها لم ولن تحقق أهدافها كاملة، فيلتحمل وحده نتائج مغامرته دون محاولة إشراك مصر أو الإساءة إليها فى مسعاه ذاك، ذلك أن شهر رمضان على الأبواب وهو ما يمثل قيدًا زمنيًا على العمليات العسكرية فى غزة، وفى ذلك يأتى تأكيد مصر على أن العمل العمل العسكرى الإسرائيلى فى رفح خلال شهر رمضان سيخلق أزمة لن تؤثر على إسرائيل فحسب، بل على المنطقة بأكملها التى هى على حافة بركان، ولعله من هنا تتسارع مساعى الإدارة الأمريكية لوقف لإطلاق النار واستباقها تأكيد موافقة إسرائيل على أمل استئناف تحقيق الأهداف الإسرائيلية من الحرب بعد ذلك.
ورغم أن الظروف غير مواتية، حيث يواجه الفلسطينيون عدوًا يفتقد أبسط مقومات الإنسانية، فيما يفتقدون دعما عربيا يمكن أن يغير مسار المعارك، إلا أن إيماننا يبقى قويا بأن مصر لن تتخلى عن دعم الفلسطينيين، ما يعزز الأمل بفشل المخططات الإسرائيلية لوأد القضية الفلسطينية.

[email protected]
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصطفى عبدالرازق تأملات مصر تل أبيب إسرائيل فى رفح

إقرأ أيضاً:

البيت الأبيض يعلق على إرسال إسرائيل وفدها لمفاوضات الدوحة بشأن غزة

(CNN)-- علق البيت الأبيض، الجمعة، على إرسال إسرائيل وفدها إلى قطر لاستئناف المفاوضات بشأن اتفاق الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة، ووصف ذلك بأنه "خطوة مشجعة".

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي في إفادة للصحفيين: "نرحب بقرار إسرائيل إرسال فريق آخر إلى الدوحة، ونعتقد أن هذه خطوة مشجعة".

واستمرت المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس حتى مع تعثر المفاوضات الرسمية منذ أشهر، حيث دفعت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للتوصل إلى اتفاق. وقال مصدر دبلوماسي مطلع لشبكة CNN في ديسمبر/كانون الأول الماضي، إن الاتفاق يتطابق بشكل كبير مع الاقتراح الذي طرحه بايدن في وقت سابق من 2024.

وردا على سؤال من أليكس ماركوارت من شبكة CNN عما إذا كان هناك سفر لأي مسؤول أو اجتماعات إضافية يمكن للبيت الأبيض أن يبلغها للصحفيين، قال كيربي إن الرئيس "أوضح أن فريق الأمن القومي الخاص به سيكون مشاركا حتى النهاية".

وأضاف كيربي: "يمكنني أن أؤكد لكم أننا سنبذل قصارى جهدنا لمعرفة ما إذا كان بإمكاننا التوسط للتوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار، مرة أخرى، والذي سيعيد الرهائن إلى ديارهم". 

وأكد كيربي: "ليس لدي أي اختراقات لأتحدث عنها اليوم، أو إعلانات لأدلي بها بشأن المشاركة، لكن يمكنني أن أخبركم أننا بالتأكيد سنواصل التركيز على ذلك".

ويتبقى 17 يوما على انتهاء ولاية بايدن، حتى يتولى الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب منصبه في 20 يناير/كانون الثاني الجاري.

مقالات مشابهة

  • تقاطع جديد من دون تنسيق والهدف رفض القائد
  • موقع أمريكي: إسرائيل وحماس لا تزالان في طريق مسدود
  • الطب 79% والهندسة 68%.. فتح باب تنسيق الترم الثاني بـ الجامعات الأهلية
  • غدا.. جنايات القاهرة تستمع لشهود الإثبات فى مقتل مالك مقهى أسوان بمصر الجديدة
  • البيت الأبيض يعلق على إرسال إسرائيل وفدها لمفاوضات الدوحة بشأن غزة
  • مراسل القاهرة الإخبارية: إسرائيل تستهدف مخيم النصيرات بغزة
  • القاهرة الإخبارية: إسرائيل تستهدف مخيم النصيرات بغزة
  • توافق الرغبة الأمريكية مع إسرائيل بشأن الحرب على غزة
  • بسبب الدخان.. قرار من النيابة بشأن وفاة رجل وزوجته داخل شقة في الشروق
  • حماس ترد على تصريحات إسرائيل بشأن التوصل إلى تفاهمات بشأن صفقة التبادل