بوابة الوفد:
2024-10-05@09:17:55 GMT

المحبطون فى حياتنا

تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT

بين الأمل والإحباط مسافة كبيرة، قد تسقط فيها دول أو تتقدم، قد تتخلف فيها شعوب أو تتطور، وعندما قال الكبير عبدالرحمن الشرقاوى: الكلمة نور وبعض الكلمات قبور، فقد كان يلخص خطورة الكلمة وأنها أكثر تأثيرًا من الجيوش فى التدمير، وعندما نرصد ما يجرى حولنا ونتابع المحبطين الذين تخصصوا فى نشر الروح التشاؤمية واليأس بين المصريين، فسندرك أن هذا فى غالبه ليس مجرد تصرفات شخصية ولا نفوس محبطة لظروف خاصة بهم، وإنما هو أمر مستهدف وجزء من الحرب القذرة على مصر وأهلها، فالمطلوب أن يعيش المصريون دائمًا حالة من الإحباط وتسيطر عليهم روح التشاؤم، فلا يرون سوى الخطر ولا يعترفون بأى نجاح أو إنجاز، ولا يعترفون بأى حكومة ولا يصدقون أى مسئول.


وعندما تصبح هذه سمة شعب فالطبيعة أن تتحول الدولة إلى ساحة رفض وغضب وكراهية واعتراض وخوف وقلق، لتكون النتيجة فى النهاية تدمير، فالمحبط لن يساهم فى بناء، والمتشائم لن يكون داعما لأى عمل إيجابى، والغاضب لن يحترم قانون، والمعترض لن يلتزم ولن يحافظ على وطن، بل سيتحول إلى مخرب ومعول هدم.
هذه هى الحالة المطلوب أن تعيشها مصر، أن نكون شعب من المحبطين والمتشائمين، والطريق إلى هذا بسيط ولا يحتاج لجهد كبير من المتأمرين وإنما فقط يتطلب استخدام وسائل الاعلام المختلفة وخاصة السوشيال ميديا فى نشر اكاذيب وافتراءات وتشويه كل ما يتم من بناء والتشكيك فى كل قرار أو توجه أو مؤسسة وطنية، حتى يتسرب اليأس والإحباط إلى نفوس المواطنين، يتم التركيز على السلبيات، وتسويد كل شيء، كل قرار يفسر على أنه لخدمة الفاسدين، وكل مشروع يتم تصويره على أنه اهدار لأموال الشعب، وكل استثمار يسمى بيع للبلد، وكل موقف يفسر على أنه موجه من الخارج، وكل مسئول يوصف بأنه خائن، وكل نائب مزور، وكل كاتب صحفى أو اعلامى يصنف بأنه موجه يزيف الحقائق،
عندما تحاصر مثل هذه الأكاذيب المواطن خاصة فى ظروف أزمات اقتصادية وتضخم ولا تترك له مساحة للتنفس أو رؤية الحقيقة، فالطبيعة أنه سيتحول إلى متشائم وناقم، لا يقبل شيئًا، بل وقد لا يشعر بالانتماء للبلد، فيتحول إلى عدو دون أن يدرى.
علينا جميعًا أن ننتبه إلى هذا الخطر وأن نشر الإحباط وترويج السلبيات ليس مجرد عمل فردى بل هو مخطط، وعلينا جميعًا التصدى له ومواجهته، على كل المصريين والمؤسسات التعليمية والثقافية والإعلامية أن يتحملوا مسئولياتهم الوطنية فى المواجهة بتعزيز الوعى من خلال كل ما هو إيجابى، ونشر التفاؤل، ولدينا الكثير مما يمكن أن نستخدمه لنشر هذا التفاؤل، لكن لا يجب أن نترك الفرصة لهؤلاء المتربصين بنا لأنهم اخطر علينا من العدو المباشر.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مسافة كبيرة الحرب القذرة

إقرأ أيضاً:

موقف الإمارات.. نقطة مضيئة

تتجه الأوضاع على الجبهة اللبنانية إلى مزيد من التصعيد، وتوسيع رقعة المواجهات، بعدما قررت إسرائيل الانتقال إلى مرحلة جديدة من العدوان، باستهداف المدنيين في مختلف المناطق، جنوباً وشمالاً وشرقاً، ما أدى إلى سقوط مئات الضحايا، وتهجير أكثر من مليون مواطن، وتدمير آلاف الأبنية فوق رؤوس ساكنيها، استكمالاً لحرب الإبادة التي تقوم بها في قطاع غزة، والإصرار على رفض كل المبادرات والجهود الدولية لوقف إطلاق النار، ما ينذر بحرب إقليمية واسعة النطاق، كانت بوادرها ما جرى، مساء أمس الأول، من قصف صاروخي إيراني على إسرائيل، وتهديد إسرائيلي بالرد، وتحذير مقابل من جانب طهران.
إن دولة الإمارات، إذ تستشعر الخطر الذي يحيط بلبنان والمنطقة، وتدرك أن السلام بات مهدداً، والأمور تأخذ منحى ليس في مصلحة المنطقة وشعوبها، أعربت عن قلقها من تداعيات ما يجري في لبنان، ومن تداعيات انزلاق هذه الأوضاع الخطيرة على الاستقرار في المنطقة، وفي نفس الوقت أكدت موقفها الثابت تجاه وحدة لبنان، وسيادته الوطنية، وسلامة أراضيه، وعلى وقوفها ومساندتها للشعب اللبناني الشقيق. وعندما أمر صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بتقديم حزمة مساعدات إغاثية عاجلة بقيمة 100 مليون دولار أمريكي إلى الأشقاء في لبنان، إنما كان يترجم موقف الإمارات في وقوفه إلى جانب لبنان.
كما أن دعوتها إلى ضرورة تضافر الجهود الدولية، لوقف تصاعد القتال ومنع سفك الدماء، وتمتع المدنيين بالحماية الكاملة بموجب القانون الدولي والمعاهدات الدولية، هي رسالة واضحة إلى ضرورة التصدي لدعوات المضي في الحرب، ووضع حد لهذا التوحش في الإصرار على استهداف المدنيين تحت ذريعة «الدفاع عن النفس».
وعندما يدعو الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى وقف فوري لإطلاق النار، ويحذر من أن لبنان على «حافة الهاوية»، و«علينا جميعاً أن نشعر بالقلق»، ويصف ما يجري في غزة بأنه «كابوس دائم يهدد بجر المنطقة برمتها إلى الفوضى، بدءاً من لبنان»، وعندما يعتبر مفوض السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بأن التصعيد الإسرائيلي في لبنان خطير ويقترب من حرب واسعة، ويعترف بوريل بفشل كل الجهود الدبلوماسية حتى الآن لوقف الحرب، وينحى باللائمة على الحكومة الإسرائيلية ورئيسها بنيامين نتنياهو، بقوله: «لا يبدو أن أحداً يملك القدرة على وقف نتنياهو لا في غزة ولا في الضفة الغربية ولا في لبنان». فذلك يعني أن الأمور تكاد تخرج عن السيطرة وتهدد بما أخطر وأسوأ.
الملاحظ أن المسؤول الأوروبي غمز من قناة الولايات المتحدة، داعياً إلى تنويع الجهود الدبلوماسية «بعيداً عن الولايات المتحدة التي حاولت دون جدوى التوصل إلى هدنة في غزة»، في إشارة إلى أن الولايات المتحدة لا تريد ممارسة ضغوط على نتنياهو لحمله على وقف الحرب.
الحقيقة، أنه لا يمكن المراهنة على أي دور إيجابي للولايات المتحدة التي تعتبر حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة ولبنان «دفاع عن النفس»، وتعلن كل يوم استعدادها للدفاع عن إسرائيل وحمايتها.
..ويبقى موقف دولة الإمارات العربية المتحدة، هو النقطة المضيئة وسط هذا الليل الدامس الذي يلف المنطقة بشتى أنواع المخاطر.

مقالات مشابهة

  • موقف الإمارات.. نقطة مضيئة