بوابة الوفد:
2025-03-15@03:32:06 GMT

المحبطون فى حياتنا

تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT

بين الأمل والإحباط مسافة كبيرة، قد تسقط فيها دول أو تتقدم، قد تتخلف فيها شعوب أو تتطور، وعندما قال الكبير عبدالرحمن الشرقاوى: الكلمة نور وبعض الكلمات قبور، فقد كان يلخص خطورة الكلمة وأنها أكثر تأثيرًا من الجيوش فى التدمير، وعندما نرصد ما يجرى حولنا ونتابع المحبطين الذين تخصصوا فى نشر الروح التشاؤمية واليأس بين المصريين، فسندرك أن هذا فى غالبه ليس مجرد تصرفات شخصية ولا نفوس محبطة لظروف خاصة بهم، وإنما هو أمر مستهدف وجزء من الحرب القذرة على مصر وأهلها، فالمطلوب أن يعيش المصريون دائمًا حالة من الإحباط وتسيطر عليهم روح التشاؤم، فلا يرون سوى الخطر ولا يعترفون بأى نجاح أو إنجاز، ولا يعترفون بأى حكومة ولا يصدقون أى مسئول.


وعندما تصبح هذه سمة شعب فالطبيعة أن تتحول الدولة إلى ساحة رفض وغضب وكراهية واعتراض وخوف وقلق، لتكون النتيجة فى النهاية تدمير، فالمحبط لن يساهم فى بناء، والمتشائم لن يكون داعما لأى عمل إيجابى، والغاضب لن يحترم قانون، والمعترض لن يلتزم ولن يحافظ على وطن، بل سيتحول إلى مخرب ومعول هدم.
هذه هى الحالة المطلوب أن تعيشها مصر، أن نكون شعب من المحبطين والمتشائمين، والطريق إلى هذا بسيط ولا يحتاج لجهد كبير من المتأمرين وإنما فقط يتطلب استخدام وسائل الاعلام المختلفة وخاصة السوشيال ميديا فى نشر اكاذيب وافتراءات وتشويه كل ما يتم من بناء والتشكيك فى كل قرار أو توجه أو مؤسسة وطنية، حتى يتسرب اليأس والإحباط إلى نفوس المواطنين، يتم التركيز على السلبيات، وتسويد كل شيء، كل قرار يفسر على أنه لخدمة الفاسدين، وكل مشروع يتم تصويره على أنه اهدار لأموال الشعب، وكل استثمار يسمى بيع للبلد، وكل موقف يفسر على أنه موجه من الخارج، وكل مسئول يوصف بأنه خائن، وكل نائب مزور، وكل كاتب صحفى أو اعلامى يصنف بأنه موجه يزيف الحقائق،
عندما تحاصر مثل هذه الأكاذيب المواطن خاصة فى ظروف أزمات اقتصادية وتضخم ولا تترك له مساحة للتنفس أو رؤية الحقيقة، فالطبيعة أنه سيتحول إلى متشائم وناقم، لا يقبل شيئًا، بل وقد لا يشعر بالانتماء للبلد، فيتحول إلى عدو دون أن يدرى.
علينا جميعًا أن ننتبه إلى هذا الخطر وأن نشر الإحباط وترويج السلبيات ليس مجرد عمل فردى بل هو مخطط، وعلينا جميعًا التصدى له ومواجهته، على كل المصريين والمؤسسات التعليمية والثقافية والإعلامية أن يتحملوا مسئولياتهم الوطنية فى المواجهة بتعزيز الوعى من خلال كل ما هو إيجابى، ونشر التفاؤل، ولدينا الكثير مما يمكن أن نستخدمه لنشر هذا التفاؤل، لكن لا يجب أن نترك الفرصة لهؤلاء المتربصين بنا لأنهم اخطر علينا من العدو المباشر.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مسافة كبيرة الحرب القذرة

إقرأ أيضاً:

أغرب قضايا محكمة الأسرة.. إدمان الزوج لمواقع التواصل يتسبب بإجهاض الزوجة

تسبب زوجى بإلحاق ضرر مادي ومعنوي بي، بعد طرده لي من منزلي، وتحريضه شقيقته بالتعدي علي بالضرب، بعد أن نشبت بيننا خلافات حادة بسبب إدمانه مواقع التواصل الاجتماعي، وإهماله لي، وإدمانه علي العيش في العالم الافتراضي، وعندما شكوته انقلبت حياتي رأسا على عقب وأصبحت مطارده منه وعائلته وخسرت حملي بعد تعرضي للإجهاض بسبب تعديهم علي بالضرب.

تلك واحدة من آلاف القصص التي تبدأ بسبب خلاف بسيط وتنتهي بتبادل الزوجين عشرات الدعاوي أمام محكمة الأسرة وأحيانا يترتب علي تلك المناوشات بين الزوج وزوجته -الانفصال-، وهو ما نرصده خلال سلسلة (أغرب قضايا محكمة الأسرة) .

وأشارت الزوجة بدعواها للطلاق للضرر وحبس زوجها بتهمه تعديه عليها بالضرب وتشهيره بها وتسببه في فقدانها حملها:"خرجت من زواجي بعد خسارتي لحملي، بسبب إهمال زوجي وعنفه، وهجره لي وإقدامه علي خيانتي، وتبديده أموالنا على تلك التصرفات الجنونية ورفضه منحي نفقاتي وسداد مصروفات علاجي".

وأكدت الزوجة:" زوجي ميسور الحال وبالرغم من ذلك ترك عائلتي تنفق علي، وعاش حياته وأهمل في رعايتي أثناء حملي مما تسبب لي بضرر بالغ فقدت حملي بسببه، بخلاف تعديه وشقيقته على بالضرب، وعندما لاحقته قضائيا احتجز طفلتى الأولي ورفض تمكيني من رؤيتها، وطلب مني التنازل عن الدعاوي ضده حتي يسمح لى برؤيتها".







مشاركة

مقالات مشابهة

  • أغرب قضايا محكمة الأسرة.. إدمان الزوج لمواقع التواصل يتسبب بإجهاض الزوجة
  • الغش في البيع عبر الإنترنت.. تجارة الأوهام
  • مبيد حشري في السحور كلمة السر.. كشف لغز جثتي مخزن منشأة ناصر