ناشطة بريطانية لـرؤيا: لهذه الأسباب أنزلت المساعدات الأردنية في بحر غزة
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
الناشطة البريطانية سارة ويلكينسون: المساعدات التي جرى إنزالها على قطاع غزة كانت مذهلة
أكدت الناشطة البريطانية المؤيدة للفلسطينيين سارة ويلكينسون أن المساعدات التي جرى إنزالها على قطاع غزة كانت مذهلة، مثمنة جهود الأردن.
وقالت ويلكينسون خلال استضافتها عبر برنامج "نبض البلد" الذي يبث عبر شاشة "رؤيا" إن سكان أهل القطاع يعانون من المجاعة.
اقرأ أيضاً : كيف جرى اختيار المساعدات التي أنزلت إلى قطاع غزة؟
وأوضحت ويلكينسون أن القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي أنزلت مساعدات إنسانية محكمة الإغلاق قبالة سواحل غزة، معللة ذلك لتجنب الضرر حال وقوع الصناديق على الأرض.
وبينت أنه إذا تم اختيار إنزال المساعدات إلى اليابسة فإن ذلك يتطلب وضع وسائد هوائية بداخلها، الأمر الذي يجبر على تقليل كمية المساعدات، أما الإنزال في البحر يتيح المجال أمام زيادة كمية الطعام الموجودة في صناديق الإغاثة.
هبوط المساعدات على مناطق ساحليةمن جانبه، كشف منسق مبادرة إنزال المساعدات الجوية إلى قطاع غزة عمر البلتاجي، تفاصيل إسقاط المساعدات الأخيرة فوق قطاع غزة من قبل القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي.
وقال البلتاجي لـ"رؤيا" إن غالبية حزم المساعدات هبطت على المناطق الساحلية لأسباب استراتيجية.
وأشار إلى ضرورة وجود سطح أملس للهبوط لمنع تلف كراتين المواد الغذائية.
وأكد أنه جرى اختيار محتويات طرود المساعدات بعناية لتلبية احتياجات الناس في غزة، بما في ذلك المواد الأساسية مثل المواد الغذائية والتمور والفواكه المجففة والحليب والدقيق.
وأضاف أن المساعدات شملت أيضا مواد أخرى مثل البسكويت والشاي والقهوة والوجبات الجاهزة، التي تعتبر نادرة في غزة.
وسلط البلتاجي الضوء على متانة العبوات الغذائية، موضحا أنها مصممة لتحمل أضرار المياه لتبقى سليمة.
وتوفر الوجبات الجاهزة خيارا مريحا ومغذيا لأهل غزة، حيث تحتوي على الأرز والأعشاب والبهارات والدجاج واللحوم، ويمكن تحضيرها بسهولة عن طريق غليها لمدة دقيقة أو اثنتين.
وشارك جلالة الملك عبد الله الثاني شخصيا في الجسر الجوي الطارئ فوق غزة، حيث كانت عملية الإسقاط الجوي الثلاثاء هي الثالثة عشرة التي نفذها سلاح الجو الملكي الأردني.
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: القوات المسلحة الجيش العربي قطاع غزة المساعدات الانسانية قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
في غزة فقط.. كسرة خبز تساوي الحياة!
يشكو النازحون في قطاع غزة نقص الطحين (الدقيق)، وصعوبة الحصول على الخبز من المخابز البلدية، التي تقلص عددها مؤخرًا، وسط الحرب والحصار الإسرائيلي الخانق على القطاع منذ عام و18 يومًا.
كسرة خبز لا تكاد تسد الرمق، صارت حلماً بعيد المنال؛ فمخبز واحد لا يكفي لمئات البطون التي نهشتها نيران القصف الإسرائيلي المتواصل منذ أكثر 400 يوما.
خرجت جميع المخابز في قطاع غزة عن الخدمة، فضلًا عن حظر وكالة الأونروا ووقف نشاطها في الأراضي الفلسطينية ومحاولة الاحتلال الإسرائيلي قطع وسائل المساعدات للفلسطينيين، والسيطرة على المساعدات الإنسانية، وسرقتها واتخاذها وسيلة للتجنيد والسيطرة على الشعب الفلسطيني.
مازن عيسى أحد المواطنين المصطفين في طوابير لا تنتهي يقول أنه ومنذ بدء الحرب، تتشكل طوابير طويلة أمام المخابز منذ الفجر من دون ضمانة للحصول على كمية خبز كافية للعائلة برمتها وكأنهم قد رضوا بالهم، لكن الأخير أبى أن يرضى بهم، مع كل معاناتهم.
ويضيف: «أزمة أخرى تبقى حاضره باستمرار لتزيد من أزماتنا في القطاع، وهي الطحين الفاسد، في ظل عودة اللاجئين والنازحين للمجاعة لتزداد شراسة جراء تشديد الحصار الإسرائيلي».
ويستطرد حديثه: «يأتي هذا الجوع في وقت ضاقت الحياة على آلاف العائلات الفلسطينية التي أصبحت مهددة في أحد أساسيات الحياة وهو الخبز».
بيد أن الغذاء المتوفر غالبًا ما يكون غير صالح للاستهلاك الآدمي، مثل الطحين الذي يحتوي على حشرات أو سوس، ورغم ذلك يلجأ الأهالي إليه مضطرين لأنه ببساطة لا سبيل لهم سواه.
هذه الظروف تفرض تحديات كبيرة على سكان القطاع وتنعكس بشكل خاص على الأطفال؛ حيث يمنع الاحتلال دخول الحليب والمكملات الغذائية الضرورية لأكثر من 3,500 طفل تحت سن الخامسة، مما يجعل حياتهم مهددة في ظل نقص الغذاء والرعاية الصحية.
عمر محمد نازح من شمال القطاع، وأب لأربعة أطفال بين أن الأسواق تشهد نقصًا في البضائع _ إن وجدت _ تكون أسعارها مرتفعة إلى حد لا يستطيع الأهالي تحمل تكاليفها، ما يزيد من اعتمادهم على المساعدات التي لم تُدخل منذ فترة طويلة.
وبين خلال حديثه: «تتكدس آلاف الأطنان من المساعدات على الجانب الآخر من المعابر، ولا يُسمح بدخولها إلى غزة بسبب الحصار المستمر».
قطاع غزة يعيش أزمة إنسانية حقيقية، حيث أدت سياسة الاحتلال إلى كارثة، فقد استشهد الآلاف نتيجة نقص الغذاء والدواء ومنع وصول المساعدات الأساسية. وهو ما أكده النازح الثلاثيني: «الاحتلال لجأ ولا يزال إلى سلاح التجويع تزامنا مع القصف، ليمارس كل أنواع الانتهاكات بشأن مستضعفين لا حول لهم ولا قوة».
كيس الطحين يكلف الناس أرواحهم
تلك أم وطفلتها ذهبا إلى منزلهم، بحي الجنينة في مدينة رفح للحصول على كيس من الدقيق حيث تركته العائلة في منزلهم هناك قبل بدأ العملية البرية على المدينة، قصفت الطائرات المرأة والطفلة داخل المنزل بصاروخ تسبب في بتر قدمي الأم، وحروق في وجه الطفلة.
"وصلنا إلى حدٍّ لا يسر حبيب ولا قريب"، هذه عبارة تسمعها من المواطنين الفلسطينيين بعدما أصبح الحصول على رغيف الخبز مهمة شبه مستحيلة بغزة، فثم أطفال صغار، ورجال كبار أخرجهم الجوع ورغيف الخبز الذي أصبح بعيد المنال ليقفوا ساعات تحت الشمس، أمام المخبز الوحيد في القطاع.
في حين أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» من جانبها ان مخازنها فارغة من مادة الدقيق، ولا تستطيع البدء بعمليات توزيع حتى لو كيس واحد على العوائل بشكل طارئ.
هذا الحال المرعب يأتي على الغزيين في ظل بلوغ حرب إسرائيل ضد «أونروا» ذروتها بعد قرار حظر الوكالة الأممية، والتي تعد العمود الفقري في توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة،
فذاك أب يحمل الحزن على كتفيه وعاد إلى أسرته بكفّين خاويتين، حيث لم يكن من القلة المحظوظة التي حظيت بربطة خبز فعاد بخفي حنين يوما تلو الآخر، حيث يعود هذا الأب فارغ الأيدي إلى أسرته مثقَلا بهمومه وأحزانه، وقد فشل في توفير بعض أرغفة الخبز لأبنائه الستة، يقول «على مدى أسبوعين لم نتذوق الطعم الحقيقي للخبز بدون رائحة كريهة، لكننا لم نجد بديل عنه».
وذاك آخر يعيش هو وأسرته على «بقايا طحين» في آخر كيس لديهم، يقول: «نأكل دقيق مسوس ولا يصلح للبشر، ولكن نضطر رغم رائحته السيئة إلى تنخيله وعجنه وخبزه، ونأكله مع ما يتوفر من طعام في تكية خيرية مجاورة لنسد جوعنا».
تلك المجاعة اشتد لهيبها على أكثر من مليوني فلسطيني في جنوب القطاع وشماله منذ مطلع أكتوبر الماضي جراء إغلاق الاحتلال معبر كرم أبو سالم التجاري الوحيد في القطاع، ومنع إدخال المساعدات الإنسانية والبضائع التجارية، علاوة على استمرار احتلال معبر رفح البري منذ اجتياح مدينة رفح الحدودية مع مصر في السادس من مايو الماضي.
وبحسب مصادر في حكومة غزة، فإن العديد من المخابز، التي تقدم الخبز البلدي ذات القطع الكبيرة، أغلقت أبوابها، بسبب نقص الكبير في الوقود والدقيق، وسط الحصار الخانق المفروض على قطاع غزة وإغلاق المعابر، ما زاد من الضغط على المخابز الرئيسية.
ووفقا لبيانات أممية فإن أكثر من ربع مليون شاحنة مساعدات إغاثية لم تدخل إلى القطاع منذ بداية حرب السابع من أكتوبر، وذلك نتيجة التقييدات الإسرائيلية على دخولها، مما يفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة بشكل بالغ.