الشارقة: «الخليج»

أكدت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، أن إمارة الشارقة، وبتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تركز اهتمامها على الأسرة التي يعتبر الطفل أحد أهم عناصرها ومكوناتها.

وأشارت سموها، إلى أن كل الجهات في الإمارة يجب أن يكون لها دور حيوي وفعّال في الاهتمام بالطفل ورعايته والحرص على سلامته وسلامة الأسرة التي يجب أن تكون متكاملة وتشمل جميع أفرادها.

جاء ذلك خلال مداخلة سموها عبر برنامج الخط المباشر، حيث استعرضت سموها مسيرة تأسيس مركز «كنف»، بيت الطفل في الشارقة وأهدافه، والذي يعد المركز الأول من نوعه على مستوى الدولة والمنطقة، وأنشئ بتوجيهات سموها، وتشرف عليه إدارة سلامة الطفل بالإمارة، وافتتح رسمياً في نوفمبر 2023 لاستقبال الأطفال ضحايا الإساءات الجسدية والجنسية من كافة الجنسيات، ويسعى لتوفير الدعم القانوني والنفسي والاجتماعي للأطفال على أيدي خبراء متخصصين من دون جهود مضاعفة وأعباء على الأطفال وأولياء أمورهم.

بناء الإنسان

أوضحت سمو الشيخة جواهر القاسمي، أن فكرة إنشاء «كنف»، تعود للعام 2020، حيث بدأ البحث عن تجارب عالمية ناجحة، وأن سموها اطلعت على بعض التجارب التي تمت زيارتها ليتم استثمارها في تأسيس المركز الذي يعد مظلة تجمع عدداً من الجهات والمؤسسات المعنيّة بالأطفال ضحايا الإساءات والعنف الأسري، وهي: نيابة الشارقة الكليّة، ومحكمة الشارقة الاتحاديّة الابتدائيّة، والقيادة العامة لشرطة الشارقة، ودائرة الخدمات الاجتماعيّة بالشارقة، وإدارة الطب الشرعي التابعة لوزارة العدل، ومستشفى القاسمي للنساء والولادة والأطفال، ووحدة حماية الطفل في مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي، وإدارة مراكز التنميّة الأسرية التابعة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة، وهيئة الشارقة للتعليم الخاص، مشيرةً إلى أنه تم الاجتماع مع كافة الشركاء والتوافق على النقاط المهمة التي تحدد مسار «كنف» ومهماته.

خصوصية ويسر

في إجابة حول نجاح «كنف» في تسهيل إجراءات التعامل مع قضايا الأطفال ضحايا الإساءة، قالت سموها: «كان هناك الكثير من التجارب في المجتمع الإماراتي في التعامل مع الأطفال، لكن أردنا أن نختصر الإجراءات ونجعلها في بيت واحد لتجنيب الأطفال سلبيات الإجراءات الطويلة والموزعة بين الجهات والهيئات، والتعامل مع الطفل بخصوصيّة تامة، حيث يصل البلاغ لدائرة الخدمات الاجتماعية، ويتم تحويل الحالة إلى «كنف» لتجتمع كافة الجهات المختصة تحت سقف واحد لاحتواء الحالة في بيئة صديقة للطفل الذي لا يتم سؤاله إلا مرة واحدة فقط في غرفة تجمع المختص بالطفل، من دون وجود عدد كبير من الناس، بحيث يرتبك الطفل ويخاف فيقوم بتغيير أقواله خوفاً من الموقف».

وأضافت سموها: «هناك وسائل تعبيرية من خلال ألعاب مخصصة لهذا الغرض للأطفال الذين لا يستطيعون البوح بما مروا به، بحيث تمثل أفراد الأسرة للإشارة لمن ارتكب الإساءة، وأخرى تمثل مقاطع الجسم لتحديد موقع الإساءة، كما يوجد غرفة خاصة للطب الشرعي، وحرصنا على أن تكون كافة المرافق مراقبة بشكل دائم من قبل الإدارة عن طريق الكاميرات».

الإنسانية لا تتجزأ

حول إمكانية امتناع الأهالي عن اللجوء ل «كنف» وتفضيل حل المشكلات التي يتعرض لها الطفل داخل البيت، أوضحت سموها أن لكل طفل ممثلاً قانونياً يجنب عرض الطفل أمام المحاكم، كما يتم علاج الطفل ليعود إلى بيته آمناً سالماً، ويقوم «كنف» بمتابعة الحالة ورعايتها حتى بعد العلاج، مشيرةً سموها إلى استقبال جميع حالات العنف الجنسي أو الجسدي ضد الأطفال، لأن هذه حالة إنسانية، والإنسانية لا تتجزأ، وحتى يبقى المجتمع آمناً ويعيش الأطفال في بيئة آمنة لا بد من هذه المعالجة التي تشمل الأطفال المواطنين والمقيمين على حد سواء.

وقالت سموها: «قد يتعرض الأطفال لكافة أنواع الإساءة، سواء في البيت أو المدرسة أو الشارع، وقد يأتي الاعتداء من أشخاص لا نتوقع منهم الشر، فأين يذهب الطفل في هذه الحالة، لذلك نحن نفتح أبواب «كنف» للجميع، ويتم التعامل مع الأطفال بالأرقام، ومن دون أسماء للخصوصية، ولدينا في المستقبل مشاريع مختلفة لوقاية الطفل والحفاظ على سلامته، خاصةً في هذه المرحلة التي تنتشر فيها أفكار لهدم الأسرة والطفل وكل هذا يحتاج إلى توعية، اليوم تضطر الأمهات لترك أبنائهن لساعات، وعليهن أن يكن واعيات. لقد وفقنا الله ب «كنف» وبالأخوات والإخوة العاملين فيه، والذين تلقوا التدريبات اللازمة، ونحن دائماً نوصيهم بأن التوعية أهم من العلاج».

وبينت سموها أن «كنف» ليس مركز إيواء، وأن الحالات التي هي بحاجة لإيواء ستكون تحت مسؤولية الخدمات الاجتماعية، حيث يتم التنسيق معهم لتقدير الحالة.

وعن سؤالها حول ما يميز المركز عن غيره من المشاريع المشابهة، قالت سموها: «تحملت مسؤولية «كنف» بنفسي منذ البداية بدعم ومساعدة من صاحب السمو حاكم الشارقة، عندما تبدأ مشروعاً من هذا النوع تشعر بأن كل طفل هو ابنك، وتسأل نفسك كيف تحافظ عليه وعلى صحته النفسية والجسدية، وتبقيه بعيداً عن الأذى، ومن ناحية ثانية يجب على هذا المشروع أن يضمن الخصوصية وأن يتحمل العاملون فيه مسؤولية الأمانة للطفل وأسرته».

وفي ختام المقابلة قالت سموها: «نتمنى أن يكون عملنا هذا صادقاً مع الله سبحانه وتعالى، لأن إمارة الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة تستحق أن تثمر أعمالها في رعاية الطفل والأسرة مجتمعاً سليماً ومعافى، وسنظل نحاول ليكون عملنا شاملاً للأسرة وأهمية الحفاظ على نفسية الطفل من ممارسات الأهل والمدرسة، أيضاً نحن لا نريد أن نُعلم أطفالنا قيماً مستوردة بل نريد أن نغرس قيم ثقافتنا وديننا في وعي أطفالنا، هذه عملية بناء مجتمع ومستقبل ويجب أن يكون أطفالنا محصنين يعرفون متى يقولون نعم ومتى يقولون لا، الطفل أولوية في البيت ويجب أن نتفق على هذه القاعدة».

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الشيخة جواهر المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة الأطفال

إقرأ أيضاً:

"يوروبول" يحذر: تصاعد المجتمعات الإلكترونية العنيفة التي تستهدف الأطفال

تقرير يوروبول يحذر من تصاعد مجتمعات إلكترونية عنيفة تستهدف الأطفال، تنشر أيديولوجيات تطرفية وتحرض على العنف والجريمة. ويدعو إلى اليقظة الدولية لحماية القُصَّر من هذه التهديدات.

اعلان

أصدر جهاز الشرطة الأوروبية "يوروبول" اليوم إشعارًا استخباراتيًا محذرًا من تنامي مجتمعات إلكترونية عنيفة مكرسة لإلحاق الأذى الجسيم بالأطفال. يكشف هذا التقرير الاستراتيجي عن ظهور طوائف رقمية تتبنى العنف وتستهدف القُصَّر عبر الإنترنت، ساعيةً إلى تطبيع الجريمة والفوضى والتحريض على الإرهاب.

ووفقًا للإشعار، تعمل هذه المجتمعات كمنظمات سرية ذات هيكل هرمي يعتمد على مدى مشاركة المحتوى العنيف، حيث يكافأ الأعضاء الأكثر نشاطًا بمكانة أعلى. تشمل المواد المتداولة مقاطع عنف شديد، واستغلال جنسي للأطفال، ومشاهد قتل، بل وحتى تحريضًا على إطلاق النار الجماعي والتفجيرات.

كاثرين دي بول، المديرة التنفيذية ليوروبول، قالت إن "الجماعات المتطرفة تستغل الإمكانات الهائلة للمنصات الرقمية لنشر أفكارها الهدامة، مستهدفةً عقول الشباب وتحريضهم على ارتكاب أعمال عنف في الواقع. الوعي هو خط الدفاع الأول. ويتعين على الأسر والمعلمين والمجتمعات أن يبقوا في حالة يقظة دائمة، وأن يعززوا لدى الشباب مهارات التفكير النقدي لمواجهة التلاعب عبر الإنترنت. كما أن التعاون الدولي بات ضرورة ملحة لمواجهة هذه التهديدات الخطيرة".

Relatedقناة لبنانية تثير استياء واسعا بعد عرضها برنامجا يناقش السياسة مع أطفال واتهامات بالاستغلال الإعلاميجرائم الإنترنت في تصاعد.. طفل من بين كل 12 طفلاً يتعرض للاستغلال أو الاعتداء الجنسي لمكافحة استغلال الأطفال عبر الإنترنت.. السويد تدرس فرض حدود عمرية على وسائل التواصل الاجتماعي!

استدراج القُصَّر عبر الألعاب ومجموعات الدعم الذاتي وأوضح التقرير أن الجناة يستغلون منصات الألعاب عبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي لاستهداف الأطفال والشباب بين 8 و17 عامًا، لا سيما الفئات الأكثر ضعفًا كالمراهقين من مجتمع الميم والأقليات العرقية وأولئك الذين يعانون من مشاكل نفسية. ويقوم الجناة بالتسلل إلى مجتمعات الدعم الذاتي عبر الإنترنت لاستدراج الضحايا تحت غطاء المساعدة والتعاطف.

تبدأ عمليات الاستدراج عادةً بما يُعرف بـ"قصف الحب" عبر إظهار اهتمام مبالغ فيه لاكتساب ثقة القُصَّر، ثم يُستغل هذا التقارب لاحقًا للابتزاز والإجبار على إنتاج محتوى مسيء أو ارتكاب أعمال عنف. يعتمد الجناة على التهديد بنشر هذا المحتوى للسيطرة على الضحايا وإخضاعهم لمزيد من الأفعال الضارة.

إشارات تحذيرية

وأورد التقرير إشارات تحذيرية يجب الانتباه لها في سلوك الأطفال عبر الإنترنت، كالآتي:

السرية المفرطة بشأن الأنشطة الإلكترونية.العزلة والانطواء الاجتماعي.تغيرات عاطفية ملحوظة.الاهتمام بمحتوى ضار أو عنيف.استخدام رموز أو لغة غير مألوفة.إخفاء علامات جسدية تدل على الأذى.علامات مقلقة في النشاط الرقمي للأطفال تشمل:تفاعل غير معتاد على المنصات الإلكترونية.التواصل مع جهات مجهولة الهوية.استخدام اتصالات مشفرة.التعرض لمحتوى صادم أو مقلق.

يأتي هذا التحذير من يوروبول كجرس إنذار للأسر والمجتمعات بضرورة توخي الحذر وتعزيز الرقابة على الأنشطة الإلكترونية، إلى جانب تكثيف التعاون الدولي لمكافحة هذه الظاهرة وحماية الأجيال القادمة من مخاطر التطرف الرقمي والعنف الموجه للأطفال.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية مصائب واشنطن.. مكاسب لأنقرة: إنفلونزا الطيور تدرّ على تركيا 26 مليون دولار! يوروبول: إغلاق "أحد أضخم" الأسواق الإلكترونية للجريمة في العالم هل يستغل المجرمون منصة تشات جي بي تي؟ يوروبول تحذّر اليوروبولتجنيد الأطفالالشبكة الذكيةاعلاناخترنا لكيعرض الآنNext تصعيد دموي في السودان: أكثر من 200 قتيل في هجوم لقوات الدعم السريع خلال ثلاثة أيام يعرض الآنNext فانس: الهجرة غير الشرعية تهدد الغرب.. والسلام في أوكرانيا "على الطاولة" يعرض الآنNext ساحل العاج تستعيد السيطرة على آخر القواعد الفرنسية في البلاد يعرض الآنNext مدير منظمة الصحة العالمية في أوروبا: "نحن في مرحلة وقف النزيف" بعد انسحاب واشنطن يعرض الآنNext قلق أوروبي من المحادثات الأمريكية-الروسية في الرياض.. ما أسبابه؟ اعلانالاكثر قراءة تفجير 3 حافلات بواسطة عبوات ناسفة قرب تل أبيب وإسرائيل تقول إن مصدر العبوات جاء من الضفة الغربية عاجل. مقتل امرأتين بعملية طعن في جمهورية التشيك نتنياهو أمام اختبار آخر.. ماذا لو ثبت أن الرهائن قد قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي كما تقول حماس؟ حب وجنس في فيلم" لوف" شاهد.. دونالد ترامب يحاول مجددا الإمساك بيد زوجته ولكنها ترفض اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات التشريعية الألمانية 2025دونالد ترامبحركة حماسإسرائيلغزةأسرىالاتحاد الأوروبيفرنساقطاع غزةواشنطنفن معاصرقتلالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • ​رؤية جواهر القاسمي تتجسد صوراً بـ «اكسبوجر» 2025
  • انطلاق أعمال الدورة الـ 4 للبرلمان العربي للطفل في الشارقة
  • ضوابط وإجراءات صرف معاش تكافل المشروط بالقانون الجديد
  • الصحة: فحص 7 ملايين و523 ألف طفل ضمن مبادرة الكشف وعلاج السمع لدى الرضع
  • "يوروبول" يحذر: تصاعد المجتمعات الإلكترونية العنيفة التي تستهدف الأطفال
  • استشارية توضح دلالات الأظافر التي تأخذ شكل الملعقة وأسبابها الصحية..فيديو
  • قريـنة رئيـس إقلـيم زنجـبار تطلـع عـلى برامـج مؤسـسات الشـارقـة
  • حقيقة أم خرافة.. ملعقة من الزبدة ستساعد طفلك على النوم خلال الليل؟
  • أحدهم يؤكد «مالك حرام».. تفسير رؤية «الأطفال» في المنام لابن سيرين
  • مجلس الطفولة والأمومة يشارك في الجلسة الرابعة للبرلمان العربي للطفل بالشارقة