ختام المؤتمر الدولي حول «التراث الإسلامي في عالم الملايو.. الأزهر منهجًا ومرجعًا»
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
اختتمت اليوم، بمركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، فعاليات المؤتمر الدولي حول "التراث الإسلامي وتحدياته في عالم الملايو .. الأزهر منهجا ومرجعا"، والذي عقده فرع المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بماليزيا بالشراكة مع أكاديمية الدراسات الإسلامية، جامعة ملايا بماليزيا، وجامعة السلطان الشريف علي الإسلامية، بروناي دار السلام، خلال يومي 27 ، 28 من فبراير الجاري، بحضور قيادات الأزهر الشريف وعدد من سفراء ورؤساء جامعات دول جنوب شرق آسيا.
ناقش المؤتمر خلال جلساته التي عقدت على مدار يومين عدة محاور متنوعة في الدراسات التراثية والمعاصرة وتشمل العقيدة والفكر الإسلامي والتاريخ والدعوة والحديث والفقه وأصوله والاقتصاد الإسلامي، والقانون والسياسة الشرعية، والمعاملات الإسلامية المالية، وعلوم الفلك، فضلا عن محاور تشمل دراسة مخطوطات عالم الملايو، ودراسة الحلال، وإدارة المساجد والفن المعماري الإسلامي، وعلم النفس الإسلامي الروحي، والإرشاد النفسي والتنمية المستدامة.
في بداية اللقاء عبر الدكتور داتوء محمد فخر الدين - رئيس فرع المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بماليزيا، عن سعادته قائلا ط: لقد سعدنا بأننا أمضينا يومين كاملين في رحاب الأزهر الشريف ولقاء فضيلة الإمام الأكبر الذي أشكر فضيلته على رعايته الكريمة لهذا المؤتمر حتى أثمر بتوصياته البناءة.
أضاف الدكتور فخر الدين، أن فرع المنظمة بماليزيا ليس قاصرًا على خريجي الأزهر وحسب ولكنه مفتوح لكل من يعشق الأزهر وعلومه، مشيدًا بمكانة الأزهر الممتد جذوره في عمق التاريخ لأكثر من ألف عام ينشر الوسطية والاعتدال وخاصة في بلاد الملايو.
وجاءت توصيات المؤتمر التي تفضل سعادته بإلقائها على النحو التالي:
1 . تطوير وتنمية التعاون بين الجهات القائمة والمتعاونة على تنظيم المؤتمر، وبين علماء الأزهر الشريف وجامعة الأزهر لتحقيق الاستفادة المرغوبة، خاصة في ظل هذه الثروة البشرية العظيمة من خريجي الأزهر، في جامعات ومراكز أبحاث مؤسسات أرخبيل.
2. العمل على استمرارية عقد مؤتمرات التراث، مع الأخذ بعين الاعتبار التنوع في الموضوعات، والتعمق في الاختصاص على السواء، للوصول إلى تحقيق أفضل النتائج الباهرة كمؤتمرنا الكريم.
3 .متابعة ما تتعرض له الأمة الإسلامية من تحديات فكرية وسياسية واقتصادية واجتماعية، والعمل على دراستها أولا بأول لتوصيفها ومن حيث أسبابها ومظاهرها وما تتطلبه من علاجات في مؤتمرات مماثلة في المستقبل؛ لكي يقوم خريجو الأزهر الشريف بعالم الملايو بدورهم المنشود المعهود.
4 متابعة ونشر وترجمة ما تصدره المنظمة العالمية لخريجي الأزهر من سلسلات فكرية ضابطة للإيقاع الفكري المتزن الرشيد؛ تحسبا مما يثور حول العالم من تطرف وإرهاب، أو تفريط وتسيب ديني، ينال من أصالة المجتمع ووحدته وقوته وازدهاره.
5 تكثيف الجهود البحثية في مجال تعليم العربية للناطقين بغيرها من شعوب الملايو، من شتى الجوانب من حيث المناهج المناسبة التي تحافظ على التراث برسوخه وقوته والمعاصرة باعتبار اللغة العربية اللغة الثانية، وكذلك الاستراتيجيات التعليمية المستخدمة سواء في اكتساب تراث اللغة العربية، دون إغفال اكتساب مهارات اللغة العربية الأربع، وإثراء كل من الطالب والمعلم معا، هذا لأن مفتاح علوم الدراسات التراثية والإسلامية هو لغة الشريعة الإسلامية.
6. على الباحثين وكذلك القارئين لكتاب المؤتمر تقديم نقدهم البناء، ونحن نرحب بجميع المقترحات والأفكار القيمة التي تفيدنا بإذن الله تعالى في المؤتمرات القادمة.
في الختام تقدم رئيس فرع المنظمة بماليزيا بالشكر والعرفان لكل من ساهم في نجاح المؤتمر بوقته وجهده وفكره كما تقدم بالشكر للجهات الحكومية والدبلوماسية المصرية والماليزية الذين سهلوا لنا الحضور إلى مصر حتى يخرج المؤتمر بهذه الصورة الرائعة، كما تم توزيع شهادات التقدير والتقاط الصور التذكارية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأزهر التراث الإسلامي وتحدياته في عالم الملايو مركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية المنظمة العالمية لخريجي الازهر خريجي الأزهر مهارات اللغة العربية الأزهر الشریف اللغة العربیة فرع المنظمة الأزهر من
إقرأ أيضاً:
داود: التغريب والتغييب سبب إفساد الحياة الفكرية.. وتقدم أمتنا مرهون بإنتاج المعرفة
أكد الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن النشاط العلمي المتواصل داخل الجامعة يعكس دعم الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، في التصدي للتحديات التي تواجه الأمتين العربية والإسلامية.
جاء ذلك خلال افتتاح فعاليات المؤتمر الدولي السادس لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة، تحت عنوان: «التغريب في العلوم العربية والشرعية: المظاهر - الأسباب - سبل المواجهة»، برئاسة الدكتور رمضان حسان، عميد الكلية.
وأشار داود إلى تجربة الدكتور زكي نجيب محمود، الذي تأثر بما شاهده من تقدم الغرب خلال إقامته في أوروبا، فكتب «شروق من الغرب»، قبل أن يعود ويكتشف عظمة التراث العربي والإسلامي، ويُعجب بما يحمله من نبوغ وثراء معرفي.
وأوضح رئيس الجامعة أن هذا التراث يستحق التمسك به والبناء عليه، مستشهدًا بقول الإمام عبد القاهر الجرجاني: «إن لم يكن هذا كدي فهو تعب أبي وجدي». وأضاف أن اختيار الكلية لموضوع المؤتمر يعكس وعيًا فكريًا عميقًا، مشيرًا إلى أن أزمة الفكر تكمن في التغريب والتغييب، اللذين يمثلان وجهين لعملة واحدة.
وشدد داود على أن التغريب هو الانبهار الأعمى بالغرب، الذي أدى إلى تغييب الهوية الثقافية والفكرية عن الأجيال الجديدة، مؤكدًا أن ذلك أفرز عقولًا ضعيفة مشوشة تسعى إلى هدم الثوابت والتراث. كما بيّن أن ما يُروج اليوم من تقدم فكري قائم على هدم التراث هو تراجع حقيقي، مثلما قال الأخفش: «إنهم يتقدمون بالنحو ولكنهم يتقدمون إلى الخلف».
وانتقد داود صعوبة بعض المؤلفات الحديثة التي يدّعي أصحابها التجديد دون إدراك لأساسيات العلم، مشيرًا إلى أهمية العودة للأصالة والربط بين العبادة والفلاح كما يظهر في نداء الأذان.
وأكد أن المواجهة الحقيقية للتغريب تكمن في الجمع بين الثوابت والتجديد، عبر بعث جديد للمعرفة ينبت من جذور التراث، مثل الشجرة التي تمتد فروعها بعمق وجذور قوية.
واستشهد بمقولة: «لا يكون العالم عالمًا حتى يكون له فكر من رأسه، وثمر من غرسه»، وبكلمة الشيخ الشعراوي: «لا تكون الكلمة من الرأس حتى تكون اللقمة من الفأس».
وفي ختام كلمته، شدد داود على ضرورة التحول من استيراد المعرفة إلى إنتاجها، مؤكدًا أن الأمة لن تتقدم إلا إذا امتلكت المعرفة، واستغنت بها عن التبعية، قائلًا إن أغنى الناس من استغنى بنفسه عن الذل للناس.