بوابة الوفد:
2025-04-26@04:46:42 GMT

تغير المناخ بين الأزمة والفرصة

تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT


فى مواجهة أزمة المناخ المتصاعدة والنظام البيئى العالمى سريع التغير، أصبحت ضرورات الاستدامة والإشراف البيئى أكثر إلحاحًا من أى وقت مضى. يُمثل عام 2024 لحظة محورية فى رحلتنا الجماعية نحو مستقبل أكثر استدامة، ولكنه يتسم بتحديات شاقة وهائلة تتطلب خطوات مبتكرة للتقدم إلى الأمام. وتبقى الأمور المركزية فى هذا السرد مرتبطة بمجموعة من القضايا المتشابكة المتمثلة فى تقليل فقدان التنوع البيولوجى، وضبط انبعاثات الكربون، والاستفادة من القوة التحويلية لممارسات الأعمال المستدامة.

 
الحقيقة القاسية التى يجب وعيها هى أن أكثر من 40 ألف نوع من الكائنات الحية تتأرجح على شفا الانقراض، وهو أمر مقلق ويؤكد الحاجة للعمل المشترك. فأزمة التنوع البيولوجى لا يمكن اعتبارها كقضية معزولة بل كحلقة مترابطة وبشكل وثيق مع أزمة المناخ، وتهدد الأمن الغذائى، وظهور الأمراض، وفقدان الخدمات البيئية الحيوية التى تعتمد عليها البشرية. 
فى خضم هذه الاضطرابات البيئية، لا يمكن المبالغة فى تقدير الخسائر التى قد تغذيه أعباء التحديات الهائلة المتمثلة فى الانهيار البيئى، والانقسامات الاجتماعية، والشكوك الاقتصادية، والتى تدعو فى مجملها لإعادة تصور جذرى لآليات الاستجابة. 
عالميًا، تشهد صناعة المنتجات الفاخرة، التى لطالما واجهت انتقادات بسبب تأثيرها البيئى، تغييرات كبيرة وملفتة فى الآونة الأخيرة. العلامات التجارية العملاقة فى عالم الموضة وصناعة السيارات بدأت تقود طفرة فى الابتكارات الخضراء والمستدامة. من بين هذه الجهود، نجد «شركة بورشه» التى تبنت الطاقة الكهربائية فى إنتاجها، و«مجموعة كيرنج الفرنسية»، الرائدة فى المنتجات الفاخرة، والتى اعتمدت مبادرات لإزالة الكربون من عملياتها بدءًا من عام 2012. هذه المساعى تمثل تحولات جوهرية فى الالتزام القطاعى بتقليل البصمة البيئية وتعزيز التأثير الإيجابى على البيئة. 
ومع ذلك، يبقى التحدى الشامل المتمثل فى تغير المناخ فى عمومه، والذى يبرز فى الارتفاع المستمر فى انبعاثات الكربون، يلقى بظلال طويلة على مثل هذا التقدم. فقد وصلت انبعاثات الكربون العالمية من الوقود الأحفورى إلى مستوى قياسى فى عام 2023، لتتجاوز 40 مليار طن، بزيادة قدرها 1.1% عن العام السابق. ويتناقض هذا المسار التصاعدى فى الانبعاثات بشكل صارخ مع مستوجب الحد من بصمتنا الكربونية لتجنب أسوأ تأثيرات تغير المناخ. وتبقى المفارقة فى تصدر الدول الغربية لبعض المؤشرات السلبية، كالولايات المتحدة، التى وعلى الرغم من انخفاض انبعاثاتها بنسبة 3%، مع انخفاض استخدامها للفحم، فإنها لا تزال تساهم بشكل كبير فى هذه المعضلة العالمية. 
الطريق إلى الأمام يتطلب إجراء إصلاحات جذرية فى أنظمة الطاقة الحالية، وشبكات النقل، والممارسات الصناعية. الانتقال إلى الصافى الصفرى، هو الهدف الذى يعد بفرصة تجارية سنوية بقيمة 12 تريليون دولار، ولكنه مرتهن بقدرة العالم على تعبئة غير مسبوقة للموارد والابتكار والجهود التعاونية عبر القطاعات. 
الرحلة نحو مستقبل مستدام محفوفة بالتحديات ولكنها مليئة بالفرص أيضاً. تدعو جميع المعطيات إلى إعادة بناء الصورة الكلية، وعملنا وتفاعلنا مع كوكبنا. أن المخاطر كبيرة، فى سعينا نحو إيجاد التوازن الدقيق بين متطلبات الحفاظ على البيئة والازدهار الاقتصادى. الوقت هو الآن لصياغة مسار يحترم أوجه الترابط الدقيقة فى عالمنا، ويضمن كوكبًا صالحًا للعيش فيه للأجيال القادمة.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أزمة المناخ نحو مستقبل

إقرأ أيضاً:

«جوتيريش» يدعو إلى استرداد عافية الأرض بسبب انبعاثات الغازات الدفيئة

دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إلى استرداد عافية الأرض بسبب انبعاثات الغازات الدفيئة، بعدما شهد الكوكب أكثر الأعوام سخونة على الإطلاق والذي مثَّل ذروة عقد لم تشهد حرارته مثيلا.

وقال «جوتيريش»، إن أمنا الأرض تعاني من الحمى، وسبب مرضها هو انبعاثات غازات الدفيئة التي تضخها البشرية في الغلاف الجوي - والتي تنجم أغلبيتها الساحقة عن حرق الوقود الأحفوري، مضيفا، أن أعراض المرض تظهر في حرائق الغابات المدمرة والفيضانات وارتفاع درجات الحرارة وفقدان الأرواح وتحطُّم سبل العيش.

وأكد الأمين العام أن علاج الحمى التي تعاني منها أمنا الأرض ممكن من خلال الإسراع بالحد من انبعاثات غازات الدفيئة، وزيادة سرعة التكيف مع تغير المناخ، لحماية أنفسنا - والطبيعة - من الكوارث المناخية.

وشدد جوتيريش على أنه ما من طرف سيخسر على طريق التعافي، حيث إن الطاقة المتجددة أقل تكلفة وأكثر أمانا وحماية للصحة من أشكال الوقود الأحفوري البديلة، والعمل على التكيف "أمر بالغ الأهمية لخلق اقتصادات قوية ومجتمعات أكثر أمانا، حاليا ومستقبلا.

وأوضح أن العام الحالي هو عام الحسم، فقد بات لزاما على جميع البلدان أن تضع خطط عمل وطنية جديدة للمناخ تتماشى مع حصر ارتفاع درجة حرارة الكوكب في حدود 1.5 درجة مئوية وهو أمر ضروري لتجنب أسوأ كارثة مناخية.

وقال «جوتيريش» في رسالته إلى العالم: هذه فرصة حيوية للانتفاع بفوائد الطاقة النظيفة، أحث جميع البلدان على اغتنامها، على أن تقود مجموعة العشرين المسيرةَ على هذا الطريق، ونحن بحاجة أيضا إلى اتخاذ إجراءات للتصدي للتلوث، والحد من فقدان التنوع البيولوجي، وتوفير التمويل الذي تحتاجه البلدان لحماية كوكبنا".

يذكر أن الأمين العام سيعقد بالاشتراك مع الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، اجتماعا افتراضيا مغلقا هذا الأسبوع لمجموعة من رؤساء الدول والحكومات، لمناقشة تعزيز الجهود العالمية لمعالجة أزمة المناخ وتسريع عملية انتقال عادل للطاقة، ويُعد هذا جزءً من الاستراتيجية المشتركة للزعيمين، تمهيدا لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب-30)، الذي سيُعقد في البرازيل بنوفمبر القادم.

اقرأ أيضاًمبعوث الأمم المتحدة: الوضع الحالي للنظام الاقتصادي العالمي «بدايات لنهايات الهيمنة»

الأمم المتحدة: لم يعد بإمكان العالم تجاهل السودان فيما يدخل عامه الثالث من الحرب

الأمم المتحدة تحث ترامب على إعفاء الدول الأشد فقرا من التعريفات الجمركية

مقالات مشابهة

  • تفاصيل موافقة مجلس النواب على اتفاقية انبعاثات غاز الميثان
  • لا بنزين ولا هيدروجين.. اليابان تكشف عن الموتوسيكل الأكثر إثارة وزيرو انبعاثات
  • وزيرة البيئة تستقبل سفير النيبال لبحث سبل التعاون المشترك في مواجهة تحدى تغير المناخ
  • وزيرة البيئة: نسعى لتوطيد التعاون مع نيبال لمواجهة تغير المناخ
  • وزيرة البيئة تستقبل سفير نيبال لبحث التعاون في مواجهة تحدى تغير المناخ
  • إطلاق أول موقع لقياس "بصمة الكربون" في مراعي حفر الباطن
  • وزيرة البيئة تبحث مع سفير النيبال التعاون في مواجهة تحدي تغير المناخ
  • تغير المناخ يعصف بأولويات الأمن العالمي.. تحذيرات من تداعيات بيئية تهدد جاهزية الجيوش حول العالم.. وخبراء يدعون إلى استراتيجيات جديدة للتعامل مع تحديات البيئة
  • تقرير جديد يكشف عن جهود مكافحة تغير المناخ في اليمن
  • «جوتيريش» يدعو إلى استرداد عافية الأرض بسبب انبعاثات الغازات الدفيئة