بوابة الوفد:
2024-09-16@22:17:25 GMT

تغير المناخ بين الأزمة والفرصة

تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT


فى مواجهة أزمة المناخ المتصاعدة والنظام البيئى العالمى سريع التغير، أصبحت ضرورات الاستدامة والإشراف البيئى أكثر إلحاحًا من أى وقت مضى. يُمثل عام 2024 لحظة محورية فى رحلتنا الجماعية نحو مستقبل أكثر استدامة، ولكنه يتسم بتحديات شاقة وهائلة تتطلب خطوات مبتكرة للتقدم إلى الأمام. وتبقى الأمور المركزية فى هذا السرد مرتبطة بمجموعة من القضايا المتشابكة المتمثلة فى تقليل فقدان التنوع البيولوجى، وضبط انبعاثات الكربون، والاستفادة من القوة التحويلية لممارسات الأعمال المستدامة.

 
الحقيقة القاسية التى يجب وعيها هى أن أكثر من 40 ألف نوع من الكائنات الحية تتأرجح على شفا الانقراض، وهو أمر مقلق ويؤكد الحاجة للعمل المشترك. فأزمة التنوع البيولوجى لا يمكن اعتبارها كقضية معزولة بل كحلقة مترابطة وبشكل وثيق مع أزمة المناخ، وتهدد الأمن الغذائى، وظهور الأمراض، وفقدان الخدمات البيئية الحيوية التى تعتمد عليها البشرية. 
فى خضم هذه الاضطرابات البيئية، لا يمكن المبالغة فى تقدير الخسائر التى قد تغذيه أعباء التحديات الهائلة المتمثلة فى الانهيار البيئى، والانقسامات الاجتماعية، والشكوك الاقتصادية، والتى تدعو فى مجملها لإعادة تصور جذرى لآليات الاستجابة. 
عالميًا، تشهد صناعة المنتجات الفاخرة، التى لطالما واجهت انتقادات بسبب تأثيرها البيئى، تغييرات كبيرة وملفتة فى الآونة الأخيرة. العلامات التجارية العملاقة فى عالم الموضة وصناعة السيارات بدأت تقود طفرة فى الابتكارات الخضراء والمستدامة. من بين هذه الجهود، نجد «شركة بورشه» التى تبنت الطاقة الكهربائية فى إنتاجها، و«مجموعة كيرنج الفرنسية»، الرائدة فى المنتجات الفاخرة، والتى اعتمدت مبادرات لإزالة الكربون من عملياتها بدءًا من عام 2012. هذه المساعى تمثل تحولات جوهرية فى الالتزام القطاعى بتقليل البصمة البيئية وتعزيز التأثير الإيجابى على البيئة. 
ومع ذلك، يبقى التحدى الشامل المتمثل فى تغير المناخ فى عمومه، والذى يبرز فى الارتفاع المستمر فى انبعاثات الكربون، يلقى بظلال طويلة على مثل هذا التقدم. فقد وصلت انبعاثات الكربون العالمية من الوقود الأحفورى إلى مستوى قياسى فى عام 2023، لتتجاوز 40 مليار طن، بزيادة قدرها 1.1% عن العام السابق. ويتناقض هذا المسار التصاعدى فى الانبعاثات بشكل صارخ مع مستوجب الحد من بصمتنا الكربونية لتجنب أسوأ تأثيرات تغير المناخ. وتبقى المفارقة فى تصدر الدول الغربية لبعض المؤشرات السلبية، كالولايات المتحدة، التى وعلى الرغم من انخفاض انبعاثاتها بنسبة 3%، مع انخفاض استخدامها للفحم، فإنها لا تزال تساهم بشكل كبير فى هذه المعضلة العالمية. 
الطريق إلى الأمام يتطلب إجراء إصلاحات جذرية فى أنظمة الطاقة الحالية، وشبكات النقل، والممارسات الصناعية. الانتقال إلى الصافى الصفرى، هو الهدف الذى يعد بفرصة تجارية سنوية بقيمة 12 تريليون دولار، ولكنه مرتهن بقدرة العالم على تعبئة غير مسبوقة للموارد والابتكار والجهود التعاونية عبر القطاعات. 
الرحلة نحو مستقبل مستدام محفوفة بالتحديات ولكنها مليئة بالفرص أيضاً. تدعو جميع المعطيات إلى إعادة بناء الصورة الكلية، وعملنا وتفاعلنا مع كوكبنا. أن المخاطر كبيرة، فى سعينا نحو إيجاد التوازن الدقيق بين متطلبات الحفاظ على البيئة والازدهار الاقتصادى. الوقت هو الآن لصياغة مسار يحترم أوجه الترابط الدقيقة فى عالمنا، ويضمن كوكبًا صالحًا للعيش فيه للأجيال القادمة.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أزمة المناخ نحو مستقبل

إقرأ أيضاً:

وفد من "معهد النمو الأخضر" يطلع على الجهود البيئية في ظفار

 

صلالة- الرؤية

استقبلت هيئة البيئة بمحافظة ظفار خبراء في مجال البيئة من معهد النمو الأخضر (منظمة دولية)؛ وذلك في إطار الجهود الحثيثة للحد من ظاهرة التصحر ومكافحة الجفاف، ودعمًا لمشروع "إراحة المراعي في جبال ظفار".

ويزور وفد معهد النمو الأخضر محافظة ظفار في الفترة من 15 إلى 19 سبتمبر الجاري للاطلاع على جهود الهيئة في هذا المجال ورسم خارطة طريق للشراكة المرتقبة، كما يزور الوفد جامعة ظفار للاطلاع على نشاطهم البحثي في مجالات التنوع الاحيائي، بالإضافة إلى تنفيذ زيارات ميدانية إلى مسورات الحزام الأخضر في أتين وطيطام والمنطقة الغربية من ظفار، والالتقاء بمربي الماشية ولقاء أصحاب السعادة الولاة ولجان إدارة المراعي وأعضاء المجالس البلدية بولايتي رخيوت وضلكوت.

وعلى هامش السيارة، ستعقد حلقة عمل ليوم واحد في المديرية العامة للبيئة بظفار، تتناول الحوار المشترك بين الجهات المعنية، وتعرض من خلالها جهود التخفيف والتكيف مع تغير المناخ من خلال عرض تجربة وزارة التنمية الاجتماعية في معالجة تعويضات إعصار مكونو.

مقالات مشابهة

  • وزير الري: تأثيرات سلبية تواجه مصر والمنطقة العربية في مجال تغير المناخ
  • وفد من "معهد النمو الأخضر" يطلع على الجهود البيئية في ظفار
  • مشاركة 80 دولة في فعاليات "أسبوع عمان للمناخ" لمعالجة التحديات البيئية
  • كارثة تهدد طبقة الأوزون بسبب الجليد.. العالم ينتظر أسوأ سيناريوهات تغير المناخ
  • تداعيات تغير المناخ.. مستويات الجليد البحري في القارة القطبية الجنوبية تتراجع مجددًا (تقرير)
  • الأعاصير ظواهر طبيعية تهدد العالم
  • إنتاج الفحم في الصين يرتفع.. ويفاقم مخاطر غاز الميثان
  • فى ظل المناخ الصحى للرئيس: الوفد ونقابة المحامين حصن الحقوق والحريات
  • تغير المناخ أحدث موجات تسونامي هزت الأرض 9 أيام
  • مبادرات خفض انبعاثات النفط والغاز تتجه إلى الأحواض المميزة حول العالم (تقرير)