عبدالسلام عبدالله الطالبي
ما الذي تبقى من جرم لم يقترفه المجرم الإسرائيلي بحق أبناء غزة؟
استخدم كل أساليب القمع والقتل والدمار..
فرض حصاراً مطبقاً وخانقاً حال دون وصول الغذاء والدواء لسكان غزة!
مشاهد مروعة ومؤلمة يندى لها جبين الإنسانية عند ظهور مشاهد البحث أو التوزيع للأطعمة، أو رمي أكياس الدقيق من ظهر الناقلات المستهترة في تعاملها مع طرق توزيع ما يسمونها بالمساعدات.
الآباء يشعرون بالحرج من أبنائهم وهم يتضورن جوعاً ويسألونهم لقمة من الخبز!
أطباء يفاجأون بنبأ استهداف عوائلهم وهم يؤدون واجبهم في المستشفيات المهددة بالضرب!
نزوح جماعي إلى معبر رفح المحادد لجمهورية مصر العربية التي تتفاخر بجيشها العظيم في الوقت الذي يتوقع توجيه ضربات منكلة لكل من نزح لمنطقة رفح المعزولة من كل مقومات الحياة!
فقدان متسارع للآباء والأبناء والأمهات وشهيد يواسي شهيداً..!
وأجساد تتحول إلى أشلاء ودموع تنهمر على بعضها البعض والكل ينتظر ما سيحل به في الساعات القادمة!
وصمت عربي مهين ولا من موقف يردع الظالم والمستكبر الإسرائيلي الذي يتمادى في جرمه من يوم إلى آخر!
ومؤتمرات وقمم تنعقد هنا وهناك لكنها تخرج بقرارات جوفاء لاتسمن ولا تغني من جوع!
وضمائر فقدت إنسانيتها وعروبتها وهي تتابع وتشاهد عبر وسائل الإعلام كل الجرائم التي ترتكب بحق المظلومين في غزة!
وطرق موصدة ومعابر مغلقة ومنافذ مقفلة أمام كل الأحرار المتعطشين للمشاركة والدخول لمواجهة العدو الإسرائيلي الذي قدم له الزعماء الضحية على طبق من ذهب حتى يكمل مهمته!
فما هو الحل وما هو المخرج والسبيل برأيكم أيها الزعماء الصامتون والخانعون للخروج من هذا الموقف المخزي والمهين وغير المشرف لكم ولزعاماتكم أمام هكذا إجرام يقترف في منطقة ملاصقة ومجاورة لبلدانكم؟!
وهل تعتقدون أن في صمتكم نجاة لكم وضمانة لبقاء عروشكم أم أن الدور سيعود عليكم جراء صمتكم واستسلامكم؟!
وقبل الختام نلفت انتباهكم بأن هناك شعوباً ثائرة هي في طريقها للقضاء على كل مستكبر جبار وخانع سمسار وهي في طريقها لردع كل المستكبرين والطغاة في كل أرجاء المنطقة!!
ومن مظلومية غزة سترفرف راية العدل والكرامة والعزة وسيعم الانتصار وتسقط كل طواغيت الأرض وما ذلك على الله بعزيز.
ولا نامت أعين الجبناء والله المستعان..
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
هوبال .. مشاهد الفزع والجزع
أعادني الفـيلم السعودي (هوبال) - إنتاج 2024- إلى ذكريات عدة سأذكرها لاحقا منها المنشور الذي وصلنا فـي نهاية سنة 1989م المتضمن حلم شخص يدعى أحمد حلم بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- زاره فـي المنام وأن يوم القيامة قد قرب. أصابنا المنشور وقتها بالخوف والهلع، وكنا ننتظر قيام الساعة، قريبا من هذه القصة تدور أحداث فـيلم هوبال، الذي كتبه الكاتب مفرج المجفل، وأخرجه عبد العزيز الشلاحي. إذ اعتزل رب الأسرة «ليام»- الذي أدى دوره بنجاح الممثل إبراهيم الحساوي- نمط الحياة المدنية وفرض رأيه على أولاده وأحفاده، ولم يسمح للأحفاد بالعلاج من مرض الحصبة فـي المدينة.
تدور أحداث الفـيلم فـي صيف 1990، بعد أيام من الغزو العراقي للكويت، وقد نجح الفـيلم فـي إظهار القوة التسلطية للمؤسسة الأبوية التي يصفها المؤرخ الفلسطيني هشام شرابي (1927-2005) «بالبطريركية (الأبوية) الجديدة حيث لا يملك الفرد فـيها أي فرادة، وهو يضيع إذا ما انفصل عن العائلة أو القبيلة أو الطائفة، ويتتبع شرابي جذور السلطوية العربية إلى التشكيلة القبلية القديمة بمفهومها عن الولاء للجماعة المتسم بكونه ولاءً أعمى من أجل البقاء». وقد تجلى ذلك فـي مجريات الفـيلم حيث توفـيت إحدى حفـيدات الجد، وقاطع ابنه «سطام» الذي أدى دوره الممثل دريعان الدريعان الذي يعمل فـي المدنية والمستقر مع عائلته هناك.
فرض الجد ليام قوانينه على أسرته كأي سلطة اجتماعية أوجدت قوانينها الخاصة بها، هذه القوانين لفتت انتباه السياسي الإنجليزي جون باجوت جلوب (1897-1986) المعروف بجلوب باشا الذي قال فـي كتابه (مغامرات بريطاني فـي بلاد العرب، ترجمة عطية الظفـيري): «إن العرب من أشجع الناس قولا، وأكثرهم ديمقراطية، وهم يحبون أن يُحكموا بالرجال لا بالقوانين واللوائح» هو ذاته الذي وصف حياة المدينة بالضجر حين قال: «لقد تركنا حياة المدينة المضجرة وراءنا وحياة الحرية فـي الصحراء الشاسعة أمامنا،.. إن هناك شيئا من الجاذبية العجيبة لهذا الأفق الأزرق اللامتناهي للصحراء، والممتد على مدى البصر».
جرى تصوير الفـيلم فـي جدة بمنطقة نيوم فـي شمال المملكة العربية السعودية، وقد أضافت المشاهد الطبيعية جمالا على مشاهد الفـيلم الذي أبقى على فصل سنوي واحد هو فصل الصيف، مع أن الأحداث تناولت دخول قوات الحلفاء إلى الجزيرة العربية وعمليات تحرير الكويت التي جرت فـي الشتاء فـي منتصف يناير 1991، إلا أن الأجواء الشتوية لم تظهر فـي الفـيلم.
اعتمد الممثلون اللهجة البدوية السعودية فـي الحوار والتمثيل، وهذا ما لقي قبولا ونقدا فـي الوقت ذاته نظرا لصعوبة اللهجة البدوية لدى المتلقي غير الخليجي. شارك فـي التمثيل كل من مشعر المطيري وميلا الزهراني وحمدي الفريدي وريم فهد وراوية أحمد.
لفت نظري فـي الفـيلم لعبة يمارسها الأطفال وهي عبارة عن انتقال عود النار بين أيادي اللاعبين، واللاعب الذي ينطفئ فـي يده العود ينطق باسم حبيبته. هذه اللعبة تسمى فـي جبال ظفار بلعبة «آجيدال» وتمارس بالقوانين ذاتها ولكنها تمارس ليلا.
يذكر أن عنوان الفـيلم «هوبال» يعني نداء الراعي للإبل. ويسميه رعاة الإبل فـي ظفار «ششمعوت» فـيردد الرعاة عند المساء «أهيه أووه أووه»، وعند السرح من المبرك «فو فو فو»، توجد هناك طرق أخرى لحث الإبل على المسير السريع تسمى «الكفش» أو «آلحيق».
سيشكل فـيلم هوبال حجارة الزاوية فـي السينما السعودية التي ينتظر منها إنتاج أفلام مميزة خلال السنوات القادمة تضع المملكة على السجاد الأحمر لأي مهرجانات سينمائية دولية. بالإضافة إلى القيمة الفنية للفـيلم إلا أنه يُعد إنجازا حقيقيا للصناعات الثقافـية والترويج للحياة الثقافـية والسياحية فـي المملكة.
محمد الشحري كاتب وروائي عماني