موقع النيلين:
2025-03-04@14:54:19 GMT

الليل الأمريكي الطويل

تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT


مرة وراء الأخرى، تصطف أمريكا إلى جانب العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين في مجلس الأمن الدولي، تستخدم الفيتو ضد أي مشروع إنساني يطالب بإيقاف الحرب، ترسل الأسلحة والذخائر المدمرة لإبادة البشر والحجر، تستقطع الوقت بإرسال أنتوني بلينكن وزير خارجيتها إلى المنطقة للإيهام بالحل، لكن الأمر أشبه بليل أسود طويل، هو الليل الأمريكي الطويل.

كان الرئيس البرازيلي لولا دي سليفا شجاعًا حين وصف ما يجري للفلسطينيين، بأنه أشبه بمحرقة هتلر النازية لليهود في أوروبا، أما جوزيب بوريل مسئول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فاكتشف الجانب الساخر في شخصيته، حين قال عن حق: إلى أين سيذهب الفلسطينيون؟ هل إلى القمر؟

العالم سمع وقرأ عن «المحرقة» وأدانها بكل اللغات، أو فرضت عليه الإدانة خوفًا وطمعًا، ودفع أثمانها المزمنة من أفكاره وحريته في البحث والتقصي، لكنه لم يشاهدها قط، بينما هو الآن يشاهد جريمة الإبادة الجماعية على الهواء مباشرة!

تعتقد «جماعة عرقية ودينية» من البشر أنها فوق الجميع، كان هتلر يظن في نفسه وسلالته وجنسه ذلك.

العالم بألوانه وأعراقه في نظر «الجماعة» مجرد «أغيار» يقوم على خدمتها، وأنها مسألة فوق المسألة، ولهذا عاشت في محنة مستمرة في كل مكان وزمان، وما من دولة أوروبية إلا وأقدمت على اضطهاد هذه «الجماعة» لألف عام متواصلة.

ما علاقة الشعب الفلسطينى بما كان يجري لهذه «الجماعة» في أوروبا؟ وما علاقة الإقليم العربي بالمخططات الخرافية، والكتب الصفراء العتيقة؟ ولماذا عليهم الاختيار أن يكونوا أرض الاختبار، والتجريب فيهم، وتخويف الآخرين بما يحدث لهم من غزو وحروب وفوضى مستمرة؟

بعض ماكري السياسة والصحافة قال ذات مرة، إن غزو العراق عام 2003 جاء لتخويف أوروبا والصين وروسيا، وكل من يفكر أو يشكك في صاحبة الليل الطويل.

يقول توابع فكرة الليبرالية المتوحشة إن “الديمقراطية” لا تغزو ولا تشن الحرب، بينما الواقع يكذبهم، فالديمقراطية المتوحشة لم تنقطع عن شن الحرب في أي وقت بصور شتى..

ألم تكن أحداث 2011 حربًا متكاملة بنمط جديد؟ أليس ما يجري في غزة هو تصفية لمخازن السلاح التي لم تعد مفيدة في المعارك الهجينة المقبلة؟ أليس ما يجري في غزة هو التمهيد النيراني لشق الممرات الجديدة لتجارة عالمية مرتقبة؟
ما العمل وما الحل؟

لا بد من تغيير المعادلة الراهنة في النظام الدولي، وتحويله من نظام برأس واحدة إلى نظام متعدد الرءوس، فالثقافة العالمية ليست واحدة، ولا العقائد واحدة، واحترام هذا الاختلاف قولا وفعلا هو الطريق الوحيد لنجاة العالم من ”المحرقة الحقيقية”.

أما الحل فيكمن في بناء ثقافي مختلف، يحترم كل الشعوب بلا فصل عنصري، كالذي يحدث في فلسطين، ويحدث بين دول الشمال الغنية وبين دول الجنوب الفقيرة، وضرورة رفض نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية، وتكوين نظام يغطي كل شعوب العالم، يتم التمثيل فيه على قدم المساواة.

هل فات الوقت؟

لا، لم يفت بعد، فالغرب، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية، يعاني من تصدعات اجتماعية خطيرة، ويريد أن ينجو بالقفز للأمام، من خلال نشر سلسلة مجموعة من الحروب الصغيرة، تصل به في نهاية المطاف إلى السيطرة على الكرة الأرضية مرة أخرى، في استعادة لحنين استعماري مفقود، بينما هو في الحقيقة يواجه زلازل اجتماعية وفكرية، تجعله أقرب إلى الخروج من التاريخ.

مهدي مصطفى – بوابة الأهرام

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

ستسيطر على دول في ناتو..قطع الدعم الأمريكي لأوكرانيا يقلب الموازين لصالح روسيا

أكد معهد دراسة الحرب الأمريكي، أن وقف المساعدات العسكرية الأمريكية إلى أوكرانيا، يقرب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، من تحقيق النصر في حربه ضد أوكرانيا.

NEW: Senior US officials are suggesting that the United States may cut all aid to Ukraine, although President Trump has not indicated any such intention.

Cutting the current flow of aid to Ukraine would directly undermine President Trump’s stated goal of achieving a sustainable… pic.twitter.com/g5wdz2UciO

— Institute for the Study of War (@TheStudyofWar) March 1, 2025

وقال المعهد من واشنطن في تحليل نشره، السبت، إن قطع الدعم العسكري والمالي الأمريكي لكييف، كما هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "يقلب موازين الحرب لصالح روسيا، ما يمنحها تفوقاً أكبر في ساحة المعركة في أوكرانيا، ويزيد احتمالات انتصار روسيا".

وأضاف المعهد أن بوتين قد يزيد جرأة في استخدام القوة لتحقيق أهدافه الاستراتيجية، بالسيطرة على دول أخرى من دول ما بعد الاتحاد السوفيتي، مثل ليتوانيا، وإستونيا، ولاتفيا، أعضاء حلف شمال الأطلسي، ناتو في منطقة البلطيق.

وأضاف المعهد الأمريكي أن خفض المساعدات لأوكرانيا يضعف أيضاً نفوذ الولايات المتحدة في العالم. وقال: "شكلت روسيا، وإيران، وكوريا الشمالية، والصين الشعبية تحالفاً يهدف لهزيمة الولايات المتحدة وحلفائها في جميع أنحاء العالم، وهي تختبر حالياً مدى التزام الولايات المتحدة تجاه حلفائها في أوروبا والشرق الأوسط ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ".

مقالات مشابهة

  • صحف عالمية: ترامب قلب نظام العالم وخلافه مع زيلينسكي أضر بحلف الناتو
  • "سموتريتش" يشدد على ضرورة الدعم الأمريكي لمواصلة الحرب
  • التقارب بين ترامب وبوتين ليس صدفة.. الديهي يكشف عن تصاعد اليمين المحافظ الأمريكي
  • اجتماع حاسم لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن أوكرانيا
  • مسؤول أمريكي سابق يتحدث حول شكل «نظام الحكم القادم» في سوريا!
  • العراق يجري تعديلات على نظام منح «تأشيرات الدخول»
  • مخالفًا ترامب .. رئيس النواب الأمريكي: علينا إنهاء الحرب فى أوكرانيا
  • الأمم المتحدة: تخفيض التمويل الأمريكي للمنظمات الأممية سيكون له عواقب مدمرة
  • ستسيطر على دول في ناتو..قطع الدعم الأمريكي لأوكرانيا يقلب الموازين لصالح روسيا
  • انهيار التحالفات القديمة وصعود نظام عالمي جديد