على جبهة أفدييفكا.. الأوكرانيون يخلون القرى وروسيا تسيطر عليها
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
قالت وزارة الدفاع الروسية إن القوات الروسية سيطرت على قرية ستيبوف الأوكرانية التي تقع على بعد نحو 11 كيلومتراً شمال غربي أفدييفكا.
وكان الجيش الأوكراني قد أعلن أمس الثلاثاء أنه سحب قواته من ستيبوف وسيفيرن، وهما قريتان كان تعداد سكانهما قبل الحرب أقل من 100 نسمة.
وسيطرت روسيا على بلدة أفدييفكا في وقت سابق من هذا الشهر، وهو أول مكسب كبير لها منذ السيطرة على مدينة باخموت في مايو الماضي.
وكان دميترو ليخوفي المتحدث باسم الجيش الأوكراني قد قال الثلاثاء إن كييف انسحبت من قريتي سيفيرنى وستيبوفى الواقعتين قرب بلدة أفدييفكا شرق البلاد، والتي تخضع مؤخراً لسيطرة القوات الروسية.
وأضاف: "انسحبت قواتنا من قريتي سيفيرنى وستيبوفى الصغيرتين.. واحتدم القتال من أجل (استعادة السيطرة على) سيفيرنى مساء وليلا أمس"، مضيفاً أن روسيا تكبدت خسائر فادحة في هذا القتال.
وتتراجع أوكرانيا إلى مواقع على خط المواجهة يقول ليخوفي إن تضاريسها مناسبة أكثر للدفاع.
وذكر المتحدث أن عدد سكان القريتين كان أقل من 100 قبل الحرب.
وأدى الانسحاب من أفدييفكا، منذ أقل من أسبوعين، إلى مغادرة قوات كييف قرى في تلك المنطقة.
كما أعلن الجيش الأوكراني الثلاثاء أن "معارك ضارية" تدور قرب بلدة تشاسيف يار، القريبة من باخموت شرق أوكرانيا، والتي "يحاول الجيش الروسي التقدم باتجاهها".
والسيطرة المحتملة على هذه المنطقة شبه المهجورة قد يسمح للقوات الروسية بتكثيف هجماتها على كراماتورسك، آخر مدينة رئيسية في دونباس تسيطر عليها كييف ويستهدفها القصف الروسي بشكل متزايد.
اقرأ أيضاًالبيت الأبيض يعلن فرض 500 عقوبة جديدة على روسيا
روسيا تعلن السيطرة على قرية بوبيدا فى شرق أوكرانيا
أوكرانيا: لا بيانات رسمية تفيد بتلقي روسيا صواريخ باليستية من إيران
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أفدييفكا أوكرانيا الحرب الأوكرانية الحرب الروسية روسيا مدينة باخموت وزارة الدفاع الروسية
إقرأ أيضاً:
رغم الهدنة.. الأوكرانيون لا يعولون على أميركا ويتوقعون الأسوأ
كييف – شكَّل الاجتماع الأوكراني الأميركي في مدينة جدة بالسعودية منعطفا هاما قبل أيام، ففيه "أصغى" الأميركيون لمطالب الأوكرانيين، كمال قالوا، واستأنفت واشنطن بعده دعم كييف بالمال والسلاح، بعد أيام من مشادة حادة وخلافات بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
لكن الأهم من ذلك، كان مقترحا أميركيا يقضي بـ"هدنة مؤقتة"، يتوقف خلالها إطلاق النار بين الروس والأوكرانيين مدة 30 يوما، الأمر الذي لم يطرح له مثيل منذ بداية الحرب في فبراير/شباط 2022.
تشاؤم "مبرر"وسارع الأوكرانيون للموافقة، وقالوا إنهم "أكثر من يريد وقف الحرب وإحلال السلام"، وإن "فلاديمير بوتين وُضع في زاوية اختبار الجدية"، أو أن "الكرة في ملعب روسيا"، حسب قول الأميركيين.
من جانبها، رحبَّت موسكو بالمقترح -من حيث المبدأ-، لكنها أبدت "تفاؤلا حذرا" بشأن التوصل إلى اتفاق، لاسيما مع وجود "خلافات حول قضايا جوهرية".
ولذا، اعتبر زيلينسكي أن "روسيا تسعى لمواصلة الحرب، وستحاول تعطيل السلام قدر الإمكان"، داعيا الولايات المتحدة لممارسة "ضغط كاف" يجبر بوتين على إنهاء الحرب.
وسرعان ما تبدد ذاك التفاؤل، بعد تصريح زيلينسكي، خاصة وأنه أُتبع بكثير من الآراء ووجهات النظر التحليلية التي برَّر خلالها الخبراء صعوبة تطبيق الهدنة المؤقتة بسهولة.
إعلان
واستعرض خبراء أوكرانيون جملة من الأسباب حول ذلك، أهمها:
مخالفة المصلحة الروسية: يقول الخبير فولوديمير فيسينكو، رئيس مركز الدراسات السياسية التطبيقية "بنتا" إن "اجتماع جدة كان بمصلحة أوكرانيا، لأنه منحها أكثر مما توقع الروس وتوقعنا جميعا في حقيقة الأمر(الإصغاء الأميركي واستئناف الدعم ومقترح الهدنة).
وأضاف فيسينكو للجزيرة نت "موسكو ستعطل الهدنة، لأنها تعتبرها فترة تحتاجها كييف أكثر للراحة وإعادة الحسابات وترتيب الأوراق، ولهذا تشترط أمورا معينة، كوقف عمليات التسليح والتعبئة والتدريب، التي تعني بالضرورة زخما أكبر للعمليات القتالية فيما بعد، وهذا ليس في صالح الروس".
شروط روسية مستحيلة وسلام غير عادل: تحت هذا البند، يعلق الخبير كونستانتين إليسيف، مدير مركز "الحلول الجديدة"، على هذه الشروط، ويقول للجزيرة نت "يريد الكرملين هدنة تحمل طابع الاستسلام بالنسبة للأوكرانيين"، بمعنى "تخلوا عن الاستعداد لاستئناف القتال بينما أفعل أنا ذلك بكل قوة".
ويضيف أن "قبول شروط روسيا يؤسس لتنازلات إستراتيجية أكبر لاحقا، تتعلق بشكل السلام الدائم الذي تريده روسيا، وهو سلام غير عادل، يجردنا من السلاح وحق استرجاع الأراضي وعضوية الناتو".
ويتابع إليسيف أن اجتماع جدة "ربما كان ناجحا إلى حد ما بعد أسبوعين من التوتر مع واشنطن، لكنه لم يحرز أي تقدم فيما يتعلق بالضمانات الأمنية التي تضمن السيادة، ولم يكشف عن صورة السلام النهائية التي يرسمها ترامب".
لا ثقة بترامب والأميركيين: وهذا السبب أساسه ما حملته الأسابيع الماضية من توترات، ويقول عنه السياسي رومان بيزسميرتني، وهو سفير أوكرانيا السابق لدى بيلاروسيا، في حديث لموقع "نوفا فريميا"، إن "الأميركيين غير موثوق بهم اليوم، علينا أن ننسى كلمة إستراتيجية في التعامل مع ترامب".
وحسب بيزسميرتني، فإن ترامب يستخدم في الحياة وفي الأعمال التجارية مبدأ "السرقة والهروب"، ويريد "القفز سريعا من سفينة الحرب"، في إشارة إلى سعي ترامب "لإنهاء الحرب -بأي شكل- حتى لو كان مرفوضا من جميع الأطراف، والخروج منها بعقود تجارية ضخمة لصالح بلاده".
إعلاناستحالة التطبيق على الأرض: وسواء قبل الروس الهدنة أم لم يفعلوا، لأن خطوط المواجهات -وفق الخبير فيسينكو- غير ثابتة، وهي تمتد أكثر من 1200كلم وتتغير كل يوم، ناهيك عن اعتبار روسيا أن معظم تلك الخطوط يقع ضمن أراض أوكرانية احتلتها ثم ضمتها وباتت تعتبرها جزءا من الأراضي الروسية.
سيناريوهات
وأمام ما سبق، استبعد كثيرون تطبيق الهدنة، وإن تمت بشكل أو بآخر، لا يرى فيها آخرون أساسا يُمهِّد لنهاية الحرب.
ويقول الخبير إليسيف "لم يوافق بوتين ولم يرفض، في المعجم الدبلوماسي، عندما تقول (نعم) ثم تقول (لكن)، فإن كل ما يأتي قبل (لكن) لا يهم، مطلقا، الروس لا يريدون وقف إطلاق النار".
ويضيف أن ما يحدث الآن "بداية طريق طويل نحو فكرة وقف إطلاق النار. من الواضح أن لدى الأميركيين أدوات معينة للضغط على بوتين، وهذا ما لمّحوا إليه فعلا".
ويعتقد الخبير إليسيف أن الهدنة قد تكون هشَّة، ولن تكون بداية لنهاية الحرب، وأن "أوكرانيا تقف أمام 3 سيناريوهات، إذا تمت الهدنة فعلا، أولها وأفضلها أن تُدفع روسيا نحو الهدنة والسلام المقبولين بتشديد العقوبات، وأن تُعزَّز أوكرانيا بإمداد ضخم من الأسلحة والصواريخ بعيدة المدى والتمويل، وما إلى ذلك، إذا كانت الهدنة ضعيفة فعلا".
أما السيناريو الأخير، وهو الأسوأ بالنسبة للأوكرانيين وفق مدير مركز "الحلول الجديدة"، فيتمثل بأن تمارس الولايات المتحدة الضغط على أوكرانيا بدلا من روسيا لإرضائها، وبهذا "نُدفع نحن نحو هدنة ونهاية للحرب لا تناسب إلا الروس".