بوابة الوفد:
2024-11-12@23:53:50 GMT

أزمان الغربة

تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT

 
لماذا يشعر الناس فى عمومهم بالغربة رغم زحمة الحياة؟ وهل هى غربة أم اغتراب عن الواقع وفقدان تدريجى للغة التواصل بين الإنسان ومجتمعه؟ أتصور أن هناك مسئولية مشتركة عن الحال الذى وصل إليه غالبية المصريين من شعورهم بالغربة والاغتراب معا. 
الغربة فى تعريفات علم الاجتماع غربة مكانية ونفسية، أما الاغتراب، فيمكن أن يشعر به الواحد منا ويغترب عن نفسه، وعن مجتمعه وزمنه، وكل هذا وهو يعيش وسط ركام من الأحياء.

تاريخيا لم تكن العلاقة بين المصريين والسلطة على درجة من التفاعل الإيجابى الذى يشعر معه الإنسان بأنه شريك فى صنع الحياة وليس أجيرا أو حارسا على بوابة المتولى.. من الأزمنة المصرية القديمة والملوك آلهة على الأرض، يخلدون أنفسهم بالسلطات المطلقة، وعند موتهم ينتقلون من قصور الدنيا إلى قصور الآخره التى بنوها قبل موتهم فى صورة معابد ومدافن هى أكبر شاهد على أزمنة مضت حتى اليوم، وربما لم يعثر الأثريون على منزل أو قبر لمواطن مصرى بسيط نعرف منه كيف عاش هؤلاء الناس، وهل قتلتهم الغربة فتلاشوا فى فضاءات الزمن ولم يتركوا أثرًا؟
أما مسئولية الناس عن ذلك الشعور الكبير بالغربة والاغتراب فيكمن فى تلك النوستالجيا (الحنين إلى الماضى) الغريبة التى تجعل المعذبين اليوم يحلمون بالأمس القريب والبعيد، ويعتبرون ما مضى من عصور هى عصور الحب والحلم والأمان.. الحقيقة أن التاريخ الطويل للمصريين يبدو أنه أفقد المعاصرين تحديدًا القدرة على التأمل الصحيح للماضى سواء القريب أو البعيد.. التأمل الصحيح هذا من المفترض أن نرى من خلف نظارته المكبرة أن هذا البلد لم يهنأ يوما بنماء متصل، ولم ينعم فيه الناس بحرية حقيقية ترفع من أقدارهم وتعينهم على إبداع حياة جديدة.. حتى الفترة التى نسميها بالليبرالية فى تاريخ مصر (نهايات القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين) هى نفسها فترة الفقر المدقع الذى يضرب جموع المصريين، وهى نفسها فترة الأوبئة الفتاكة ومشروع الحفاة. الحكاية أن طواحين الغربة والاغتراب قديمة ولكن قسوتها فى عصرنا الحديث وأيامنا الجارية الآن أنها تعصف بنا وتقطف رؤوسنا، سواء كانت رؤوس حكمة أو جهالة.. لقد أصبحنا جميعا كما قال يوما الأديب "أحمد خالد توفيق" كصناع الطرابيش المهرة الذين لا مثيل لهم، ورغم ذلك لا أحد يعرفهم ولا أحد سيلبس ما يصنعون.. أنهم قد ماتوا على الشاطئ الآخر للزمن، وسيلحق بهم كل من يتصور أن النعيم فقط فيما مضى وليس فيما يمكن أن نصنعه اليوم وغدا.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: كامل عبدالفتاح علم الاجتماع

إقرأ أيضاً:

طلب إحاطة لمواجهة سماسرة الحج قبل بدء الموسم الجديد

تقدمت النائبة سحر طلعت مصطفى، عضو لجنة السياحة والآثار، بطلب إحاطة إلى المستشار الدكتور حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، موجه إلى وزير السياحة والآثار، بشأن استعدادات الحكومة لموسم الحج الجديد لتفادى سلبيات الموسم الماضى.

وقالت سحر طلعت مصطفي في طلب الإحاطة: “شهدت الأيام الأخيرة، انتشار إعلانات سماسرة الحج عن برامج وأسعار الموسم الجديد، وذلك عبر  مواقع التواصل الاجتماعي، في محاولة لجمع أكبر عدد من الراغبين في الحج والحصول منهم علي مقدمات من الأموال”.

وأضافت: “يأتى ذلك في ظل إعلان الوزارة عن ضوابط الحج في الموسم الجديد،  بينما تم السماح لشركات السياحة بتلقى طلبات الراغبين في أداء الحج السياحي”.

وأشارت إلى أن ما حدث العام الماضي، كان السبب الرئيسي وراءه، هو كثرة عدد السماسرة الذين استغلوا رغبة العديد من المواطنين في أداء فريضة الحج، وقاموا بتسهيل عملية سفرهم للسعودية بتأشيرات زيارة للمملكة، وذلك بالتحايل على القانون، الأمر الذى تسبب في أزمة الموسم الماضي.

ونوهت النائبة في طلب الإحاطة لمحاولات البعض حاليا استغلال أى ثغرات في منظومة الحج للتحايل علي القانون، مثل استغلال نظام الترانزيت الذى فعلته المملكة العربية السعودية. 

وتابعت: "لذلك أتمنى من الحكومة توضيح استعدادها وتحركاتها بشأن تفادى سلبيات الموسم السابق في منظومة الحج".
 

مقالات مشابهة

  • عيد الجهاد الوطنى ملحمة شعبية غيرت التاريخ
  • طلب إحاطة لمواجهة سماسرة الحج قبل بدء الموسم الجديد
  • دفاع ضحية إمام عاشور: موكلي يشعر بالقهر وتحول من مجني عليه لمتهم.. فيديو
  • ‏أب يمني يفاجئ ابنته بحضور حفل تخرجها بعد 14 عاما من الغربة بالسعودية.. شاهد ردة فعلها المؤثرة
  • مرحباً ترامب!
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. للغربة رائحة!
  • خالف.. و"تصالح"
  • يتعافى المرء بأصدقائه
  • وأنت ما لك
  • طفرة في البنى التحتية للمستشفيات وتوفير خدمات صحية بجودة عالية لكل المصريين