«نطق الشهادة ومات».. والدة أشهر محارب سرطان في بني سويف تكشف أمنيته
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
لا تزال صامدة راضية بقضاء الله وقدره، صوتها يكسوه الرضا والحزن، لا تقوى على نسيان ابنها، الذي تحتسبه عند الله شهيدًا، بعد أن وافته المنية متأثرا بإصابته بمرض السرطان.
بعد رحلة طويلة استمرت نحو 11 عامًا مع المرض، رحل محمد طه أشهر محارب سرطان، في ليلة مباركة يوم الاثنين الموافق النصف من شعبان، ودعه فيها المئات من أهالي بني سويف في مشهد مهيب، فبدلًا أن تزفه عريسًا إلى عش الزوجية؛ إذ كان الراحل يستعد لإتمام خطبته ودعته باكية إلى مثواه الأخير.
لم يتجاوز الـ26 من عمره، وكان معروفًا بطيب الخلق وحسن السيرة، بارًا بوالدته دومًا، حريصًا على إدخال البهجة إليها وشقيقته الوحيدة، التي تصغره بـ3 أعوام، متزوجة ولديها ابنان؛ إذ اعتاد الراحل محمد طه أشهر محارب سرطان في بني سويف على زيارة شقيقته في شهر رمضان، ولم يقطع عادته في شراء الفوانيس لأطفالها الصغار، إلا أن هذا العام لم يوفِ بعهده، طالبًا منها أن تأخذ أموالًا وتشتري ما تريده، لكنها رفضت مؤكدة أنه سيفعل ذلك بنفسه، ليرحل «عريس السماء» قبل أسبوعين من بداية شهر رمضان المبارك: «كانت وصيته دايمًا أنه يشوفنا مبسوطين، ومتعود دايمًا يجيب ياميش رمضان لأخته والفوانيس لأودها علشان كده اتعلقوا بيه وحبوه جدًا» وفقًا لثريا فتحي، والدة الشاب الراحل محمد طه، خلال حديثها لـ«الوطن».
«دفنت عريس.. دفنت عريس».. كلمات رددتها والدة العريس صارخة وهي تتذكر وداع نجلها قبل زفافه، موضحة أنها كانت حريصة على إنهاء جميع تجهيزاته مبكرًا، لتراه عريسًا في «الكوشة»، إلا أن مرضه أسدل ستار النهاية على قصته، لتُلغى خطبته، بعد أن أدرك كونه راحلًا لا محالة.
آخر لحظات حياتهاعتاد الشاب العشريني قبل رحيله على تأدية الفروض في وقتها، لا سيما صلاة الفجر، داخل المستشفيات، التي كان يتنقل بينها واحدًا يلي الآخر، فقضى 4 أيام في مستشفى سانت تريز، قبل أن يُنقل إلى المستشفى العسكري يوم الخميس الماضي: «كنت بخليه يتوضأ دايمًا، كان يقولي يا ماما مش هقدر، بقوله صلي وأنت قاعد، وآخر مرة صلى الفجر ودعا كتير جدًا، وقبل ما يدخل العناية بيومين، أذَّن في البيت بصوته وصليت وراه إمام ودي كانت آخر مرة وأمنيته أنه يتجوز ويفرحنا لكن القدر مسمحلهوش».
المصدر: الوطن
إقرأ أيضاً:
مستشفى بني سويف التخصصي تنجح في إجراء 3 عمليات دقيقة للأطفال مجانًا
أثنى الدكتور محمد هاني غنيم، محافظ بني سويف، على النجاح الطبي الذي حققه الفريق الطبي بوحدة القسطرة القلبية بمستشفى بني سويف التخصصي، بعد تمكنه من إجراء ثلاث عمليات قسطرة قلبية دقيقة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنة وثلاث سنوات، تحت إشراف الأستاذة الدكتورة أمل السيسي، أستاذ أمراض قلب الأطفال والقسطرة القلبية بكلية طب قصر العيني.
وأكد المحافظ أن هذا الإنجاز يعكس مدى التطور الذي تشهده المنظومة الصحية في المحافظة، خاصة في التخصصات الدقيقة التي كانت تتطلب في السابق سفر المرضى خارج بني سويف، مشيدًا بالكفاءات الطبية المتميزة التي نجحت في تنفيذ هذه العمليات وفق أحدث المعايير الطبية، ما أسهم في تحقيق نسب شفاء مرتفعة وتقليل معاناة المرضى وذويهم.
من ناحيته أوضح الدكتور أحمد صادق، مدير عام مستشفى بني سويف التخصصي، أن العمليات شملت إغلاق الوصلة الشريانية وإغلاق الثقب بين الأذينين، وهي إجراءات دقيقة تتطلب مهارات طبية متقدمة، مشيرًا إلى أن جميع الحالات تماثلت للشفاء بشكل جيد، وسط متابعة مستمرة من الطاقم الطبي لضمان استقرار حالتهم الصحية.
وأشار إلى أن العمليات أجريت بالكامل مجانًا على نفقة التأمين الصحي، في إطار جهود الدولة لدعم الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين وتخفيف الأعباء عن المرضى، لافتًا إلى أن مثل هذه التدخلات العلاجية لم تكن متاحة داخل بني سويف سابقًا، وكان يتم تحويل الحالات إلى مستشفيات خارج المحافظة، مما كان يشكل عبئًا نفسيًا وماليًا على الأسر، خاصة في ظل حاجة الأطفال لرعاية خاصة أثناء السفر والتنقل.
وأكد د.أحمد صادق أن هذه الإنجازات تأتي في إطار جهود أمانة المراكز الطبية المتخصصة بوزارة الصحة، برئاسة الأستاذة الدكتورة مها إبراهيم، والتي تسعى إلى تطوير المستشفيات التابعة لها على مستوى الجمهورية، تحت إشراف وزارة الصحة المصرية، بما يسهم في دعم جهود الدولة نحو تحسين مستوى الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين.
كما توجه "صادق" الشكر والتقدير للفريق الطبي الذي شارك في نجاح العمليات، مؤكدًا أن هذه الإنجازات تأتي ضمن رؤية المستشفى لتعزيز الخدمات التخصصية الدقيقة، والارتقاء بمستوى الرعاية الصحية المقدمة للمرضى، مشيرا إلى أن الفريق الطبي الذي أجرى العمليات ضم كل من: أمل السيسي، أستاذ أمراض قلب الأطفال والقسطرة القلبية بكلية طب قصر العيني، محمد جمال أخصائي أمراض القلب، إيمان جمال أخصائي التخدير، محمد حسن فني القسطرة، ومن هيئة التمريض: هبة جنيدي وهدى محمد.