الجزيرة:
2024-08-12@03:24:30 GMT

فريدمان: الغضب يشتد وإسرائيل تخسر العالم

تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT

فريدمان: الغضب يشتد وإسرائيل تخسر العالم

يقول الكاتب الأميركي توماس فريدمان إن مكانة إسرائيل ومستوى القبول بها، والشرعية التي تم بناؤها بشق الأنفس لها على مدى عقود، تتآكل بسرعة متزايدة بين الدول الصديقة. وإذا لم يكن الرئيس الأميركي جو بايدن حذرا، فإن مكانة واشنطن العالمية ستنخفض إلى جانب مكانة إسرائيل.

وأوضح فريدمان -في مقال له بصحيفة "نيويورك تايمز"- أنه وبعد جولة طويلة من الهند إلى الإمارات والأردن، يرغب في إيصال رسالة عاجلة إلى بايدن والإسرائيليين، وهي أنه يعتقد أنهم لا يقدّرون تماما الغضب الذي يتصاعد في جميع أنحاء العالم، والذي تغذيه وسائل التواصل الاجتماعي ولقطات التلفزيون، بسبب مقتل الآلاف من المدنيين الفلسطينيين، وخاصة الأطفال، بالأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة في الحرب على غزة.

الغضب يشتد

وأضاف الكاتب أنه من الواضح أن مثل هذا الغضب يشتد في العالم العربي، لكنه سمعه مرارا وتكرارا في محادثات في الهند خلال الأسبوع الماضي مع أصدقاء وقادة أعمال ومسؤولين وصحفيين صغارا وكبارا.

وأشار إلى ان ما سمعه في الهند هو أكثر دلالة لأن حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي التي يهيمن عليها الهندوس هي القوة الرئيسية الوحيدة جنوب الكرة الأرضية التي دعمت إسرائيل وألقت باللوم باستمرار على حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وقال: مع كثرة القتل للمدنيين في غزو انتقامي شنته حكومة إسرائيلية دون أي أفق سياسي لليوم التالي، مع إعلان رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو خطة تقول للعالم إن إسرائيل تعتزم احتلال كل من الضفة الغربية وغزة إلى أجل غير مسمى، فإنه ليس من المستغرب أن أصدقاء إسرائيل سوف يبتعدون وسيبدأ فريق بايدن في الظهور بشكل سيئ.

إسرائيل تفعل ما يسهّل عزلها

ودلل الكاتب على تآكل مكانة إسرائيل في العالم بالدعوات التي تحدث كل يوم لحظر إسرائيل من المسابقات أو الأحداث الأكاديمية والفنية والرياضية الدولية، قائلا إن حكومة إسرائيل الحالية تفعل أشياء تجعل ذلك سهلا للغاية.

وزعم أن كثيرا من أصدقاء إسرائيل يتضرعون الآن من أجل وقف إطلاق النار حتى لا يطلب منهم مواطنوهم أو ناخبوهم ألا يكونوا غير مبالين بهذا العدد الكبير المتصاعد من الضحايا المدنيين في غزة.

وأضاف أن العديد من القادة العرب الذين يريدون سرا رؤية حماس مدمرة، يتم الضغط عليهم من الشوارع إلى النخب لإبعاد أنفسهم علنا عن إسرائيل غير الراغبة في النظر في أي أفق سياسي لاستقلال الفلسطينيين على أي حدود.

واستمر يقول إنه شعر أن العالم كان مستعدا في البداية، بعد هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، لقبول أنه ستكون هناك خسائر كبيرة في صفوف المدنيين إذا كانت إسرائيل ستقتلع حماس وتستعيد رهائنها، لكنه الآن لا يقبل هذا المزيج السام من آلاف الضحايا المدنيين وخطة سلام لنتنياهو لا تعد إلا باحتلال لا نهاية له.

حرب إسرائيل مفرمة بشرية

ووصف الحرب الإسرائيلية في غزة بأكملها بأنها بدأت تظهر إلى المزيد والمزيد من الناس مثل مفرمة اللحم البشرية التي هدفها الوحيد هو تقليل عدد السكان حتى تتمكن إسرائيل من السيطرة عليها بسهولة أكبر.

مظاهرات في العاصمة الألمانية دعماً لغزة (الجزيرة)

ويرى الكاتب أن رفض نتنياهو حتى التفكير في محاولة تعزيز علاقة جديدة مع الفلسطينيين من غير (حماس) سببه أن ذلك يهدد منصبه كرئيس للوزراء، والذي يعتمد على دعم الأحزاب اليهودية اليمينية المتطرفة التي لن تتنازل أبدا عن شبر واحد من الضفة الغربية.

وأكد أن ذلك من الصعب تصديقه، لكن عاد وكرر الكاتب أن نتنياهو مستعد للتضحية بشرعية إسرائيل الدولية التي تم الحصول عليها بشق الأنفس من أجل احتياجاته السياسية الشخصية، ولن يتردد في إسقاط بايدن معه.

وعبر الكاتب عن اعتقاده بأن الإسرائيليين، الذين وصفهم بأنهم لا يزالون مصدومين جدا بهجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، قد فشلوا في أن يروا أن بذل الجهد، على الأقل للتحرك ببطء نحو دولة فلسطينية تقودها سلطة فلسطينية متغيرة ومشروطة بنزع السلاح وتحقيق أهداف معينة للحكم المؤسسي، ليس هدية للفلسطينيين أو مكافأة لحماس.

إسرائيل تخسر على 3 جبهات

وقال إن إسرائيل، حاليا، تخسر على 3 جبهات في وقت واحد. تخسر الرواية العالمية بأنها تخوض حربا عادلة، وتخسر لأنها لا تملك أي خطة للخروج من غزة، وتخسر إقليميا أمام إيران ووكلائها المناهضين لإسرائيل في لبنان وسوريا والعراق واليمن، الذين يضغطون على حدود إسرائيل الشمالية والجنوبية والشرقية.

وانتهى الكاتب إلى أن هناك حلا واحدا من شأنه أن يساعد على الجبهات الثلاث: حكومة إسرائيلية مستعدة لبدء عملية بناء دولتين قوميتين لشعبين، مع سلطة فلسطينية مستعدة حقا وراغبة في تغيير نفسها، قائلا إن ذلك يعطي غطاء لحلفاء إسرائيل العرب للشراكة معها في إعادة بناء غزة، ويوفر الهدف للتحالف الإقليمي الذي تحتاجه إسرائيل لمواجهة إيران ووكلائها.

وختم بأن "الفشل في رؤية ذلك، يعرض للخطر عقودا من الدبلوماسية لجعل العالم يعترف بحق الشعب اليهودي في تقرير المصير القومي والدفاع عن النفس، كما أنه يضع إدارة بايدن في موقف لا يمكن الدفاع عنه بشكل متزايد، ومن شأنه أن يجعل إيران سعيدة".

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

NYT: السلطة الفلسطينية تحاول امتصاص الغضب والإحباط العام بعد اغتيال هنية

خرجت مجموعات صغيرة من الفلسطينيين في عدد من مدن الضفة الغربية في اليوم الذي اغتيل فيه رئيس الوزراء الفلسطيني المنتخب إسماعيل هنية في إيران للاحتجاج، وهتف بعضهم بشعارات مؤيدة لحركة حماس ولوحوا بالأعلام التابعة لها، في سابقة نادرة.

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير لمراسلتها رجا عبد الرحيم: إن محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية التي تدير أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، أدان اغتيال هنية في 31 تموز/ يوليو.

 وأمرت السلطة الفلسطينية، الخصم السياسي لحماس، بتنكيس الأعلام ودعت إلى يوم من الإضرابات وإغلاق الأعمال التجارية، بينما اجتذبت جنازة هنية زعماء سياسيين من جميع أنحاء الضفة.

وذكرت الصحيفة أن "هذا التدفق من التعاطف كان ملحوظا لأن الضفة الغربية والسلطة الفلسطينية، على النقيض من غزة التي سيطرت عليها حماس طيلة أغلب العقدين الماضيين، تهيمن عليها حركة فتح".

وأضافت أن "السلطة الفلسطينية أظهرت عموما قدرا ضئيلا من التسامح مع مثل هذه المظاهر العلنية لدعم الجماعات المسلحة في الماضي، بل إنها استخدمت القوة في بعض الأحيان لتفريقها".

وأوضحت أنه "في الأشهر العشرة التي مرت منذ الهجوم الذي قادته حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، فقدت السلطة الفلسطينية الدعم لصالح فصائل مثل حماس التي تفضل الكفاح المسلح وتقاتل إسرائيل بنشاط، وفقا لاستطلاع رأي أجراه مؤخرا المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية. وفي الوقت نفسه، تصاعدت الغارات الإسرائيلية القاتلة والهجمات التي يشنها المستوطنون اليهود على الفلسطينيين في الضفة الغربية".

ويقول المسؤولون الإسرائيليون إن "هذه الغارات تهدف إلى منع جبهة ثانية من الانفتاح في الضفة الغربية في حين تستمر الحرب في غزة. كما تتهم إسرائيل بعض الجماعات المسلحة في الضفة الغربية بالتخطيط لهجمات ضدها".

وتقول تهاني مصطفى، المحللة البارزة في شؤون فلسطين في مجموعة الأزمات الدولية: "إن السلطة الفلسطينية تقرأ الأجواء الآن". وأضافت "إذا ما قرروا فرض قيود صارمة على أنصار حماس، فإن ذلك سيكون كارثيا بكل المقاييس".

وقالت تهاني مصطفى إن "السلطة الفلسطينية تدرك أنها تفتقد الشعبية إلى حد كبير، وهو ما أثبتته استطلاعات الرأي المتوالية، وخاصة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر"، مضيفة أن قمع مظاهر الدعم لحماس خلال فترة الحداد على زعيم ربما يكون أكثر شعبية من  عباس "سيكون بمثابة انتحار سياسي".

وبينت الصحيفة أن النهج الذي اتبعته السلطة الفلسطينية في التعامل مع المظاهرات الأسبوع الماضي يشير إلى "عملية توازن سياسي من جانب السلطة الفلسطينية، التي عانت من انخفاض معدلات التأييد وأزمة الشرعية في حين اكتسبت حماس ـ التي صنفتها الولايات المتحدة وإسرائيل كجماعة إرهابية ـ مؤيدين"، على حد وصفها.

واغتيل هنية الأسبوع الماضي في دار الضيافة التي كان يقيم فيها في طهران، حيث كان يزورها لحضور تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، وحمل المسؤولون الإيرانيون وحركة حماس "إسرائيل" المسؤولية، وهو التقييم الذي توصل إليه أيضا العديد من المسؤولين الأمريكيين، بينما لم يعلن الاحتلال مسؤوليته علنا.

وتقول ديانا بوتو، المحامية والمستشارة القانونية السابقة لمنظمة التحرير الفلسطينية، التي تمثل الفلسطينيين على المستوى الدولي وتهيمن عليها حركة فتح، إن "اغتيال الزعماء السياسيين الفلسطينيين هو أمر ستتحدث عنه السلطة الفلسطينية".

وأضافت أن التسامح مع التعبير عن التعاطف مع حماس "هو وسيلة للسماح للناس بالتعبير عن مشاعرهم والتعبير عن غضبهم. ولكنني أعتقد أيضا أن هذا أمر يحزنهم حقا. إنه جزء من تاريخ إسرائيل في اغتيال قادتنا".

لقد أدت الهوة السياسية بين حماس والسلطة الفلسطينية إلى انقسام الفلسطينيين لما يقرب من عقدين من الزمان حيث حاول كل منهما وضع نفسه كزعيم شرعي. 

وقالت الصحيفة إنه "في عام 2006 خسرت فتح الانتخابات التشريعية أمام حماس، وفي العام التالي، هزم مقاتلو حماس قوات الأمن التابعة لفتح في قطاع غزة واستولوا بالقوة على حكم المنطقة".

وعلى مر السنين منذ ذلك الحين، فشلت الجهود المتعددة للمصالحة بين الفصائل المتنافسة.

ولكن في الشهر الماضي، وفي عرض غير عادي للوحدة، وقعت فتح وحماس بيانا مشتركا في بكين. ورغم أنه من الواضح أن حرب غزة المطولة والأسئلة حول من سيحكم غزة بعد الحرب جعلت الوحدة الفلسطينية أكثر إلحاحا، إلا أن هناك القليل من الدلائل الأخرى على أن الفصائل تعمل بالفعل على سد خلافاتها، بحسب الصحيفة.

ويدعم البيان المشترك، الذي وقعته أيضا فصائل فلسطينية أصغر أخرى، تشكيل حكومة مؤقتة لغزة والضفة الغربية، وجاء فيه أن الحكومة الجديدة يجب أن تبدأ العمل على توحيد المؤسسات الفلسطينية في كلتا المنطقتين، وإعادة بناء غزة والتحضير للانتخابات الوطنية.

وقالت إدارة بايدن مرارا وتكرارا إن السلطة الفلسطينية المجددة يجب أن تلعب دورا في غزة بعد الحرب.
لكن حتى أولئك الفلسطينيين الذين رأوا التطور في بكين بقدر من الأمل لديهم توقعات منخفضة، حيث أسفرت المحاولات السابقة للتوسط في الوحدة أيضا عن بيانات واتفاقيات مشتركة دون أي تقدم دائم، بحسب الصحيفة.

وذكرت أنه "لطالما انتقد بعض الفلسطينيين السلطة الفلسطينية وقواتها الأمنية، التي ساعدت بهدوء وكالات الاستخبارات الإسرائيلية في استهداف الفلسطينيين المتهمين من قبل إسرائيل بالنشاط المسلح، بما في ذلك أعضاء حماس".

وأضافت "يزعم المنتقدون أن هذه المؤسسات أصبحت أكثر من مجرد مقاولين من الباطن لقوة احتلال، تمارس السيطرة الاستبدادية، وفي بعض الأحيان، تقمع المعارضة بعنف".

وقالت تهاني مصطفى إن المزاج الكئيب الذي ساد بين العديد من الفلسطينيين في الضفة الغربية في اليوم الذي قُتل فيه  هنية كان دليلا على الدعم المتزايد لحماس.

وفي مقطع فيديو لاحتجاج في مدينة جنين بالضفة الغربية ليلة 31 يوليو/تموز، صاح رجل فلسطيني قائلا: "نحن من أرض جنين نؤكد أننا جميعا حماس"، بينما كان يقود العشرات من الناس في الشوارع.

وقالت تهاني مصطفى: "فيما يتعلق بشعبية حماس، نعم هم القادة الفعليون للفلسطينيين، سواء أحببنا ذلك أم لا. إنهم الوحيدون الذين يقاتلون من أجل الفلسطينيين في مواجهة عدم وجود حماية دولية".

مقالات مشابهة

  • بايدن: العالم يواجه منعطفاً تاريخياً
  • وفق خبراء ومراكز دراسات.. سيناريوهات المواجهة المرتقبة بين إيران وإسرائيل
  • حماس تريد وقف الحرب على غزة وإسرائيل تتعنت
  • جدعون ليفي: مجزرة مدرسة التابعين إبادة جماعية وجريمة حرب
  • غدعون ليفي: مجزرة مدرسة التابعين إبادة جماعية
  • أكاديمي أميركي: هاريس مستعدة مثل أسلافها لدعم الإبادة الإسرائيلية
  • NYT: السلطة الفلسطينية تحاول امتصاص الغضب والإحباط العام بعد اغتيال هنية
  • كاتب إسرائيلي يسخر من نتنياهو ويحذر من الاشتباك مع بايدن
  • باحث سياسي: ما فعلته إسرائيل ضد أعضاء سفارة النرويج يعبر عن إفلاس نتنياهو
  • بايدن يسارع لنزع فتيل القنبلة الموقوتة بين إيران والاحتلال بهذه الاستراتيجية