جواهر القاسمي: لا نريد أن نعلم أطفالنا قيماً مستوردة .. ويجب أن يكون أطفالنا محصنين
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
أكدت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، أن إمارة الشارقة، وبتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تركز اهتمامها على الأسرة التي يعتبر الطفل أحد أهم عناصرها ومكوناتها، مشيرةً إلى أن كل الجهات في الشارقة يجب أن يكون لها دور حيوي وفعّال في الاهتمام بالطفل ورعايته والحرص على سلامته، وسلامة الأسرة التي يجب أن تكون متكاملة وتشمل جميع أفرادها.
جاء ذلك خلال مداخلة سموها عبر برنامج الخط المباشر، حيث استعرضت مسيرة تأسيس مركز كنف – بيت الطفل في الشارقة وأهدافه، والذي يعد المركز الأول من نوعه على مستوى الدولة والمنطقة، والذي أنشئ بتوجيهات سموها وتشرف عليه إدارة سلامة الطفل في إمارة الشارقة، وافتتح رسمياً في نوفمبر 2023 لاستقبال الأطفال ضحايا الإساءات الجسدية والجنسية من كافة الجنسيات في الإمارة، ويسعى إلى توفير الدعم القانوني والنفسي والاجتماعي للأطفال على أيدي خبراء متخصصين من دون جهود مضاعفة وأعباء على الأطفال وأولياء أمورهم.
شركاء في بناء الإنسان
وأوضحت سموها أن فكرة إنشاء كنف، تعود للعام 2020، حيث بدأ البحث عن تجارب عالمية ناجحة وأن سموها اطلعت على بعض التجارب التي تمت زيارتها ليتم استثمارها في تأسيس كنف الذي يعد مظلة تجمع عدداً من الجهات والمؤسسات في إمارة الشارقة المعنيّة بالأطفال ضحايا الإساءات والعنف الأسري ، وهي: نيابة الشارقة الكليّة، ومحكمة الشارقة الاتحاديّة الابتدائيّة، والقيادة العامة لشرطة الشارقة، ودائرة الخدمات الاجتماعيّة بالشارقة، وإدارة الطب الشرعي التابعة لوزارة العدل، ومستشفى القاسمي للنساء والولادة والأطفال، ووحدة حماية الطفل في مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي، وإدارة مراكز التنميّة الأسرية التابعة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة، وهيئة الشارقة للتعليم الخاص، مشيرةً إلى أنه تم الاجتماع مع كافة الشركاء والتوافق على النقاط المهمة التي تحدد مسار كنف ومهماته.
خصوصية ويسر
وفي إجابة حول نجاح كنف في تسهيل إجراءات التعامل مع قضايا الأطفال ضحايا الإساءة، قالت سموها: “كان هناك الكثير من التجارب في المجتمع الإماراتي في التعامل مع الأطفال، لكن أردنا من خلال كنف أن نختصر الإجراءات ونجعلها في بيت واحد لتجنيب الأطفال سلبيات الإجراءات الطويلة والموزعة بين الجهات والهيئات، والتعامل مع الطفل بخصوصيّة تامة، حيث يصل البلاغ لدائرة الخدمات الاجتماعية ويتم تحويل الحالة لـ (كنف) لتجتمع كافة الجهات المختصة تحت سقف واحد لاحتواء الحالة في بيئة صديقة للطفل الذي لا يتم سؤاله إلا مرة واحدة فقط في غرفة تجمع المختص بالطفل بدون وجود عدد كبير من الناس بحيث يرتبك الطفل ويخاف فيقوم بتغيير خوفاً من الموقف”.
وأضافت سموها: “هناك وسائل تعبيرية من خلال ألعاب مخصصة لهذا الغرض للأطفال الذين لا يستطيعون البوح بما مروا به بحيث تمثل أفراد الأسرة للإشارة لمن ارتكب الإساءة وأخرى تمثل مقاطع الجسم لتحديد موقع الإساءة، كما يوجد غرفة خاصة للطب الشرعي، وحرصنا على أن تكون كافة المرافق مراقبة بشكل دائم من قبل الإدارة عن طريق الكاميرات”.
الإنسانية لا تتجزأ
وحول إمكانية امتناع الأهالي عن اللجوء لـ “كنف” وتفضيل حل المشكلات التي يتعرض لها طفل داخل البيت، أوضحت سموها أن لكل طفل ممثل قانوني يجنب الطفل عرضه أمام المحاكم، كما يتم علاج الطفل ليعود إلى بيته آمناً سالماً، ويقوم “كنف” بمتابعة الحالة ورعايتها حتى بعد العلاج، مشيرةً إلى أن كنف يستقبل جميع حالات العنف الجنسي أو الجسدي ضد الأطفال، لأن هذه حالة إنسانية والإنسانية لا تتجزأ وحتى يبقى المجتمع آمناً ويعيش الأطفال في بيئة آمنة لا بد من هذه المعالجة التي تشمل الأطفال المواطنين والمقيمين على حد سواء.
وقالت سموها: “قد يتعرض الأطفال لكافة أنواع الإساءة سواء في البيت أو المدرسة أو الشارع، وقد يأتي الاعتداء من أشخاص لا نتوقع فيهم الشر، فأين يذهب الطفل في هذه الحالة، لذلك نحن نفتح أبواب (كنف) للجميع ويتم التعامل مع الأطفال بالأرقام وبدون أسماء للخصوصية، ولدينا في المستقبل مشاريع مختلفة لوقاية الطفل والحفاظ على سلامته، خاصةً في هذه المرحلة التي تنتشر فيها أفكار لهدم الأسرة والطفل وكل هذا يحتاج إلى توعية. اليوم تضطر الأمهات لترك أبنائهن لساعات وعليهن أن يكن واعيات. لقد وفقنا الله بـ كنف وبالأخوات والأخوة العاملين فيه، والذين تلقوا التدريبات اللازمة، ونحن دائماً نوصيهم بأن التوعية أهم من العلاج”.
وبينت سموها أن كنف ليس مركز إيواء، وأن الحالات التي هي بحاجة لإيواء ستكون تحت مسؤولية الخدمات الاجتماعية حيث يتم التنسيق معهم لتقدير الحالة.
وعن سؤالها حول ما يميز كنف عن غيره من المشاريع المشابهة، قالت سموها: ” تحملت مسؤولية كنف بنفسي منذ البداية بدعم ومساعدة من صاحب السمو حاكم الشارقة، عندما تبدأ مشروع من هذا النوع تشعر بأن كل طفل هو ابنك، وتسأل نفسك كيف تحافظ عليه وعلى صحته النفسية والجسدية، وتبقيه بعيداً عن الأذى، ومن ناحية ثانية يجب على هذا المشروع أن يضمن الخصوصية وأن يتحمل العاملون فيه مسؤولية الأمانة للطفل وأسرته”.
وفي ختام المقابلة قالت سموها: “نتمنى أن يكون عملنا هذا صادقاً مع الله سبحانه وتعالى لأن إمارة الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة تستحق أن تثمر أعمالها في رعاية الطفل والأسرة مجتمعاً سليماً ومعافى، وسنظل نحاول ليكون عملنا شاملاً للأسرة وأهمية الحفاظ على نفسية الطفل من ممارسات الأهل والمدرسة أيضاً فنحن لا نريد أن نعلم أطفالنا قيماً مستوردة بل نريد أن نغرس قيم ثقافتنا وديننا في وعي أطفالنا، هذه عملية بناء مجتمع ومستقبل ويجب أن يكون أطفالنا محصنين يعرفون متى يقولون نعم ومتى يقولون لا، الطفل أولوية في البيت ويجب أن نتفق على هذه القاعدة.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
أستاذة رياض أطفال: دمج ذوي الهمم مع الأصحاء يعلمهم الكثير من المهارات
أكدت الدكتورة ولاء الدكش، أستاذة رياض الأطفال بجامعة الأزهر، أن الدعم الأسري يعد من الركائز الأساسية لبناء شخصية سوية وقوية، خاصة عندما يكون هناك إخوة من ذوي الهمم في الأسرة، مشددة على أن الأسرة تتحمل مسؤولية كبيرة في هذا الجانب لدمج الأطفال من ذوي الهمم مع أشقائهم الأصحاء.
دعم ذوي الهممونوهت “الدكش”، خلال حوار مع الإعلامية مروة شتلة، ببرنامج "البيت"، المذاع على قناة “الناس”، اليوم الثلاثاء، بأن يحدث ذلك من خلال توفير نوع من التقبل العاطفي، وهو أن نُظهر تقديرنا لأبناءنا ونُشيد بمواهبهم وقدراتهم، ثم نُشجعهم على تطوير هذه القدرات، مؤكدة أنه من المهم أن يكون هناك تفاعل وتعاون بين الإخوة.
الحوار والمناقشة مع الأبناءوتابعت أستاذة رياض الأطفال بجامعة الأزهر، :"يجب على كل فرد في الأسرة أن يشارك في دعم الآخر، سواء كان ذلك من خلال اللعب أو الاحترام المتبادل، لأن هذا يُسهم بشكل كبير في بناء علاقة أسرية قوية، يجب أن يكون هناك وقت يومي مخصص للحوار والمناقشة مع الأبناء، لأن ذلك يُساعد على بناء الثقة بالنفس ويعزز من قدرتهم على التعبير عن أنفسهم، ومن الضروري أن تدعم الأسرة أبناءها في تحصيلهم العلمي، وإذا كان هناك أي تحديات تواجههم، يجب على الأسرة أن تتابع وتقدم الدعم، سواء كان ذلك عن طريق التوجيه الأسري أو الإرشاد النفسي، لا يجب أن يشعر الأب أو الأم بالخجل عند اتخاذهم خطوات لمساعدة أبنائهم في التغلب على مشكلاتهم".
وعن أهمية دمج الأطفال في المجتمع، قالت: “من المهم دمج الأطفال من ذوي الهمم مع أقرانهم الأصحاء في المجتمع، لأن ذلك يساعدهم على تعلم المهارات الحياتية مثل كيفية التفاعل مع الآخرين، كيفية التعبير عن مشاعرهم، وكيفية التعامل مع المواقف المختلفة، وهذا يجب أن يتم وفقاً لحالة الطفل واحتياجاته الخاصة”.
وفي سياق أخر، استقبل مستشفى بر ج العرب المركزى بغرب الإسكندرية، قافلة طبية لذوى الهمم بالتعاون مع الجمعيات المسئولة عن الاشخاص ذوى الاعاقة بمنطقة برج العرب.
وكان فى استقبالهم الدكتور "وليد مختار " مدير المستشفى بالتنسيق مع الدكتورة فاطمة رجب مدير ادارة ذوى الهمم .
يأتى ذلك فى إطار اهتمام رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي بملف ذوي الهمم تماشيا مع رؤية مصر 2023 والتوجيهات بالعمل على دمج ذوى الهمم بكافة قطاعات المجتمع ، و تحت رعاية الدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان والدكتورة غادة ندا وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية , وفى إطار المبادرة الرئاسية "بداية جديدة لبناء الإنسان"
وتضمنت القافلة التى قامت بها مديرية الصحة باشراف الدكتورة غادة ندا وكيل مديرة الصحة تقديم خدمات الكشف الطبي على المرضى من ذوي الهمم بمختلف التخصصات الطبية (الباطنة، الجراحة، العظام، الرمد، الأطفال، الأنف و الأذن، المخ و الأعصاب ) بالإضافة إلى تقديم خدمات التحاليل الطبية و الأشعة و صرف العلاج بالمجان،
وقد قام منسقي ذوي الهمم بالمستشفى بتقديم كافة خدمات الدعم من توفير التذاكر بمقر خدمة ذوي الهمم وتيسير تقديم الخدمة الطبية للمرضي بدون انتظار بكافه العيادات وعمل ندوات تثقيفية عن كيفيه التعامل مع المرضي من ذوي الهمم وطرق تقوية المناعة في فصل الشتاء كما تم الرد على كل الاستفسارات و رفع الوعي الصحي بالامراض الشائعة وكيفية الوقاية منها.
وجهت الدكتورة غادة ندا وكيل وزارة الصحة الشكر للقيادة السياسية على الدعم غير المسبوق المقدم لذوى الهمم فى شنى المجالات والآليات التنفيذية المقدمة لهم للدمج فى المجتمع و أكدت على أن وزارة الصحة والسكان تولي اهتماماً كبيراً للاكتشاف المبكر للإعاقات والأمراض الوراثية، وكذلك الدور المحوري الذي تلعبه مبادرة الألف الذهبية لتنمية الأسرة المصرية في نشر الوعي بمختلف الأمراض والاضطرابات ونوهت عن وجود 79 غرفة مشورة أسرية مفعلة بالمنشآت الطبية بمحافظة الإسكندرية لتقديم كافة خدمات الدعم والتوعية للأسرة في كافة مراحلها، كما أشارت إلى استحداث الإسكندرية لمقرات ذوي الهمم بجميع المستشفيات التابعة للمديرية ووجهت بالتوسع في تفعيل المقرات بوحدات الرعاية الأساسية لتحقيق أكثر استفادة للأشخاص ذوى الهمم.
أكدت الدكتورة فاطمة رجب مدير إدارة ذوى الهمم بمديرية الشئون الصحية بالإسكندرية على اعتزاز الدولة المصرية بتقديم الخدمات الطبية لذوي الهمم وقد قدمت إدارة ذوي الهمم 18 ألف خدمة طبية للأشخاص ذوي الإعاقة كما استعرضت الدكتورة فاطمة رجب الخدمات المقدمة لذوى الهمم من خلال انتشار 15 مقر لدعم ذوي الهمم بجميع المستشفيات وعيادتين لاكتشاف مبكر للإعاقات ومركز الاكتشاف والتدخل المبكر بمستشفى أطفال الرمل و افتتاح عيادة للإعاقات البصرية بمستشفى الرمد العام والتي تقدم خدمات التأهيل البصري عن طريق المعينات البصرية كما نوهت عن المشاركة في القوافل الطبية من خلال تقديم جلسات التخاطب و تنمية المهارات و عمل مسح سمعي للمدارس والنجاح في توفير السماعات الطبية لضعاف السمع بالتعاون مع المجتمع المدني.