شارك أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية في افتتاح أعمال الدورة (47) لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب والذي عقد اليوم الأربعاء الموافق 28/2/2024 بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.

وكانت نص كلمة أحمد أبو الغيط كما يلي:

صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل اّل سعود وزير الرياضة بالمملكة العربية السعودية – رئيس الدورة العادية (46) لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب

معالي السيد محمد سلامة فارس النابلسي 

          وزير الشباب بالمملكة الأردنية الهاشمية – رئيس الدورة العادية (47) لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب 

أصحاب السمو والمعالي،

الحضور الكريم،

يطيب لي بداية أن أرحب بكم.

.. هنا في مقر الأمانة العامة لافتتاح أعمال الدورة العادية (47) لمجلسكم الموقر... وأتقدم بخالص عبارات الشكر والتقدير إلى صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل اّل سعود على جهوده الحثيثة وتعاونه المثمر طوال فترة رئاسته للمجلس خلال الدورة (46)... كما يسرني أن أتقدم بالتهنئة إلى معالي السيد محمد سلامة فارس النابلسي بمناسبة توليه رئاسة الدورة الحالية للمجلس.

إننا جميعًا نتابع بحزن وغضب شديدين العدوان الإسرائيلي المتواصل على أهلنا في قطاع غزة... خلال أربعة أشهر من المذابح الوحشية... قتل الاحتلال من الأطفال والصحافيين والعاملين بالأمم المتحدة ما يفوق أعداد ما قُتلوا في أي نزاع آخر معاصر.

لا يكشف ذلك فقط عن وحشية الاحتلال... وتجاوزه لأبسط مبادئ الإنسانية والأخلاق... وإنما يكشف أيضًا عن أزمة ضمير كبرى يعانيها المجتمع الدولي، وبخاصة الدول التي تتبنى مبادئ حقوق الإنسان وترفع لواءها...  ثم نراها اليوم لا تكتفي بالصمت والعجز عن وقف هذا العدوان...  وإنما تبادر إلى دعم الجلاد – بلا خجل ومن دون أي اعتبار للضحايا.

هؤلاء الضحايا يمثل الشباب والأطفال أغلبيتهم الكاسحة... لأن فلسطين، وغزة بالتحديد، مجتمع شاب... وأيضًا لأن الاحتلال لا يعترف بقوانين الحرب، ولا يلقي بالًا للقانون الدولي الإنساني... ويجد في النهاية – وللأسف الشديد – من يمنحه الغطاء السياسي، والضوء الأخضر ليواصل العدوان... هكذا وقف الفيتو الأمريكي، مرة بعد مرة، حائلًا دون استصدار قرار من مجلس الأمن بوقف فوري – دائم وليس مؤقتًا – لإطلاق النار.

لقد فقد أطفال غزة وشبابها كل شيء في هذه المحرقة... فقدوا البيت الآمن... والمدرسة... والمستشفى... فقدوا كل ما هو حقٌ لهم في هذه السن من تعليم ورياضة وتثقيف... وكأن الاحتلال – بفعله هذا – يسعى للقضاء على المستقبل بتقويض دعائم المجتمع... وتحطيم قواه النابضة والواعدة... ممثلة في الشباب والأطفال.

وعلى الرغم من ذلك، آثر هؤلاء الشباب الصمود والتمسك بحقهم في الحياة... ولقد شاهد العالم عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي كيف قاموا، ومنهم أطباء وكوادر طبية ودفاع مدني ومتطوعين، بأدوار بطولية على مدار شهور تَجلت في عمليات الإنقاذ والإغاثة ومساعدة النازحين... ولا ننسى ما قام به الشباب من المصورين والصحفيين والإعلاميين في تغطية الأحداث وتوثيقها ونشرها للعالم رغم كل المخاطر المحيطة بهم... وأقولها بصدق أن التاريخ سيُخلد قوة وبسالة الشباب الفلسطيني وإيمانه بعدالة قضيته... وإنني على ثقة من أن جيلًا جديدًا سيخرج من رحم هذه الأزمة أشد إيمانًا بالقضية وبالمستقبل... ودورنا ومسئوليتنا – في كافة مؤسسات العمل العربي المشترك – أن نحتضن هذا الجيل ونعزز صموده ونساعده على اجتياز هذه المحنة إلى المستقبل الذي لا يمكن أن يقدر الاحتلال – مهما بلغ من الجبروت والبطش – على حرمان أبناء فلسطين منه.

أصحاب السمو والمعالي،

فرضت الصدمات التي عاشها العالم بسبب تداعيات جائحة كوفيد-19 ومن بعدها من أزمات، المزيد من التحديات والأعباء الاقتصادية والاجتماعية على الشباب من الأجيال الجديدة في مختلف أنحاء العالم، ولا سيما في البلدان النامية، وخلقت شعورًا عامًا بعدم الاستقرار وانعدام الأمان والخوف من المستقبل. 

إن مثل هذه الأزمات العالمية تتطلب من كافة الجهات المعنية بالشباب التعامل السريع والمرن مع احتياجاتهم المتزايدة والمتغيرة... في التعليم والتدريب والتوظيف، وغير ذلك من المناحي مثل الثقافة والرياضة... وقد لَمست مدى حرص مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب على تحديث وتطوير جدول أعماله بشكل مستمر ليتناسب مع احتياجات الشباب العربي ويواكب قضايا الساعة في مجالات العمل الشبابي والرياضي.

وأشيد في هذا الصدد بما قام به المجلس من أنشطة شبابية متنوعة التي تهدف إلى تنمية مهارات وبناء قدرات الشباب العربي وتعزيز ثقافة التفاهم والحوار لديهم، وترتكز حول القضايا المُلحة مثل السلام والأمن، والتنمية المستدامة، والتمكين الاقتصادي والاجتماعي، واحتياجات سوق العمل، وريادة الأعمال... بالإضافة إلى عدد من القضايا والموضوعات التي تصدرت الأجندة الدولية مؤخرًا، ومن بينها تغير المناخ، والأمن الغذائي، والذكاء الاصطناعي. 

وأشير هنا على نحو خاص إلى الانتهاء من إعداد الاستراتيجية العربية للشباب والسلام والأمن، والتي اعتمدها المجلس في دورته الاستثنائية بتاريخ 19/9/2023، وهي الوثيقة الأولى من نوعها على المستويات الإقليمية، حيث تم وضعها لتكون خارطة طريق لتنفيذ أجندة الشباب والسلام والأمن وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة في المنطقة العربية... وأذكر في هذا الشأن، أن مجلسكم الموقر سيقوم برفع الاستراتيجية المشار إليها للقمة العربية القادمة في البحرين لاعتمادها.

وفيما يخص العمل العربي المشترك في مجال الرياضة، فإنني أُثمن كافة الجهود التي يبذلها مجلسكم الموقر للنهوض بقطاع الرياضة والتربية البدنية وتطوير التنشئة الرياضية، والتهيئة لأسلوب الحياة الصحي في مجتمعاتنا العربية... خاصة وأنه يركز اهتمامه على أوجه المجال الرياضي المختلفة مثل إعداد القيادات الرياضية، ورياضة المرأة، ورياضة ذوي الاحتياجات الخاصة، وإعداد الأبطال الرياضيين العرب... وكلها مجالات يستفيد منها الشباب العربي في أي مكان، وبغض النظر عما إذا كانوا أبطالًا رياضيين أو مجرد ممارسين للرياضة... وقد تابعت باهتمام فعاليات دورة الألعاب الرياضية العربية الخامسة عشر التي أقيمت بنجاح بالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية في عام 2023، وذلك بعد انقطاع دام لمدة 12 سنة... وأرى أن هذا التقليد المهم ينبغي أن يستمر... فهو يغرس في الشباب العربي روح المنافسة الشريفة... والانتماء الأصيل للأوطان تحت المظلة العربية الجامعة.

ختامًا، أجدد شكري لكم، متمنيًا لكم دوام النجاح والتوفيق.

وفقكم الله لما فيه الخير لشباب أمتنا العربية،

f1974a3a-c41c-41c9-b7d9-f52769e7449a

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: فلسطين مساعدة أحمد أبو الغيط الأمين العام وزير الرياضة المجتمع الدولي مؤسسات مستشفى الشباب والرياضة احمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية لمجلس وزراء الشباب والریاضة العرب الشباب العربی

إقرأ أيضاً:

العراق يطلب عقد دورة غير عادية لمجلس جامعة الدول العربية لمواجهة التهديدات الإسرائيلية ضده

اعلنت الامانة العامة لجامعة الدول العربية ان العراق طلب رسميا عقد دورة غير عادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين  فى اقرب وقت ممكن لمناقشة مذكرة رئيس مجلس الأمن الدولى بشأن ادعاءات الاحتلال الإسرائيلي بزيادة وتيرة وشدة الهجمات عليه عبر الأراضي العراقية منذ سبتمبر الماضي والهادفة لجر المنطقة إلى حرب إقليمية أوسع.

صرح بذلك السفير حسام زكى الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية.

وقال زكى أن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية تلقت المذكرة العراقية وتم تعميمها على الدول العربية الاعضاء للتشاور حول تحديد الموعد المقترح .

واضاف زكى أن عدة دول ايدت الطلب العراقى وبناءا عليه سيتم تحديد الموعد فى ضوء المشاورات بين الأمانة العامة لجامعة الدول العربية  والرئيس الحالى لدورة مجلس جامعة الدول العربية وهو اليمن، للاتفاق على الموعد.

يذكر انه جاء في المذكرة العراقية التي تم تقديمها إلى الأمانة العامة وتوزيعها علي الدول الاعضاء أن تهديدات إسرائيل وردت في الرسالة الموجهة منها إلى مجلس الأمن والتي تسعي من خلالها الي توسيع ممارساتها العدوانية الحالية في المنطقة لتشمل العراق.

تجدر  الاشارة الي ان  وزير خارجية اسرائيل جدعون ساعر قد حمل الحكومة العراقية مسؤولية "كل ما يحدث على أراضيها"، مشددا على أن تل أبيب لها الحق في الدفاع عن النفس.

مقالات مشابهة

  • العراق يطلب عقد دورة غير عادية لمجلس جامعة الدول العربية لمواجهة التهديدات الإسرائيلية ضده
  • كلمة نقيب المحامين في اجتماع المجلس الدائم لاتحاد المحامين العرب
  • كلمة رئيس اتحاد المحامين العرب في اجتماع المكتب الدائم للاتحاد المنعقد بالمغرب
  • أبو الغيط يستنكر الفيتو والبرلمان العربي يتحدى الاحتلال.. وخبير يكشف فوضي في جيش إسرائيل
  • بمشاركة المملكة ..انطلاق أعمال الاجتماع المشترك بين أجهزة مكافحة المخدرات وممثلي الصحة بالدول العربية
  • الحكومة العراقية تقدم طلباً لعقد جلسة طارئة لمجلس الجامعة العربية
  • ليبيا تفوز باستضافة الدورة العشرين لمجلس وزراء البيئة الأفارقة في 2025
  • ليبيا تستضيف الاجتماع الوزاري العشرين لمجلس وزراء البيئة الأفارقة
  • أبو الغيط: سعداء بالمشاركة الاولي لمنظمتنا فى أعمال قمة مجموعة العشرين
  • وزير الشباب والرياضة يؤكد أهمية بناء قدرات الحكام وتطوير مهاراتهم